. حوار: حبيب فضل المولى/تصوير: محمد الفاتح حالة التغيير التي يتطلع إليها الجميع من خلال الجمهورية الثانية علها محل اهتمام كبير لدى قادة الأحزاب السياسية.. بينما تُدخل حسابات الجمهورية الثانية العديد من المهتمين في حيرة فلا تزال
عقبات كبرى تحيط بموقف الحزب الحاكم: الحرب القائمة في جنوب كردفان، .وأزمة النيل الازرق.. وصراع دارفور.. وقضية أبيي.. والقوات الاممية وغيرها بجانب الأزمة الاقتصادية وإرتفاع اسعار الدولار والسلع كلها عوامل تضع الجمهورية الجديدة على المحك.. فهناك من يرى أن طاقم الوطني قدم ما لديه من تجربة بالتالي شكر الله سعيه ويجب أن يفتح فرص المشاركة لاسيما للجميع.. الإنتباهة قلبت هذه التطورات مع رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ لكونه قريبًا من أحزاب تجمع جوبا والحركة الشعبية معًا.. فإلي ما جاء من حديث.
> كمدخل لهذا الحوار أرجو أن تلخص لنا الراهن السياسي بالبلاد وكيف تنظر إليه؟ < الحديث عن الوضع السياسي الراهن حديث ذو شجون وهو مليء بتعقيداته الكثيرة والمربكة بدءًا من الأزمة الاقتصادية الطاحنة والغلاء الشديد الذي يعاني منه المواطن وشح المواد التموينية وعلى رأسها السكر وقيمته في رمضان كلها أشياء يعاني منها المواطن أما الجوانب السياسية الأخرى كالحرب الدائرة في دارفور وحرب جنوب كردفان وأزمة الحكم والديمقراطية والتطلع الى دستور جديد ووقع الانفصال وما يلقيه من ظلال سالبة على الوضع الاقتصادي والنفسي على المواطن الذي يحس أن جزءًِا من الوطن اقتُطع منه.. كلها قضايا معقدة يتطلع الناس الى انقشاع هذه الأزمات ويأتي صبح جديد وأمل بعد ما تطاولت الصراعات لأكثر من عشرين عامًا وما عاد الناس يجنون غير الأحزان والتردي المريع في كل مناحي الحياه هناك معاناة في ابسط مقومات الحياه المياه النقية مثلاًِ وواضح جدًا ان النخبة الحاكمة ما عادت تملك ما تقدمه للمواطن وتمضي نحو أفق مسدود ما لم تعد هيكلة الدولة وتعد صياغة القوانين والدستور وتنفتح البلاد حتى تستوعب الآخر، أعتقد أن الحال يبقى على ما هو عليه والخوف كله هو أن يتفجر العنف في اي مربع في السودان وتتفجر الحرب في ولايات أخرى ويتمزق الوطن وتذهب ريحه > ألا ترى أن بإمكان الحزب الحاكم تخطي هذه العراقيل وتصحيحها بناءً على خبرته وتجربته؟ < أزمة الوطني في خبرته المدّعاة ولاتزال ذات الرموز وذات الشخصيات والوجوه «الأتكلست» وما عادت قادرة على العطاء، وبالتالي الحديث لا يصبح حديث الخبرة، فالحديث أنك عاوز تجدد برنامجك، عاوز تتنزل أو ترتفع، المهم أن الوطني يتنزل للمواطن، ويعرف حاجاته وطموحاته وماذا يريد.. المواطن يريد أن يشرَك في إدارة حياته وشؤونها والوطني يحتاج لانفتاح على الآخر ويستجيب لتطلعات أهل السودان.. والقوى السياسية طرحت برامج عديدة جدًا ورؤى وطنية للخروج من الأزمة والوطني لا يكترث بل يستهين بكل تلك الجهود وغاية مسعاه جرجرة بعض الأحزاب وبعض الطامحين في الاستيزار ويدخلهم دائرة المشاركة وهذا لا يحل الإشكالات العالقة والأزمة، واذا استمر الامر هكذا سيفضي الى مزيد من الحروبات والتمزق، وفي تقديري الوطني ماعاد مؤهلاً لحكم الوطن بذات التجربة او الطريقة التي نعتبرها نكبة وليست خبرة. > ماذا تقول حول مشاركة الأحزاب السياسية في التشكيلة القادمة؟ < كل الاحزاب الساسية الموجودة في السودان وطنية ولديها رغبة في الاصلاح والاستقرار والتنمية والديمقراطية وبالتالي المشاركة في حد ذاتها ليست سبة أو منغصة لكن أنت كحزب تشارك وفقًا لبرنامج ورؤية للخروج من الأزمة لكن اذا كانت المشاركة كالمشاركات الماضية والتي أفلح فيها الوطني في جذب عديد من المنشقين الى نار سلطة سادرًا في غيه فالمشاركة لا قيمة لها المطلوب الآن مؤتمر دستوري مهمته صياغة دستور دائم للبلاد ولابد من برنامج واضح للخروج من الأزمة الاقتصادية وبرنامج لمحاربة الفساد وحتى الذين يشاركون من الأحزاب يجب ان يكون هم الناس المهمومين بالوطن والذين لهم احتكاك حقيقي بالمواطنين. > «مقاطعة» هل تعني أن هناك قياديين بالأحزاب بعيدين عن حياة المواطن والشعب؟ < نعم موجودون في كل حزب يوجد أمثال هؤلاء ولكن المطلوب رجال بمواصفات محددة لمهام محددة وهموم محددة يستطيعون استيعاب تعقيدات المرحلة وظروفها. > سمعنا أن ثمة مفاوضات بينكم في المؤتمر السوداني والمؤتمر الوطني الى أي مدى يمكنكم الاتفاق معه؟ < نحن ليس لنا عداء مع المؤتمر الوطني، صراعنا هو صراع برنامج ورؤى ونرى أن برنامج الوطني ومنهجه يحتاج الى تغيير ومراجعة وبالتالي أن ما تحدد من أجندة وبرنامج لو قبل به الوطني وأذعن للجلوس مع القوى الوطنية السياسية وتوافق معهم على برنامج وطني فنحن لن نكون نشازًا أما بخصوص مرحلته السابقة فنحن نرى انه لم يكن موفقًا من خلال برنامجة وبالتالي لا اعرف لماذا يصر الوطني على منهجه القديم وشخوصه القديمة وغيرها وهو يحتاج لأن يراجع كل شيء. > هل تقصد انه على الوطني تغيير كافة عناصره؟ < أكيد نائب الرئيس أخذ فرصته في الحكم عشرين سنة والرئيس كذلك أخذ فرصته وغالب الوزراء الذين حكموا قضوا أكثر من عشرين عامًا من وزارة لأخرى ومهما يكن ما لديك من مؤهلات وقدرات أعتبر انه بعد عشرين سنة ليس لديك ما تقدمه وحتى الدول المتقدمة والمتحضرة لا تتداول السلطة لأكثر من عشر سنوات لدورتين وهو ما يمكن الفرد من تقديم افكاره ورؤاه ويفتح بعدها الطريق للآخرين ليقدموا ما عندهم والمسألة تعاقب أجيال، ولو حكم جيل خمسين سنة ماذا سيبقي للآخرين والآن المؤتمر الوطني في متاهة لايدري كيف يخرج منها. > بحكم معرفتكم بالحركة الشعبية قطاع الشمال برأيك ماذا تريد؟ < قضية الحركة الشعبية قطاع الشمال من القضايا الساخنة في الساحة السياسية ومجموعة من الوطني رفضت مبدأ ان تكون هناك حركة شعبية في الشمال وأنكرت تمثيل مالك عقار للحركة الشعبية كوالٍ للنيل الازرق وأغمضت عينها عن اكثر من 15 دائرة الآن في برلمان الولاية وتجاوزت كذلك حصول عبد العزيز الحلو على 192الف صوت في الانتخابات التي جرت وبالتالي هذا كله واقع يعني ان الحركة الشعبية هي موجودة في الشمال في جبال النوبة في الخرطوم مدني بدليل أن ياسر عرمان عندما ترشح نال أصواتًا وبالتالي ان محاصرة الحركة ونشاطها السياسي يعني إجحافًا وعدم عدالة وفيه دعوة للحرب التي اندلعت في جنوب كردفان واتوقع أن تندلع في النيل الازرق، وأنا لا ارى سببًا واحدًا لنفي الحركة الشعبية او التنكر لوجودها. > ألا ترى أن الحركة الشعبية أصبحت كيانًا ودولة وليس من المنطق أن يكون لها ذراع في الشمال لممارسة السياسة؟ < هذا هو المنطق المعوج الذي ساد في الساحة طوال ثلاثة الشهور الماضية ويحتاج الى تصحيح، الحركة الشعبية كانت تعبر عن الشمال والجنوب معًا ومنذ البداية توجد حركة شعبية قطاع جنوب وقطاع شمال، صحيح الجنوب انفصل وشكَّل دولته ومضت معه الحركة الشعبية قطاع الجنوب بكل حالها.. لكن هناك مجموعة واعدادًا غفيرة من الشماليين كانوا منضوين تحتها وهؤلاء من حقهم أن يسموا أنفسهم بالحركة الشعبية بغض النظر عن أن الحركة الشعبية كانت تجمع ما بين الشمال والجنوب، من حقهم ان يكوِّنوا حزبًا باسم الحركة باعتبارهم شماليين وانا اوضحت لك ان هذه الحركة الآن عندها حاكم في النيل الازرق وكان عندها نائب والي حصل على 192 صوتًا في جنوب كردفان وبالتالي انت لا تستطيع ان تحكم على هذه المجموعة بالإعدام من حقهم اتفاقية تتناول أوضاعهم وان يحصلوا على حقوقهم من المشورة الشعبية وفقًا للأسس التي جاءت بها نيفاشا > مالك عقار يريد حكمًا ذاتيًا؟ < لم أسمع عن ذلك، مالك عقار مصر أن هناك قانونًا للمشورة الشعبية يجب أن يطبَّق، وهو يتحدث أن المؤسسات التي كان منوطًا بها تطبيق المشورة الشعبية هي الآن أصبحت غير موجودة سواء مجلس ولايات او برلمان في جنوب كردفان كلها مؤسسات ماعادت موجودة بالتالي اختلت مسألة المشورة ولا بد من تصحيح مسار الأمر وذلك بالجلوس مع الحركة الشعبية لأنها هي التي تعبر في الولايتين عن مجموعة السكان في كليهما ودا حقهم، ويجب ان نحترم المواثيق وان نتجنب الحرب وهي الآن قادمة قادمة لو ظللنا نتنصل من كل اتفاق ونقفز على الواقع. > هل تعتقد أن الاتفاق الإطاري كان سيقود لحل الأزمة؟ < تمامًا الى الآن هو المخرج الوحيد ولابد من العودة للاتفاق الذي وقع بين مالك ودكتور نافع في أديس أبابا وهو يعترف بأن هناك حركة شعبية وأعطاها حقها في الوجود وأقر بوجود مشلكة وفي جيش موجود في جنوب كردفان والنيل الازرق لابد من تسوية أوضاعه حتى يستوعب هذا الجيش في عملية دمج وتسريح وفقًا للضوابط وأي قفز على هذه المعطيات سيكون النيل الازرق على طريق كردفان وفي اعتقادي ان الحرب اذا اشتعلت في النيل الأزرق ستعم كل السودان ويمكن ان تستمر كالحرب التي سبقتها نحن لا نريد ان تنفصل جنوب كردفان والنيل الازرق سئمنا الحروب ونحن نتطلع الى سلام ونتطلع الى التنمية والاستقرار لماذا نحن نطلع من حرب و نخوض أخرى؟ لماذا نحن دولة متراجعة؟ ودولة فاشلة؟ يحدد مصيرها وحروباتها وأزماتها حفنة من الرجال اوحفنة من اصحاب الرؤى الضيقة او مجموعة المؤتمر الوطني وانا مندهش لماذا لا يذهب الرئيس للنيل الازرق ان كان في الامر استقرار للبلاد ووقف لنزيف الحرب؟ او توقيف لاستنزاف الموارد بدل هدرها في الحروب والتسويات الفاشلة لماذا لم يذهب الرئيس لجنوب كردفان ويسعى برجليه للحلول، مهمة الرئيس الاساسية ان يحفظ دم الشعب وان يقيم السلام والعدل وان يحفظ للاجيال القادمة هذا الوطن بدلاً من أن يتمزق الى اشلاء. > علاقة الشمال بالجنوب بعد الانفصال كيف تبدو لك؟ < علاقة الشمال والجنوب واحدة من الأزمات التي تحاصر السودان الآن. لماذا توقفت التجارة؟ لماذا نحاصر النقل النهري؟ لماذا نحاصر نقل البترول وعبوره؟ لماذا نحن عندنا ازمة في العملة بيننا وبينهم؟ لماذا نتنازع مع الجنوب في بضعة دولارات قيمة نقل وعبور البترول؟ هل يمكن ان تمضي العلاقة بين البلدين على هذا المنوال؟ لابد وبشكل عاجل جدًا أن نجلس ونجد لها حلاً عادلاً ونضع لها تصورًا واضحًا.. ومن الضرورة أن تكون علاقتنا معهم علاقة مميزة لأن الجنوب يمكن أن يكون لنا سوق ومنطقة تجارية رابحة بجانب أهمية مراعاة حركة السكان والرعاة المتنقلين شمالاً وجنوبًا لا بد أن تستمر في أمان وسلام بلا عقبات هذا إن كانت لنا علاقة واضحة ورؤية في حسن الجوار.. والجنوبيون هم أقرب الناس إلينا وفي كل شيء أقرب من اثيوبيا ومصر وتشاد واليمن وفلسطين ومن كل المناطق التي نتبرع لها بالذرة. > الارتباط الذي لا يزال يتطور بين حركات دارفور المسلحة والحركة الشعبية الا تراه مهددًا للاستقرار؟ < كل المحاربين في الدنيا يبحثون عن حلفاء وهذه طبيعة الأشياء وأرجو أن لاتندهش إذا شكل الهامش حلف كل المهمشين في السودان سواء في دارفور او جنوب كردفان او في النيل الازرق او الجزيرة، هذه مسألة يجب أن لاتكون غائبة على أي جهة لأن هناك مركزًا باطشًا ومستبدًا ما لايريد الاستماع لا يقيم التنمية لا يوفر مياه الشرب بالتالي طبيعي جدًا أن تتحالف هذه المجموعات عشان تفتح أفق جديد تستعيد به التنمية والحقوق. > ماهي رؤيتكم كحزب مؤتمر سوداني للخروج من الأزمة؟ < الآن الصغير والكبير يعلم أن البلاد بها إشكالات ورؤيتنا لا تختلف عن رؤية الأحزاب الوطنية الأخرى وللخروج من الأزمة لابد من دستور جديد.. الدستور القديم ما عاد صالحًا لحكم السودان وبعد الانفصال هناك نصوص كثيرة سقطت منه ولابد من أن يشارك كل أهل السودان في صياغة الدستور.. الناس محتاجة الى حرية ودمقراطية.. الناس تريد العدالة في توزيع الثروة والسلطة والعيش الكريم والعدالة في كل شيء والحل نفسه واضح وبسيط وبالتالي يجب ان يشرك أهل البلد بفاعلية في صناعة مستقبلهم أي دعوة لحكومة عريضة أو ترقيع النظام أو محاولة إصلاحه لاتفضي الي خارطة طريق يكفينا تجربة العشرين عامًا. > كيف تنظر الى مستقبل البلاد اقتصاديًا بعد ذهاب النفط وبرأيك كيف يكون الحل؟ < الآن الشعب يشعر بحجم الأزمة الاقتصادية بتجلياتها الواضحة هناك تضخم وارتفاع كبير في أسعار الدولار شح المواد وعجز البنوك، بالتالي المضاربة في السلع الموجودة في الداخل سوف تبلغ مداها في الستة اشهر القادمة.. الحياة سوف تتحول الى جحيم لا نملك موارد ولازراعة ولا صناعة.. كان البترول وذهب ليست هناك موارد تدر بعملة صعبة.. الحل أن نعيد للزراعة تاريخها وان نلتفت الى الصناعة بتمويل طويل الأجل نحدد احتياجاتنا في الاستهلاك اليومي من صناعة نسيج وسكر ومواد غذائية وهي التي يجب ان نركز عليها حتى ندخل في مرحلة الاكتفاء الذاتي منها وما تبقى من موارد ينبغي توظيفها في تعدين الذهب و نشاطات أخرى. الآن نحتاج لاستقطاب مزيد من المستثمرين ورأس المال لا يأتي لمناطق غير آمنة .وحتى رؤوس الاموال المحلية غادرت تبحث عن مناطق آمنة بعض مستثمري البلد بدأوا يهاجرون الى نيجريا وإثيوبيا الآن الناس تتحدث عن أن إثيوبيا باقتصادها المتدني معدلات التنمية التي بدأت تحدث فيها أصبحت حديث العالم لأنها منطقة مستقرة هناك سدان كبار أنشآ في اثيوبيا «سد الألفية» العالم كله يترقبه وهو أكبر واضخم سد في العالم سيولد طاقة كهربائية عالية وسيروي مساحات شاسعة من الأرض هذا ما نحتاج إليه عندنا في السودان بدلاً من المؤامرات والحروب والفساد وغيرها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الغالى شقيفات
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست