|
|
 مشاركتي في الندوة الاقليمية حول حقوق الإنسان في القاهرة
|
مركز الأمم المتحدة للاعلام بالقاهرة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المنظمة العربية لحقوق الانسان
الندوة الاقليمية حول
المدافعين عن حقوق الإنسان و ناشطي الشبكات الإجتماعية في الربيع العربي
النجاحات و التحديات
القاهرة 20-21 ديسمبر 2011
ورقة بعنوان
نظرة عامة على أوضاع حقوق الإنسان والنشطاء وناشطي الإنترنت في السودان
خالد عويس
أسعد الله أوقاتكم بكل خير،،
اسمحوا لي أن أتقدم بعميق شكري للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة على هذه الدعوة الكريمة والتنظيم الرائع.
منذ نحو ثلاثة وعشرين عاماً والسودان يكابد ظروفاً في غاية القسوة والصعوبة في مجالات حقوق الإنسان والحريات العامة.
في هذا البلد اجتمع الاستبداد السياسي بالأيدلوجيا الدينية والشوفينية العرقية، وهي مجتمعة كانت مسؤولة عن اشتداد ضراوة الحرب في الجنوب لتكون حصيلتها في نهاية المطاف نحو مليوني قتيل، وكذا الحال في دارفور. وهو ما يجري الآن تحت نظر العالم بأسره في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
ورغم إتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في عام ألفين وخمسة، غير أن ما كان مأمولاً من تحسنٍ في أوضاع حقوق الإنسان لم يحدث.
ويعاني النشطاء والناشطات أوضاعاً تزداد قسوة يوماً بعد آخر، حيث تعرض ويتعرض المئات منهم لإعتقالات وصنوف من المضايقات والإنتهاكات، إضافةً إلى محاكمات تفتقر إلى أدنى درجة من توفر العدالة.
ولي أن أُشير هنا إلى أن مؤشر حريةالإعلام الذي تصدره منظمة (مراسلون بلا حدود) للعام ألفين وعشرة..وضع السودان في المرتبة 172 ضمن 178 دولة من حيث القيود المفروضة على الإعلام.
منذُ عام ألفين، عرف النشطاء والناشطات شبكات الإنترنت، وراحوا يعبرون عن آرائهم ويكشفون الكثير من الإنتهاكات عبر مواقع أهمها
• سودانيز أون لاين، http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?board=350
• حريات، www.sudaneseonline.com
http://www.sudaneseonline.com/?cat=14
• سودانايل، http://www.sudaneseonline.com/
• السودان للجميع، www.sudaneseonline.com
• الراكوبة، http://www.sudaneseonline.com/
وغيرها من المواقع) علاوة على الفيس بوك والتويتر واليوتيوب في السنوات الأخيرة.
لكن الأجهزة الأمنية عمدت إلى ملاحقة أعداد كبيرة منهم، واعتقلت بعضهم، وأجبرت عدداً منهم..مثلاً (محمد عادل، يوسف مبارك، وصلاح مبارك) في يناير الماضي على كشف حساباتهم الشخصية على البريد الإلكتروني والفيس بوك بعد تعذيب متواصل.
وبلغ الحال حد الحكم بإعدام ناشطين سياسيين وحقوقيين كالشاعر السوداني، عبدالمنعم رحمة، الذي أُهيب بهذا الجمع الكريم بذل كل الجهد الممكن من أجل ضمان حياته وسلامته.
رحمة كان قد حُكم عليه بحسب مصادر الحركة الشعبية – قطاع الشمال بالإعدام في نوفمبر الماضي هو و18 من رفاقه أعضاء الحركة على خلفية أحداث ولاية النيل الأزرق.
الأجهزة الأمنية أطلقت خلال هذا العام وحدة إلكترونية خاصة سمّتها وحدة الجهاد الإلكتروني بهدف نسف أي جهد لتنظيم احتجاجات شعبية من خلال شبكات التواصل الإجتماعي.
وتنبغي الإشارة هنا إلى أن مخاوف الأجهزة الأمنية السودانية تضاعفت خلال الأشهر الماضية جراء الربيع العربي، فكثفت أنشطتها في ملاحقة ناشطي الشبكات الإجتماعية، خاصةً أن صوراً ومقاطع مصورة باتت تتسرب إلى أقنية فضائية مثل العربية عبر خدمتها (أنا أرى) والجزيرة وفرانس 24.
النشطاء والناشطات السودانيون يحملون على عاتقهم قضايا عدة، فالإنتهاكات الناجمة عن الحروب، والأخرى الناتجة عن القمع الذي يتخذ أشكالاً دينية وإثنية وسياسية وفكرية، كلها توجب عليهم وعليهن مضاعفة جهودهم لرصدها وكشفها، هذا إضافةً إلى الهامش الضئيل للحريات في الإعلام، وقضايا القوانين المقيدة للحريات علاوة على غياب دولة القانون.
شبكات التواصل الإجتماعي قدمت خدمات جليلة للناشطين في السودان، حيث تسنى لهم حمل قضية الصحافية لبنى أحمد حسين إلى الرأي العام العالمي، وكذا السيدة التي ظهرت على يوتيوب من خلال مقطع مسرّب في ديسمبر 2010 حوى مشاهد لها وهي تُجلد في مركزٍ للشرطة،
http://www.youtube.com/watch?v=yhdtR2XNF7Q
وكذلك الفنانة التشكيلية، صفية إسحق، التي قالت عبر مقطع مصوّر في فبراير الماضي إنها تعرضت للإغتصاب بواسطة عناصر في جهاز الأمن.
http://www.youtube.com/watch?v=Mb2960uQfg4
وقالت عدد من الناشطات إنهن تعرضن لتحرشات جنسية وتهديدات بالإغتصاب من قبل رجال أمن.
بالنسبة لتجربتي الشخصية، فقد نشطتُ منذ 1991 كسياسي وناشط حقوقي ضد الحكومة السودانية، وأُعتقلت 4 مرات، آخرها في 8 يوليو 2011 على خلفية مشاركتي في حفل عزاء رمزي نظمته مجموعة من النشطاء لتأبين نحو 135 من الأطفال المشردين في الخرطوم الذين ماتوا بشكل غامض في ظرف يومين فقط. في أثناء هذا الإعتقال تعرضت لتهديدات بالتعذيب، إضافة إلى تلميحات بالقتل، قبل أن يُحال ملفي إلى الشرطة التي سجلت بلاغين في مواجهتي تبلغ عقوبتهما نحو 9 سنوات سجن.
أشاركُ بقلمي في عدد من المواقع منذ عام 2001، وأطلقت موقعي الخاص
www.khalidowais.com
في 2009.
أعتقد أن آلاف النشطاء والناشطات في السودان، استطاعوا عبر تضامنهم وإيمانهم والتزامهم العميق بقضايا حقوق الإنسان والحريات، استطاعوا أن يكبحوا ولو بشكل ضئيل جموح القوى الأمنية التي باتت تخشى فعلا افتضاح إنتهاكاتها، خاصةً أن السودان يتكئ على إرث حافل طوال العقدين الماضيين بتجارب (بيوت الأشباح) والتعذيب الرهيب والتشريد والملاحقة.
ولعل هذا ما يدفع الآلاف من الشباب والشابات حالياً لأن ينشطوا عبر شبكات التواصل الإجتماعي خاصةً الفيس بوك وتويتر.
وربما التحدي الأكبر الذي يواجهنا في السودان كما يواجه غيرنا، هو كيفية التضامن أكثر فأكثر مع بعضنا بعضنا على امتداد الإقليم من أجل أن يكون صوتنا الجمعي أقوى من صوت الطغاة.
هناك تحديات أخرى..تكمن في الجهل والظروف الإقتصادية الخانقة التي تحول دون استخدام العدد الأكبر من السودانيين للوسائط الحديثة..فـ 0.14% من مجموع السكان فقط هم من المستخدمون الجدد للفيس بوك في السودان مثلا..
Figure 13: New Facebook Users In the Arab Region and Globally (Jan. 5 -Apr. 5, 2011), as
Percentage of Population*
http://www.dsg.ae/portals/0/ASMR2.pdf
أي نحو 102 ألف مستخدم فقط..
Figure 14: Number of New Facebook Users in the Arab Region, plus Iran, Israel and Turkey (Jan. 5- Apr. 5, 2011)
http://www.dsg.ae/portals/0/ASMR2.pdf
في ما يبلغ العدد الكلي لمستخدمي تويتر في السودان نحو 9,500 فقط
Figure 20: Number of Active Twitter Users in the Arab Region plus Iran, Israel and Turkey (Average
Number between Jan. 1 and March 30, 2011)
http://www.dsg.ae/portals/0/ASMR2.pdf
بنسبة 0.02% فحسب
Figure 21: Twitter Penetration in the Arab Region plus Iran, Israel and Turkey (Average between
Jan. 1 and March 30, 2011)
http://www.dsg.ae/portals/0/ASMR2.pdf
العدد الكلي لمستخدمي فيس بوك في السودان، لا يتجاوز 500 ألف فقط من نحو 30 مليون نسمة، هم عدد السكان بعد إنفصال الجنوب.
Table 4: Facebook Users and Country Populations in the Arab World
http://www.dsg.ae/portals/0/ASMR2.pdf
أخيراً، يقدر عدد مستخدمي الإنترنت في السودان بنحو 9 أشخاص بين كل 100 شخص، واللافت أن 36 من بين كل 100 سوداني يستخدمون الهاتف النقّال:
Table 6: Facebook, Twitter, Internet and Mobile Subscription Rates in the Arab Region*
http://www.dsg.ae/portals/0/ASMR2.pdf
اسمحوا لي في ختام مشاركتي هذه، أن أنوّه بناشطةٍ سودانيةٍ..كان لها القدح المعلى في كشف وفضح الكثير من الإنتهاكات والجرائم، من خلال جولاتها الواسعة في أنحاء السودان، ورصدها الدقيق من خلال كاميرتها ومقاطع الفيديو التي تبثها عبر شبكات التواصل الإجتماعية ومواقع الإنترنت، هي السيدة، نجلاء سيدأحمد، التي لطالما تعرضت للإعتقال والمحاكمات والمضايقات التي شملت أسرتها أيضاً، ولم يفتّ هذا كله في عزيمتها وفي التزامها الصادق تجاه قضايا حقوق الإنسان.
السيدة نجلاء سيدأحمد، هي النموذج الأبرز في بلدي لمدى التزام الناشط الحقوقي بحقوق الإنسان، وتوظيفه التكنلوجيا لفائدة الدفاع عن الحقوق. إنني أُحني هامتي لها ولأسرتها ولجهودها العظيمة في هذا المجال.
|
|
  
|
|
|
|
المكاشفي الخضر الطاهر
Habib_bldo
M A Muhagir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست