|
|
 بالله ليه يا فراش خلاك وراح القاش
|
رحل زيدان إبراهيم بهدوءٍ كما هو دائماً كالنسمة يأتي بشيش ويذهب بشيش مخلفاً من بعده ضجة من الحب تملى الأفئدة فرحاً ونغماً وجمالا، ولا نستطيع إلا أن نحبه (مين علمك يا فراش تعبد عيون القاش) فلم نعرف عنه إلا كل الجمال، الصوت الأخاذ، اللحن العميق، والحب الكبير فكان فينا (الخضرة فى الضفة وهمس النسيم الماش)، فكان زيدان هو الندى الرقاش وحبنا الأول فكان يغني ويغني ونذوب بغنائه وجداً ويطربه طربنا فيغني لنا حباً لكنه (غافل وما عارف انو الزمن غشاش) ويغشنا الزمن فنصحوا يا للفاجعة لم يعد زيدان بيننا و ما لنا من حيلة إلا أن نصرخ (بالله ليه يا فراش خلاك وراح القاش)، وبدونه تكون الأفئدة قاحلة تغرق في وحل النشاز ولا نرى إلا (القاش وشمس الصيف والقيف بيعاين القيف) ونملئ النظر جلياً وماذا بعدك (والدمعة في الرملة تحكى شوقك كيف) وكأننا لم نختبر الألم من قبل أم أنه ألم من نوع أخر في وداعاك يا أروع الرائعين فحتى الآهة تضيع تبحث عن النغم الحفّاز، ومن غير وترك من يحفز الفؤاد فلا ولن نستطيع سواء أن نتحسر ولساننا يلهج (بالله ليه يا فراش خلاك وراح القاش)، الله يرحمك رحمة واسعة بقدر ما اتسع قلبك لملايين السمر في بلد المليون ميل من نمولي إلي حلفاء ومن الجنينة وحتى طوكر، فعرفتك نيالا وكسلا وجوبا ودنقلا عرفوك الشلك والهدندوة والمحس والرزيقات عرفوك الفور والدينكا والشائقية، والآن تودعتك القاهرة وتبكي لفراقك اديس ابابا وتفجع بك الخرطوم، فينوم النيل وتسهر على خده دمعة، فيا زيدان لم يبقى فينا إلا غنائك فنعود لحضنه كل ما يجير بنا الزمن (باكر يعود القاش ترجع عيونو حنان) ففي صوتك يظل الظل قوياً لا يموت فنتكئ ونغني بغنائك لصغارنا وتكون أن لهم فراش (وتطير تداعب الموج بجناح رقيق ريان) ويردد الموج خلفك بروعة الصدى (أنا طول عمري مخلص، يا أخر حب و أول) فكنت يا زيدان فينا أخر حب و أول ولم نرى منك إلا صمودك من اجل سعادتنا تبني في قصر الشوق (بأبنيك بغلاوة الريد، محال أنا قصري يتهدا) فوزعتنا في مساحات الروعة ونعرف كم عانيت وتكبدت الألم والسهر من أجل أن نفرح (عارف ريدنا ليهو كم قاسينا فيهو)، نعم يا زيدان إننا نعلم (كم قاسيت في ريدنا) وكم سوف نقاسي نحن بفراقك ولسان حالنا يقول (لو شافت عيونك، إيه حاصل بدونك، دي الدنيا بقت عدم، والفرح من غير نغم، والسعادة بقت وهم، والحلوة من غير طعم).
الله يرحمك بقدر ما أفرحتنا حباً وزرعت قلوبنا طرباً، فـ (وين حنانك يا حنين، وين عيونا من الهنا)، بكل سهولة ذهبت يا زيدان وتركتنا من بعدك نشيل (الجراح وكل حرمان اليتامى) فنتحسر يا حبيبنا وننهدك (داوي ناري والتياعي وتمهل في وداعي):
آه يا زيدان آه فتعال نغني لك
كم تمنيت وكم
من أمل مر الخداع
وقفة أقرأ فيها
لك أشعار الوداع
ساعة أغفل فيها
لك أجيال امتناع
يا مناجاتي وسري
وخيالي وابتداعي
تبعث السلوى وتنسي
الموت متروك القناع
14Tahoma
|
|
 
|
|
|
|
Abdlaziz Eisa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست