|
|
 Re: ثقة التعامل بالمال في السودان... هل تدنت إلى هذا الدرك؟ أحمد علي ب (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
اعتبر نفسي من المحظوظين لأن المال ليس شاغلي الأساسي في الحياة. ومبدأي هو أنني اجني المال لاستخدمه، ولم ولن أسمح لنفسي بأن تكون خادمة للمال. كانت آخر مرة تعاملت فيها مع المصارف المالية في السودان في بداية العام 1975م. وكان ذلك التعامل في حدود المهام الأساسية للمصرف، وهي حفظ ما أملك من مال، لاستخدامه في وقت الضرورة. ومن ثم، لم يعرفني المصرف دائنا، أو مديناَ أو مستثمراَ، وبالطبع لم أكن في يوم من الأيام غاسلاَ للأموال. وفي خلال نحو أربعين عاماَ قضيتها مغترباَ، ومتجولاَ في أكثر من بلد في العالم المتقدم والنامي، لم استخدم المصارف، المتقدم منها والعادي، إلا لهذا الغرض المحدد الذي ذكرته آنفا.
صدمة عنيفة
وبالأمس القريب فاضت عن حاجتي بضع (قريشات) وفكرت في حفظها لحين ظهور ما يستدعي صرفها. وفي فرع لأحد المصارف، قدمت كل الوثائق التي يطلب إبرازها عادة قبل فتح حساب مصرفي. وفاجأني الموظف المسؤول قائلاَ: نحتاج منك، وبالإضافة إلى كل المعلومات والوثائق التي قدمتها لنا عن شخصك وتاريخك ومعارفك، إلى خطاب صادر من الجهة التي اكتسبت منها هذا المال. ولما قلت للموظف إنني لا أعمل بصورة منتظمة لدى أية جهة، وأكسب قوت شهري مما تدره علىَّ كتاباتي، أعتذر بأن هذا لا يفيد. وسرد علىَّ مسلسلاَ طويلاَ من قصص الاحتيال بواسطة الشيكات، وغيرها من الوسائط المالية، التي لها ابطال حقيقيون في المجتمع السوداني. ولا أعتقد أن هناك من يعترض على أن يكون المصرف حريصا، ودقيقاَ، َ وهو يتعامل مع الناس بنظام الشيكات، وفتح الحسابات، ليصون مصالحه ومصالح أصحاب رؤوس الأموال المستخدة في أعماله. ونعتقد كذلك أن في القوانين المسنونة في السودان، والمطبقة بدقة، وفي نظامنا القضائي، رادعاً كافياً لحماية التعامل المصرفي السليم من احتيال المجرمين. إن في السودان أصحاب حرف، وأعمالاً تجارية صغيرة، وعمالاً بالأجر اليومي، وغيرهم ممن تدفع لهم رواتب شهرية نظير أعمال يقومون بها، فهل يعقل أن يحرم كل هؤلاء من ميزات التعامل المصرفي إذا زادت دخولهم عن احيتاجات حياتهم اليومية؟ ونحن إذ نثير هذه القضية المهمة والشائكة، والتي لها انعكاسات خطيرة على المستوى الاخلاقي في السودان، ومستوى التعامل في مجال المال والمصارف، لنرجو مخلصين أن يشاركنا خبراء المال والاقتصاد والمصارف، والقضاء والقانون في مناقشة هذه القضية الخطيرة.
http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=998&id=81409
| |
  
|
|
|
|
سيف اليزل برعي البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست