|
|
 ثورة العبيد
|
ثورة العبيد
يئير لبيد
2011-07-20
إسمحوا لي أن أبدأ بالقول لكم انه رغم كل ما سمعتم، رغم كل ما ستسمعون أنتم محقون.
في الايام القريبة القادمة سيسخرون بكم، سيقولون انكم غير مركزين ودوافعكم الحقيقية سياسية، وسيشرحون بأن احتجاجكم صبياني ومدلل، وسيُغرقونكم بوابل من الحقائق والقرارات والأرقام التي كل هدفها هو التغطية على الحقيقة التي لن ينجح شيء في ذلك، ألا وهي أنكم لا تزالون محقين.
أنتم محقون لأنكم أصبحتم عبيدا.
القيود على أياديكم مكشوفة. السلاسل على أقدامكم غير مرئية، ولكنها لا تزال تجرحكم. أنتم عبيد لقرض السكن، عبيد لايجار الشقة، عبيد لأسعار الغذاء، عبيد لأسعار الوقود.
أنتم عبيد للبيروقراطية التي تستعبدكم وللموظفية غير المبالية بمصيركم. عبيد لأرباب المال الذين ينقلون الواحد الى الآخر مليارات الشواقل، التي أُخذت في معظمها من اموال تقاعدكم، دون أن يسألوكم أو أن يُقدموا لكم الحساب. عبيد للحكم الذي تحول الى نادي مغلق من الاعضاء الذي يضم الى الأبد أناسا يتغيرون المرة تلو الاخرى في ذات المناصب، يعقدون الاتفاقات بالغمز، ويعرفون بأنهم لن يكونوا مطالبين أبدا بدفع الثمن على اخفاقهم.
أنتم عبيد لأن العبودية هي وضع تكون فيه أنت تعمل وغيرك يربح. اذا كان الكوتج يكلف أكثر، الوقود تكلف أكثر، ايجار الشقة يكلف أكثر، الدفعات للصحة تكلف أكثر، ولكنكم تربحون ذات الشيء أو أقل فأحد ما آخر يربح اذا. أحد ما واصل، مرتب، قوانين اللعب كُتبت من اجله.
فاذا كانت الاغلبية المطلقة من المنتجات الأساسية أغلى بكثير منها في اوروبا أو امريكا، وفي نفس الوقت تكسبون أقل مما في اوروبا أو في امريكا، فهذه عبودية حديثة. أحد لا يجلدنا بالأسواط في حقول القطن، ولكن ايضا لا حاجة، فنحن مقيدون الى هذه الارض بقدر لا يقل.
ذات مرة على الأقل كان العبيد يعرفون لدى من يعملون. فاذا كان يسمى العبد 'جفرسون' فهذا يعني أنه عبد في حقل جفرسون. العبيد الحديثون لا يعرفون حتى من يمسك الطرف الآخر من الحبل. شبكة معقدة من العلاقات تحيط بحياتهم، تُديرها دون أن يعرفوا كيف تعمل.
نحن لسنا اشتراكيين يا إخواني العبيد، ولكننا نعرف كيف نشخص الظلم حين نراه. الطبقة الوسطى الاسرائيلية تدفع عما تحتها، وهذا على ما يرام، وعمن فوقها، وهذا ليس على ما يرام على الاطلاق.
هي تدفع عن الفقراء، وضرائبها تعزز طفلا واحدا في بني براك وطفلا واحدا في أم الفحم، وليس لنا ما نشكو منه على ذلك. كل مجتمع انساني يجب أن يحرص على ضعفائه.
ولكن كيف حصل أنه يدفع ايضا على من هو فوقه؟ كيف حصل أن المال الذي كان يفترض أن يسمح للعبيد الجدد بأن يُنهوا الشهر، يذهب الى مجموعات مصلحية أقوى منه.
في الايام الاخيرة وجهت الكثير من اصابع الاتهام الى خارج الخيمة. فقد وجهت الى أرباب المال، الى المستوطنات، الى اللجان الكبرى، الى الاصوليين، الى عاملي القطاع العام. من ناحية العبيد، كله صحيح. إذ عندما تكون أنت عبدا، يصبح الجميع أسيادك.
كلهم، بمن فيهم الموظفة في شركة الكهرباء التي تكسب ستة أضعاف من موظفة في وظيفة مشابهة في قسم الدم في المستشفى، بما في ذلك المستوطن الذي تلقى طريقا حتى البيت، بما في ذلك الاشخاص الذين ينفقون 7 ملايين شيكل على عرس بينما يطالبون بتسوية الديون من المؤسسات. من هي المؤسسات؟ هي أنا وأنتم، عبر صناديق تقاعدنا. جاء بضعة اشخاص، اقترضوا منا 150 مليار شيكل، والآن لا يروق لهم أن يُعيدوها.
لماذا يسمح الحكم لكل اولئك بالانضمام الى صف الضاربين؟ لأنه يعرف بأننا سنصمت. فالعبيد دوما يصمتون. اذا بدأوا في الصراخ والغضب، على الحكم فقط أن ينتظر. شيء ما سيصل. الحرب التالية، اخلاء البؤرة الاستيطانية التالية، ايلول التالي. إذ دوما سيحصل شيء ما يسمح للحكومة بأن تمتشق علم الوطنية وأن تلوح به أمام العبيد كي يصمتوا.
يصمتون ويذهبون الى الاحتياط، يصمتون ويدفعون لقاء الدروس الخاصة لاطفالهم لأن جهاز التعليم ليس جيدا بما فيه الكفاية، يصمتون منحرجين أمام أهاليهم حين يطلبون مساعدة في ايجار الشقة، يصمتون ويقفون في ازمة السير، ساعات على ساعات، بينما تنز قذالتهم عرقا وسياراتهم تنز وقودا غاليا على نحو مخيف، يقفون فوق مسار القطار السفلي الذي قررت الحكومة أن تقيمه في السبعينيات ولكنها لم تبنه أبدا.
إذ أن هذه هي الميزة الأكثر وضوحا للعبيد فهم غير مرئيين. حكمنا، بينما يتصافح سرا من تحت الطاولة مع ممثلي أرباب المال والمجموعات المصلحية المختلفة، لا يذكر في معظم الوقت بأنهم موجودون.
منذ أكثر من سنة والسيدان نتنياهو وشتاينيتس يرويان لنا بأن الاقتصاد الاسرائيلي هو قصة نجاح، ولا يفهمان كم هذا باعث على الغضب. بالاقتصاد ليس هدفا، هو وسيلة ترمي الى تحسين حياة المواطنين. الاقتصاد ليس نجاحا اذا لم ترتفع الرواتب، اذا بقيت الاسعار عالية، اذا واصل مستوى معيشة العبيد في الانخفاض كل الوقت.
والاقتصاد لا يمكنه أن يعتبر نجاحا اذا لم يدفع أحد ما الثمن على الاخفاقات. فهل دفع أحد ما ثمن القطار الذي لم يأت؟ ثمن موت العجوز التي لم يُخلها أحد من الرواق في المستشفى؟ ثمن المختص الشاب الذي ترك غاضبا بلا وسيلة المستشفى لانه لم يعد يستطيع؟.
بالطبع لا. لأن العبيد لا يموتون، بل يتبدلون.
يديعوت 20/7/2011
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\...1\07\07-20\20e21.htm
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: ثورة العبيد (Re: khalid Elkhidir)
|
Quote: والاقتصاد لا يمكنه أن يعتبر نجاحا اذا لم يدفع أحد ما الثمن على الاخفاقات. فهل دفع أحد ما ثمن القطار الذي لم يأت؟ ثمن موت العجوز التي لم يُخلها أحد من الرواق في المستشفى؟ ثمن المختص الشاب الذي ترك غاضبا بلا وسيلة المستشفى لانه لم يعد يستطيع؟.
بالطبع لا. لأن العبيد لا يموتون، بل يتبدلون. |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثورة العبيد (Re: khalid Elkhidir)
|
| Quote: أنتم عبيد للبيروقراطية التي تستعبدكم وللموظفية غير المبالية بمصيركم. عبيد لأرباب المال الذين ينقلون الواحد الى الآخر مليارات الشواقل، التي أُخذت في معظمها من اموال تقاعدكم، دون أن يسألوكم أو أن يُقدموا لكم الحساب. عبيد للحكم الذي تحول الى نادي مغلق من الاعضاء الذي يضم الى الأبد أناسا يتغيرون المرة تلو الاخرى في ذات المناصب، يعقدون الاتفاقات بالغمز، ويعرفون بأنهم لن يكونوا مطالبين أبدا بدفع الثمن على اخفاقهم. |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثورة العبيد (Re: khalid Elkhidir)
|
| Quote: القيود على أياديكم مكشوفة. السلاسل على أقدامكم غير مرئية، ولكنها لا تزال تجرحكم. أنتم عبيد لقرض السكن، عبيد لايجار الشقة، عبيد لأسعار الغذاء، عبيد لأسعار الوقود. |
| |
|
|
|
|
|
|
| |
khalid Elkhidir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست