|
بيان إلي جماهير الشعب السوداني من اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائي ال
|
{ بيان إلي جماهير الشعب السوداني}
لو أن عشرة من القطط ماتت في بلد يحترم حياة الآخرين بشرا كانوا أو حيوانات لقامت الدنيا ولم تقعد (و لانزعجت السلطات ) إلى حد تقديم الاستقالات كأبسط رد فعل من جهة مسئولة تحترم مسئوليتها.لكن عندنا يموت ما يقارب المائة من الأنفس البشرية البريئة دون أن تذرف دمعة ولا تطرف عين لأحد المسئولين ، بل راحوا يبحثون عن شماعات جاهزة يعلقون بها أوزارهم . ونحن نقول أن السلطات المعنية في الحكومة السودانية لن يعفها عن مسئولية ما حدث مهما أتت بالأدلة والبراهين التي تدرأ عنها الشبهات، فبدءا نحن نعتبر أن وجود هؤلاء المشردين بهذه العددية وعيشهم في مثل تلك الظروف التي لا ترقي إلي حياة القطط والكلاب تحت سمعها وبصرها هي مسئولية الدولة وليس أحد سواها . لذلك فإن كل ما يصيبهم من أذى يندرج تحت تلك المسئولية دع عنك موتهم بتلك البشاعة ثم لا يكلف أحد نفسه بأن يقف دقيقة واحدة في أحد الأجهزة الإعلامية وينقل ذلك الخبر المؤسف ولو على سبيل الادعاء. أو أن تشيعهم الدولة ليس بالطبول والسلام الجمهوري وإنما في موكب متواضع يعلن أن هناك كارثة قد حدثت علها بذلك تشيع فشلا تمثل في موت الضأن هذا الذي حدث لأولئك الصبية . نعم جاءوا إلى هذه الدنيا وماتوا ولم يعبأ بهم أحد لا لذنب جنوه سوى أن حظهم العاثر رماهم تحت رحمة من لا يرحم، بعضهم لفظتهم أسرهم وبعضهم لفظتهم ظروف فوق طاقة الأسر وبعضهم فقدوا أُسرهم وضمهم الشارع الذي حسبوه عريضا لكنه ضاق بهم في نهاية النفق . لم يكن هؤلاء الصبية عاطلون عن المواهب أو فائضا لا يرجى منه نفع كما يظن البعض لقد دربتهم الحياة على قيم لا يدركها من عرف حضن الأم وعاش دفء الأسرة لذلك كانوا الأكثر حساسية تجاه الظلم فكانوا دوما وقود الشارع كلما التهب وهنا كان مكمن الخطر الذي حسبوا له ألف حساب إلا هذا الذي حدث. ونحن إذ نتحسر على وفاتهم بهذه البشاعة ونترحم على أرواحهم نطالب الدولة بإعمال أقصى درجات تقصي الحقائق حتى ينكشف الجاني ، بل نرجو من كل أفراد الشعب السوداني ومنظماته أن يطالبوا بشدة بالتحقيق الدقيق بل يعمل كل قدر امكاناته وقدراته للكشف عن أركان هذه الجريمة فالسكوت اليوم يعني المزيد من الجرائم والضحايا غدا . والعزة والكرامة لبنات وأبناء وطننا الأوفياء . اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائي السوداني 28 \يونيو2011
|
|
|
|
|
|