ما يسئ للذوق العام لا يقيمه الشعب إنما صاحب السلطة والمال..فمن نحن؟

Quote: السبت, 19 سبتمبر 2009 09:12 لئلا يقوم أحدهم بحصر موضوعنا اليوم على شكل محدد في رأسه، فالذوق العام هنا الذي اقصده ليس محصوراً في شكل المظهر العام الذي يقوم البعض في إختزاله بلبس البنات أو النساء فقط في الشارع العام كما يحدث عندنا غالباً ونرى عليه الشرطة المختصة تنشط دون غيرها، لكن يدخل في الذوق العام المسموع والمرئي والمشاهد ليس في الشارع فقط بل عبر الأجهزة الاعلامية التي تطل على الشعب السوداني. نظرياً فإن أجهزة الاعلام الرسمية ملك للشعب السوداني، لكن واقعياً وإلى حين إشعار آخر لا نعلم متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟، يمتلكها فقط أصحاب القرار .وأصحاب القرار في دولتنا هم الذين يحددون الذوق العام والمظهر العام والصورة العامة التي يليق بالشعب مشاهدتها، وهذا التحديد لا يأتي من كون الأشياء التي وقع عليها الإختيار مفيدة للشعب لكن لأن الذي يأخذ القرار قد أعجب بها ولذا فعلينا بالقبول إن رضينا نسلم وإن لم نرض نلام ونعاب. من يملك القرار في الوقت الراهن؟ شخصان فقط يمتلكان القوة وليس غيرهما وهما إما صاحب سلطة سياسية عليا بالدولة أو صاحبي مال (اللي بي مالو بيسوي اللي في بالو). قبل فترة من الزمن وانا في بعض الاحيان اختلس النظر للتلفزيون، كنت اشاهد لقطات من إعلان عن زبادي لشركة سودانية يظهر فيه رجل يهرب من بقرة تقول له (وراك وراك والزمن طويل).كنت اتساءل إذا هذا الزبادي مفيد لما كان الرجل يجري إنما كان عليه مطاردة البقرة طلباً لـ(اللبن). خلال الأيام السابقة الماضية ناقش عدد من الشباب والشابات موضوع إعلان تلفزيوني يظهر على شاشات عدد من القنوات السودانية، وقد إبتدر النقاش الأخ شول اشوانق دينق، بالمنبر العام لسودانيزاونلاين، الذي لم يعجبه المعروض بقنوات تلفزيوناتنا الاعلانية .والإعلان يتحدث عن سيدة تسمى بـ(خديجة) تلبس الثوب السوداني وهي سودانية تسقط من بلكونة بيتها اثناء إطالتها النظر داخل منزل جيرانها غير السودانيين،طبعاً جيران خديجة تعرفنا عليهم بأنهم غير سودانيين من خلال كلامهم.وهذا ما اثار الإخوة المناقشين فهم يستنكرون هذا الإعلان الذي يسئ للشعب السوداني في المقام الأول وأما انا فاعتبره واحدا من الأشياء المسيئة للذوق العام إن لم تكن المسألة اكبر من ذلك..لكن من نحن حتى نحدد الإساءة فلا نحن رجال شرطة أو وزراء؟. مسألة تصنيف هذا الشئ يسئ للذوق العام لم آت به من الفراغ بل إستناداً على ادبيات المشروع الحضاري الذي إستنكر من قبل كون المنهج المدرسي قبل الإنقاذ جعل (محموداً كذاباً وطه القرشي مريضاً بالدسنتاريا....ووو ..طماعاً ..إلخ)، فعلى هذه السابقة التاريخية نطالب بالذهاب بالتلفزيون إلى محكمة النظام العام ومحاكمتها تحت المادة (152) لأنها اساءت للشعب السوداني .وليس الأمر هكذا فقط ... اليس إسم خديجة يطابق إسم سيدة نساء العالمين (السيدة خديجة بنت خويلد) فكيف نسمح لمجرد شركة إعلان تصويرها في شكل المرأة التي تتطفل على أمور الجيران وتطيل النظر لما داخل بيوتهم حتى إنها تقع من على بلكونة منزلها...اليست هذه مهزلة؟. http://alsudani.sd/girtour/3850-2009-09-19-09-12-46.html[/QUOTE]