|
|
 حرب أبيي … هل يستقيل علي عثمان وعلي كرتي
|
حرب أبيي … هل يستقيل علي عثمان وعلي كرتي
خالد عثمان
[email protected]
الانقاذ تحصل على لاشيء بفصل الجنوب !!
حمل السيد علي عثمان محمد طه معه التفويض الكامل لسلطات رئيس الجمهورية لتوقيع إتفاقية نيفاشا تحت ضغط دولي رهيب، واستطاعت الحركة الشعبية لتحرير السودان من تمرير أهدافها الانفصالية بعد ان انتزعت ذلك الحق من المعارضة في أسمرا من قبل، ولكن لم يحمل السيد علي عثمان تفويض من الشعب السوداني ولم ينجح في تضمين أي فقرة لإستشارة المواطن السوداني الشمالي في قرار الانفصال، ولم يحصل على مواثيق لإعفاء الديون.وتم التوقيع على اتفاقية تحمل بنود خروقاتها ، وقنابل موقوتة مثل أبيي والمشورة الشعبية.
الدبلوماسية السودانية والاستحقاقات الدولية
ترتب على تعاون الحكومة السودانية وتنفيذها لبنود نيفاشا عدة استحقاقات مهمة مثل إبعاد اسم السودان من لائحة الارهاب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة، كانت اول الاستحقاقات هي التحول الديمقراطي الذي كان فاجعة أخرى على الشعب السوداني ، فبدلاً من الانفراج والانفتاح جاءت حكومة من الدبابين من أمثال حاج ماجد سوار وعلي كرتي.
وكان السيد وزير الخارجية قد صرح لـ”بوابة الأهرام” يوم 19 مايو الجاري قائلاً” أن هذا الانفصال تم لأنه كانت هناك ارادات أخري ممن ضغطوا وخططوا ودبروا ومولوا من أطراف أجنبية، مما كان له الأثر والدور الكبير لتحقيق وتنفيذ هذا الانفصال، لافتا الي أنها كانت ارادة وخيار أهل الجنوب أيضا الذين صوتوا لها.
نعم ، ولكن لابد ان نحفظ للميرغني حقه في الاتفاق مع قرنق ببنود ما كانت يجب ان تجهض بتلك المغامرة العسكرية في 30 يونيو 89.
أخير تبين للنظام السوداني ان العقوبات لن ترفع بسهولة ، وحتى الآن تم رفع العقوبة فقط عن مصرف تجاري واحد ، ولازال مجلس الامن يهدد بفصله السابع.
لقد ثبت ان العقائدين الذين يديرون دفة البلاد يفتقدون المهرات المطلوبة ، برغم كثافة المنشور من معاهد الدراسات ، والصحف العالمية وما يتسرب من اجهزة الاستخبارات، ولازال وزير الإعلام والقيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور كمال محمد عبيد يصرح بالامس ، بإن الإدارة الأمريكية فشلت في قراءة أوضاع السودان الداخلية حيث كانت تعتقد أن إنتخابات 2010م ستؤدي لإنفراط عقد الأمن وأن إستفتاء الجنوب سيفقد البلاد مطلوبات الحرية والديمقراطية وسيؤدى لإنفجار الأوضاع الداخلية، وأشار إلى أن الحوار مع الولايات المتحدة لن يؤدي لنتائج سياسية واضحة بسبب التنافس والتقاطعات الحادة بين متخذي القرار الأمريكي.
ونقول لكمال عبيد ان الغرب والمجتمع الدولي لديه قدرة أفضل على القراءة والتحليل فما يحدث الآن في أبيي تم نشره على الشبكة العنكبوتية في أوائل عام 2010 ، ففي بحث منشور لمعهد الولايات المتحدة للسلام بعنوان سيناريوهات للسودان – تفادي العنف السياسي في عام 2011 - لخص البروفسير الآن شوارز ثلاثة سيناريوهات رئيسية متوقعة للسودان بعد إنتهاء فترة سنوات الفترة الانتقالية الست.
الإنفصال المكلف
دون تغيير في قدرته الحالية على الحكم ، يؤول الجنوب إلى دوامة العنف ، حتى في حالة عدم وجود عدوان من الشمال أو فقدان للدعم المقدم من المانحين. هذا السيناريو يعتمد حصرياً على الوضع في جنوب السودان . لأن الجنوب غير قادر على توفير الخدمات الاساسية وغير قادر على الاستغلال الامثل للموارد ، ولأن الجنوب ينوي إنفاق معظم موارده على التسليح والأمن بغرض إعداد قوى رادعة تحميه من الشمال . بإختصار يفضي هذا السيناريو الي أن الوليد الدولة الجديد المفترضة لا تملك مقومات الدولة وان العنف وعدم الاستقرار سرعان ما سينتشر لعدة أسباب أهما عدم توفر البنية التحتية، الفشل في توزيع المواد الغذائية ، الصراعات القبلية ، صراعات الحود الشمالية مع جنوب كردفان أو النيل الزرق ، عدم قدرة حكومة جنوب السودان على نزع سلاحات الميلشيات وأهمها على الاطلاق عدم قدرة الحكومة يعلى بسط سلطتها على الاقاليم والمحليات.
الحرب الاهلية من القدح الي الحريق
بسبب فقدان الروئة المشتركة حول إتفاقية السلام الشامل لن يتمكن الشريكان من مواجهة القضايا الرئيسية والمواصلة في هذا النهج تؤدي إلى عدم الثقة والبناء على حسابات خاطئة ، ويمكن ان تطلق العنف على نطاق واسع بين الشمال والجنوب. بالاضافة الي سباق التسلح بين الشمال والجنوب فان هنالك عدة بذور للعنف منها إحصاء عام 2008، انتاح النفط واستغلاله، الامن الداخلي في الشمال والجنوب، النزاع حول قانون الاستفتاء، ترسيم الحدود ، حيازة الاراضي وعدم وضوح الروئة بشأن مصير النازحين ، خاصة الجنوبيين في الشمال.
انفصال سلمي مع التخبط
بعد ان بذلت جهود متضافرة بمشاركة دولية قوية يتم إحراز بعض التقدم بشأن القضايا الرئيسية ، ويمكن للأطراف تجنب العنف على نطاق واسع. ويمكن تحقيق التوازن الهش إذا تمكنت الأطراف من تحقيق تقدم على عدة جبهات. لكن هذا النهج لا يشكل حلا طويل الأجل ، ولكن يمكن بموجبه تجنب عنف سياسي واسع النطاق العنف خلال عام 2011.
تحمل المسؤولية
ان عودة الحرب تعني فشل نيفاشا ، وتعني بالتالي فقدان الارض والسلام معاً، وتعني فشل الدبلوماسية السودانية البراغماتية ، وعليه نتوقع إستقالية علي عثمان وعلي كرتي متحملين هذه الادارة الفاشلة والنتائج الكارثية
* معهد ابحاث الديمقراطية والدراسات الاستراتيجة،برزبين ، أستراليا
|
|
  
|
|
|
|
فتحي البحيري
Tragie Mustafa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست