|
إسحق أحمد فضل الله:غُرف تحرس البلاد...
|
{ الشهر الماضي.. وحين نكشف هنا عن محاكمة عدد من مصدري الماشية.. نحدث الأسبوع ذاته عن الإعداد والدعوة لمقاطعة اللحوم، وفي اليوم الثامن من أغسطس الماضي نقول حرفيًا: (لكن الجهة الأعظم هي الكتيبة التي تستعد الآن للانطلاق إلى كل مدينة وحي وزقاق وبيت لتنظيم حملة مقاطعة اللحوم). { (حتى تعود بعض العقول إلى بعض الرؤوس). هذا ما نقوله قبل أربعين يومًا.. { الدعوة التي تنطلق اليومين الماضيين. { ونحدث عن أن المصدرين يتجهون بخطة دقيقة إلى رفع أسعار اللحوم حتى تصبح شيئاً مدمراً للمجتمع (والحكومة) من هنا ــ وتصب أرباحاً رائعة دون جهد منهم للتصدير أو الضرائب من هناك. { والمصدرون يفاجأون بالحملة تنطلق. { واللقاء المصطرخ أمس (لقاء أصحاب الماشية) يصبح مشهداً رائعاً لمن يرقصون على الجمر. {.. وفي اللقاء بعض أصحاب الماشية يصرخ معلناً أنه ينفق يومياً عدة ملايين من الجنيهات للأعلاف والرعاية البيطرية.. وأنه لا يحتمل البقاء ليومين دون استقبال الملايين. ويتهم سياسيين بأنهم وضعوا تجار الماشية تحت أرجل ثلاثين مليون سوداني. { .. ولقاءات كثيرة تزدحم أمس. { بعضها لقاء الجهات الحكومية التي تجد حساباتها أن سعر الخروف السوداني الذي يبلغ (750) جنيهاً في الخرطوم يباع بما يساوي (600) جنيه سوداني في جدة. { بكل ما يعنيه هذا..! { .. والغرف تجد أن الكثير جداً من الأبقار التي تباع لحومها في الخرطوم تأتي من الجانب الإثيوبي.. وتتصف بهزال يجعلها تباع بنصف أسعار أبقار نيالا. { لكن سعر اللحمة يبقى هو.. هو.. { وغرفة أخرى تقرأ حديث بروفيسور فتحي (أمين الزراع) الذي يقول أمس إن ارتفاع الأسعار سببه زيادة أسعار البترول.. والغرفة تكتب تحت التصريح هذا تعليقاً صغيرا يقول: { لكن البترول السوداني يهرب إلى جنوب إفريقيا وإلى كل دول الجوار لأنه الأرخص سعراً.. بينما اللحوم هناك بنصف سعرها في الخرطوم..!! { .. وغرفة تجد أن السعر الحقيقي الذي يوفر ربحاً حقيقياً لصاحب الماشية والجزار والمستهلك هو في حقيقته (خمسة عشر جنيهاً) للضأن .. وثلاثة عشر للبقري.. { .. وغرفة تبحث تمديد الإضراب عن اللحوم إلى أجل بعيد.. والغرفة ترسم بدائل للحوم هذه.. وتستعد للحملة.
|
|
|
|
|
|