الخرطوم تأمل في أن يعوض الذهب والنحاس فقدان عائدات النفط السودانيون!!!

Quote: الخرطوم تأمل في أن يعوض الذهب والنحاس فقدان عائدات النفط السودانيون يطلقون شعارات للضيق الاقتصادي «مليار رأس واللحمة بقت بالماس» الاثنيـن 06 ذو القعـدة 1432 هـ 3 اكتوبر 2011 العدد 11997 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: أخبــــــار لندن: مصطفى سري الخرطوم - لندن: «الشرق الأوسط» قال وزير المعادن السوداني عبد الباقي الجيلاني إن السودان يتوقع أن يجني 4 مليارات دولار أميركي من عائدات تصدير الذهب خلال 2011 كما أنه يسعى لزيادة إنتاجه من الذهب والبدء في إنتاج النحاس لسد الفجوة الناجمة عن فقدان عائدات النفط بانفصال جنوب السودان. وتتباين مواقف المسؤولين السودانيين حول الأثر الذي أحدثه فقدان عائدات النفط. ولكن الجيلاني يجزم بأن الموارد المعدنية ستسد الفجوة التي خلفتها عائدات النفط في ظل ارتفاع سعر الذهب عالميا الذي وصل الشهر الماضي إلى 1921 دولارا للأونصة، قبل أن يتراجع إلى نحو 1500. ودفع الأمر الكثير من الفقراء السودانيين إلى التوجه نحو مناطق تعدين الذهب التقليدية في مناطق نائية بالسودان بحثا عن الثراء. ويقول الجيلاني في حوار مع وكالة الصحافة الفرنسية «أكثر من 200 ألف شخص يعملون في التعدين التقليدي وأنتجوا منذ يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى الآن نحو 60 طنا من الذهب. ولكن غالب هذا الإنتاج يهرب للخارج عبر حدودنا مع مصر كما أننا نتوقع أن تنتج الشركات المرخص لها ما بين 12 و20 طنا سنويا. وعائد إنتاج هذه الشركات مع التعدين التقليدي يمكن أن يصل إلى 3 مليارات دولار كما أننا سنحصل على مليار آخر من عائدات معادن أخرى». وأضاف أن «الفاقد في ميزانيتنا من جراء خروج النفط يبلغ 4 مليارات دولار وإذا لم يهرب إنتاجنا من الذهب للخارج نستطيع أن نملأ هذه الفجوة، وتتركز سياستنا الآن على إغلاق الباب أمام هؤلاء المهربين وهذه السياسة تتمثل في أن يدخل بنك السودان المركزي كمشتر لإنتاج الذهب كما أننا نبني مصفاة للذهب لزيادة عائداتنا من الذهب». وأوضح الوزير الجيلاني أن «المصفاة تقع في شمال الخرطوم واعتبارا من يناير المقبل ستدخل الإنتاج بطاقة قدرها 50 طنا من الذهب سنويا على أن تصل إلى طاقتها القصوى خلال 3 سنوات بإنتاج 150 طنا في السنة». ويحاول قطاع تعدين الذهب السوداني جذب مستثمرين أجانب لديهم قدرات فنية ومالية عالية في ظل العقوبات الاقتصادية الأميركية. ويؤكد الوزير أن 200 شركة أجنبية حصلت على ترخيص للتنقيب عن الذهب في مختلف مناطق السودان بما فيه منطقة جبال النوبة التي تدور فيها حرب بين القوات الحكومية السودانية ومتمردي الحركة الشعبية، شمال السودان، ولكن الكثير من هذه الشركات في بداية خطوات الإنتاج. ومن بين هذه الشركات شركة «لا مانشا» الكندية التي تملك مجموعة «اريفا» الفرنسية ثلثيها. و«لا مانشا» عضو في تحالف «ارياب» مع الحكومة السودانية الذي يستثمر حقل الحصاية شمال شرقي الخرطوم بين العاصمة والبحر الأحمر. وقال نائب رئيس شركة «ارياب» جان بيار سيراك «حقل الحصاية هو أكبر حقول الذهب السودانية ويمتد فوق مساحة 25 ألف كلم مربع. لكن إنتاجه تراجع من خمسة أطنان عام 2003 إلى 2.3 طن في 2011». وأضاف أن الشركة تعمل لزيادة الإنتاج، ولكن سيراك لا يعتقد أن إنتاج السودان سيصل إلى 70 طنا من الذهب سنويا، كما قال وزير المعادن السوداني. وأضاف سيراك أن «(ارياب) تبني وحدة جديدة بتكلفة 185 مليون دولار ستمكننا من زيادة الإنتاج إلى مستوياته السابقة من خلال تقليل الفاقد وزيادة نسبة الناتج إلى 90 في المائة مقارنة مع 70 في المائة و75 في المائة حاليا. وكان يتوقع أن تبدأ هذه الوحدة الإنتاج في عام 2013، ولكن ظهر لنا أن بعض التأخير قد يحدث عن الموعد المحدد». وأشار سيراك إلى أن «على الحكومة السودانية أن تشجع الشركات الأجنبية للاستثمار في مجال المعادن، ليس الذهب وحده وإنما النحاس والحديد كذلك». إلى ذلك، ابتكر السودانيون شعارات جديدة في المظاهرات التي شهدتها بعض أحياء العاصمة الخرطوم تعبر عن ضيقهم وتبرمهم من الغلاء الفاحش في أسعار السلع التي وصفها البعض بأن بلادهم لم تشهدها من قبل. ومن تلك الشعارات «مليار رأس واللحمة بقت بالماس» ويقصدون أن السودان الذي يعد من أكبر الدول التي بها ثروة حيوانية تبلغ مليار رأس من الأبقار والمواشي يوازي سعر اللحوم فيه أسعار الماس، في حين توقع اقتصاديون في الخرطوم أن تتفاقم الأوضاع إلى الأسوأ في ظل ارتفاع أسعار الدولار مقابل العملة المحلية. وأرجع عدد من الخبراء الاقتصاديين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» سوء الأحوال الاقتصادية التي يشهدها السودان والتراجع السريع للعملة المحلية أمام الدولار بسبب انفصال جنوب السودان عن الدولة المركزية، وانخفاض تصدير النفط الذي غالب إنتاجه من الجنوب من 500 ألف برميل في اليوم إلى 115 ألف برميل، إلى جانب شح الصادرات غير النفطية، مما أدى إلى حاجة السودان إلى النقد الأجنبي الذي أصبح عملة نادرة في موازاة انخفاض العملة المحلية.

Quote: الخرطوم تأمل في أن يعوض الذهب والنحاس فقدان عائدات النفط السووداني