!Sudan to be or not to be !د. يوسف نور عوض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 02:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-08-2011, 06:02 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30766

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
!Sudan to be or not to be !د. يوسف نور عوض

    Quote: التحديات التي تواجه الامن الوطني في السودان
    د. يوسف نور عوض

    قبل استقلال السودان، كان العالم كله يتحدث عن هذا القطر على أنه 'سلة غذاء العالم'، ذلك أن السودان كان يمتلك نحو مئتي مليون رأس من المواشي، ومئتي مليون فدان صالحة للزراعة لم يستثمر منها سوى عشرة ملايين فدان فقط ، كما يشق هذه الأرض نهران عظيمان هما نهرا النيل الأبيض والنيل الأزرق، إلى جانب أنهر صغيرة منها نهرعطبرة ونهر القاش وبحر الغزال وكثير من الأنهر الأخرى، إلى جانب كميات وافرة من مياه الأمطار تنزل في المناطق التي لا تشقها الأنهار.
    وخلال مرحلة الحكم الإنكليزي التي امتدت ستين عاما حافظ الإنكليز على وحدة السودان ووضعوا فيه أساس الدولة الحديثة، إذ أنشأوا أكبر مشروع في العالم لزراعة القطن هو مشروع الجزيرة كما أنشأوا شبكة من خطوط السكك الحديدية ربطت جميع أنحاء البلاد وهي شبكة لم يبق منها شيىء في الوقت الحاضر، ذلك إلى جانب التطوير الذي لحق النظام الإداري والتعليمي في البلاد.
    ولكن هذا الواقع بدأ يأخذ شكلا جديدا بعد الاستقلال بسبب التوجهات العرقية والدينية، ذلك أنه بمجرد أن نال السودان استقلاله وسيطر الشماليون على الحكم حاولوا أن يعطوا السودان وجها عربيا، ولم يكن ثمة مبرر لذلك لأن العالم العربي لم يكن موحدا من الناحية السياسية، كما لم تكن هناك مشروعات اقتصادية تبرر هذا التوجه، وكان التوجه نحو العروبة يتسم بغير قليل من العنصرية ضد العناصر الأفريقية وغير العربية خاصة في جنوب السودان وغربه، ولم يحاول الشماليون أن يسألوا عن أصولهم الحقيقية أو لماذا كانت سحنتهم تتسم بالسمار المقترب من السواد، ولم يكن هذا التساؤل مهما في نظر الكثيرين لأن إدعاء العروبة كان عند البعض نوعا من تنقية الأصول.
    وأما الجانب الديني فلم يتخذ في أول الأمر وجهة عقدية بل كان صوفيا وطائفيا بحيث أصبحت الأحزاب الرئيسية التي تولت الحكم ومنها الوطني الاتحادي الذي أصبح الاتحادي الديمقراطي في ما بعد وحزب الأمة أحزابا طائفية من أجل أن تستقطب المجموعات التي تنتمي إلى تلك الطوائف الدينية.
    وساق هذا الوضع في نهاية الأمر إلى قيام سلسلة من الأنظمة العسكرية، هي التي جعلت الجبهة الإسلامية تنظم صفوفها من أجل أن تقوم في آخر الأمر بانقلابها الذي عرف بثورة الإنقاذ، وبالطبع لا غضاضة في أن تفكر أي مجموعة في الوصول إلى الحكم بوسائلها المتاحة بشرط أن يكون هناك تصور مدروس لما يتبع ذلك من تطورات، وفي الواقع لم يكن هناك أحد يعرف طبيعة النظام الذي سيقوم في السودان بعد الإنقاذ لأنه لم تكن هناك تجربة في العالمين العربي والإسلامي يمكن القياس عليها وحتى لو كانت هناك تجربة، فإن ذلك لم يكن شأن الجنوبيين الذين بدأوا حربا أهلية جديدة استمرت حتى توصلت حكومة الإنقاذ إلى اتفاقية نيفاشا مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، وهي الاتفاقية التي كان يظن أنها ستضع حدا للحرب في جنوب البلاد وتؤدي إلى وحدة قوية بين إقليمي القطر، ولكنها أدت في النهاية إلى انفصال جنوب السودان، ودون الدخول في العوامل الخارجية التي جعلت هذا الانفصال ممكنا فإن الاعتقاد الذي ظل سائدا هو أن انفصال الجنوب سينهي المشكلات إلى الأبد ويجنب السودان مشكلات مستقبلية، ولكن اتضح بعد ذلك أن فكرة السودان الجديد التي دعا إليها جون قرنق لم تكن تعني فقط السودان الذي تنتفي فيه العنصرية بل كانت تعني السودان الذي تتغير خارطته الديموغرافية والاجتماعية والسياسية بشكل كامل، وذلك ما اتضح أخيرا من خلال الاضطرابات التي بدأت تظهر في النيل الأزرق وجنوب كردفان وأبيي وغيرها من المناطق التي توجد فيها عناصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان، ولا يمكن أن يفسر وجود هذا الجيش في شمال السودان إلا على أنه مقدمة لاستمرار المشاكل بكون الجيش الشعبي كانت له مهمة محددة في جنوب السودان، فما الذي يجعله يواصل نشاطه العسكري في شمال البلاد إذا لم تكن هناك أجندة سرية تستهدف وجود السودان الشمالي بأسره؟ ويظهر ذلك بشكل واضح في موقف رئيس لجنة أفريقيا في الكونغرس الأمريكي الذي دعا إلى تغيير النظام في السودان بالأسلوب نفسه الذي تغير به النظام في ليبيا، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تجاوزه إلى ملتقى أيوا الذي ناقش قضية التحول الديمقراطي في السودان، ولو كان الأمر يقتصر على التحول الديمقراطي لأصبح مثل هذا الملتقى موضع اهتمام، ولكن الحقيقة هي أن الولايات الأمريكية ومنظماتها لا تهتم بشيء في الوقت الحاضر سوى تقسيم السودان وإنهاء وجوده على النحو الذي ظل قائما منذ الاستقلال.
    ولا شك أن الحكومة السودانية متنبهة لكل ذلك، ولكنها تتخذ مواقف قد لا تكون كافية من أجل مواجهة التحدي الذي يواجهه السودان، فقد رأينا الرئيس البشير يقصر الأمر على الجوانب العسكرية وحدها إذ قال إن الحكومة ستواجه بالحسم كل التفلتات الأمنية التي تقوم بها الحركة الشعبية ٍ
    وقال مستشار وزارة الإعلام السودانية ربيع عبد العاطي إنه لا يوجد في السودان حزب يسمى حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان وبالتالي لا يحق لهذه الحركة أن تمارس العمل السياسي في شمال البلاد، ولا شك أنه موقف يتسم بغير قليل من الوضوح ولكنه موقف لا تقبله الحركة الشعبية وذلك ما جعل ياسر عرمان يتوعد حزب المؤتمر الوطني في شمال السودان بعد أن شن هجوما كاسحا على نظام الحكم القائم.
    وما هو مهم في كل ذلك ليست هي المواقف التي تتخذها سائر الأطراف بل هذه الحالة التي أصبحت تسيطر على السودان والتي أدت إلى تفككه وتنذر بضياعه مرة واحدة، ذلك أن ما يحتاجه السودان ليس مجرد مواقف هي في مجملها ردود فعل، بل ما يحتاج إليه السودان هو إعادة النظر في كل الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، ويأتي في مقدمها العنصرية والانحيازات العقدية، ذلك أن السودان بلد متعدد الأعراق والثقافات ولا يمكن بأي حال أن يفترض فيه أهل عنصر أو أصحاب عقيدة أنهم وحدهم القادرون على قيادة البلاد، وكما أسلفت سابقا فإن حكم الإنقاذ جاء في مرحلة كان فيها فراغ سياسي في السودان وظن قادته أنهم قادرون على ملء هذا الفراغ، ولكن النتيجة جاءت على عكس ما يتوقعون إذ وقع الانفصال من جهة والبلاد تواجه في الوقت الحاضر خطر حروب أهلية لا تنتهي، وقد تؤدي إلى نتائج وخيمة، وبالتالي ما هو مطلوب ليس مجرد تفاهم مع الآخرين يبقي الوضع الحالي قائما مع تأمين جبهة المعارضين، لأن مثل هذا الحل قد لا يكون ناجعا، بكون المطلوب هو وضع جديد تتفق عليه سائر التوجهات بعد مرحلة من التفكير، ولا أعني بذلك أن يكون هناك تفكير في مسألة تقاسم السلطة، لأن المشكلة القائمة ليست هي مشكلة سلطة بل هي مشكلة قيام الدولة ذاتها، وهذا أمر لم يفكر فيه القائمون على الأمر السياسي في السودان لأن كل ما كانوا يفكرون فيه في الماضي هو كيفية الوصول إلى الحكومة والسيطرة عليها، ولا أعتقد أن ما قلته من الأمور السهلة لأننا نعيش في منطقة لم تعرف كيفية إقامة الدول، وهذا ما يفسر الانتفاضات والثورات العربية القائمة الآن وهي ثورات ستواجه في مجملها مأزق كيفية بناء الدولة على النحو نفسه السائد في البلاد المتقدمة، ولن تكون تلك مهمة سهلة بكون الثقافة السائدة لم تتغير منذ العهد الاستعماري حيث كان المفهوم السائد هو إقامة نظام سياسي تسيطر عليه حكومة كما كان الشأن في العهد الاستعماري، وبالتالي أصبح المجال مفتوحا أمام العرقيات والطائفيات والقبليات ومسدودا أمام النظم الديمقراطية الحديثة بما تشتمل عليه من حقوق قانونية وواجبات وتأمينات اقتصادية وغيرها، وهذا هو الموقف الذي يواجهه السودان في مرحلته الحالية ويستوجب مزيدا من التفكير من أجل تجاوز مرحلة العنصرية والقبلية والسيطرة العقدية وسائر ما أسهم في قلق المرحلة الحالية.

    ' كاتب من السودان
    القدس العربي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de