كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 05:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2011, 07:53 AM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل

    سلام ... سلام أهل المنبر الكرام .

    توقف هذا البوست بسبب الأرشفة ، ولأهميته ، أعيده مرة أخرى ، مع الرابط في الربع الثاني:

    كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل

    من كتاب الرسالة الثانية للإسلام:

    بشارة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ((اليوم أكملت لكم دينكـم،
    وأتممت عليكــم نعمتـي،
    ورضيت لكم الإسلام دينا.))
    صدق الله العظيم

    نحمدك اللهم ولا نحصي ثناء عليك ونستهديك ونستعينك..

    بشارة

    الإسلام عايد عما قريب بعون الله وبتوفيقه.. هو عايد، لأن القرآن لا يزال بكرا، لم يفض الأوائل من أختامه غير ختم الغلاف.. وهو عايد، لأن البشرية قد تهيأت له، بالحاجة إليه وبالطاقة به.. وهو سيعود نورا بلا نار، لأن ناره، بفضل الله ثم بفضل الاستعداد البشري المعاصر، قد أصبحت كنار إبراهيم بردا وسلاما.. إن العصر الذي نعيش فيه اليوم عصر مائي، وقد خلفنا وراءنا العصر الناري.. هو عصر مائي، لأنه عصر العلم.. العلم المادي المسيطر اليوم والعلم الديني - العلم بالله - الذي سيتوج ويوجه العلم المادي الحاضر غدا.. وفي عصر العلم تصان الحرية وتحقن الدماء وتنصب موازين القيم الصحائح..
    البصيري إمام المديح يقول:
    شيئان لا ينفي الضلال سواهما نور مفاض أو دم مسفوح
    وقد خلفنا وراءنا عهد الدم المسفوح، في معنى ما خلفنا العصر الناري، وأصبحنا نستقبل تباليج صبح النور المفاض.. بل إن هذا النور قد استعلن على القمم الشواهق من طلائع البشرية، ولن يلبث أن يغمر الأرض من جميع أقطارها.. وسيردد يومئذ، لسان الحال ولسان المقال، قول الكريم المتعال:
    ((الحمد لله الذي صدقنا وعده ، وأورثنا الأرض، نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين))

    (عدل بواسطة خلف الله عبود on 07-09-2011, 09:33 AM)

                  

07-06-2011, 08:01 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)

    صديقي الفنان تحياتي

    الأستاذ قال معرفاً للحرية: هي أن تفكر كما تشاء وتقول كما تفكر وتفعل كما تقول وتتحمل مسؤولية ما تفعل

    أرجو التجذير لهذه المقولة فربما أوردتُها بصياغة خاطئة لإنني سمعتها ولم أقرأها

    تحياتي للأسرة الكريمة
                  

07-09-2011, 09:43 AM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: Murtada Gafar)

    أهلا ومرحبا صديقي مرتضى ، وأرجو ان نراك قريبا وقد أرسلت لك رسالة في إيميلك ... وتحياتي للاسرة الكريمة.

    العبارة صحيحة تماما ولكن الأإضافة هي أن الأستاذ محمود قد ذكرها كمستوى أولي للإنسان في بداية سلوكه وتعامله في المجتمع ، اما المستوى الثاني فقد عبر عنه بعبارة أخرى تنناسب مع الإنسان المحقق القيم الإنسانية الكبيرة وجاءت هكذا :( الحرية هي أن تفكر كما تريد وتقول كما تفكر وتعمل كما تقول ، ثم لاتكون عاقبة عملك إلا برا بالأشياء والأحياء) ...
                  

07-09-2011, 12:24 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: Murtada Gafar)

    القانون والقرآن

    ان القرآن يبشر بعودة الانسانية ، علي هذا الكوكب ، الي الاهتمام بمسألة الجبر والاختيار من جديد ، وهو لا يبشر بتلك العودة فحسب ، وانما يقدم لتلك المسألة التاريخية الحل الأخير حينما يقول في جملة ما يقول ((أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها واليه يرجعون)) ويطيح في جملة واحدة بالوهم الذي يسيطر علي عقولنا ويخيل لنا أننا نستقل بارادة ، ثم هو يطوع جميع تشاريعه لتعين عقولنا حتي تقوي علي مواجهة النور ، وذلك ان الوجود وحدة ، يخضع لارادة واحدة من ذراته الي شموسه ، فتلك الارادة هي القانون الطبيعي ، الذي اختط للعوالم المختلفة وللحيوات التي تعج بها تلك العوالم ، بداياتها ونهاياتها ، ثم رسم لها خط سيرها فيما بين ذلك رسما محكما لا مكان فيه للمصادفة ، وانما كل ما فيه بحساب دقيق وقدر مقدور: وهذا القانون الطبيعي المحكم الدقيق هو أثر العقل الكلي القديم ، الذي ما عقولنا الجزئية المحدثة الا أقباس منه. والقرآن يهدف الي تحرير عقولنا بأن يوجد بينها وبين العقل الكلي القديم صلة موصولة ، وذلك بأن يقيدها بقانون يحكي في دقته وفي وحدته القانون الطبيعي ، ليخلق بقانون الوحدة من عقولنا المنقسمة بين عقل باطن وعقل واع كلا واحدا متسقا قادرا علي التوفيق والتوحيد بين المظاهر المختلفة في الحياة ، وبذلك تقوم في اخلادنا الصورة الصحيحة عن الحياة وعن حقيقة البيئة التي نعيش فيها.

    ( من كتاب أسس دستور السودان ) 1955

    (عدل بواسطة خلف الله عبود on 07-10-2011, 00:07 AM)

                  

07-09-2011, 03:41 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)

    up
                  

07-09-2011, 11:54 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: د.محمد بابكر)

    شكرا للدكتور محمد بابكر ... ونرجو أن نتمعن في ماقاله الأستاذ محمود ، في شان جنوب السودان قبل أكثر من 25 عاما ...

    ( من كتاب مشكله جنوب السودان .

    الإهـــداء

    الشعب السوداني الكريم!!
    إن قطرك الذي تسكنه ـ وهو السودان، إنما
    يمثل القلب في أفريقيا!! في العالم؟؟
    هو من حيث الشكل الجغرافي الذي يظهر به
    على الخريطة يشبه القلب!!
    و هو من حيث الموقع الذي يحتله من القارة
    يشبه القلب أيضاً!!
    هذا القطر، بشمالييه، وجنوبيه، يمثل الرجل الواحد!!
    هو يمثل الروح، والنفس، في البدن الواحد!!
    و طريق الروح، والنفس، في البدن الواحد، هو الوحدة،
    و الإنسجام، و التواؤم، وما هو بطريق التفرقة، ولا النشوز،
    و لا الإعراض!!
    فعلى المثقفين، من أبناء الشمال، ومن أبناء الجنوب،
    واجب عظيم هو توحيد شقي البدن الواحد بالفكر الثاقب
    و العلم الصحيح، والخلق القوي، الرصين، حتى تخرج من توحيد السودانيين: شماليين، وجنوبيين، قومية واحدة، خصبة، ذات خصائص متنوعة، ونكهة متميزة، يشحذ فكرها، ويخصب عاطفتها، الملكات المختلفة، المشرجة في تكوين الشماليين، والمشرجة في تكوين الجنوبيين،
    كلٍ على حدة، وعلى السوية!!
    ليس لهذا الشعب غير الوحدة!!
    وليس لهذا القطر غير الوحدة!!
    كان على ربك حتماً مقضيا !! )
                  

07-11-2011, 09:13 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)



    المدنية والحضارة

    المدنية غير الحضارة ، وهما لا يختلفان اختلاف نوع ، وإنما يختلفان اختلاف مقدار .. فالمدنية هي قمة الهرم الاجتماعي والحضارة قاعدته .
    ويمكن تعريف المدنية بأنها المقدرة على التمييز بين قيم الأشياء ، والتزام هذه القيم في السلوك اليومي ، فالرجل المتمدن لا تلتبس عليه الوسائل مع الغاية ، ولا هو يضحي بالغاية في سبيل الوسيلة . فهـو ذو قيـم وذو خلـق . وبعبارة موجزة ، فالرجل المتمدن هو الذي حقق حياة الفكر وحياة الشعور

    هل المدنية هي الأخلاق؟؟

    هي كذلك ، من غير أدنى ريب !! وما هي الأخلاق ؟؟ للأخلاق تعاريف كثيرة ، ولكن أعلاها ، وأشملها ، وأكملها هي أن نقول أن الأخلاق هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة . ولقد قال المعصوم (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . )) فكأنه قال ما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق ، ومن أجل ذلك قلنا أن محمدا عاش في أوج المدنية التي جاء بها الله عن طريقه ، ووصفه تعالى فيها بقوله (( وإنك لعلى خلق عظيم )) .
    وحين سئلت عائشة عن أخلاق النبي قالت (( كانت أخلاقه القرآن )) ومعلـوم أن القرآن أخلاق الله ، وأخلاق الله إنما هي في الإطلاق ، ومن ههنا جاء التعريف بأن الأخلاق هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة .
    ولقد كان محمد أقدر الناس على حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة ، وذلك لشدة مراقبته لربه ، ولدقة محاسبته لنفسه ، على كل ما يأتي ، وما يدع ، في جانب الله ، وفي جانب الناس . أليس هـو القائل (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا )) ؟
    بل ان حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة إنما هو سنة النبي ، التي طالما تحدث عنها الناس ، من غير أن يدركوا حقيقتها . وهذه السنة هي التي أشار إليها في حديثه المشهور عن عودة الإسلام ، وذلك حيث يقول (( بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ! قالوا من الغرباء يا رسول الله ؟ قال الذين يحيون سنتي بعد اندثارها . ))
    فسنته هي مقدرته، في متقلبه ومثواه ، وفي منشطه ومكرهه ، على حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة ، وتلك هي قمة الأخلاق ، وهي أيضا قمة المدنية .
    وأما الحضارة فهي ارتفاق الحي بالوسائل التي تزيد من طلاوة الحياة ، ومن طراوتها .. فكأن الحضارة هي التقدم المادي ، فإذا كان الرجل يملك عربة فارهة ، ومنزلا جميلا ، وأثاثا أنيقا ، فهو رجل متحضر ، فإذا كان قد حصل على هذه الوسائل بتفريط في حريته فهو ليس متمدنا ، وان كان متحضرا ، وانه لمن دقائق التمييز أن نتفطن إلى أن الرجل قد يكون متحضرا ، وهو ليس متمدنا ، وهذا كثير ، وأنه قد يكون متمدنا ، وهو ليس بمتحضر ، وهذا قليل ، والكمال في أن يكون الرجل متحضرا متمدنا في آن . وهو ما نتطلع إليه منذ اليوم .

    ( من كتاب الرسالة الثانية من الإسلام )
                  

07-16-2011, 11:18 AM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)


    وردفى كتاب رساله الصلاة:

    وحين يمثل الدين العام إرادة الله يمثل الدين الخاص رضوانه.. وإنما يستصفى الدين الخاص، من الدين العام، كما يستصفى ماء الأنهار، من ماء البحار، بفضل الله، ثم بفضل حرارة الشمس التي بها تبخير الماء، وتصريف الرياح، وتسخير السحاب بين السماء والأرض.. فالله، تبارك وتعالى، قد أرسل رسله لاستصفاء رضوانه من إرادته، كما سخر شمسه لاستصفاء مائه العذب، من مائه الملح.. ومصافي الرضوان من الإرادة هي العقول البشرية.. ومن أجل أن تقوى هذه العقول على الاضطلاع بهذه المهمة أمدها الله بالعقول الملائكية ـ بالوحي ـ بجبريل ـ وإنما الوحي مرحلة، ريثما تستغني العقول عنه، بفضل الله، ثم بفضل تفجير الطاقة التي أودعها الله في البنية البشرية..وهذا أيضا ما من أجله قلنا أن الدين الخاص هو دين العقول.. وليست هناك كرامة ترجى، لا في الدنيا، ولا في الآخرة، إلا والعقول طريقها..
                  

08-18-2011, 12:07 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)

    من كتاب ( تعلموا كيف تصلون ):


    ثقافة العقل واليد


    إن قيمة المجتمع للفرد لا تساويها قيمة.. هو أكبر الوسائل لإنجاب الفرد الحر ، الكامل.. ولقد يكفي أن يقال هنا أنه الوسيط الذي فيه يتحرك الفرد ، وفيه يمارس العبادة ، ويمتحن الأخلاق ، ويميز القيم.. وفيه يجد الأمن ، ويستشعر الحب ، ويباشر التعاون ، والعمل ، ويحصل العلم.. وبالعلم ، والعمل وفق هذا العلم ، يتوكد وجود الفرد ، وتنضج شخصيته ، وتقوى ، وتتحقق حريته ، وتتسع حياته ، وتخصب..
    إن الوقت قد أنى الذي فيه يعنى كل فرد بتثقيف عقله ، ويده.. وثقافة العقل ، واليد ، إنما تتحقق بأن يحذق الفرد - كل فرد - عملاً يدوياً ، تكون له به خبرة ، ويمارسه عن إحتراف ، أو عن هواية ، ويتجه دائماً إلى أدائه بحذق ، وبإتقان.. وليكن معلوماً !! فإن قيمة العمل اليدوي ليست في كسب العيش فقط ، وإنما هي ، وبقدر أهم ، فيما يثمره هذا العمل من توحيد العقل ، والعين ، واليد.. وهذا التوحيد هو من أقرب السبل إلى توحيد القوى المودعة في البنية البشرية التي بتوحيدها ، وبقدر مبلغ إتقان توحيدها ، تتم الحياة وتكتمل.. تلك القوى إنما هي العقل ، والقلب ، والجسد.. فأنت ، على سبيل المثال ، إذا كنت نجاراً ، أو بناءً ، أو ميكانيكياً ، أو ساعاتياً ، فإنك إنما تباشر عملك الفني هذا بعقل يعلم ، وعين ترى ، ويد تنفذ.. وممارسة إتقان صنعتك هذه تسوق ، بإستمرار ، إلى إيجاد نوع من التعاون ، ونوع من التوحيد ، بين هذه الجوارح الثلاث : العقل ، والعين ، واليد. والعقل الذي تتوحد جوارحه يكون قوياً ، ونافذاً، ومسيطراً.. وهذه هي ما تسمى بثقافة العقل ، واليد..
    فليس إحتراف الحرفة ، إذن ، ولا تجويد الحرفة ، وإتقانها ، من أجل كسب العيش ، فحسب ، وإنما قيمته وراء ذلك ، وفوق ذلك، بما لا يقاس.. ولو أن الناس علموا قيمة العمل اليدوي ، الفني ، الماهر ، واستطاعوا توجيهه توجيهاً ذكياً ، لحققوا به مكاسب يجدون بركتها في أبدانهم ، وعقولهم ، وقلوبهم.. ثم لما بقى أحد من الناس إلا وسعى لإكتساب مهارة فنية يمارسها كحرفة أساسية ، أو كهواية إضافية ، ينفع ، وينتفع بها ، ساعات فراغه.. ويمكن القول بأن التعليم الرسمي نفسه يجب أن يتجه لتعليم كل مواطن ، ومواطنة ، حرفة يدوية بها يستطيع إتقان عملٍ ما..
                  

08-26-2011, 10:17 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)

    من كتاب تعلموا كيف تصلون

    الصلاة جلسة نفسية

    ما أحوج وقتنا الحاضر إلى الصلاة!! وقتنا الحاضر، وقت الذكاء الحاد، والحس المرهف!! ومع ذلك، وقت القلق، والتوتر، والحيرة.. حيرة الشباب، المتمثلة في مجاميع ((الهيبيز)).. وحيرة الشيوخ، الذين عجزوا عن هداية، وقيادة، أطفال، وشباب الأجيال المعاصرة من أبنائهم.. وقتنا الحاضر، وقت المشاكل النفسية، والأمراض العصبية.. هذه الأمراض التي، من فرط ما تفشت، وذاعت بين الناس، وجدت من يسميها : ((بأمراض المدنية)).. وليست للمدنية أمراض، وإنما المدنية صحة للقلوب، وللعقول، وللأجساد.. ولكن وقتنا الحاضر هو وقت الحضارة الغربية التي جعلت وكدها الإنتاج، والإستهلاك.. وهي، في سبيل مواصلة الإنتاج، تدعو إلى المزيد من الإستهلاك، وتدعو بوسائل الإعلان المختلفة لطرائق الإستهلاك المختلفة، حتى لقد ازدادت حاجات الإنسان، لحد جعله في خوف دائم من العجز عن تحصيل هذه المطالب، التي أوهمته الحضارة المادية، الآلية، الحاضرة، أنها حاجة حياة، أو موت، بالنسبة إليه، وإلى أسرته..
    إنني لا أشكو من الوضع الحاضر، ولا أرفض الحضارة الغربية ((التكنولوجية)) المادية.. بل، على العكس، فإني لأرحب بها، وأعتبرها مرحلة هامة جداً من مراحل تطور الفرد، والمجتمع البشري.. وأعتبر أن القلق، والحيرة، والرفض الذي ساقتنا إليه، إنما هو علامة صحة، وليس علامة مرض.. هو علامة صحة لأنه يرشدنا لأصل المرض، وما ذاك إلا لجهلنا بحقيقة البيئة التي نعيش فيها، وعجزنا، من ثم، عن المواءمة بين حياتنا وبينها..
    لقد ظللنا، نحن البشر، دائماً نحاول التعرف على بيئتنا، ونحاول، على هدى من هذه المعرفة، أن نوجد نوعاً من التوافق، والتناسق بين حياتنا وبين هذه البيئة.. وقد بدأنا من مكان بعيد.. لقد مضى وقت كنا نعتقد فيه أن البيئة الطبيعية، المادية، التي نعيش فيها هي عدو لنا، شديدة العداوة.. وقد ملأتنا عداوتها، وشكاستها، وأنيابها الزرق، ومخالبها الحمر، بالخوف الشديد، الذي تحدثنا عنه، في مقدمة كتابنا هذا، وفي العديد من كتبنا، باستفاضة.. وكنا، دائماً، ولا نزال، نخدع بالمظهر، ونذهل عن المخبر.. ونحن، اليوم، وفي مجتمع حضارة ((القرن العشرين))، نقف في مفترق الطرق.. فإن هذه البيئة الجديدة، التي قد طورها تقدم الآلة، تطويراً يشبه القفزة، تواجهنا بتحد حاسم.. هذا التحدي يعرض علينا إحدى خصلتين : إما أن نرتفع إلى مستوى المواءمة بين حياتنا، وبين بيئتنا، وإما أن ننحدر إلى الهاوية، فيكون مصيرنا مصير الأحياء التي عجزت عن المقدرة على المواءمة بين حياتها وبين البيئة.. إننا، بفضل الله، ثم بفضل هذا التقدم ((التكنولوجي))، قد أصبحنا نعيش في كوكب موحد جغرافياً، وأصبحنا، بفضل هذا التقدم ((التكنولوجي))، جيراناً متقاربين، مهما بعدت أقطارنا، في أطراف هذا الكوكب الصغير.. وأصبح علينا أن نتحلى بالأخلاق التي تليق بحسن الجوار.. أصبح علينا أن نتوحد أخلاقياً، كما توحدنا مادياً.. وبفضل الله، ثم بفضل العلم المادي، الذي هو سمة هذه الحضارة، وضحت لنا الوحدة التي تنتظم المظاهر المختلفة.. وضح لنا أن المادة التي مظهرها التعدد جوهرها الوحدة.. بل إن العلم التجريبي قد أظهر لنا أن المادة، كما تظهر ليست هناك، وإنما هي طاقة.. طاقة تدفع، وتجذب.. هذه الطاقة يسميها الدين ((الإرادة)).. إرادة الله، خالق الأكوان، وخالق الإنسان، وجاعل الأكوان مطية للإنسان، بها يرتفق ليبلغ منازل كماله.. إن حاجتنا إلى ((الدين)) اليوم قد برزت، بفضل الله، ثم بفضل هذه المشاكل التي تواجهنا بها هذه الحضارة الغربية المادية.. نريد الآن أن نقف لنراجع ما رسبته فينا الجهالات الماضية، من عقد نفسية أخذت تنطلق، في وقتنا الحاضر، بغير قيد، وبغير عقال.. وهنا تبدو حاجتنا إلى الصلاة.. إن الصلاة جلسة نفسية بهذا المعنى.. هي منهاج يعطينا الفرصة إلى أن ننفصل عن ((الدوامة)) الحاضرة، وأن نكون في ((خلوة)) نجد فيها السبيل إلى النظر في ((داخلنا)) فإننا نعرف عن عالمنا ((الخارجي)) أضعاف، أضعاف ما نعرف عن عالمنا ((الداخلي)) - عن نفوسنا - فإن البيئة التي نعيش فيها هي بيئة روحية، ذات مظهر مادي.. هذه حقيقة ظهرت لنا، لأول مرة، عن طريق العلم التجريبي، وأيضاً عن طريق الدين.. إننا نحن نعيش محاطين بالمظاهر الإلهية.. ولكي نعيش في ((سلام)) فقد وجب علينا أن نعرف ((الله))، وأن نعرف أسرار صنعه فينا، هذا الصنع الذي هو بيئتنا التي نعيش فيها الآن.. وقد ظللنا دائماً نعيش فيها، ولكننا نجهلها، تمام الجهل.. فإذا حققنا، وصححنا علمنا بها فسيعيننا هذا العلم الجديد على أن نرجع لمناقشة هذه العقد النفسية، الموروثة، والمكتسبة، التي رسبها فينا الجهل.. نناقشها، ونصححها، ونسلط عليها النور لتخرج من ظلامها، وسجنها، إلى نور الحياة، وحركة الحرية.. ويومئذ تنبعث الحياة الحرة، الكاملة، في بنيتنا، على النحو الذي بيّنا في هذه المقدمة..
    وسر صنع الله في كونه هو الحكمة.. قال تعالى فيها : ((وما خلقنا السموات، والأرض، وما بينهما، لا عبين * ما خلقناهما إلا بالحق.. ولكن أكثرهم لا يعلمون)).. قوله ((ما خلقناهما إلا بالحق)) يعني إلا بالحكمة.. والحكمة هي وضع الأشياء في مواضعها.. الحكمة هي ((نهاية العلم)) و ((نهاية الرحمة)).. وقد تكون الرحمة في صورة عذاب، ولكن الحكمة وراء العذاب، كالحكمة وراء الدواء المر.. المراد منه الشفاء من العلة.. ولكننا نحن كالأطفال.. فالطفل العليل يرفض الدواء لمجرد أنه مر.. ويجهل أن وراء مرارته حلاوة العافية.. ونحن إنما نرفض العذاب بنحو من هذا الجهل.. ولذلك فقد قال تعالى : ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم.. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم.. وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم.. والله يعلم.. وأنتم لا تعلمون)).. هذا هو موطن الآفة : ((والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).. ولذلك فقد وجب الإيمان بما لا نعلم، ريثما نعلم.. والإيمان أصل في العلم، وأصل في الدين.. بل الحقيقة أن العقل الذي يعرف قدر نفسه لا يمكن أن يرفض شيئاً لمجرد أنه لا يجد العلم به، عتيداً عنده.. بل أن الواجب يقضي، إذا جهلنا شيئاً، أن نؤمن به، ريثما ينكشف لنا حقه من باطله.. وأما رفضنا إياه قبل ذلك، إنما يمثل جهلاً بحقيقة أنفسنا، وينطوي على إدعاء كبير، إذ نجعل عقولنا حكماً على الأشياء.. وهذا ما يحصل من أحدنا دائماً. ولذلك فقد أصبحنا محتاجين إلى منهاج يروض العقول على التواضع، وعلى المحايدة، وعلى البراءة من الغرض.. إن مثل هذا العقل المؤدب هو وحده الذي يدرك القانون - قانون الحق - الذي به خلق الله السموات، والأرض : ((ما خلقناهما إلا بالحق)).. يعني ((بالحق)) ((القانون)).. وقديما قال أرسطو : ((إن القانون هو العقل الذي لا يتأثر بالرغبة)).. هذا هو القانون الكلي.. وهو إنما يحكي صورة العقل الكلي.. ونحن إنما نحاول أن نسير بعقولنا خلف العقل الكلي.. أليست التوصية : ((تخلقوا بأخلاق الله)) ؟؟ وبقدر ما تحاكي عقولنا العقل الكلي، بقدر ما ندرك من دقائق هذا القانون، الذي ما هو إلا أثره، وصنعه.. وبقدر ما ندرك من دقائق هذا القانون، بقدر ما تسير حياتنا في مواءمة معه.. فنبلغ بذلك الأمن، ونستمتع بالحرية من الخوف، ونطلع على دقائق الغيب.. ونصحح عقد الماضي فننغم هذا التصحيح من التشويش الداخلي..
    فالصلاة جلسة نفسية بمعنى أنها فرصة للنظر الداخلي، ولمناقشة العقد النفسية المكبوتة في طبقات العقل الباطن.. وفي التعريف العرفاني، السلوكي، العلمي، فإن للعقل سبع طبقات، تعرف بالنفوس السبع.. وقد ورد ذكرها جميعها في القرآن : أولها النفس الأمارة، ثم النفس اللوامة، ثم النفس الملهمة، ثم النفس المطمئنة، ثم النفس الراضية، ثم النفس المرضية، ثم النفس الكاملة.. وهذه النفوس السبع إنما هي درجات في مراتب الإدراك التي بها يطلع العقل على الحقائق، ويعرج في سمواتها، وذلك بفضل الله ثم بفضل العبادة المجودة، وأعلاها الصلاة.. وإنما عن الصلاة قال، جل من قائل : ((فاصبر على ما يقولون!! ‍‍ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى)) في هذه الآية عنى بـ ((سبح))((صل)).. وقد أورد فيها الأوقات الخمسة في اليوم والليلة.. ثم قال : ((لعلك ترضى)).. والرضا المقصود هنا إنما هو بربوبية الرب، وهو التسليم له، وزيادة.. هذا الرضا هو تعبير آخر عن التواؤم مع البيئة، والملاءمة والاتساق، وهذا ما به نحصل على الطمأنينة، وبرد الراحة، والتخلص من الخوف.. فالصلاة جلسة نفسية بهذا المعنى..
                  

08-26-2011, 10:28 PM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)

    الصديق العزيز والأستاذ خلف الله

    شكرا على إيراد هذه المقتطفات فما أحوج الناس إليها

    وبالذات في السودان

    ..

    خطر لي أن البعض يفهم الإيمان بالله كانه كفر بالإنسان

    وأن صيغة الإيمان بالله وبالإنسان تجلت في الفكر الجمهوري

    الذي يحتفي بمجمل منجزات الإنسان من علم وديمقراطية ومساواة

    ويجدها منسجمة بل أصيلة في فهمهم للدين

    أرى ذلك في معظم ما أوردت



    الباقر موسى
                  

09-16-2011, 08:53 AM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)

    من كتاب الإسلام وإنسانية القرن العشرين : للأستاذ محمود محمد طه يوليو 1973

    الحرب لا تحل المشكلة الآن

    إنسانية القرن العشرين مشكلتها اليوم مشكلة السلام.. ومشكلة السلام هي مشكلة الحرية القبيل قلنا أنه الإنسان بيبحث عنها منذ أن نشأ.. وهو عندما اخترع المجتمع كان بيبحث عن السلام.. بيبحث عن الحرية.. والصورة ما كانت محددة في ذهن الإنسان بالمعنى الأصبحت محددة بيه الحرية اليوم.. بل الحقيقة أن تجاربنا الأخيرة، هي اللفتت أنظارنا إلى معاني جديدة.. فإننا نحن قد كنا محاربين على طول المدى.. يعني لما كنا بالأنياب والأظافر، وعندما انتقلنا إلى الأسلحة، واستعملنا الآلة لنستعيض بها عن الأنياب والأظافر.. لغاية ما جات الأسلحة النووية.. على طول المدى نحن كنا محاربين.. وكانت الحرب بتحل مشكلتنا.. ولكن التجربة الأخيرة دلت على أن الحرب ما عادت بتحل مشكلتنا، خصوصا التجربة اللي ظهرت في فيتنام أخيرا.. السلاح لا يحل المشكلة.. كل ما يمكن أن يعمله السلاح هو أن يجيبنا حول تربيزة المفاوضات لنتفاهم، ذلك لأنه، بالأسلحة الأخيرة، الحرب ما أصبح فيها منتصر ومنهزم.. في الحرب قبل الأخيرة - حرب 1914 – 1919 - كان المنتصر في الحرب هو المنتصر في السلام.. كانت الدنيا تخضع ليهو، ويسيطر عليها، ولو إلى مدى.. فمثلا بريطانيا لما طلعت منتصرة في حرب 14-19 سيطرت على العالم، لغاية أوائل الثلاثينات، عندما قامت ألمانيا، بقيادة هتلر، وأصبحت تناوئ، إلى أن في سنة 1939 انفجرت الحرب بالصورة المعروفة ديك، فقد كان في مدة كان العالم فيها بلغ نوع من السلام.. ما هو سلام طبيعي، ما هو سلام صحيح.. لكن على كل حال، أمكن نزع السلاح فيهو.. الحرب الأخيرة - حرب 1939- 45- دلت، دلالة كبيرة جدا، على معنى جديد، هو أنو المنتصر في الحرب قد يكون منهزم في السلام، حتى أنو العمل العملتو ألمانيا الغربية بالذات، واليابان، في التجارة، والصناعة، (وديل دولتين منهزمتين في الحرب) العمل العملنو في بناء إقتصادن، بعد نهاية الحرب أصبح أكبر من عمل بريطانيا، وأصبحت تخشاه حتى أمريكا اليوم.. فكأن الدولتين المنهزمتين في الحرب أصبحتا منتصرتين في السلام.. والدولة، بالذات بريطانيا، الكانت منتصرة في الحرب أصبحت منهزمة في السلام.. ودي، في حد ذاتها، تجربة كبيرة جدا للمجتمع، دلت على أن الحرب لا تحل مشكلة، وأنو قد جاء الوقت ليكون في سلام، وفي مفاهمة، وفي مصالحة، وأن تحل المسائل حول تربيزة المفاوضات، زي ما حصل في حرب فيتنام، بعد أن استمرت عشر سنين، حطمت أشياء لا حصر لها، من العتاد، ومن السلاح، ومن الثروة الطبيعية في الأرض البيدور فيها القتال، ومن المنشآت، والكباري، والورش، والمواني، ومن الخطوط الحديدية، ومن أرواح الحيوان، وأرواح البشر.. كلها انتهت إلى أن الناس يجب أن يجلسوا حول تربيزة المفاوضات.. الأمر الذي كان يمكن أن يحصل قبل عشر سنين، لو كان عندنا من الحكمة، ومن الذكاء ما يغنينا عن الدخول في هذه التجربة.. لكن، بطبيعة الحال، التجربة ضرورية لندرك نحن المسائل، إدراك واضح، والرؤية فيهو تكون واضحة.. وكانت التجربة.. لكننا خرجنا بحصيلة كبيرة جدا من هذه التجربة، وأصبحنا نستقبل حقيقة كبرى، هي أننا، لنعيش في الأرض دي، يجب أن نعايش بعضنا في سلام، ويجب أن نقلع عن الحرب تماما..
    الإنسان محارب زي ما قلت بطبيعته الثانية.. وأقصد بطبيعته الثانية العقلية التي عوجها الخوف.. نحن، في بدايتنا انطلقنا من خير، وراجعين لخير، انطلقنا من الخير المطلق، وراجعين للخير المطلق، لكننا في المرحلة لا بد لينا من التمرس بالفكر البرجعنا.. خرجنا من وطن هو خير كله، وراجعين لوطن هو خير كله، وفي المرحلة لا بد لنا من المجاهدة.. المجاهدة انتهينا بيها إلى أنه لازم أن نعرف.. المعرفة هي الطريق الوحيد الذي يغنينا عن أن نتقاتل، وأن نتماوت، بالصورة الجات في التجربة هنا.
    .
                  

09-17-2011, 06:36 PM

خلف الله عبود

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)

    من كتاب مشكلة الشرق الأوسط للأستاذ محمود محمد طه - صدر عام1967

    الحل على مرحلتين


    مرحلة عاجلة، ومرحلة آجلة: فأما المرحلة العاجلة فهو حل سياسي، ومرحلي، في نفس الأمر، وهو حل يقتضيه حل المرحلة الآجلة.. وهذا وحده الحل المستديم السليم.. وبالحل المرحلي، العاجل، يستطيع العرب أن يرجعوا الى نقطة الإعتدال بين الكتلتين: الكتلة الشرقية، والكتلة الغربية. وهي النقطة التي فيها يقومون مقام الكتلة الثالثة ـ وهي كتلة لا شرقية ولا غربية ـ ومقامها قد قامه قديما أوائلنا، وقاموه من جميع الوجوه، وقد قال الله تبارك وتعالى عـنـهـم، ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا)).
    وهذا الحل العاجل قد يقضي على العرب أن يدفعوا ثمن أخطائهم السياسية الكثيرة، وهو ثمن سيكلفهم شيئا من كرامتهم، وشيئا من مصلحتهم، مؤقتا، ريثما يستعيدوا كرامتهم الحقة، ومصلحتهم الحقة. ثم أنهم بنفس هذا الثمن سيشترون هدنة هم في أمس الحاجة اليها ليباشروا حل مشكلتهم حلا، علميا، شافيا، ونهائيا. وهو ما أسميناه الحل الآجل، ويتمثل في أدنى منازله في إعادة بناء الجبهة الداخلية.. فاذا تفطّن العرب الى حقيقة المشكلة فانهم لن يتحدثوا الا عن الحل السياسي، وبأي ثمن، ذلك بأن الحل العسكري غير ممكن، على الإطلاق، وذلك لأمر بسيط، وهو ان العرب لا يحاربون دولة اسرائيل، وانما يحاربون، من ورائها، دول أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والمانيا الغربية.. وهم قد التزموا بالمحافظة على حدود دولة اسرائيل، حسب ما يعطيها قرار التقسيم الذي اتخذته الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 ـ التزم بذلك، منذ عام 1950، كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، يضاف الى هذا الإلتزام أن المنطقة قد أصبحت منذ تأميم قناة السويس في السادس والعشرين من شهر يوليو عام 1956 منطقة نزاع بين الشيوعية الدولية، والاستعمار الغربي، كما سبقت الى ذلك الاشارة في هذا السفر. ومن أجل ذلك فلن يسمح الغرب للعرب بالانتصار على دولة اسرائيل، لان هذا الانتصار يمثل عندهم انتصار الشيوعية الدولية عليهم ـ الوضع اصبح يشبه الوضع في فيتنام.
    ثم ان الحالة، المتوترة، الحاضرة، ليست في مصلحة أحد غير الاتحاد السوفيتي. وهي حالة كلما طالت وجدت الشيوعية الفرصة لتضليل الشعوب العربية. وذلك عمل يباعد بين هذه الشعوب وبين دينها، وهو، من ثم، يتهددها باخطار أكبر مما تتهددها بها دولة اسرائيل.


    الحل العاجل

    ان على العرب ان يعلنوا للعالم على الفور انهم، ايثارا منهم لعافية الدول، وتضحية منهم في سبيل السلام العالمي، وابقاء منهم على المنظمة العالمية العظيمة، ورعاية منهم لصالحهم هم انفسهم، يقبلون التفاوض مع دولة اسرائيل، تحت اشراف الامم المتحدة، (ومجلس الامن بشكل خاص) وعلى ان يكون التفاوض على أساس قراري الامم المتحدة، المتخذين في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 (قرارالتقسيم)، وفي الحادي عشر من ديسمبر عام 1948 (قرار إعادة اللاجئين). وهما القراران اللذان التزمت بهما دولة اسرائيل لدى دخولها هيئة الامم، وقد وردت الى ذلك الالتزام الاشارة في القرار الذي اتخذته الجمعية العامة في الحادي عشر من شهر مايو عام 1949، وهو القرار الذي يقضي بقبولها في الهيئة، وينص ((في ديباجته على ان اسرائيل قد تعهدت باحترام التزاماتها تجاه ميثاق الامم المتحدة منذ قيامها، أي في الرابع عشر من آيار (مايو) عـام 1948، كمـا ينـص على التذكيـر بقـراري 29 تشـرين الثـاني (نوفمبر) عـام 1947 (قرار التقسيم)، والحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) عام 1948 (قرار إعادة اللاجـئيـن).)) عن كتاب ((قضايانا في الأمم المتحدة)).. وسيكون هدف المفاوضة المباشرة مع اسرائيل تحت اشراف مجلس الأمن، الآتى:-
    1- انهاء حالة الحرب التي ظلت قائمة بين العرب واسرائيل، والاعتراف لاسرائيل بحق البقاء في سلام، وامن. واحترام لسيادتها على أراضيها.
    2- احترام حق اسرائيل في المرور البريء بالممرات المائية - خليج العقبة، وقناة السويس.
    3- انسحاب القوات الاسرائيلية، والسلطات الاسرائيلية، من الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل على التوالى: في حروب15 مايو عام 1948، و29 أكتوبر عام 1956، و5 يونيو عام 1967.
    4- ارجاع اللاجئين العرب الذين أخرجوا من ديارهم، أثناء هذه الحروب، أو بعدها، وتعويضهم عن جميع ما تعرضوا له من خسائر. وتوطين من لا يرغبون منهم في العودة الى داخل الحدود الإسرائيلية، في الأرض الفلسطينية، التي خصصها مشروع التقسيم الأصلي للعرب، مع تعويضهم أيضا.. وهذا يعني تنفيذ مشروع التقسيم الأصلي.
    5- ضمان مجلس الأمن (الامم المتحدة) لحدود الدولة العربية الجديدة، التي تنشأ نتيجة لتنفيذ مشروع التقسيم الاصلي، ولتأكيد هذا الضمان توقف، على الفور، الهجرة اليهودية الى دولة اسرائيل، وذلك لان زيادة السكان الناتجة عن استمرار الهجرة ستجعل اسرائيل مضطرة الى التوسع، وقد تصبح مهددة بذلك لامن جيرانها، وسلامة اراضيهم.
    6- تأخذ هيئة الامم على دولة اسرائيل تعهدا بالا تحاول أي توسع في أرض أي من الدول العربية المجاورة لها. فاذا جرت منها أية محاولة فان مسئولية ايقافها عند حدها تقع على عاتق المنظمة الدولية، مجلس الامن والجمعية العامة.
    فاذا ملك الزعماء العرب هذه الشجاعة، وهي شجاعة سيحتاجونها لمواجهة شعوبهم، (وذلك، على كل حال، أفضل من التضليل الذي يمارسونه الآن) فان موقف اسرائيل سيصبح ضعيفا.. ولكنها امام اغراء اعتراف العرب بها، وامام الرأي العام العالمي، في المنظمة وخارجها، لن تجد بدا من الموافقة. فاذا ما ابرم الحل العاجل بصورة مرضية فقد أصبح على العرب ان يباشروا الحل الآجل.


    الحل الآجل

    أول ماتجب الاشارة اليه هو ان العرب اليوم يواجهون تحديا حاسما، وليس هذا التحدي هو قيام دولة اسرائيل، في ارض فلسطين، بعد ان اقتطعتها، وشردت أهلها، واعانها، على كل اؤلئك، قوم آخرون، في طليعتهم الشيوعية الدولية التي تدعي صداقة العرب اليوم، وتتباكى على مأساتهم.. بل ان النظر العميق في حقيقة هذا التحدي ليظهر دولة اسرائيل وكأنها صديق في ثياب عدو.. أو انها نعمة في ثوب نقمة.
    واما التحدي الحاسم الذي يواجه العرب فانه يتمثل في ان منطق تطور الحياة البشرية المعاصرة في هذا الكوكب يقول للعرب ان عليكم، منذ اليوم، ان تدخلوا التاريخ في القرن العشرين، كما دخله أوائلكم في القرن السابع، فاشرقت بدخولهم على عالم يومئذ شمس مدنية جديدة.. أو ان تخرجوا عن التاريخ، لبقية التاريخ..
    وفحوى هذا التحدي الحاسم هو ان العرب اليوم لا يعيشون حاضرهم، ولا يعيشون ماضيهم. فاما حاضرهم فهو عصر الحضارة الغربية، العلمية الآلية، الذي، وان تأخرت فيه الاخلاق، وانحطت القيم، فقد بلغ فيه التقدم التكنولوجي مبلغا فاق احلام أصحاب الاحلام، وبلغ فيه تطور الآلة وتطويعها لخدمة الانسان مبلغا غير وجه الحياة.. ولكن العرب لا يعيشون الا على هامشه.. فهم لا يصممون الآلة.. ولا يصنعونها، ولا يحسنون حتى صيانتها، ولا استعمالها.
    واما ماضيهم فقد كان عهد التقوى، والايمان، والقيم الرفيعة، والسيرة المستقيمة، والخلق العبق، السجيح، والنجدة، والرجولة، والتضحية، والايثار، والصدق! الصدق! الصدق!.
    ولكن العرب اليوم لا يعيشون الا على هامشه، ايضا، فهم قد تشربوا اخلاق المدنية الغربية، وجاروا أهلها في مباذلهم، فأفقدتهم أصالة دينهم، ولم يبلغوا من اصالتها هي طائلا. فأصبحوا يعيشون على قشور من الاسلام، وعلى قشور من المدنية الغربية.. او قل، ان اردت الدقة، انهم لا يعيشون، وانما تـقوقـعوا، وتحجـروا، واصبحت حركتهم لا تنبعث منهم، وانما تنبعث عن عوامل خارجة عن محيطهم، وعن ارادتـهم.. ان العرب اليوم لا يوجهون التاريخ، ولا هم يسهمون في توجيهه وانما ينساقون خلفه ويعيشون على هامشه..
    ويزيد في حسم التحدي الحاسم الذي يواجه العرب عدة أمور: منها أولا، ان المدنية، الغربية، الآلية، الحاضرة قد أعلنت افلاسها، ووصلت الى نهاية مقدرتها التطورية، وعجزت عن استيعاب طاقـة بشرية اليوم، وتطلعها الى تحقيـق الاشتراكية والديمقراطية في جهـاز حكومي واحـد.. لان الانسان المعاصر يريد الحرية، ويرى ان الإشتراكية حق طبيعي له، ووسيلة لازمة لتحقيق هذه الحرية. ومن خطل الرأي عنده، ان يطلب اليه، ان يتنازل عن حريته لقاء تمتعه بالحقوق التي تكفلها له الإشتراكية، كما تريد له الشيوعية الماركسية ان يفعل، أو ان يطلب اليه ان يحقق حريته الديمقراطية في ظل نظام اقتصادي رأسمالي لا تتوفر له فيه حاجة المعدة والجسد، الا بشق الأنفس، كما تريد له الرأسمالية الغربية. وقد عمّق افلاس هذه المدنية، وعجزها، شعور البشرية المعاصرة بالحاجة الى بزوغ شمس مدنية جديدة، تلّقح الحضارة الغربية الآلية الحاضرة، وتنفخ فيها روحا جديدا به يتسق التناسق بين التقدم التكنولوجي، والتقدم الخلقي، وبذلك تصبح المدنية الغربية الحاضرة قادرة على التوفيق بين حاجة الفرد الى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة الى العدالة الاجتماعية الشاملة.
    ومنها ثانيا، ان العرب يعيشون في منطقة هي سرة العالم، وعندها تلتقي القارات الثلاث: أوروبا، وآسيا، وأفريقي ا، وهي منطقة صنع فيها التاريخ، ومنذ فجر التاريخ، ولا يزال يصنع، ولقد نشأت فيها، وعلى صلة بها، والتقت على أرضها جميع المدنيات، وبخاصة تلك التي تجمع بين المادة والروح ـ بين الإشتراكية والديمقراطية ـ وتطلب للإنسان الرغيف لأنه لا يعيش بدونه، وتطلب له، وراء الرغيف، الحرية لأنه لا يعيش بالرغيف وحده.. ((ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة من الله)) كما يقول المسيح، أو ((الدنيا مطية الآخرة)) كما يقول محمد.
    ومنها، ثالثا، أن العرب ـ دون سائر الناس ـ هم أهل الكتاب، هم أهل القرآن، والقرآن هو روح الله الذي اذا نفخ في هيكل الحضارة الغربية، الآلية، العملاقة الحاضرة عادت اليه الحياة، واستقامت فيه موازين القيم، وملك القدرة على ان يسير بالبشرية الى منازل السلام..
    ومنها، رابعا، ان الزمان قد استدار استدارة كاملة، وأصبحنا نعيش اليوم في فترة تؤرخ نهاية عهد وبداية عهد.. وأصبحت منطقة العرب مسرحا لصراع حضاري جديد، هو الصراع بين الحضارة الغربية الآلية كما يمثلها اليهود، فيحسنون تمثيلها، كل الإحسان، وبين المدنية الإسلامية ((الروحية ـ المادية)) كما يمثلها العرب، فيسيئون تمثيلها، كل الإساءة.. وستكون نتيجة هذا الصراع الحضاري، مولد المدنية الجديدة المرتقبة، ان شاء الله، ولكن على العرب ان يهبوا، وان ينهضوا، وان يحسنوا تمثيل المدنية الإسلامية في كفاءة، وكفاية، حتى يتم التزاوج والتلاقح. ولو ان العرب كانوا في مستوى كاف من الكفاءة والكفاية، لما نشأت بينهم دولة اسرائيل، بالصورة التي بها نشأت.. ولكنهم احتاجوا الى نشأة اسرائيل، بينهم لتوقظهم من غفلتهم، ولتنبههم الى تقصيرهم في حق ربهم، وفي حق أنفسهم، وفي حق البشرية عامة!.
                  

09-18-2011, 10:15 PM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: خلف الله عبود)

    سلامات ياخلف الله أينما كنت

    سلام وتحية

    وشوق
    وإحترام

    UP
    UP

    ثم

    UP
                  

09-18-2011, 10:44 PM

Siddig A. Omer
<aSiddig A. Omer
تاريخ التسجيل: 04-06-2005
مجموع المشاركات: 3818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمات خالدة للأستاذ محمود محمد طه ، لعشاق الفكر والحرية والعدل (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    فكرنا....و حبنا للاستاذ المفكر محمود محمد طه لم يجد القاعدة، فى زمنها لانها سبقت عهدها فى ظل حكومات تتصارع فى افكار غيرها، و تغللت فيها افكار السلفية و المدعيين بإسلامية السودان قبل "سودانويته".

    لكن الجيل الذى خلفته الفكرة...جيل قادم لا محالة....بكل...تطوراته....و افكاره التى تتماشى مع افكار العصر.و العلم...الوقت..و التى عمل لها الاستاذ المفكر الاستاذ محمود.....و ما زلنا...

    و نحن...ننظر الى كلماته...و فكره....الذى لن يموت فينا....

    فاصبحنا اصحاب الفكرة.......و اصحاب الوسطية....فى كل شئ...إلا نكران الآخر.....و التى لابد...انها آتية.....

    لابد....و إن طال الزمن.....

    صديق القاعد بعيد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de