الشاهد ان مستقبل السودان السياسي لا يمكن ان تتم صياغته دون مشاركة فاعلة من قبل القوى المسلحة في السودان؛ والتي اصلحت جزءا من النسيج السياسي بل والاجتماعي والثقافي والنفسي لمجاميع كبيرة من اهل السودان؛ ذاقت العذاب على يد الحكومات والانظمة المدنية والعسكرية المتعاقبة على حكم السودان؛ فرفع بعض ابنائها السلاح دفاعا عن اهلهم ومصالحهم وحقوقهم؛ في ممارسة سياسية يعتقدون بنجاعتها؛ اختلف النلس معهم حول ذلك او اتفقوا.
ولقد مر التطور السياسي في السودالن بمنعرجات واصبحت له سمات ان الحركة السياسية لأهل الشمال والوسط يتم التعبير عنها عن طريق الاحزاب السياسية التي تدعي القومية؛ وهي في الاصل احزاب مركزية جهوية تنتمى للشمال والوسط؛ وهي الاحزاب التي لم تتورع عن تنظيم الانقلابات العسكرية المتعددة؛ مثل انقلاب عبود الذي وقف ورائه حزب الامة ودعمه قادة الاتحاديين؛ وانقلاب مايو الذي قام بمشاركة اليساريين وانقلاب 19 يوليو الشيوعي وانقلاب 30 يونيو الجبهجي الخ ؛ وغيرها من الانقلابات الفاشلة؛ او كونت مليشيات لها كما فعلت الجبهة الوطنية في السبعينات او تجربة التجمع في شرق السودان في التسعينات.
بالمقابل فقد انشأ أهل الاقاليم والهامش منظماتهم السياسية المتقدمة والتي ووجهت بالقمع والدم؛ فكان ان كون الجنوبيون حزب الجنوب ثم الحزب الليبرالي والذي تعرض قياداته للمحاكمات لمجرد طرحها للفيدرالية وحوكم بعضهم بالاعدام؛ وكون اهل دارفور جبهة نهضة دارفور واهل الشرق مؤتمر البجة وغيرها؛ وهي الاحزاب التي تعرضت للتهميش والقمع ومحاولات الاختراق والتكسير ؛ حتى حمل بعض ابناء تلك المناطق السلاح فكانت الانيانيا ثم الحركة الشعبية في الجنوب (وجبال النوبة والانقسنا) وكانت سوني ثم حركة تحرير السودان والعدل والمساواة الخ في دارفور وكان الجناح المسلح لمؤتمر البجة والاسود الحرة في الشرق الخ .
10-11-2011, 03:20 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
في واقع اليوم فان الخرطة السياسية تتكون من نظام غاشم تقف ورائه القوى الاسلاموية والسلفية من كل شاكلة ولون؛ وله احتياطي واسع من احزاب تتفق معه ايدلوجيا مثل المؤتمر الشعبي وانصار السنة الخ؛ وتدعمه وتقف معه استراتيجيا احزاب المركزية العرقية مثل الامة والاتحادي (بل والجناح القائد في الشيوعي) في الوسط والشمال؛ وحركات سياسية وعسكرية (وان كان الصوت العسكري واضحا) في الاقاليم؛ نرى تجسدها الاكبر في تحالف كاودا الاخير وفي حركة العدل والمساواة؛ وفي ارهاصات اخرى لاندلاع القتال مجددا في شرق السودان وفي اقصى الشمال (حركة كوش) .
من جهة اخرى هناك حركات ديمقراطية صغيرة في الوسط والاقاليم تحاول ان تتجنب الصيغة المركزية ولكنها لظروف المنشا لا تتستطيع ان تدعي انها قد وصلت الى حدود القومية؛ فيما يشكل تشظيا للساحة السياسية؛ ومن باب اولى للساحة الوطنية؛ حيث ان الاحزاب والرؤى الفكرية القومية هي التي توحد الاوطان؛ ولكن في السودان فإن اغلب احزابنا ذات طابع اقليمي بما فيها الاحزاب التي تدعي القومية وهي بعيدة منها بعد الارض من السماء.
النظام استوعب هذه الحقيقة ؛ واعلن عن طبيعته الجهوية في اطروحاته المعلنة (مثلث حمدي) ؛ وبدأ حوارات مختلفة مع تلك القوى الاقليمية التي تعبر عن نهوض اهل الهامش؛ وخصوصا المسلحة منها؛وذلك فقط ليضمن سيطرته على جهته المفترضة وعلى اكبر رقعة من الهامش.. وربما كانت حواراته مع الحركة الشعبية هي الاهم والتي ادت في المحصلة لاتفاقية نيفاشا واستقلال الجنوب في المحصلة؛ كما اجرى مفاوضات مع القوى المسلحة في الشرق ادت لحلول ترقيعية جزيئة؛ وكذلك اجرى مفاوضات لم تتوفر فيها حسن النية مع الحركات المسلحة في دارفور في تشاد وفي ابوجا وفي الدوحة ادت الى اتفاقيات مجهضة في مهدها .
10-11-2011, 03:33 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
كان ولا يزال غرض النظام من التفاوض مع الحركات المسلحة هو ضمان بقائه في السلطة وحصوله على النصيب الاكبر من كعكتها؛ ولم تكن موافقة النظام على اتفاقية نيفاشا وعلى استقلال الجنوب الا لادراكه انه لا يستطيع ان يقف امام كل اهالي الهامش مجتمعين؛ فكان لا بد من تحييد الجنوب ثم الانفراد بمن يظنونهم الاضعف من المهمشين في الشمال؛ ممن يظنون انهم يستطيعون كسر شوكتهم بالدجل الايدلوجي (كلنا مسليمين) وبالقوة المسلحة ان احتاج الأمر ؛ وذلك بعد ذهاب حليفهم المحتمل وهو الجنوب.
لذلك احتكر النظام التفاوض مع تلك الحركات؛ وكان يحصره دائما ضمن تصوراته هو ؛ اي تقسيم المناصب والاسلاب؛ دون النظر لعمق المشكلة وحلها جذريا؛ وهو حل لا يملك النظام امكانياته؛ وبالمقابل كان يطلق الصيحات الهستسيرية تجاه اي محاولة حوار بين بقية القوى السياسية وممثلي الحركات المسلحة ؛ ويتهمها بالخيانة العظمى ويتوعد من يشاركون فيها بالويل والثبور وعظائم الامور؛ في محاولة فجة منه لاحتكار تمثيل الشمال والوسط اولا؛ ولفرض اجندته التفاوضية ثانيا؛ ولقطع الطريق امام اي اتفاق وطني بين قوى المعارضة السياسية وخصوصا الديمقراطية منها والقوى المسلحة ؛ يمكن ان يشكل بديلا عن نهجه التفاوضي ومنهج التسويات الانتهازية ويهدد باسقاطه بعمل سياسي - عسكري مشترك.
هذا المنهج نجح للاسف في تخويف اغلب قوى المعارضة السياسية وتدجينها ومنعها من خلق العلاقات وفتح الحوارات - ناهيك عن الاتفاق - مع قوى المعارضة المسلحة. بل وجدنا بعض القوى تتماهي مع خطاب النظام وتدين قوى المعارضة المسلحة كما تم بعد الهجوم على امدرمان وبعد احداث جبال النوبة - النيل الازرق حيث كانت اصوات بعض " المعارضين " هي مجرد اصوات كومبارس للنظام القمعي الدموي .
10-11-2011, 03:42 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
سبب اخر نراه لاحجام معظم القوى السياسية عن الحوار مع الحركات المسلحة والتفاوض معها يرجع لأن مصالحها الاستراتيجية هي اقرب لمصالح النظام منها لمصالح اهل الهامش ؛ وفي هذا الصدد ننظر لتصريحات الصادق المهدي عن خطر الافريقانية وعن التخويف من ثورة الهامش وغيرها من التصريحات التي يعدها البعض تخريفات؛ ولكنها تنسجم في المحصلة النهائية مع مصالح النادي العنصري الجهوي الحاكم والمسيطر في المركز منذ 1821 وحتى يومنا هذا ؛ رغم ان مصدر دعم الصادق المهدي السياسي والبشري قد كان دائما في مناطق الهامش؛ ولكن ...
ما نستغربه هو احجام القوى الديمقراطية عن الحوار والتفاوض مع الحركات المسلحة. وهو امر ليس له اي تفسير غير الخوف والتوجس او الاحساس بعدم اهمية تلك القوى في الهامش؛ او عدم الاحساس بضرورة وحدة السودان الحقيقية في اطار فيدرالي يحكم فيه الناس انفسهم بانفسهم. ان الاستاذ ابكر ادم اسماعيل قد تحدث عن مصالحة تاريخية بين المركز والهامش تتوفر لها الفرص النادرة اليوم؛ حيث افرز الهامش حركاته السياسية والمسلحة وقادته؛ فهل نفقد هذه الفرصة بسبب من تهديدات النظام وبسبب من التوجسات غير المبررة والغرق في السياسة الخرطومية الصالونية ؟؟
انني ارى انه قد حان الاوان للقوى الديمقراطية في المقام الاول ان تمد يدها وتفتح قلبها للحوار مع القوى المسلحة التي يحاول النظام احتكار الحوار معها؛ وان نسعى سويا للبحث عن حل للازمة الوطنية بما يستجيب للتحديات الراهنة؛ وبما يضمن ان يكون الانتقال من الشمولية للديمقراطية سلسا وغير عنيفا؛ وبما يساهم في ايقاف الحروب الدائرة وتحقيق المطالب العادلة لاهل الاقاليم وذلك بعد اسقاط النظام مباشرة؛ وفي المقام بما يعيد الثقة ويعالج الشروخات الاجتماعية والهوة النفسية التي تكونت عبر اعوام وعقود من الاستغلال والاقصاء والحرب.
فهل تملك القوى الديمقراطية الشجاعة لتخرج من قوقعتها وتتحاور مع القوى المسلحة ؟؟؟ وهل تملك القوى المسلحة الشجاعة لترك الحوار مع النظام المجرم القاتل وقادته المطلوبين دوليا؛ لتسعى لعقد اتفاقيات استراتيجية مع القوى الديمقراطية؛ تتيح التخلص من هذا النظام وتفكيك الدولة المركزية؛ وبناء دولة السودان الجديد الديمقراطية العلمانية الليبرالية ؟؟
هذا ما ارجوه وما يجب ان يعمل الطرفين لتحقيقه.
عادل عبد العاطي 11-10-2011
10-11-2011, 04:07 PM
Ahmed musa Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
مقال أكتر من رائع وضع العربة خلف الحصان عادل أخوي انا من زمااااااااان وصلت لقناعة إن حزب المؤتمر الوطني نجح في إنه يجعل من نفسه مركز الفعل السياسي والاحزاب بضعفها وهوانها أكّدت ذلك الخطأ السياسي الإستراتيجي لذا تجدها قنعت بكون أنها طرف ثاني دوماً ولم تفكّر بقيادة مبادرات إلا مبادرات لمعارضة النظام فقط دون برنامج واضح لإسقاطه أو تغييره وتبقى جُل أجتماعات قوى المعارضة تحرير سوق لزوم تعديل اوضاعها المالية !!! شكرا لفتح هذا الموضوع الهام ومواصلين معاكـ خطوة خطوة
10-11-2011, 04:18 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25074
Quote: الاحزاب دي يسارية على يمينية المواطن لايعَول عليها كثيرا للاسف الشديد حصل العكس أصبحت تتنظر الخلاص على ايدي المواطنين
لا يمكن ان تكون الاحزاب التي تفتقد الديمقراطية في داخلها والتي تقصي الشباب لصالح القيادات الابدية مركزا للتغيير او الخلاص بل ان بعضها اصبح جزءا من الازمة نفسها
ولكن هذا لا يعني ان تكون كل الاحزاب والحركة السياسية كذلك
لك المحبة والاحترام ...
10-11-2011, 10:09 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
نعم يا صديقي لا تملك اغلب احزابنا اي رؤى وطنية شاملة ولا مبادرات مستقلة لحل القضايا الوطنية وانما تتعامل بالمقطوعية وشغل رزق اليوم باليوم وتلهث وراء الاحداث ولا تلحق بها
فلنخرج من هذا االمأزق الضيق ولنتقدم الى الامام ..
لك الود
Quote: مقال أكتر من رائع وضع العربة خلف الحصان عادل أخوي انا من زمااااااااان وصلت لقناعة إن حزب المؤتمر الوطني نجح في إنه يجعل من نفسه مركز الفعل السياسي والاحزاب بضعفها وهوانها أكّدت ذلك الخطأ السياسي الإستراتيجي لذا تجدها قنعت بكون أنها طرف ثاني دوماً ولم تفكّر بقيادة مبادرات إلا مبادرات لمعارضة النظام فقط دون برنامج واضح لإسقاطه أو تغييره وتبقى جُل أجتماعات قوى المعارضة تحرير سوق لزوم تعديل اوضاعها المالية !!! شكرا لفتح هذا الموضوع الهام ومواصلين معاكـ خطوة خطوة
الأستاذ عادل عبد العاطي تحية وإحترام بالطبع أنت تطرح الموضوع هنا للنقاش والحوار حوله، وهو أمر جيد جداً وحيوي وهام وضروي وملح لكن بالمقابل دعني أن أضع بعض التساؤلات هنا ليتواصل الحوار: 1 ـ ماهي القوى المسلحة التي تعنيها بالحوار؟ 2 ـ على ماذا يتم الحوار مع تلك القوى التي عنيتها؟ 3 ـ الا يقودهذا إلى فرز صفوي للأحزاب.. هامش ومركز؟ ... ثم ماهي المعايير التي تم بها هذا التصنيف؟ هذا مع مراعاة أن التعريفات للمركز والهامش تتخطى عندي التعريفات السياسية الحالية.. ولا أضع حديثك هنا مباشرة في خانة من يقول بمركزية الأحزاب المعارضة (غير المسلحة)، وهامشية تلك المسلحة، رغم أن حديثك يمكن ان يقود إلى هذا التصنيف.. 4 ـ ألا يشيء فتح الحوار مع القوى المسلحة التي عنيتهاأن أحزابناالسياسية لم تعد ذات جدوى لأحداث التغيير؟ بمعني إذا كانت القوى المسلحة الآن هي التي تفرض الحوار معها لأنها تحمل البندقية، الا يشكك ذلك في أدوات الأحزاب المدنية للتغيير، وضرورة بحثها الجدي عن ادوات أكثر مضاءة في مواجهة النظام؟ هذا مع إتفاقي التام أن الحوار الذي تقوده قوى مثل الأمة والإتحادي والأحزاب الإنتهازية الأخرى لا يمثل مصالح وآمال وتطلعات الجماهير، بل يعبر بصورة فجة وقبيحة عن تطلعات تلك الأحزاب وأنصبتها في كيكة لا تخص (الإسلامويين) وحدهم، بل هي كيكة كل السودانيين، ويستخدم النظام اسلوب عرض الكيكة هذا كاسلوب وحيد ورخيص في وجوه الجميع(مسلحين وغير مسلحين) في محاولة منه لأفراغ المعارضة من مضامينها الحقيقية، وتقديم صورتها أمام الجماهير بشكل قبيح ومشوه يجعل الجماهير تسرع إلى طرح سؤال البديل رغم قناعتها بسوء النظام الحالي، وهي حيلة نجح فيها النظام لدرجة كبيرة.. أما طبيعة السلطة التي يسعى النظام لترسيخها... فلي عودة إنشاء الله.. ولكم جميعا الود
Quote: الأستاذ عادل عبد العاطي تحية وإحترام بالطبع أنت تطرح الموضوع هنا للنقاش والحوار حوله، وهو أمر جيد جداً وحيوي وهام وضروي وملح لكن بالمقابل دعني أن أضع بعض التساؤلات هنا ليتواصل الحوار: 1 ـ ماهي القوى المسلحة التي تعنيها بالحوار؟ 2 ـ على ماذا يتم الحوار مع تلك القوى التي عنيتها؟ 3 ـ الا يقودهذا إلى فرز صفوي للأحزاب.. هامش ومركز؟ ... ثم ماهي المعايير التي تم بها هذا التصنيف؟ هذا مع مراعاة أن التعريفات للمركز والهامش تتخطى عندي التعريفات السياسية الحالية.. ولا أضع حديثك هنا مباشرة في خانة من يقول بمركزية الأحزاب المعارضة (غير المسلحة)، وهامشية تلك المسلحة، رغم أن حديثك يمكن ان يقود إلى هذا التصنيف.. 4 ـ ألا يشيء فتح الحوار مع القوى المسلحة التي عنيتهاأن أحزابناالسياسية لم تعد ذات جدوى لأحداث التغيير؟ بمعني إذا كانت القوى المسلحة الآن هي التي تفرض الحوار معها لأنها تحمل البندقية، الا يشكك ذلك في أدوات الأحزاب المدنية للتغيير، وضرورة بحثها الجدي عن ادوات أكثر مضاءة في مواجهة النظام؟ هذا مع إتفاقي التام أن الحوار الذي تقوده قوى مثل الأمة والإتحادي والأحزاب الإنتهازية الأخرى لا يمثل مصالح وآمال وتطلعات الجماهير، بل يعبر بصورة فجة وقبيحة عن تطلعات تلك الأحزاب وأنصبتها في كيكة لا تخص (الإسلامويين) وحدهم، بل هي كيكة كل السودانيين، ويستخدم النظام اسلوب عرض الكيكة هذا كاسلوب وحيد ورخيص في وجوه الجميع(مسلحين وغير مسلحين) في محاولة منه لأفراغ المعارضة من مضامينها الحقيقية، وتقديم صورتها أمام الجماهير بشكل قبيح ومشوه يجعل الجماهير تسرع إلى طرح سؤال البديل رغم قناعتها بسوء النظام الحالي، وهي حيلة نجح فيها النظام لدرجة كبيرة.. أما طبيعة السلطة التي يسعى النظام لترسيخها... فلي عودة إنشاء الله.. ولكم جميعا الود
11-02-2011, 02:53 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
Quote: لكن بالمقابل دعني أن أضع بعض التساؤلات هنا ليتواصل الحوار: 1 ـ ماهي القوى المسلحة التي تعنيها بالحوار؟
كل القوى التي تحمل السلاح حاليا سواء كانت في حالة حرب او في حالة كمون؛ وتأتي في المقدمة منها : * حركة العدل والمساواة * حركة تحرير السودان (بكل اجنحتها) * الجيش الشعبي لتحرير السودان - شمال * حركة التحرير والعدالة ( الجناح الرافض لإتفاق الدوحة) . * جبهة القوى الثورية المتحدة
Quote: 2 ـ على ماذا يتم الحوار مع تلك القوى التي عنيتها؟
على التالي : * استراتيجيات وتكتيكات العمل المعارض وما يجمع هذه القوى وما يفرقها * الاتفاق على صيغة للحكم في مستقبل السودان (شكل الدولة ) * الاتفاق على اعادة لحم النسيج الوطني الذي مزقته الحروب (السلم الأهلي والاجتماعي)
Quote: 3 ـ الا يقودهذا إلى فرز صفوي للأحزاب.. هامش ومركز؟ ... ثم ماهي المعايير التي تم بها هذا التصنيف؟ هذا مع مراعاة أن التعريفات للمركز والهامش تتخطى عندي التعريفات السياسية الحالية.. ولا أضع حديثك هنا مباشرة في خانة من يقول بمركزية الأحزاب المعارضة (غير المسلحة)، وهامشية تلك المسلحة، رغم أن حديثك يمكن ان يقود إلى هذا التصنيف..
انا اصف تلك القوى بأنها قوى مسلحة وهي تنظر لنفسها هكذا باعتبار انها تطرح الكفاح المسلح كآلية رئيسية للتغيير .. ولكن نعم اغلب هذه القوى تعبر عن مناطق الهامش واغلب قوى المعارضة غير المسلحة تنشط في المركز ؛ رغم وجود استنئاءات كثيرة طبعا؛ واعتقد ان الحوار يمكن ان يقلص الحواجز ويكسرها ما بين مركز وهامش ويؤدي الى بناء رؤية وطنية موحدة للقوى الديمقراطية العاملة من اجل التغيير الجماهيري والقوى الثورية التي تؤمن بالعمل المسلح
Quote: 4 ـ ألا يشيء فتح الحوار مع القوى المسلحة التي عنيتهاأن أحزابناالسياسية لم تعد ذات جدوى لأحداث التغيير؟ بمعني إذا كانت القوى المسلحة الآن هي التي تفرض الحوار معها لأنها تحمل البندقية، الا يشكك ذلك في أدوات الأحزاب المدنية للتغيير، وضرورة بحثها الجدي عن ادوات أكثر مضاءة في مواجهة النظام؟
لا اعني ان الاحزاب ليست ذات جدوى بل دعوت تلك الاحزاب لفتح الحوار ولو كنت اظنها دون جدوى فلا داعي للحوار معها .. الاحزاب بلا شك هي احدى ادوات التغيير ولكنها ليست الادوات الوحيدة فهناك الحركات الشبابية وهناك الحركات المسلحة؛ والتغيير منوط بهذه القوى كلها ولن تستطيع انجازه فئة بمفردها؛ وليس هناك من يفرض الحوار غير الازمة الوطنية وغير التمزق الاجتماعي وغير زيادة الهوة بين مكونات القوى المعارضة؛ أما ادوات التغيير المدنية فنحن نتمسك بها ونعمل من اجلها الا ان هذا لا يعنى ان نتجاوز او نسقط من يرى ان هناك آليات اخرى ويستخدمها؛ وانا شخصيا لا اعتقد ان العمل المسلح اكثر مضاءا في مواجهة النظام واعتقد ان كلفته الانسانية كبيرة جدا لكني لا استطيع فرض تصوراتي على الاخرين بما فيهم قادة وعضوية الحركات المسلحة؛ لذلك لا بد من الحوار معهم لأننا في نفس المعسكر المعارض
Quote: هذا مع إتفاقي التام أن الحوار الذي تقوده قوى مثل الأمة والإتحادي والأحزاب الإنتهازية الأخرى لا يمثل مصالح وآمال وتطلعات الجماهير، بل يعبر بصورة فجة وقبيحة عن تطلعات تلك الأحزاب وأنصبتها في كيكة لا تخص (الإسلامويين) وحدهم، بل هي كيكة كل السودانيين، ويستخدم النظام اسلوب عرض الكيكة هذا كاسلوب وحيد ورخيص في وجوه الجميع(مسلحين وغير مسلحين) في محاولة منه لأفراغ المعارضة من مضامينها الحقيقية، وتقديم صورتها أمام الجماهير بشكل قبيح ومشوه يجعل الجماهير تسرع إلى طرح سؤال البديل رغم قناعتها بسوء النظام الحالي، وهي حيلة نجح فيها النظام لدرجة كبيرة..
متفقون تماما وقد عبرت عني بدقة
Quote: أما طبيعة السلطة التي يسعى النظام لترسيخها... فلي عودة إنشاء الله..
اتمنى ذلك لأننا نحتاج لمعرفة عدونا واستراتيجياته وتكتيكاته
لك الود
11-02-2011, 04:33 PM
Tragie Mustafa Tragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Abdel Aati
Ahmed musa
حيدر حسن ميرغني
Tragie Mustafa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست