كتب الطاهر ساتي بصحيفة الوان انهم انفصاليون لوجه الله، يقصد شخصه والتيار الانفصالي المتنامي وسط الاسلاميين والذي عبر عنه الطيب مصطفي في مقالة- سابقة نشرت في ثلاث صحف يومية في نفس اليوم خارجا علي قواعد النشر الصحفي لتأكيد دعوته الانفصالية، وقد اعتاد الاسلاميون علي مصادرة المناقشات بتاكتيكات شتي، من بينها طابع الادعاء المستمر بأن مواقفهم وآراءهم انما تعبر عن العناية الالهية، بما في ذلك موقفهم السابق مع وحدة السودان وموقفهم الحالي الزاعم بأن الانفصال لوجه الله.
ومن الصعب الادعاء بمعرفة مناط رضا السماء، فالمؤمن الحق عليه ان يجهد خائفا وراجيا في مرضاة الله، فإن ذهب به التخرص الى ادعاء معرفة وثوقية بشأن السماء يكون حينئذ قد دخل في زمرة الاستكبار، وهؤلاء موعودون يقينا بقصم الظهر، اما الارض واحداثياتها وعلاقاتها فيمكن الحديث عنها بيقين اكبر وهنا ايضا تشكل الوثوقية احد اهم آفات المعرفة، وفي هذه الارض الغبراء فإن الراجح عندي انه ما من جهة سياسية لديها مصلحة في تقسيم السودان سوى اسرائيل، اذا فدعوة الانفصال انما هي لوجه الموساد، وما من عاقل يعتقد بأن الموساد من الخيرية بحيث يستقبل وجه الله.
هذا من باب السجال حتى لا تصادر المناقشات السياسية ابتداءً.
وبعيدا عن السجال، سواء لوجه الله ام لوجه الموساد، فإن افضل للبلاد مناقشة قضاياها السياسية بعقل مفتوح، بعيدا عن زعم الثوابت في السياسة، او ادعاء القداسة او رسم الخطوط الحمراء وهي كلها من تولين طرف منفرد مستكبر كثيرا ما يضطر الى تغيير لون دهانه الاحمر الى اخضر وبالعكس.
السياسة علم المتغير والمتحرك، ليس فيها عجول مقدسة، وان كان هناك من قداسة فالاجدر بها وحدة التراب الوطني، ولكن حتى هذه في تقديري افضل أن تتأسس على الشك والتساؤل والفحص لتأسس علي الاختيار الحر لا على الفرض والاكراه.
واذا وضع الاسلاميون وحدة البلاد نفسها موضع التساؤل فهم مطالبون ان يضعوا كذلك ما يزعم بانه من الثوابت على طاولة التقصي النقدي.
وحجة الانفصاليين الرئيسية اننا في الشمال مختلفين عن الجنوبيين والافتراض المضمر وراء ذلك ان الاختلاف ظاهرة سلبية وان الايجابي هو التجانس الآحادي، وهذا الافتراض خاطئ بالمنطق وبالتاريخ.
خاطئ منطقيا لان الخصب او النماء انما هو لقاء المختلف، خصب الافكار نتيجة لقاء الرأي والرأي الآخر، والحقيقة بنت المناقشة، وخصب الطبيعة لقاء الارض والسماء وخصب الحياة الانسانية لقاء الذكر بالانثى، والذين يبحثون عن الخصب في التجانس الآحادي انما يبحثون عن الخصب في المخنث وهيهات.
يفكر العقل الانساني بالثنائيات والزوجية، الخطأ والصواب، الخير والشر، الظلام والنور، الموجب والسالب، الشرق والغرب، الشمال والجنوب.
وعن ذلك ينص القرآن الكريم «ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم» «الروم 30» «واختلاف الليل والنهار وما انزل الله من السماء من رزق فاحيا به الارض بعد موتها.. آيات لقوم يعقلون» «الجاثية 45».
ولذلك يقول العارفون بضدها تتمايز الاشياء.. وعليه فإن العقل الآحادي الوثوقي الذي يرى لوحة الوجود بتشكيلة واحدة ولون واحد انما هو العقل العقيم، عقل اضل من عقل البهائم.
بينما العقل الخصب يرى الوحدة والتناقض، الانسجام والصراع، ويرى وحدة النوع وتكاثر الاجناس، العقل الخصب عقل قلق تقض مضاجعه الوساوس والشكوك فيتقدم للاجابة على الاسئلة المقلقة فما أن يحلها حتى تنشأ اسئلة وشكوك جديدة، وهكذا يتقدم بمهماز الحيرة والشك.
وكما العقل كذلك المؤسسات، المؤسسات القوية هي التي تحمل مدى واسعاً من التنوع والاختلاف دون ان تنكسر، والتنوع دافع الحيوية والقوة، اما المؤسسات الآحادية فانما هي المؤسسات الميتة، فالمقابر بلا صخب او اختلافات لان سكانها من الاموات.
وليس مصادفة ان كلمة عبقرية اصلها اللغوي اللاتيني مشتق من genius بمعني المزج، وكل عباقرة التاريخ انما مزجوا بين اشياء كانت من اختلافاتها تبدو عصية على المزج.
وهكذا الحضارات العظيمة العبقرية انما نشأت في المناطق التي تمتزج فيها تيارات ثقافية مختلفة ومتنوعة لقد مزجت الحضارة الفرعونية حضارات افريقيا والبحر المتوسط، مزجت اليونانية حضارة الشرق والغرب، وهل هي مصادفة ان الحضارة الاسلامية بدأت في مكة حيث ملتقى طرق التجار ومقر اصنام وثقافات القبائل العربية المختلفة؟ وقد شكلت الحضارات الاسلامية في فترات ازدهارها بوتقة انصهار عبقرية للثقافات العربية والفارسية والهندية والافريقية وذلك كان احد اسباب ثرائها وحيويتها، وعلى ايامنا المعاصرة الحالية فإن الولايات المتحدة الامريكية من اكثر البلدان تنوعا واختلافا وما من احد يمكن ان يشك في قوتها.
إن اجمل الحدائق التي تزهر فيها الورود مختلفة الالوان، واقوى واصح واجمل الكائنات انما هي التي تثمر عن لقاء الاباعد.
وهكذا فان الاختلاف نماء وحيوية والآحادية المتجانسة افقار وموات، والذين يريدون فصل الجنوب بزعم الاختلاف، سيقوم ذلك الى مفارقة مفجعة سيبدأون بفصل الجنوب، فيكتشفون كذلك اختلاف جبال النوبة، واختلاف الغرب، ثم الانقسنا ثم البجا وهكذا تكرر مقصلة الفصل حتى تفض الاسرة الواحدة نفسها، فالاسرة انما تقوم هي ايضا علي اختلاف الذكر والانثي وذلك بالطبع مصدر خصبها ولكن الفاشيين اذ يريدون الآحادية المتجانسة انما يريدون اخصاء العالم بالطغيان
بستيفة السنين محاضرة أخير منها الجلد والشلاليت والكفيت! جنى
05-26-2011, 09:27 AM
عاطف عمر عاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152
Quote: يا جماعة وين الطاهر ساتى كل ماأتذكر هذا المقال أذكره والعكس صحيح!!!!!!!!!
ويكون هذا المقال هو ما يود الطاهر ساتي لو تنفتح كل أبواب النسيان لتبتلعه
Quote: بستيفة السنين محاضرة أخير منها الجلد والشلاليت والكفيت!
لكن الراجل وقع لى وراق في ( قبولو ) بـ ( تسمية ضعيفة ) والآتو ( الأصلن زايد واحد ) عند وراق فيهو الآس والشايب والدامة والولد ..... والعشرة زاااااتا وتقول لى ما ( يسيكو ) ؟؟؟
05-26-2011, 12:24 PM
الطاهر ساتي الطاهر ساتي
تاريخ التسجيل: 02-18-2006
مجموع المشاركات: 3227
Quote: ويكون هذا المقال هو ما يود الطاهر ساتي لو تنفتح كل أبواب النسيان لتبتلعه
ابدا والله بالعكس، من المقالات العزيزة جدا، حيث جوهره دعا الي انفصال باحسان طالما عجزناعن توفير وحدة بلا ضحايا ودماء وكان المقال رد فعل لمعركة عنيفة خلفت عدد كبير من الشهداء والجرحى، وشاهدت بعض المآسي بالسلاح الطبي ولذلك قلت فيما قلت النفس البشرية أعز وأكرم عند الله من أي شئ آخر وللحفاظ عليها فليكن الانفصال حلا عاجلا وبديلا لأزمة الوحدة الدموية( اى فلتكن الغاية من الانفصال هي السلام وحفظ هذه الانفس التي كرمها الله) وحديثا كهذا لم يكن مألوفا وكان صادما وها الأيام تثبت بان الحلم بواقع أفضل يجب الا يشغلك عن تكيف واقعك بحيث يكون العيش فيه ممكنا
المقال لم يوثق الكترونيا، عسى ولعل اتحصل عليه - ورقيا- وانشره هنا ولو كتبته اليوم لما إستفز الاخ وراق، لان جوهره - انفصال باحسان - صار جزء من نصوص نيفاشا ودستور البلد ثم واقعا ولك الود ياجني
05-26-2011, 01:03 PM
عاطف عمر عاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152
Quote: ابدا والله بالعكس، من المقالات العزيزة جدا، حيث جوهره دعا الي انفصال باحسان طالما عجزناعن توفير وحدة بلا ضحايا ودماء وكان المقال رد فعل لمعركة عنيفة خلفت عدد كبير من الشهداء والجرحى، وشاهدت بعض المآسي بالسلاح الطبي ولذلك قلت فيما قلت النفس البشرية أعز وأكرم عند الله من أي شئ آخر وللحفاظ عليها فليكن الانفصال حلا عاجلا وبديلا لأزمة الوحدة الدموية( اى فلتكن الغاية من الانفصال هي السلام وحفظ هذه الانفس التي كرمها الله) وحديثا كهذا لم يكن مألوفا وكان صادما وها الأيام تثبت بان الحلم بواقع أفضل يجب الا يشغلك عن تكيف واقعك بحيث يكون العيش فيه ممكنا
المقال لم يوثق الكترونيا، عسى ولعل اتحصل عليه - ورقيا- وانشره هنا ولو كتبته اليوم لما إستفز الاخ وراق، لان جوهره - انفصال باحسان - صار جزء من نصوص نيفاشا ودستور البلد ثم واقعا
أشهد أنك إنسان راقي في التحاور معك ومع نظرائك نماء للعقل وإخصاب للمعارف أرجو أن يتاح لي هذا الشرف ( ذات بوست )
05-26-2011, 01:26 PM
jini jini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30766
Quote: ابدا والله بالعكس، من المقالات العزيزة جدا، حيث جوهره دعا الي انفصال باحسان طالما عجزناعن توفير وحدة بلا ضحايا ودماء وكان المقال رد فعل لمعركة عنيفة خلفت عدد كبير من الشهداء والجرحى، وشاهدت بعض المآسي بالسلاح الطبي ولذلك قلت فيما قلت النفس البشرية أعز وأكرم عند الله من أي شئ آخر وللحفاظ عليها فليكن الانفصال حلا عاجلا وبديلا لأزمة الوحدة الدموية( اى فلتكن الغاية من الانفصال هي السلام وحفظ هذه الانفس التي كرمها الله) وحديثا كهذا لم يكن مألوفا وكان صادما وها الأيام تثبت بان الحلم بواقع أفضل يجب الا يشغلك عن تكيف واقعك بحيث يكون العيش فيه ممكنا المقال لم يوثق الكترونيا، عسى ولعل اتحصل عليه - ورقيا- وانشره هنا ولو كتبته اليوم لما إستفز الاخ وراق، لان جوهره - انفصال باحسان - صار جزء من نصوص نيفاشا ودستور البلد ثم واقعا ولك الود ياجني
حبينا الطاهر شكرا لتكررمك وتفضلك بالمرور الجميل وان اختلفت معك تماما لان نيفاشا ليست انجيلا وانها كانت نتيجة للحرب الجهادية التى اطلقها الكيزان وقولك بانه لن يستفز الحاج وراق لو كتبته اليوم استفزاز للحاج وراق ووصف له بضيق الافق وقصر النظر ككاتب لا يعرف المألات والعواقب وللمفارقة ان النابه الحاج وراق رد على قولك هذا فى الجزء التانى من نفس المقال! ولك الود الذى لا يفسده اختلاف!
جنى
05-26-2011, 01:30 PM
jini jini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30766
Quote: لكن الراجل وقع لى وراق في ( قبولو ) بـ ( تسمية ضعيفة ) والآتو ( الأصلن زايد واحد ) عند وراق فيهو الآس والشايب والدامة والولد ..... والعشرة زاااااتا وتقول لى ما ( يسيكو ) ؟؟؟
لووول يا عاطف والله يا عاطف المقال دا مافروض يكتبوهو بماء الذهب ويعلقوا فى البرلمانت فى السودان ويضمنوهو دساتير الاحزاب للحفاظ على مابقى من السودان! ولك كل الود والمحبة ولقلمك الرصين جنى
05-26-2011, 01:39 PM
jini jini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30766
ü في تقديري يجب التفريق بين دعاوى الانفصال بحسب المواقع التي تنطلق منها، فهناك دعوة غير مؤسسة تعبر عن الضيق ونفاد الصبر تتبناها دوائر في الشمال والجنوب كعرض من أعراض إرهاق الحرب وامتدادها وارتفاع كلفتها المادية والانسانية، وهذه مشاعر مفهومة ومؤقتة، غالبا ما تزول بزوال أسبابها·· أما دعوة الانفصاليين الاسلاميين فهي أفضل تقعيداً وتأسيساً ، وبحكم موقع الاسلاميين في السلطة فإنها اكثر نفاذا وتأثيراً ومن هنا تنبع ضرورة مناقشتها·
وأواصل اليوم ما بدأته بالأمس من مناقشة حجج الانفصاليين الاسلاميين·
ü الحجة الثانية الرئيسية ان الحرب اقعدت بالبلاد واجهضت فرص النهوض والتنمية ، هذا خلاف كلفتها الانسانية الباهظة، وهذا كله صحيح ، ولكن بديل الحرب السلام وليس الانفصال، وإلا فما الداعي أصلاً لكل الارواح التي ازهقت والدماء والدموع التي سكبت؟!
واستمرار الحرب طيلة السنوات الفائتة ليس دليلا على خسران رهان الوحدة، وانما دليل على قصور الخيال السياسي للنخب السياسية الحاكمة منذ الاستقلال، فقد كانت تملك ان توافق على اقرار الفيدرالية للجنوب، وعلى قبول مبدأ التمييز الايجابي لصالح الجنوبيين في وظائف السودنة، وتلك كانت مطالب الجنوبيين الاساسية والسبب في اندلاع التمرد في بدايته·· ولكن النخب السياسية وبغوغائيتها المعهودة ظلت ترفع عقيرتها بالصياح ############ >لا فيدرالية لوطن واحد >No federation for one nation لقد خسرنا جميعا من الحرب، خسر الشمال أرواحاً عزيزة، وخسر الجنوب حوالى المليوني ضحية، والحياة الانسانية مقدسة غض النظر عن العرق او الدين، وهذا ما يجب تأكيده حتى لا تشمل خسائر الشمال خسارة انسانية واخلاقية اضافة الى خسائره العديدة الأخرى !
وكي تبرر هذه الخسائر نفسها فيجب ان تتحول الى مأثرة سياسية كبرى، ان تتحول الى استثمار في عقد تأسيس جديد للسودان، تماما كما فتحت تضحيات الحرب العالمية الطريق الى تأسيس الامم المتحدة واعلان ميثاق حقوق الانسان·· والانفصال ليس مأثرة، لقد كان متاحا منذ البدء فلماذا راحت لاجله كل هذه الارواح؟ ان الانفصال كخيار يعني ان جميع الارواح التي قدمت انما ذهبت سدى!
ü تأتي الدعوة للانفصال وسط الاسلاميين على خلفية سياسية موضوعية، وهي فشل الاسلاميين في فرض البرنامج الأحادي الشمولي على الجنوب، ويعتقد الانفصاليون انهم بدلا من تعديل المشروع نفسه تعديلات جوهرية، يستطيعون مواصلة ذات المشروع في الشمال بعد التخلص من الجنوب العصي على الاخضاع!! وهذا بالطبع لا علاقة له بالاسلام، والأهم انه وهم غير ممكن التحقيق!!
الانفصال لا علاقة له بالاسلام لأن قضية الوحدة لم تثر في هذه الايام، ظلت مثارة منذ عشرات السنوات، وطيلة هذه المدة لم يطرح الاسلاميون الانفصال، فهل تغير الاسلام هكذا بين ليلة وضحاها؟ ام نزل وحي جديد؟! الدعوة للانفصال لها علاقة بتوازن القوى السياسي، وبالفشل في اخضاع الجنوب بالقوة، ومن ثم الاكتفاء من الغنيمة بقهر الشمال وحده!!
ثم ان الانفصال لن يلغي ضرورة التعايش مع الآخر المختلف، خصوصا وقد صار العالم قرية واحدة يتعايش فيها المسلم والمسيحي وغير المتدين، فإذا فصلنا الجنوب بدعوى عدم امكانية التعايش فكيف مع عالم معولم موحد؟! هل هناك امكانية لعزلة مجيدة؟ ام هناك >أرارات< حضاري ثقافي نعتصم به؟!
هذا اضافة الى خطأ الرهان على رشوة القوى المحافظة والاصولية في الغرب بفصل الجنوب، فهذه القوى وبحكم محافظتها لن تقبل ان تسلم شمال البلاد صافياً هانئاً لاكثر الدوائر اصولية وانغلاقاً في الانقاذ، مما يعني بأن الإنفصال لن يضمن ايقاف الحرب كما لا يضمن للانفصاليين الاسلاميين السلطة في الشمال·
وهل تُرى تقبل القوات المسلحة السودانية هكذا وببساطة بقرار فصل الجنوب وتنسحب من هناك لتسكن كحملان وديعة الى ثكناتها في الشمال؟! ذلك وهم، الجيوش التي لا تحقق مهامها القتالية سواء بالحرب او السلم تعوض عن ذلك حتماً بالانقلاب والاستيلاء على السلطة··· اذاً فلا مناص!!
ü ان مصلحة اهل السودان ـ شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً ـ في وطن موحد كبير تتعدد فيه الموارد والثقافات والاعراق، واذ يتناقض المشروع الأحادي الاصولي مع مصلحة بقاء السودان موحدا فان المنطقي والاخلاقي اما ان يعدل المشروع لصالح البلاد التي يخاطب قضاياها ومصالحها، واما ان يترجل اصحاب المشروع عن السلطة في البلاد·
ثم ان مصلحة الاسلام ان يبرهن قابليته للتعايش والمنافسة في بيئة حرة متعددة الاديان، واذ فشل الاصوليون في الاجتهاد الذي يوائم بين مقتضيات الدين ومقتضيات السياق الظرفي والزماني والمكاني، فعليهم بدلاً من تشويه صورة الاسلام او تمزيق الأوطان ان يخرجوا من الحلبة، لعل الله يفتح على مسلمين آخرين!
ü في اوائل التسعينات وفي مقابلة مع مجلة باكستانية قال الاستاذ/ سيد احمد الحسين ان هناك قوى دولية تريد تقسيم السودان ولذلك فتحت الطريق لاستيلاء الاسلاميين على السلطة في البلاد··!! حينها لم آخذ الحديث مأخذ الجد، واعتقدت انه تكرار لنظرية المؤامرة العقيمة··· اما الآن، فهناك قولان، والقرار مؤجل حتى تحسم الحركة الاسلامية الحاكمة امرها: أهي مع الطيب مصطفى ام مع ابن الطيب مصطفى، والذي في يقين الكثيرين لم يبذل روحه سدى؟!!
الاخ الطاهر تحياتى كما اسلفت ان الحاج وراق رد تعليقك الذى كتبته اليوم فى ذات المقال منذ عدة سنوات فامثال النابه الحاج وراق يرى بالظن ما لا يراه غيره بالعيان! تخياتى لك مجددا ولوراق جنى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة