نصوص اتفاقية -وثيقة-سلام الدوحة!

Quote: حديث المدينة سري للغاية عثمان ميرغني في برنامج مؤتمر إذاعي.. بإذاعة أم درمان الجمعة الماضية.. الأخ ضياء الدين بلال رئيس تحرير الزميلة السوداني. سأل الدكتور عمر بشير رحمة المتحدث باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الدوحة. لماذا لم تنشر وثيقة اتفاق السلام في الإعلام.. وبعد طول (معافرة) مع السؤال في محاولة لتجنب تقديم إجابة مباشرة.. اضطرّ رحمة للقول إن الوثيقة ليست للنشر على الأقل الآن..هنا تطلّ المصيبة بقرونها العجاف.. عندما تذهب وفود ضخمة من المجتمع المدني الدارفوري وغيرهم إلى الدوحة في أربع رحلات جامعة.. ويتجادلون حتى النخاع.. ثم يقام مؤتمر كبير اسمه (ملتقى أهل المصلحة).. ويقال بعد ذلك للناس إن توصيات هذا الملتقى هي التي تصنع أفق السلام.. ثم أخيراً تصل السفينة إلى بر التوقيع على اتفاق السلام.. وياللهول من هم الموقعون. عشرات الحركات المنضوية تحت لواء حركة التحرير والعدالة.. كل هذه الجيوش الجرارة كانت تتفاوض على (بنود سرية).. ما هو (السرّيّ) في قضية منصوبة على أسنة رماحها دماء مئات الآلاف وأضعافهم مشردون ونازحون ولاجئون؟؟ ما هو (السري) في اتفاق وقع عليه كل هذا التجمع من المفاوضين ومفتوح لتوقيع عدة حركات أخرى.. هل كل هؤلاء سيوقعون على وثيقة مكتوبة بالحبر السري..ثم.. وهو الأدهى والأهم.. السرية على من؟؟ على إسرائيل حتى لا تحسدنا على الاتفاق وتعد له المؤتمرات لإجهاضه. أم على أمريكا. أم على شعب السودان وحده الذي يجب أن يظل دائماً أسيراً لانطباعات الساسة عن الاتفاقية دون أن يتاح له النظر إلى بنودها.. ما هو السري في الاتفاق الذي يظن الموقعون أنه يجرح خاطر الشعب لو علم به..بالطبع. ليست هي التعويضات للمتضررين من الحرب.. لأن المتضررين سيعلمون بها ما دامت لهم. وبالطبع ليست هي تلك البنود التي تسرد حقوق الإنسان والحريات والديموقراطية. لأن مثل هذا البند غير صالح لـ(سري للغاية).. يا ترى هل تلك البنود التي تتحدث عن قسمة السلطة والثروة.. كم يأخذ كم.. ومن يأخذ ماذا؟؟ بصراحة تلك هي الأنسب لـ(السرية) لأنها بالتحديد الجزء الذي ليس الشعب معنياً به من قريب أو بعيد..صدقوني (السرية) كانت هي العنوان الرئيسي الذي أنجب حريق دارفور.. عندما بدأنا نكتب عن مشكلة دارفور وهي لما تزل مجرد شرارة صغيرة أسكتونا بقوة القانون، وقالوا لنا بالحرف: (لا حديث عن دارفور. لا بالرأي. ولا الخبر. ولا التعليق.. ولا بغم) ماذا كانت النتيجة.. كانت (احكموا علينا بأعمالنا. والأجدر بـ(عمايلنا).. قرابة العشرين قراراً أممياً تلعن سوداننا من قمة رأسه إلى أخمص قدميه..لماذا السرية؟؟ في أمور علنية.. لماذا نموت في دارفور علناً.. وهم يتصالحون في الدوحة سراً.. لماذ علنية بيانات المعارك والطحن الدموي. وسرية قسمة السلطة والثروة..اكشفوا لنا وثيقة السلام.. حتى لا يقال (خلوها مستورة).. التيار