|
فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح
|
قرأنا عن الحملة الجديدة التي يشنها بعض المشايخ علي الفن والفنانين محتفين بسلطة ما بيدهم من نصوص إن وجود قوي التوجيه الأيديولوجي الإسلامي علي رأس الدولة بدون تفويض شعبها هو ما يفتح الباب عريضاً لأشكال عديدة من القهر الإجتماعي والثقافي علي الشعب نفسه بحيث لا يقتصر حرمانه علي أساسيات الحياة من مأكل ومشرب وصحة وتعليم بل حتي من كل وسيلة للفرح والجمال وكله باسم الدين معأو رجال دين سلفيون لا يتقنون أكثر من التمترس وراء بعض الفتاوي الخلافية يتسلط ون بها علي شعوبهم وهم لا يختارون فقط الهجرة إلي الماضي والحياة في كهوف النصوص بل يصرون علي أصطحاب كل المجتمع وشعوبهم الجميلة السماعة الذواقة غير العابئة بهم وبتطرفهم المبتدئ بالكلمة والمنتهي إلي الرصاص وبنفس النسق من الفتاوي إياها التي لا تحسن غير إجترار المفاهيم المعشعشة علي كتب التراث الفقهي من مئات السنين مما مللنا سماعه من كثرة تكرارها حيث كثيراً مما تختفي ولا تعود إلا مع عودة التدهور الثقافي والسياسي للمجتمع أيّ مجتمع ومع عودتها تحرق معها ابن رشد وابن عربي والشيخ الذهبي ومحمود محمد طه. يجب أن لا أنسي أن هنالك خارج هذا التيار السلفي المتحجر من أعداء الجمال تظهر محاولات واعية لبعض الشيوخ تجتهد في التراث الفقهي الكبير للإسلام وتعطي الأولوية في محاولاتها لآليات النص للإفصاح في ضؤ الواقع وجنبا لجنب مع نصيب المؤول والمتلقي في طرح مفاهيم وفتاوي جديدة تذخر بها النصوص نفسها بس في واقع جديد هو واقعنا اليوم وليس واقع السيوطي أو ابن حزم وأدت في هذه الحالات مثلما ما حدث مع محمود محمد طه وطه حسين والعشماوي ونزرات قليلة أخيراً للترابي لبزوغ رؤي جديدة رأينا فيها فتاوي صادمة لقوي التقليد والإجترارعندما قالت هذه الفتاوي للمرأة بالإمامة وللديمقراطية الغربية بالتآلف مع الفقه السياسي في الإسلام وكذلك رأت آراء جديدة في الزكاة والحدود والصوم وغيره. لكن المؤسف أن ذلك لا يمثل إلا قطرة في بحر الفقه التقليدي السائد والمتحالف مع الأوضاع السياسية الشائهة والمتخلفة في دولها مثلما يحدث في السعودية وإيران والسودان والتي أنتجت في كل بلد مارست فيه الجماعات الدينية سلطتها في بلادها باسم الله أي حاولت تسييس المتعالي أو التعالي بالسياسة كما قال الجابري فتفشل عندما تصطك بعورات جدل النص والواقع..فتقمع الواقع بالنص أي نص سعياً لإخضاع المجتمع لسلطانها وهو سلطان بشري بالكامل لكنه باسم الذات العليا المتقوي بإسمها . أذكر بأن حالة الإذدهار التي شهدتها الخلافة الإسلامية في العهد العباسي أصبحت ممكنةعندما فتح العباسيون الباب للفقه العقلاني وللتلاقح الثقافي والحضاري فاستحضرت الحضارة الاسلامية التراث الحضاري الإغريقي والروماني وفتحت الباب للترجمة ثم استعانت بأتباع الكنيسة المشرقية من نساطرة ويعاقبة سريانيين وآشوريين شرقيين وهم كانوا علي عكس المسلمين بارعين في العلوم والطب والفلك فكان أن إعتمد عليهم الخلفاء العباسيين في بناء النهضة العباسية وفنونها التي لا زالت آثارها تجمل وجه التاريخ الإسلامي وذلك قبل أن يغلق باب الإجتهاد ويكفر الفلاسفة فتدخل الخلافة في دورة إنحطاطها ..أي دورة قمع الآخر. والقمع لايستلزم دائماً استصحاب أدوات البطش المادية فهنالك قمعاً آخر ذو بأس شديد وهو لازم من لوازم الإنحطاط الآيدولوجي ومفعوله مستتر لا تظهر آثاره في أحيان كثيرة إلا بعد فوات الأوان ومثال لهذا التطرف هو الفتاوي القامعة للمجتمع وخلفياتها الآيدولوجية التي تسعي إلي خلق سلطة قمعية غير متسامحة تحدد هي خيارات الناس ولا مكان فيها لغير خياراتها حتي في ما نأكل ونلبس ونسمع وكل ما عدا خياراتها هو الكفر والحرب علي الله أي توظيف الدين لبسط الهيمنة الإجتماعية والسياسية وقطع الطريق أمام أي شرعية تكتسب بوسيلة العقل والحداثة ومناهج التأويل الفقهي العلمية كالهرمونيوطيقا لأن المناهج العلمية الحديثة لاتأول المقدس وهي ولدت في بلاد الكفر فتصبح من الكفر ومن يدعو لها كافر ومن يؤيده كافر...قولوا لي أي قمع يمارسه فكر المواطن علي فكر أخيه في الوطن أكثر من استعصامه بقداسة السماء حيث لا تتاح بعد مشيئة السماء مشيئة أو قول لبشر رفعت الأقلام وجفت الصحف فولوستوب هذا هو التعالي بالنص وتأويله علي الآخر المشارك في الوطن وهو من أرعن مسالك التطرف فلأن تفتح السلطات الباب لمثله بحجة حماية الدين عليها إذن الإستعداد لأن تحصد عواقبه لأنها به تتيح الفرصة لظرف أعنف من ظروف الترعيب بالمقدس لأن مثل هؤلاء الشيوخ لن يقفون عند هذا الحد أو ذاك بل سيتمددون تطرفّاً في ممارسة سلطتهم الميسرة لهم للهيمنة علي المجتمع ومفيش حد أحسن من حد ....مثال لذلك أنه عندما وظفت الجبهة الترابية الدين لشرعنة سلطة إنقلابها فتحت الباب لمحمد عبدالكريم لممارسة سلطة الله التي يجب أن يكرسها في الأرض فمضي وجماعته حتي إغتالوا من دخل البلاد بعهد سلم وأمان ثم ساهمت السلطات أكثر من ذلك في تهريب من إغتالوه..إنها بداية الطريق فهل ننصح من لا ولا يستبين النصح الا ضحى الغد. يقول الغزالي في إحياء علوم الدين (والأصل في الأصوات حناجر الحيوانات، وإنما وُضِعَتْ المزامير على أصوات الحَنَاجِر، وهوَ تَشْبِيه للصَّنعَة بالْخِلْقَة إلى أن قال : فسماع هذه الأصوات يَسْتَحِيل أن يُحَرَّم لِكَوْنِهَا طيبة أو موزونة، فلا ذاهب إلى تحريم صوت العندليب وسائر الطيور، ولا فرق بين حنجرة ولا بين جماد وحيوان فينبغي أن يُقَاسَ على صوت العندليب الأصوات الخارجة من سائر الأجسام باختيار الآدمي، كالذي يخرج من حلقة أو من القَضِيب والطبل والدُّف وغيره.) جاء في صحيح البخاري:دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان ، تغنيان بغناء بعاث : فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال : دعهما . فلما غفل غمزتهما فخرجتا . وكان يوم عيد ، يلعب السودان بالدرق والحراب ، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، وإما قال : تشتهين تنظرين . فقلت : نعم ، فأقامني وراءه ، خدي على خده ، وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة . حتى إذا مللت ، قال : حسبك . قلت : نعم ، قال : فاذهبي . و روي ابن حزم بسنده عن ابن سيرين : أن رجلاً قدم المدينة بجوارٍ فأتى عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه ،فأمر جارية منهن فغنّت ، و ابن عمر يسمع ، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة ، ثم جاء الرجل إلى ابن عمر فقال : ني أبا عبد الرحمن ؛ غبنت بسبعمائة درهم ! فأتى ابن عمر إلى عبد الله بي جعفر فقال له : إنه غبن بسبعمائة درهم ،فإما أن تعطيها إياه ، و إما أن ترد عليه بيعه ، فقال : بل نعطيه إياها . قال ابن حزم : « فهذا ابن عمر قد سمع الغناء و سعي في بيع المغنية ، و هذا إسناد صحيح ، لا تلك الملفقات الموضوعية » (انظر المحلى : 9/63 ) . وقد جاء في باب الدف واللهو في النكاح في نيل الأوطار الآتي:باب الدف واللهو في النكاح 2766 - ( عن محمد بن حاطب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح } رواه الخمسة إلا أبا داود ) . عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالغربال } رواه ابن ماجه. عن عائشة : أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { يا عائشة ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو } رواه أحمد والبخاري. عن عمرو بن يحيى المازني عن جده أبي حسن : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره نكاح السر حتى يضرب بدف ويقال : أتيناكم أتيناكم ، فحيونا نحييكم } رواه عبد الله بن أحمد في المسند. عن ابن عباس قال : أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : { أهديتم الفتاة ؟ قالوا : نعم ، قال : أرسلتم معها من يغني ؟ قالت : لا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الأنصار قوم فيها غزل ، فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم } رواه ابن ماجه . عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت : { دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي ، فجلس على فراشي كمجلسك مني وجويرات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، حتى قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولي هكذا وقولي كما كنت تقولين } رواه الجماعة إلا مسلما والنسائي. يقول الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه عن الإسلام والفن : قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالى : ( هوَ الَذِي خَلَقَ لَكم مَا فِي الُأَرُضِ جَمِيعَاَ ) (البقرة (29) ) ، و لا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالى ، أو سنة رسوله ( صلي الله عليه و آله و سلم ) ، أو إجماع ثابت متيقن ، فإذا لم يرد نص ولا إجماع . أو ورد نص صريح غير صحيح ، أو صحيح غير صحيح ، بتحريم شيء من الأشياء ، لم يؤثر ذلك في حله ، و بقي في دائرة العفو الواسعة ، قال تعالى : ( وَقَدُ فَصَلَ لَكم مَا حَرَمَ عَلَيُكمُ إِلَا مَا اضُطرِرُتمُ إِلَيُهِ ) (الأنعام (119)) . و قال رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) : « ما أحل الله في كتابه فهو حلال ، و ما حرم فهو حرام ، و ما سكت عنه فهو عفو ، فاقبلوا من الله عافيته ، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً » ، و تلا : ( وَ مَا كَانَ رَبكَ نَسِيَاَ (رواه الحاكم عن أبي الدر داء و صححه ، و أخرجه البزّار – و الآية من سورة مريم(64) ) . و قال : « إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، و سكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها » (أخرجه الدارقطني عن أبي ثعلبة الخشني ، و حسنه الحافظ أبو بكر ا لسمعا ني في أماليه ، والنووي في الأربعين .). و لو تأملنا لوجدنا حب الغناء و الطرب للصوت الحسن يكاد يكون غريزة إنسانية و فطرة بشرية ، حتى إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عن بكائه ، و تنصرف نفسه عما يبكيه إلى الإصغاء إليه . و لذا تعودت الأمهات و المرضعات و المربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم . بل نقول : إن الطيور و البهائم تتأثر بحسن الصوت و النغمات الموزونة حتى قال الغزالي في « الإحياء » : « من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال ، بعيد عن الروحانية / زائد في غلظ الطبع و كثافته على الجمال و الطيور و جميع البهائم ، إذ الجمل – مع بلادة طبعه – يتأثر بالحداء تأثر يستخف معه الأحمال الثقيلة و يستقصر – لقوة نشاطه في سماعه – المسافات الطويلة ، و ينبعث فيه من النشاط ما يسكره و يولهه . فترى الإبل إذا سمعت الحادي تمد أعناقها ، و تصغي إليه ناصبة آذانها ، و تسرع في سيرها ، حتى تتزعزع عليها أحمالها و محاملها » . و إذ كان حب الغناء غريزة و فطرة فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز و الفطر و التنكيل بها ؟ كلا ، إنما جاء لتهذيبها و السمو بها ، و توجيهها التوجيه القويم . قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة و تقريرها لا بتبديلها و تغييرها . و مصداق ذلك أن رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) قدم المدينة و لهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : « ما هذان اليمان » ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية . فقال عليه السلام : « إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى و يوم الفطر » (رواه أحمد و أبو داد و النسائي . ) إن المسلمون اليوم يتدبرون أمر المستحدث من إشكالات الواقع ومآلات المعاملات مستخدمين آليات أصول الفقه لمقاربة احكامهم حول ما يستجد عليهم وفقاً لما كان قد إستشرع من طرائق النظر أو وسائل الإستنباط عبر الأدلة التي تواترت من قبل يقيناً أو إحتمالاً لمقاربة المستحدث من المشكلات مثل قضايا التربية والتعليم وعلي رأسها المدرسة الحديثة والجامعة الحديثة والتربية الحديثة والرياضة الحديثة والأنظمة القانونية والصحية والزراعية الحديثة والتعامل مع ربوية دورة الإقتصاد العالمي التي لم يعرفها تاريخنا القديم لأنها منتج حداثي غربي بكل مبانيه ومناهجه كيف يتعامل مثل هذا المنهج الإصولي مع هذه الحياة الحديثة وهم لا يتسلحون إلا بأجمد مافي الماضي ولا يحتفون بأنشطة تجديد الفقه ومناهج تأويل النص الحديثة ولعلنا نتساءل كيف يتعاطي هؤلاء مع من عينةالحديث الصحيح الذي يقصرالحكم والولاية في القريشيين فقط وهممن بلاد لا يوجد بها قريشيون. لقد رفض هؤلاء المشايخ السلفيون من قبل الميكرفون والراديو أول ما دخلا العالم الإسلامي وحرماهما ومن بعدهما حرموا التلفون علي إعتبارأن كل ذلك بدعة ورجس من عمل الشيطان وهكذا ما زالوا حتي يومنا هذا يحرمون الدش والغناء والرقص والصور والتماثيل ووصلت الإختلافات بين العلماء حد التكفير والتفسيق فجاءت الحاجة لعلم جديد حتي تتوحد مسارات التشريع عبره وإلي حد ما كان ذلك مفيداً إلا انه لم يوحد المدارس السنية بإختلافاتها والشيعية الإخبارية وغير الإخبارية فكان علم إصول الفقه قال ابن خلدون في مقدمته (واعلم أن هذا الفن ـ يقصد علم أصول الفقه ـ من الفنون المستحدثة في الملة) لبعث الحياة في الإجتهاد والفسح لتعدد الآراء والأئمة والمدارس الفقهية. أن الفقه الإسلامي ليس صندوقاً مغلق بل أحكام تتولد بإستمرار من المتفق عليها والمختلف فيها نعلم أن هنالك إتفاق غالب علي القرآن والسنة والإجماع والقياس لكن هنالك أيضا المصالح المرسلة والإستحسان وكل ذلك فتح الباب واسعاً للتعاطي مع التراث العالمي تؤخذ منه الحكمة أياً كان وعاؤها وللإجتهاد بما ييسر علي الشعوب المسلمة التناغم الجميل في العلم ضمن جدل واع بين نصوص التراث وحرارة الواقع ومن هذا ماجعل بعض فقهاء الإسلام يرون متسعاً في تشريع حلية شراء المسلم في الغرب لبيت لسكنه ولو بالربا ومنهم من أحل أكل لحم الخنزير وكشف الوجه للمرأة وكلهم فقهاءْ... إن الإسلام ليس فقط حلال أو حرام بل فيه الحلال المباح والحلال المكروه والحلال المندوب المستحب والمرخص كما العزائم وتلكم هي المرونة الضرورية لحفظ معادلة الثابت والمتغير في الدين وأن القاعدة الأصولية تقول أن الأصل في الأشياء الإباحة كما ذكرت أعلاهقال تعالي (هوَ الَذِي خَلَقَ لَكم مَا فِي الُأَرُضِ جَمِيعَاَ ) (البقرة ) كانت رسالة الشافعي ضربة بداية موفقة ثم أتي بعده من أتي مثل الجويني والغزالي الأشعري والذي رغم ممالئته للحكام وحملته علي ابن سينا وابن رشد إلا أنه يعتبر الغزالي الملقح الرئيسي للمنطق الأرسطاطاليسي بعلوم التشريع الإسلامي يظهر هذا جلياً في اسلوبه ومنطقه السهل المتمنع لا سيما مقدمة كتابه الفقهي الشهير المستصفى والتي أبان فيه كيف أن منطق أرسطو يمكن إعتباره شرطاً من شروط الاجتهاد وفرض كفاية على المسلمين، وإختلاف الأئمة رحمة بالعباد وأصحاب الرسول كالنجوم بأيهم إقتضينا إهتدينا
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: Sinnary)
|
Quote: .قولوا لي أي قمع يمارسه فكر المواطن علي فكر أخيه في الوطن أكثر من استعصامه بقداسة السماء حيث لا تتاح بعد مشيئة السماء مشيئة أو قول لبشر رفعت الأقلام وجفت الصحف فولوستوب |
تحياتي سناري وشكراً لهذا المقال
الذي لا يبشر بخير يا عزيزي هو الثورات العربية الحديثة ...اذ انه في الماضي كانت سلطة الخرطوم جزيرة معزولة وسط أنظمة عربية غير اسلامية الي حد كبير ولكن ما يتخبئي خلف الستار الان يوحي بسيطرة التيارات الاسلامية علي المنطقة وأتمني الا اكون مخطئاً في ذلك .. واذا ما حدث هذا ستضيع اية فرصة لوجود نموذج يمكن ان يؤثر علي المنطقة أو علي الدبهة الاسلامية في السودان ولك ان تنظر الي العلاقات المصرية السودانية المريبة ... حتي ولو كان ذلك لا يمثل الثورة المصرية الا ان هنالك عدد كبير من علامات الاستفهام حول طبيعة الانظمة القادمة ومدي تواطؤها او اختلافها مع التيار السائد بالسودان
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: إبراهيم عبد الحليم)
|
Quote: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح |
الاخ / سنارى لك التحية والتقدير
العلماء الذين أباحوا الغناء
من الذين أباحوا الغناء الامام / أبي حامد الغزالي حيث قال في احياء العلوم :
حيث ذكر مجموعة العوارض التي تنقل السماع المباح إلى الحرمة وذكر منها :
ذكر الغزالي عوارض خمسة تجعل السماع المباح محظورا تتحدد فيما يلي:
1-عارض في المسمع بأن يكون امرأة لا يحل النظر إليها ، و تخشى الفتنة من سماعها . و الحرمة فيه لخوف الفتنة لا لذات الغناء . ورجح الغزالي قصر التحريم على مظنة خوف الفتنة . . و أيد ذلك بحديث الجاريتين المغنيتين في بيت عائشة ، إذ يعلم أنه ( صلي الله عليه و آله وسلم ) كان يسمع أصواتهما ، ولم يحترز منه . و لكن لم تكن الفتنة مخوفة عليها ، فلذلك لم يحترز . فإذن يختلف هذا بأحوال المرأة ، و أحوال الرجل في كونه شاباً و شيخاً ، و لا يبعد أن يختلف الأمر في مثل هذا بالأحوال . فإنا نقول : للشيخ إن يقبل زوجته ، و هو صائم ، و ليس للشاب ذلك .
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: احمد محمد بشير)
|
عارض في الآلة بأن تكون من شعار أهل الشرب أو المخنثين ، و هي : المزامير و الأوتار و طبل الكوبة . فهذه ثلاثة أنواع ممنوعة ، وما عدا ذلك يبقى على أصل الإباحة ، كالدف ، و إن كان فيه الجلاجل ، و كالطبل ، و الشاهين ، و الضرب بالقضيب . . . و سائر الآلات .
3-عارض في نظم الصوت ، و هو الشعر ، فإن كان فيه شيء من الخنا و الفحش و الهجو ، أو ما هو كذب على الله تعالي و على رسوله ، أو على الصحابة و غيرهم ، فسماع ذلك حرام ، بألحان و غير ألحان ، و المستمع شريك للقائل . و كذلك ما فيه و صف امرأة بعينها ، فإنه لا يجوز و صف المرأة بين يدي الرجال . . فأما التشبيب بوصف الخدود و القد و القمة . . و سائر أوصاف النساء ، فالصحيح أنه لا يحرم نظمه و إنشاده ، بلحن و بغير لحن ، و على المستمع ألا ينزله على امرأة معينة ، فإن نزله فينزله على من تحل له ، فإن نزله على أجنبية ، فهو العاصي بالتنزيل ، و إجالة الفكر فيه ، و من هذا و صفه ، فينبغي أن يجتنب السماع رأساً . .
4-عارض في المستمع ، و هو أن تكون الشهوة غالبة عليه ، وكان في غزة الشباب ، و كانت هذه الصفة أغلب عليه من غيرها ، فالسماع حرام عليه ، سواء غلب على قلبه حب شخص معين أم لم يغلب ، فإنه كيفما كان ، فلا يسمع و صف الصدغ و الخد ، و الفراق و الوصال ، إلا و يحرك ذلك شهوته و ينزله على صورة معينة ، ينفخ الشيطان بها في قلبه ، فتشتعل نار الشهوة ، و تمتد بواعث الشر .
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: احمد محمد بشير)
|
أن يكون الشخص من عوام الخلق ، و لم يغلب عليه حب الله تعالى ، فيكون السماع له محبوباً ، و لا غلبت عليه شهوة ، فيكون في حقه محظوراً ، و لكنه أبيح في حقه كسائر أنواع اللذات المباحة إلا أنه اتخذه ديدنه و هجيراه ، و قصر عليه اكثر أوقاته فهذا هو السفيه الذي ترد شهادة ، فإن المواظبة علي اللهو جناية ، وكما أن الصغيرة بالإصرار والمداومة تصير كبيرة ، فكذلك بعض المباحات بالمداومة يصير صغيرة . . . و من هذا القبيل : اللعب بالشطرنج ، فإنه مباح ، و لكن المواظبة عليه مكروهة كراهية شديدة . . وما كل مباح يباح كثيرة . بل الخبز مباح ، والاستكثار منه حرام ، كسائر المباحات .انتهى (انظر الإحياء كتاب السماع (ص 1142 –1145).
ويلاحظ في هذه العوارض التي ذكرها الغزالي : أنه اعتبر الأوتار والمزامير من عوارض التحريم ، بناء علي أن الشرع ورد بالمنع منها . و قد اجتهد في تعليل هذا المنع ، فأبدع وأجاد في التعليل والتفسير ، إذ قال : أن الشرع لم يمنع منها لذاتها : إذ لو كان للذة لقيس عليها كل ما يلتذ به الإنسان ، و لكن حرمت الخمور ، واقتضت ضراوة الناس بها المبالغة في الفطام عنها ، حتى انتهي الأمر في الابتداء إلي كسر الدنان ، فحرم معها كل ما هو من شعار أهل الشرب ، و هي الأوتار والمزامير فقط ، وكان تحريمهما من فبل الاتباع ، كما حرمت الخلوة بأجنبية ، لأنها مقدمة الجماع ، وحرم النظر إلي الفخذ ،لاتصاله بالسوأتين ، وحرم قليل الخمر ، و إن كان لا يسكر ، و ما من حرام إلا وله حريم يطيف به ، و حكم الحرمة ينسحب علا حريمه ، ليكون حمي للحرام و وقاية له ، وحظاراً مانعاً حوله .
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: احمد محمد بشير)
|
فهي (أي الأوتار والمزامير ) محرمة تبعاً لتحريم الخمر لثلاث علل :
إحداها : أنها تدعو إلى شرب الخمر ، فإن اللذات الحاصلة بها إنما تتم بالخمر . . الثانية : أنها في حق قريب العهد بشرب الخمر تذكر مجالس الأنس بالشرب . . . و الذكر سبب انبعاث الشوق ، و هو سبب الإقدام . . الثالثة : الاجتماع عليها ، لما أن صادر من عادة أهل الفسق ، فيمنع من التشبه بهم ؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم .. و بعد تحليل جيد ، قال الغزالي : و بهذا نتبين أنه ليست العلة في تحريمها :مجرد اللذة الطيبة ، بل القياس تحليل الطيبات كلها ، إلا ما في تحليله فساد . قال الله تعالى : ( قلُ مَنُ حَرَّمَ زِينةَ الّلَهِ الَتِي أَخُرَجَ لِعِبِادَهِ وَالُطَيِبَاتِ مِنُ الرِزُقِ ) انظر احياء علوم الدين 1128
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: احمد محمد بشير)
|
- قال الماوردى :"لم يزل أهل الحجاز يرخصون فيه فى أفضل أيام السنة المأمور فيها بالعبادة والذكر" ..
- ويقول النووى : " هذا مثله ليس بحرام ولا يجرح الشاهد " .
- ويقول ابن حجر الهيثمى : "فهذا إذا سلم المغنى به من فحش وذكر محرم كوصف الخمور والقينات لا شك فى جوازه ولا يختلف فيه وربما يندب إليه إذا نشط على فعل الخير كالحداء فى الحج والغزو ومن ثم ارتجز الرسول صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه فى بناء المسجد وحفر الخندق " ..
- قال ابن عبد البر :"لا خلاف فى إباحة الحداء واستماعه ".
- قال ابن حجر الهيثمى :"ولسنا نحرم مطلق السماع ولا نعتقد أن ما تفعله الأولياء –يعنى رجال الصوفية – من ذلك كله إسفاف وضياع ".
- وقال إمام الحرمين نقلاُ عن صاحب أخبار مكة "أن الأثيات من أهل التاريخ نقلوا أنه كان لعبد الله بن الزبير جوار عوادات " ،وأن ابن عمر دخل عليه فرأى عوداُ فقال ما هذا يا صاحب رسول الله فناوله إياه فتأمله ابن عمر وقال هذا ميزان شامى فقال بن الزبير : توزن به العقول " ،
- الامثلة لا تحصي ولا تُعد ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: Sinnary)
|
Quote: الذي لا يبشر بخير يا عزيزي هو الثورات العربية الحديثة ...اذ انه في الماضي كانت سلطة الخرطوم جزيرة معزولة وسط أنظمة عربية غير اسلامية الي حد كبير ولكن ما يتخبئي خلف الستار الان يوحي بسيطرة التيارات الاسلامية علي المنطقة وأتمني الا اكون مخطئاً في ذلك .. واذا ما حدث هذا ستضيع اية فرصة لوجود نموذج يمكن ان يؤثر علي المنطقة أو علي الدبهة الاسلامية في السودان ولك ان تنظر الي العلاقات المصرية السودانية المريبة ... حتي ولو كان ذلك لا يمثل الثورة المصرية الا ان هنالك عدد كبير من علامات الاستفهام حول طبيعة الانظمة القادمة ومدي تواطؤها او اختلافها مع التيار السائد بالسودان |
الأخ الكريم جعفر تفتح أسئلتك الساخنة الباب لحوار عن الثورات العربية وآفاقها ولعله يكون موضوعاً لنقاش تستهله لنا في بوست منفرد إذا رجعنا لمداخلتك سنقرأ فيها توجس من مآلات الثورات العربية الحديثة إضافة إلي تخوف من هيمنة أصولية عليها يمكن أن تتواطأ مع الأنظمة الأصولية الأوتوقراطية بالمنطقة وعلي رأسها النظام السوداني! دعني أؤكد في البداية علي ضرورة أن هذه الثورات كانت قد مثلت خيار لا بديل له أمام الشعوب المستذلة لأمد طويل كي تسقط الأنظمة الفاشية الجاثية علي صدور شعوبها وممارسة للقهر والفساد وإشاعة التناقضات الإجتماعية. قامت الثورات حتي تسترد الشعوب كرامتها وإرادتها وتختار نظماً للحكم تقوم علي التداول السلمي للسلطة والعدالة بين الناس في فرص التداول علي السلطة وعدالة توزيع الثروات القومية ثم التقايض الأرحب بين الثقافات . لم تأتي هذه الثورات خبط عشواء ولا عبر مؤامرات كانت وراءها التيارات الإصولية والدليل أن هذه التيارات عجزت لأكثر من نصف قرن وهي تعاني من عسف السلطات في الإنقلاب الثوري عليها ولكن في لحظة تحول كيفي في الدول المعنية إنتصبت قوي شبابية(شباب الفيسبوك) إستفادت من إعلام العولمة الإلكتروني المتمرد علي رقابة الدولة فتواصلت ثقافياً وسياسياً ونقلت الأحداث علي الأرض وبسرعة رقمية لتنشرها علي أوسع نطاق فتتنظم وتقود مبادرات وحركات ثورية غير مرتبطة بشعارات الإسلام السياسي مثل الدعوي للعودة للإصول أو الحل الإسلامي ولا حتي معاداة الصهيونية والأمريكان إذ لم تكن ثورات ذات مرجعية محددة بل كانت تنادي فقط بإسقاط الأنظمة الشمولية الفاسدة والدعوة لدولة المواطنة حتي إنك لتجد فيها الشيخ والكاهن والأخ المسلم والشيوعي والموظف والطالب والممثل ولاعب كرة القدم.. كانت ياصديق ثورات أقرب إلي العفوية منها إلي المنظمة رغم أن دواعيها كانت تتراكم منذ أمد. هنا لا نتحدث عن المستقبل ويحق لكل منا أن يقلق من المستقبل ولو أن حصانة الثورات رغم أنها لا تؤمن الحكم لمصالح الشباب الذي أتي بها ولكن هؤلاء الشباب سيمثلون حصانة الثورات عبر الإشراف علي إستكمال قواعد المنظومة الديمقراطية لا سيما لو جاء ذلك في قيام دستور ديمقراطي ينص علي حكم الأغلبية أو تمثيل نسبي يتيح المشاركة لكل التيارات السياسية المقدرة وفي النهاية أياً كان من تأتي به الإنتخابات سيكون محكوماً بالدستور ورقابة الشعب وحرية الإعلام حتي يطبق ما يكفل إرادة الشعب وليس مرجعيته لأن الديمقراطية تتمنع علي الحكم الأيدلوجي وتتناقض معه حتي ولو كان شريعة السماء لكنها تبقي مفتوحة دوماً للتنافس الحر والتغيير المحدود زمنياً (كل أربعة سنوات مثلاً) لأن الشعب ومعه ممثلوه هو من يسن القوانين ويضمن الحريات التي يحرسها الدستور المؤسس علي مبادئ النظام الديمقراطي. قد ينتخب في مرحلة لاحقة لحكم الدولة بعد الثورة تياراً أصولياً ولكنه سيبقي مقيداً بقيود الديمقراطية كما يحدث في تركيا ومهدداً بالتغيير إن جنح لما ليس فيه تمثيل حقيقي لإرادة المجتمع وهذا عكس ما يحدث عندما يصل إسلاميون للحكم عبر دبابة حيث سيعجز الشعب عن تغييرهم إلا بثورة أو دبابة أما إن أقامة إنتخابات فستكون شكلية وأي تحسينات علي حكمهم ستكون مشروطة ببقاء اليد العليا لهم في كل شأن وبالتالي ليس علي الإسلاميين لوحدهم التخلي عن فكرة تطبيق الشريعة لصالح الدولة المدنية الديمقراطية بل حتي علي العلمانيين تجنب الهواجس الآيدلوجية والسعي لتأمين الدولة المدنية الديمقراطية القائمة علي الجغرافيا وليس التاريخ ومن يتخطاها يتخطي حدود المواطنة وعقودها ويمثل تهديداً مباشراً لشرعيته ولأسس الدستور. والسودان ليس بمنجاة عن التراكمات الكمية التي ستتحول لفعل كيفي بشكل أو آخر إذ أن عامل تقدم التنظيم علي الأرض لا سيما في الجامعات السودانية علي عفويته في الدول العربية الاخري ومحدودية التواصل السايبيري تعمل كحد سلبي ولكنه ليس مانعاً من نذر الإحتجاجات المتفرقة والتي في تراكمها تبوصل بإتجاه الإنقضاض علي النظام وبناء مجتمع ديمقراطي رغم محاولات النظام في التكيف والتحوط عبر آليات عدة مثل إشراك الناس بشكل يبدو غير مخطط له عبر الفوز بإدارة اللجان الشعبية في الأحياء لفتح شهيتهم في المشاركة وتخويف الناس من التغيير وعواقف المشاركة فيه.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: Sinnary)
|
تحياتي سناري وأفتقد قلمك منذ فترة .... موضوع جيد ومزود بمعلومات ثرة ما أعيبه عليه عدم إيراده لوجه النظر الأخرى غض النظر اتفاقنا أو اختلافنا معها على ماذا يستند محرمو الغناء ؟؟ أظن ان لديهم أدلة على هذا التحريم وربما أدلة قوية وإلا لم يتابعهم معظم الفقهاء كما قلت الميل للغناء شيء فطري ومحبب للكل حتى هؤلاء الذين حرموا الغناء لا أظن أنهم محرومون من هذه الفطرة ولكنهم وازنوا بين ميلهم ذلك والأدلة التي بين أيديهم .. فغلبت الأدلة فتركوه وصاروا من دعاة تركه لو أتيت بها وفندتها لكان اجدى من اختيار ما يعضد حجتك فقط من أحاديث وأدلة لك تحياتي ...
| |

|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: عوض عبدالله طه)
|
شكري أخ أحمد محمد البشير علي الجهد الكبير في رفد البوست بنصوص تعضد وجهة النظر المبيحة للغناء وقد نفصل أكثر في المسألة في بعديها المنهجي والنصوصي. عزيزي عوض طه لك من التحايا والمحبة ضعفيهما وفكرة البوست الأساسية هي التركيز علي فلسفة التحريم بإعتبارها نموذج إدراكي لفئة محددة من علماء الدين وسأفصل كيف تنشأ هذه الإتجاهات مقترنة بالظروف المادية الزمكانية التي تقف وراء تشكل هذا النموذج الإدراكي لأنك في بعض الأزمنة والأمكنة تجد ميل حقيقي لفتح باب الإجتهاد واسعاً وقبول لكل قواعده من مقاصد الشرع والقياس والإستحسان والإستصلاح والمصالح المرسلة حيث يهيمن نموذج إدراكي محدد وفي ظروف أخري عاتمة سياسياً وإقتصادياً تلاحظ كم القيود المكبلة للإجتهاد والفكر الحر حيث يتركز نموذج إدراكي مختلف ولكي نفهم المسألة بشكل أوضح فإن مقارنة سريعة بين شكل الحياة ومن ثم الخطاب الفقهي السائد في كل من بلاد الحرمين وتركيا سيوضح لنا كيف يتشكل النموذج الإدراكي وذلك عبرإنعكاس التطورات الإجتماعية علي الفقه والفقهاء ففي الزمكان المغلق إجتماعياً يسود نموذج من الفتاوي مغلق وكثير الغلو وفي الزمكان الحي والمنفتح ومتطور إجتماعياً يسود نموذج إدراكي من الفقه يتميز بالسعة والإستجابة للتحديات الإجتماعية الموسومة بالتحديث المستمر. ومثال آخر عندما نقارن بين الإمام مالك الذي نشأ في مجتمع المدينة البسيط بدرجة لا تستدعي الاجتهاد نجده يحد من إستعمال القياس بينما نجد أن أبو حنيفة الذي نشأ في العراق في مجتمع يمثل حينها قلب العالم الإسلامي وعاصمته بغداد تعمر بالحركة النشطة والهجرات يتوسع في الإجتهاد لمواجهة واقع حياتي معقد ومتغير معني ذلك أن الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي هو الذي يفرز المذاهب والفقه الذي يجب أن يقرأ علي قواعد ذلك الواقع المنظورة سنفصل في ذلك أكثر وسنورد كل شيئ في هذه المسألة الجزئية فتاوي اباحة أو تحريم الغناء ولكن منهجنا في النظر لها يتناولها ضمن البرادغم أو نموذجها الإدراكي الأوسع حيث أننا عندما نفهم البرادغم نعرف كيف يفكر هؤلاء وماشكل فتاويهم الماضية واللاحقة
| |

|
|
|
|
|
|
Re: فتاوي ضد الغناء تحرم الجمال وتبيح القبح (Re: Sinnary)
|
لتوضيح كيف أن النموذج الإدراكي يتغير حسب تغير الشروط والتحديات المادية فينغلق أكثر أو ينفتح أكثر نضرب مثل بما عايشه الكثيرون ممن تخرجو من الجامعات السودانية خلال العقود الثلاث الماضية كانت فتاوي جماعة أنصار السنة في الجامعات تحرم الدخول في الإنتخابات أو إستقطاب الطالبات مغ التغير في حجم التحديات بدأت تتغير فتاويهم إلي إمكانية المشاركة بس بدون مشاركة أنثوية ثم مع تطور الظروف أصبح من الممكن عندهم ترشيح طالبات لكن بدون صور ولا أدري بعدنا إن حدثت مستجدات
| |

|
|
|
|
|
|
|