القراءة للمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الرابعــــــــــة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-11-2011, 00:45 AM

قرشى محمد عبدون
<aقرشى محمد عبدون
تاريخ التسجيل: 08-24-2008
مجموع المشاركات: 1767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القراءة للمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الرابعــــــــــة

    القراءة للمرة الرابعة - ياسر قبيلات

    يعتبر ويليام فوكنر، الـروائي الأمريكي المعروف والحائز
    علـى نوبل للآداب عام 1949، واحداً من أكثر أقرانه تأثيراً
    في الـقرن العشـرين، وبالنسبة للكثيرين، فـإن روايـته الأشهر
    "الصخب والعنف" 1929، ولا يشك أحد بقيمتها الأدبية الرفيعة،
    ممتنعة على القراءة، ووعرة الأسلوب، لا يسهل استيعابها؛
    وكان شائعاً أن يشكو عامة القراء، وبعض كثير من المشتغلين بالأدب،
    من صعوبتها واستحالة فهمها. وفي مقابلة صحافية لافتة مع الكاتب ا
    لأمريكي الشهير، يسأله المحاور الصحفي، قائلاً: - يشكو الكثيرون من
    استحالة فهم روايتك، رغم قراءتها مرة واثنتين وثلاثا؛ بماذا يمكن
    أن تنصحهم ليفهموها..؟ يجيب فوكنر، بلا أدنى تردد: - قراءتها للمرة الرابعة!
    نحن عملياً، أمام دعوة للقراء، وهي دعوة نستذكرها في هذه الأيام الملتبسة،
    وتنبهنا إلى أننا نغفل عن محاكمة الأحداث من زاوية أخلاقية، وتغرينا بأن
    نحشد إزاءها وإزاء ما تتصف به من تعقيد، البساطة البليغة للأقوال المأثورة، والحكمة
    المنقولة عن أدباء وفلاسفة وأصحاب العقل، التي تناقش في جلها طباع البشر
    وطبيعة الكلام ومنطقه.
                  

08-11-2011, 00:46 AM

قرشى محمد عبدون
<aقرشى محمد عبدون
تاريخ التسجيل: 08-24-2008
مجموع المشاركات: 1767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القراءة للمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الرابعـــــــ (Re: قرشى محمد عبدون)

    والحكمة البشرية قالت الكثير حول طبيعة الكلام ومنطقه، ولا تقتصر
    على ملاحظة طريقة استقباله، بل وترصد بواعثه وحالاته وطريقة إرساله،
    فقيل مثلاً إن العاقل إذا تكلم حاول أن يكون منطقياً أما الأرعن فيحاول أن
    يكون قوياً؛ وقيل أيضاً إن القوة تُفقِد الحمقى فن الحديث وآدابه، ولكنهم مع
    ذلك لا يفقدون شهوة الكلام، فينصرفون إليه باندفاع، وتنهمر الكلمات
    والجمل من أفواههم متصلة دون علامات توقف وترقيم، وعادة ما يطرحون
    الأسئلة على الآخرين ويجيبون بالنيابة عنهم، ويتحدثون عن أنفسهم ونيابة
    عن محاوريهم، الذين لا يجدون في الأثناء فرصة في الكلام. ويروي الكاتب
    الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز حادثة ذات دلالة، فيقول: زارني شاب
    في مقتبل العمر، كان قد نشر روايته الأولى قبل ستة أشهر، وكان يشعر بالزهو
    لأنه سلم لتوه مخطوط روايته الثانية إلى ناشر. أبديت له حيرتي لتسرعه وهو
    ما يزال في أول مشواره، فرد عليّ باستهتار: "أنت مضطر للتفكير كثيرا قبل
    أن تكتب، لأن العالم بأسره يتلهف لقراءة ما تكتبه. أما أنا فأستطيع أن أكتب بسرعة،
    لأن ما من أحد يقرأ ما أكتب". ويضيف ماركيز، قائلاً: عندئذ، وبإيحاء مبهر،
    فهمت مغزى العبارة: ذلك الشاب يعرف سلفا أنه ليس كاتباً في حقيقة الأمر.
    وبالفعل، فقد كف عن إضاعة وقته بالكتابة بمجرد أن حصل على وظيفة في
    مؤسسة لبيع السيارات المستعملة.
                  

08-11-2011, 00:48 AM

قرشى محمد عبدون
<aقرشى محمد عبدون
تاريخ التسجيل: 08-24-2008
مجموع المشاركات: 1767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القراءة للمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الرابعـــــــ (Re: قرشى محمد عبدون)

    وفنون الحديث لها في الحياة الاجتماعية والسياسة معياران،
    هما وجهان لعملة واحدة: اللباقة والدبلوماسية؛ وفي اللباقة
    يقول كاتب: "إذا كان لا بد أن تتحدث عن متاعبك، فلا تضايق بها أصدقاءك،
    بل تحدث عنها لأعدائك الذين يريحهم أن يعرفوا أنك تواجه المتاعب،
    ويسعدهم سماعك تتحدث عنها". ووفي اللباقة كذلك، يقول أبو عمرو بن العلاء،
    وهو أحد القراء السبعة: "كانت العرب تطيل ليُسمع منها، وتوجز ليحفظ عنها".
    أما أبو الوفا البوزجاني، عالم الرياضيات الفارسي الشهير، فيقول: "إن غلبك أحد
    بالكلام، فلا يغلبنك بالسكوت". في حين يقول مثل انجليزي معروف: "أن تصمت
    ويحسب الناس أنك أحمق، خير من أن تتحدث ويتأكدون من ذلك". ويعرِّف آخر
    الدبلوماسية قائلاً: "هي الفن الذي يجعلك تقول ل###### مسعور: "يالك من ###### لطيف!"
    ريثما تتمكن من التقاط حجر ترميه به"، ويصفها آخر بأنها "فن الصمت"؛ ولكن وزير
    الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، الذي يعده الكثيرون واحداً من أبرع
    منظري السياسة وأساتذة الدبلوماسية، يعرفها على نحو آخر، حيث يقول:
    "الدبلوماسية هي فن تحجيم القوة". وهو بذلك، يضع لها نطاقا عملياً
    أوسع من مجرد المهارة في توظيف الحديث والصمت. ويقال إن الناس
    يستقبلون الشخص بحسب ملابسه، ويودعونه بمقدار مروءته وذكائه.
    ويقال أيضاً أن الرجل بطبيعة تكوينه يحب أكثر الأشياء تعقيداً في الحياة: المرأة. فإن
    استحمق تملكه حب منصب أو مكسب وما هو دون ذلك.
    ومن انحدرت نفسه إلى هذا الحال، دفع ثمن ذلك من مروءته وذكائه؛
    فيستقبله الناس بحسب ملابسه، ويودعونه بأقل منها.
                  

08-11-2011, 00:49 AM

قرشى محمد عبدون
<aقرشى محمد عبدون
تاريخ التسجيل: 08-24-2008
مجموع المشاركات: 1767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القراءة للمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الرابعـــــــ (Re: قرشى محمد عبدون)

    ويقال إن قلق الأحمق على مستقبله يدفعه للبحث عن عدو،
    وإذا لم يجده يبتكره؛ وحينما يفعل، يكتشف أنه أضاع مستقبله وخسر
    صديقاً؛ ويقال، كذلك، إن الأغبياء وحدهم من لا ينتابهم الشك،
    أما الحمقى فهم أولئك الذين يعيشون في دوامة الشك بشكل دائم؛
    ويقول، الفيلسوف الصيني كونفوشيوس متمماً: إن الرجل العظيم،
    يكون في الغالب، مطمئنا ومتحرراً من القلق، بينما صغير النفس
    عادة ما يكون ضيق الأفق قلقاً ومتوتراً. والنصيحة الحكيمة التي
    يقدمها الكاتب الأمريكي مارك توين تقول: افعل الشيء الصحيح،
    فإن ذلك يجلب امتنان وعرفان أصحاب الأنفس الكبيرة والعقول السوية
    ، ويصيب الحمقى وأصحاب الأنفس الصغيرة بالارتباك والحيرة. ويشير
    آخر: إن محاولة التفاهم مع امرأة تبكي، أشبه بمحاولة تقليب أوراق
    الصحيفة أثناء العاصفة، وكذلك الحال بالنسبة للنقاش مع الرجل السوقي.
    ويحذر: لا تجادله، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما. ويضيف آخر:
    من الحكمة أن تعتذر للرجل إذا كنت مخطئاً، وأن تعتذر للمرأة حتى
    ولو كنت على صواب، لباقةً وتهذيباً. وكذلك الحال مع الأحمق، ولكن ترفعاً؛
    غير أن الاعتذار لا ينفع بحال من الأحوال مع الرجل السوقي، فلن يلحظ
    ما فيه من مروءة، كما لن يجعل منه ذلك رجلاً حصيفاً، وسيظل جائعاً
    إلى الانتقام، ويسعى إليه بأية وسيلة ولو كانت مرذولة.
    وحينما يتحقق له ذلك يحسب أنه حقق نصراً.
                  

08-11-2011, 00:51 AM

قرشى محمد عبدون
<aقرشى محمد عبدون
تاريخ التسجيل: 08-24-2008
مجموع المشاركات: 1767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القراءة للمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الرابعـــــــ (Re: قرشى محمد عبدون)

    ويقول حكيم: النصر ربيع المهزومين وخريف المنتصرين؛ بمعنى
    أن الانتصار لا يمنح أصحابه حصانة ضد الزمن، فرب انتصار يكون
    نقطة النهاية لمسيرة بدت طويلة، ولكنها في الواقع لم تزد عن أن تكون
    فقرة هامشية في كتاب مهمل. مضافاً إلى ذلك أن الفضيلة تنبع من التفوق الأخلاقي،
    وبهذا المعنى فإن بعض الهزائم أكثر فضلاً من النصر، وبعضها يمنح أصحابها
    قوة ومكانة أخلاقية تفوق ما يجلبه النصر من قوة وتمكن لأصحابه، الذين يرذلهم
    الضمير الجمعي إن لم يعذبهم ضميرهم الشخصي. ويقول آخر: الضمير هو
    ذلك الجزء من نفسك الذي يعتريه الألم، في الوقت الذي تشعر فيه بقية أجزاء
    جسمك بالسعادة؛ وتأنيب الضمير بالطبع يقود الإنسان في النهاية إلى الشعور
    بالندم، الذي ينجم عن إدراك فداحة الأضرار التي تلحق بالمرء نتيجة ما اقترفه،
    هو نفسه، مع سبق الإصرار وبكامل إرادته بحق الآخرين. ويضيف ثالث: الثقة
    هي ذلك الشعور الذي ينتابك في اللحظة التي تسبق سقوطك على الأرض مباشرة.
    ويشير إلى أن هذه الثقة تنبع من خيلاء داخلية، أو مجاملة خارجية. لذا قيل:
    طعم المجاملة لذيذ، ولكن ليس حين تبتلعها! وبطبيعة الحال، ليست الروايات
    وحدها تتطلب "القراءة للمرة الرابعة"؛ بل والحياة نفسها، وأحداثها السياسية
    والاقتصادية والاجتماعية، وسلوك من يقيمون على قيدها، وحتى تلك الأقوال
    المأثورة والحكم البليغة، التي توجز معبرة، وتفصح عن معانيها ومغازيها
    بأوضح صورة، ومن ذلك الحكاية حول فوكنر وروايته المستعصية على القراءة
    . ويبقى علينا أن نتذكر هنا أمران: الأول؛ أن حشد الأقوال المأثورة قد لا يجد ترجمة
    سياسية مباشرة ومحددة، ولكنه يقدم الحكمة البشرية جاهزة للتوظيف في تناول الأحداث
    المطابقة. الثاني؛ أن القراءة للمرة الرابعة، وربما العاشرة، ليست ضمانة كافية للفهم،
    لا سيما مع الإصرار على القراءة بطريقة مغلوطة، أو مع انحراف نفس القارئ عن المنطق القويم!
                  

08-14-2011, 04:42 AM

قرشى محمد عبدون
<aقرشى محمد عبدون
تاريخ التسجيل: 08-24-2008
مجموع المشاركات: 1767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القراءة للمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الرابعـــــــ (Re: قرشى محمد عبدون)

    ***
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de