هل يمكن أن يتوحد الشعب (الغالبية التي تعاني) حول صيغة تشكل إتفاقاً يحمل برنامجاً إستراتيجياً لإعداد البديل.
الآن صارت الشماعة الوحيدة التي يبرر بها الجميع الإنهيار والمعاناة المتنامية يوماً بعد يوم هو عدم وجود بديل جاهز ومرتب يتفق على ويلتف حول برنامج يرضى طموحات الشعب والغالبية العظمى التي باتت تحلم ولا يكتمل حلمها حيث أنها تفيق مذعورة من ثباتها وتتمتم بأنه لا بديل يعتمد عليه !!
وما زلنا نحن هنا من على المنابر الإسفيرية نناقش الفرق بين المدنية والعلمانية والديمقراطية والشورى وليس لدينا في أيدينا أياً منها أو حداً أدنى نتفق حوله!!
هل يمكن أن نرتب أولوياتنا واضعين نصب أعيننا حجم الدمار والخراب الذي قد يصيب البلاد إن إستمر الوضع على ما هو عليه.
هل من قوى وأحزاب وجماعات يصتنتون ويستمعون ويتبعون الرشد لمصلحة وطن جريح وشعب مهان ومشتت في المهاجر وجائع في عقر داره.
هل لم يعد هناك من يستمع لمن ينادون بالتغيير سلمياً وينتظرون من الجميع أن يحمل السلاح ويكون حركات تمرد مسلحة حتى يجد أذناً صاغية ومفاوضات تتقدم وتعود للمربع الأول بعد وضع السلاح أرضاً.
حقيقةً لقد سئم الإنتظار وما زلنا ننتظر ولقد عانت المعاناة وإستحت من تحملنا إياها دون كلل أو ملل.
أين تجاربنا الخاصة وإرثنا التاريخي واين تجارب الإنسانية وأين قصص التاريخ أين البطولات وأهازيجها وأين الثورات وأناشيدها أين الأخضر والأحمر وأين الإتحادات والنقابات وأين وأين ............. وأين ست الدار واين النوباوية واين رئيس الوردية.
إمتلأت صفحات الصحف والمنابر بالمقالات وإمتلأت أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية باللقاءات والإنتقادات بل بدأ يظهر يوماً بعد آخر من كان من أنصار النظام وهو ينتقد أيضاً النظام.
وما زالت المعارضة المعلنة حائرة وأصابت معظم الشعب بعدوى الحيرة.
فخرج علينا "أساسي" اليوم مشكلاً مثالاً حياً للإحباط ولسان حال أغلب زملائه في المنبر يقول: "كلنا أساسي".
فهل من مخرج .. فالزجاجة عنقها ضاق عليها أكثر من ضيقه على محتواها !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة