في بداية شهر فبراير الماضي فوجئ العاملون في صحيفة الميدان من محررين وعاملين بهجوم شنته عناصر من جهاز الأمن الوطني في صبيحة أحد الأيام قرب مقرالصحيفة حيث اختطفت من الشارع المؤدي إلى مقرها عدداً من هؤلاء المحررين والعاملين كما قامت لاحقاً باعتقال عدد آخر من أماكن متفرقة بالعاصمة بحيث وصل مجموع المعتقلين إلى ثمانية زملاء فضلاً عن إعتقال زميلتين أُطلق سراحهما في وقت متأخر من الليل وظل إستدعائهما لإستجواب مذل ومتعب لمدة يومين وأما بالنسبة للزملاء الذين جرى اعتقالهم فقد تعرضوا جميعاً لصنوف من المعاملة القاسية والاستجواب غير المبرر طيلة فترة اعتقالهم الذي امتد لبعضهم لأكثر من خمس وأربعين يوماً دون أن نعلم بالملابسات والأسباب المباشرة التي حدت بالجهاز لكي يقدم على فعلته تلك حتى الآن! مما يشير إلى أن جهاز الأمن الوطني يستهدف في حقيقة الأمر صحيفة الميدان ويترصدها حداً يجتهد فيه لتدمير الصحيفة وتعريضها لخسائر مادية ومعنوية عن طريق اقصائها عن سوق الاصدار المنتظم.. أو هكذا يظن!. إن هذا الاعتقال يشكل ظاهرة غير قانونية ولا تسنده أي مادة تبيح الاعتقال بهذه الطريقة التي تخرق كافة الحقوق التي كفلتها مواد الدستور فضلاً عن الحقوق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وصون كرامته ولقد شمل التحقيق أسئلة واستجواب لا علاقة له بتهم محددة كالسؤال عن الانتساب للحزب الشيوعي السوداني وبعض المعلومات المتعلقة بالحياة الداخلية للحزب الشيوعي من التي يود جهاز الأمن الوطني أن يتعرف عليها ! وكأن الانتساب لحزبنا يشكل جريرة لدى جهاز الأمن الوطني!. ولقد قدمنا مذكرة مكتوبة في هذا الصدد نستنكر فيها هذا التعدي الخارق لحقوق موظفينا وأعضاء حزبنا وطالبنا بضرورة تفسير قانوني يوضح الأسباب الأساسية التي حدت بجهاز الأمن الوطني لكي ينحو هذا المنحى غير الدستوري وأن يتقدم بالإعتذار عما حدث وتقديم ضمانات بعدم تكرار ذلك . ولقد طال أمد المذكرة الاحتجاجية التي تقدمنا بها دون تلقى ردود حتى الآن وبما أننا نحرص على أن نعض بالنواجزعلى ضرورة كفالة حقوقنا الدستورية المشروعة فها نحن ننشر هذه الرسالة علناً إلى جهاز الأمن الوطني نرفع فيها صوتنا عالياً بضرورة تفسير ما جرى بحق عضويتنا وموظفي صحيفتنا وضرورة الإعتذار وتأكيد عدم تكرار هذا التجاوز غير القانوني أو الدستوري مع تمسكنا لآخر مدى، بصيانة حقوقنا المشروعة. يؤكد ذلك المواقف الشجاعة التي أبانها موظفو الصحيفة وأعضاء حزبنا وهم يواجهون صنوفاً من القسوة والمعاملة غير الإنسانية والصلابة التي واجهوا بها الطرق غير الإنسانية في الإستجواب. وسنظل نرفع عقيرتنا بشجب ما حدث وما سوف يحدث ومواجهته بكل السبل السلمية والمشروعة في الرفض والإدانة والمقاومة والتنديد بمحاكمة الصحفيين السودانيين وتقييد آداء الصحافة السودانية ومصادرة الرأي الحر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة