|
( وغداً تدورُ الدائرة ) قصيدة للشاعر والمسرحي الدكتورعزالدين هلالـي2
|
مقدمة كتبناها في حضرة قصيدة الدكتور عز الدين هلالي :
ليست ريح النتروجين المحمص بالعهر مثل ريح الكير ، بل أنكى وأمرّ ، لا تُزكم الأنوف بل تقطعها وتلغي بالكي حاسة الشم . ما لم يتم قوله في هذا اليوم في محفل الحفاوة بنتائج الاستفتاء : " إنا أسوأ أمة أخرجت ، وانتمت لأهل السودان " ، وقالها الصفوة التي احتفت بالخيانة الوطنية ، وتحتفي بفرحها الدامي بالسلام المُفترى عليه برسم الوفاء بالعهد ،بين فريقين جاءا للسلطة بخرق الدستور والقانون وإعلان الحرب على الدولة بسلاح القوات المسلحة التي أمّنها الشعب على الحفاظ على الوطن وترابه ! .ونالا شهادة موثقة من هولندا وبلجيكا وأمريكا وبريطانيا وإيطاليا والنرويج والاتحاد الأوربي ومصر والاتحاد الأفريقي وكينيا ويوغندا والجامعة العربية !!!
اجتمعت الجماجم اليوم 7/2/ 2011 م وجلست أعلى الجثث التي تحكي كيف تم التصديق بإهانة الوطن وشعوب أهل السودان جميعاً ، وهما اللذان استفردا بتغيير أرض الوطن وفتح نوافذ جهنم لشعوبه المسالمة .الاقتتال الان يتم كل يوم وكل ليلة والجميع يعرف ، والإعلام الجسور تتشقق شياطينه من البلور الذي يدون كل الخفايا .تحدث الماكرون عن العهود والوفاء والسلم !، وهما أبعد الكائنات عن ذلك ، بل أن بعضهم تمنى الوحدة في مقبِل الأيام .!!
في اليوم الذي تحدث فيه المتحدثون عن القبول بنتائج ما يسمونه الاستفتاء السلمي الشفاف والوفاء بالعهود ، فإن ثلاثين من العسكريين من الجيش اقتتلوا فيما بينهم قتال أعراق من يسمون بأهلنا من الجنوب ومن يسمون بأهلنا من الشمال !. ومن داخل ما كانت تنعت بالقوات المسلحة " قومية التوجه " مثل ما كان في سالف العصر والأوان ، وغطس لحم أبنائها في شواء مُستعر .ومات كثيرون في ملكال وملوط وعدارييل وبالويش ومابان !! والباب مفتوح على أجندة مؤامرة تفتيت الوطن والجلوس على تل خرائبه !
* انفلتت أحاسيس الشاعر والمسرحي الدكتور : ( عز الدين هلالي ) وخرجت إلى العلن بقصيدة تفجرت من قسوة ما حولها . ولكم النص فهو حقٌ أبلج :
( وغداً تدورُ الدائرة ) بقلم الدكتور" عزًّ الدين هلالي " **
وتأكَّدتْ للناس كلُّ نبوءتي حين افتقدتُك " جونُ " باسمِ الوحدةِ وباسمِ الشعبِ وباسمِ النّفرةِ الكبرى ووفق شهادتي : " عجباً لكيف يعيشُ من بعد الفناءْ ، ويطولُ ، بعد الموتِ ، كائنْ ! ؟ " إذ كنتُ أنعي فيك آمالي وأحلامي وآفاق الرجاءْ ، أنجالي وأجيالي وأيامي وساحات الضّياءْ ، ونبضَ القلبِ ، أشيائيَ الصُّغرى ، أصلي وخطّ الاستواءْ ، فصلي وكلَّ هويّتي ، لم يستبينوا النُّصح حين إفادتي قومي ، وما اكترثوا لنبلِ الغايةِ لم يستبينوا النُّصحَ حين إفادتي أنّ التمزّقَ غايةُ المتهافتِ أنّ التّشرذم فيه كسرُ إرادتي أنّ التّفرق فيه قصدُ إبادتي لم يستبينوا النّصح حين إفادتي : " إن شئتمو .. ها فانزعوا عنّا اليمينْ أو شئتمو .. ها فانزعوا عنا الشمالْ أو فانزعوا عنّا الوريد من اليمين إلى الشمالْ أرأيت إن قُطِعَ الوريدُ ، أَيُفَرِّقُ الرّاؤون أيّ الدَّمِّ سالْ ؟ " يا ... " عازة الفراق بي طال " لم يستبينوا النُّصح حين إفادتي : " لا لن يكون سوى الوصالْ ، في غدي ، أو في أتون المشهدِ ، أو في ثنايا الأمسِ في الماضي البعيدِ ونحن في نُطَفِ الرِّجالْ ، أو في بطون الأمّهاتِ الآن نحبو للنِّضالْ ، لا لن يكون سوى الوصالْ " لم يستبينوا النّصح يا سوداننا حزبان يقتسماننا منذ الأزلْ والآن يقتسماننا حزبان من غير الأُوَلْ وتحضُّهم كلُّ الدّولْ حزبان يا سوداننا حزبان يقتسماننا ظلماً وباسم الدين في الخرطوم يقتسماننا جوراً وباسم العدل في ملكال يقتسماننا ما كان ذا المأمول يا باقاننا ما كان ذا المأمول يا سوداننا ما كان ذا المأمول وفق شهادتي حين افتقدتُك " جونُ " باسمِ الوحدةِ باسم الجموع الثائرة باسم الجموع أتتك تستبق الخطى المتكاثرة تبكي المصيرَ وتقتفي آمالَنا المتناثرة يبكي الجميعُ وتختفي أحلامُنا المتجاسرة ما متّ " جونُ " بصدفة في طائرة فكذا ، وفي بلدي ، بلد النّعوش الطائرة دوماً تدور الدائرة وهمو تروس الدائرة لم يطلبوهُ ، ذا الانفصال ، لموتكم بالطائرة بل كان ذا المقصودَ حين تقصّدتْكَ يدُ الفلولِ الجائرة ما متّ " جونُ " بصدفة في طائرة قتلوكَ هُمْ قتلوكَ وما قتلوكَ بل قتلوا بك السودانَ بل شطروا بك الأوطانَ بل قتلوا أمانيَّ الشعوبِ الحائرة قتلوكَ هُمْ وغداً تدورُ الدائرة.
** د. عز الدين هلالي أبو ظبي 7/2/2011
*
|
|
|
|
|
|
|
|
|