الحزب لا يزال في جيبي .. تحقيق جدير بالقراءة... كتبته نعيمة بيلو

Quote: الحزب لا يزال في جيبي تحقيق: نعيمة بيلو حالة من الانقسام غير المعلن داخل الحزب.. تيّارين أو معسكرين يدور بينهما الصراع على أشده.. تيار الأمين العام، وهو التيّار المسيطر على قيادة الحزب والمناصب التنفيذية؛ وتيّار آخر يقوده الرجل القوي والمجموعة التي ظلت بعيدة عن تولي أي منصب داخل وخارج الحزب.. الصراع يهدد بانقسام جديد داخل الحزب الذي ظل يعاني من شبح التشظي.. حاولت استقراء واقع ومستقبل الحزب في ظل هذه الظروف بالجلوس الى أطراف الصراع ولكن..! بحثت عن هاتف السيد الأمين العام وجدته واتصلت به، رد عليّ مسؤول الأمن وقال لي: (إن الأمين العام مسافر).. كنت اتصل مراراً وتكراراً وتتنوع الإجابة، أدركت أنني بهذا الطريق لن أقابله الى الابد، فالرجل لا يمكن ان تصله الصحافة نهائياً.. لكنني صحفية وأجيد مهنتي، أدرك أن الوصول الى الأمين العام يتطلب أحياناً (بعض الرذالة وتخانة الجلد).. لابد من الأمين ولو طال السفر.. إلا أن الصدفة وحدها هي التي لعبت دوراً مهماً ساعدني في الوصول للرجل، حينما قال لي رئيس التحرير إنه بصدد تسجيل زيارة له؛ لم أتردد وقلت له خذني معك.. دلفت إلى المنزل انتابني إحساس كأنني في قصر(تاج محل) الهندي، فطرحت عليه عدداً من الاسئلة: ماهي اسباب الخلافات داخل الحزب؟ ماهو السبب في عدم قيام المؤتمر العام منذ 2005؟ قلت له أنت متهم بأنك مؤتمر وطني ولا تمت للاتحاديين بصلة، وباغته بسؤال آخر ظلّ يؤرقني على الدوام.. هل استعنت بجهاز الامن لمنع بعض أفراد الحزب من ممارسة نشاطهم في ولاية الدمازين؟ كنت اسأله ويجيبني أخوه، وقلت له: بحسم هذه الأسئلة موجهة الى السيد الأمين العام، وللحقيقة أجابني عن كل الاسئلة، ولكن طلب إيقاف النشر الى حين لقاء آخر.

Quote: عوازل افتراضية عدم الشفافية وأوامر"الأمين العام" للحزب الاتحادي هي جزء من عوازل افتراضية تمنع الاقتراب والتصوير لما يدور داخل أضابير الحزب.. هاتفني مسؤول الإعلام بالحزب السيد محمد الشيخ من أجل مساعدتي في تحديد موعد مع الامين العام، طلب مني أن يدور الحوار حول القضايا العامة، على الا يتم تناول الصراعات داخل الحزب. كنت اتصل مراراً وتكراراً.. وأطلب المقابلة التي وعدني بها السيد الدقير.. وتتنوع الإجابات.. للحقيقة والدقة لم يقل لي(لما تشوفي حلمة ودانك).. تلك العبارة التي نسمعها ونشاهدها في المسلسلات المصرية.. لكنه أعطاني عدة إجابات كلها في النهاية تعني تلك العبارة.. (لما تشوفي حلمة ودانك).. التي لها مرادف في أمثالنا الشعبية (لحس الكوع).. أسهل من مقابلة الامين العام.. حصلت على بعض المعلومات المتناثرة التي تبرع لي بها بعض اعضاء الحزب جعلتني أقلب في دفاتره.. ثم أحضرت أوراقي وقلمي لأسأل فرداً فرداً وبلا إجابات.. وأخيراً سمعت من ينطق اسم نائب الامين العام سابقاً الاستاذ صديق الشريف الهندي.. قلت في نفسي (تاهت ولقيناها). داخل الدار ذهبت إلى دار الحزب الاتحادي، فسألت نائب الامين العام سابقاً عن اسباب الصراعات داخل الحزب، فقال إن الخلاف الاساسي في عدم قيام المؤتمر، وأن السيد جلال الدقير بالتحديد لا يريد قيامه، لأن قيامه (يكشف المستور) ويضعه أمام مساءلة سياسية ومالية، ومن ضمنها تجميد المؤتمر منذ عام 2005 وحتى الآن، بهذا التجميد فقد الحزب الفعالية والحراك السياسي في أوقات عصيبة من تاريخ السودان، وتعطلت أجهزته مثل المكتب السياسي والهيئة التنفيذية والامانة العامة، ورهن الامين العام ارادة الحزب لأحزاب أخرى. ولكن السيد الامين العام للحزب يصرف عليه من ماله الخاص.. باغته بالسؤال، صمت برهة.. ثم رد بأسئلة مضادة ـ أين مصدر المال؟ هل الحزب يقوم على ارادة رجل واحد؟ واجاب بنفسه: هذه الاموال اخذها من جهات اخرى عليه ان يفصح عنها في المؤتمر العام، إن السيد الدقير لا يصرف على الحزب من(جيبه) واذا كان هكذا عليه أن يوضح كيف يصرف عليه؟ قلت له قيام المؤتمر العام يكلف قرابة الـ(4) مليارات.. ابدى الرجل دهشة كبيرة من هذا المبلغ ووصفه بالضخم.. وقال والدهشة لازالت تسيطر عليه :(4) مليارات.. هذا ليس الحزب الاتحادي الديمقراطي، هذا حزب الصفوة، واذا كان السيد جلال الدقير جزءاً من الحزب الحاكم ويفتكر لم يوفر له المبلغ فهذه حسابات اخرى. وارتسمت على وجهه علامات شتى وعبارات مختلفة تجمع بين الضجر والسخرية والاسى، وقال: نحن مثلنا مثل بقية الاحزاب الاخرى، اذا كان قيام المؤتمر يشترط توفير هذه الاموال الباهظة، يجب على مسجل الاحزاب ان يشطب جميع الاحزاب، نحن لا نصرف (4) مليارات لمؤتمر في قاعة مكيفة، بل نصرف القدر الضروري لقيامه، هذا الحزب يمثله اشخاص فقراء وبائسون ومعدمون في اطراف السودان.

Quote: شائعات قلت له هنالك بعض الشائعات تقول إن صديق الهندي يريد منصب الأمين العام لتوريث الحزب لأسرة الشريف الهندي.. قال لي: (هذا كلام غير مسؤول) إذا كنت أريد ذلك لما جئت من المكتب السياسي، رجل عمل سياسياً )46(عاماً.. وتساءل أين الثوريث هنا؟ صمت برهة ثم استأنف الحديث مرة أخرى مدافعاً عن نفسه واسرته، وقال لي (إن الحزب لا يورث وليس لدينا حق في الحزب كأسرة، ووراثة آل الشريف لا تعني الوظائف ولا المناصب، بل هي مسؤوليات وطنية تجاه اشخاص يتساءلون دوماً عن حزبهم وحزب آبائهم وبلدهم) . وقلت له: اختلفتم مع مولانا الميرغني والآن شربتوا من نفس الكأس.. أجابني وهو يقول (من الطبيعي اذا كانت هنالك اوضاع غير سوية لابد من حدوث انقسامات، لا يوجد انحناء للعواصف.. الخطأ خطأ، والمدهش أن عدم المؤسسية التي اختلفنا فيها مع السيد محمد عثمان الميرغني كان اخف وطأة، ووجدنا مع الدقير(العجب العجيب). ويواصل صديق الشريف الهندي في السرد: إن المؤسسية هنا استغلت سلطتها للاستعانة بالاجهزة الامنية لمحاولة قهر الناس وبيعهم في مزاد علني. وقف نشاط حادثة منع وفد الحزب من ممارسة نشاط سياسي بولاية النيل الازرق والتي تناولتها الصحف آنذاك اعتبرها الاتحاديون خروجاً على المؤسسية، متهمين الامين العام بتدبير الحادث. ويرد الهندي: يظهر جلياً استغلال الامين العام لنفوذه ضد مصالح الجزب ومنع الأعضاء من ممارسة نشاطهم السياسي في ولاية الدمازين، وهل يعقل ان يقوم عضو لجنة في ولاية طرفية (لا حول ولا قوة له) باستجلاب اجهزة أمن الدولة لوقف نشاط الحزب؟ وهذا (يتطلب قدراً من السذاجة لتصديق الامر). لدينا معلومات تكشف هذا العبث ولن نفصح عنها الا في الوقت المناسب، لاسيما حينما قال لنا نائب الوالي بالولاية هذا امر القيادة الاتحادية العليا.. فسألته هل المنشقون عن جلال كثر؟ آثر الصمت عن الافصاح، فقلت له أصحيح ما قيل لي انتم قلة.. اعدادكم ما بين (5 إلى 12) ابتسم ثم قال لي: (اذا نحن هكذا لِمَ الخوف والاستعانة بالاجهزة الامنية.؟). وحدة الحركة الاتحادية يبدو أن مشكلة الحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجل) جزء من كُل، وأن العقبات التي تواجهه للبقاء موحداً هي ذات العقبات التي تقف في وجه وحدة الحركة الاتحادية، الامر الذي فسره صديق الهندي حسب رؤيته باتهام الامين العام بأنه وراء هذه العقبات، وهو يقول: (لا أخفيكِ سراً إن توحيد فصائل الحركة الاتحادية في حزب واحد يقف عقبة امامه الامين العام، وان كل الفصائل الاتحادية لن تتوحد طالما الدكتور جلال الامين العام للحزب مشارك في الحكم، وهو يعلم هذا جيداً، لذلك هو ضد وحدة الحركة الاتحادية حتى يظل لصيقاً بالحكم. وقال: (إنني نادم على الفترة التي شغلت فيها منصب نائب الامين العام، وكنت احاول انقاذ الحزب من البحر الذي يغرق فيه، ولكن كان الامين العام يقف سداً منيعاً تجاه قيام اللجنة المركزية والمؤتمر، والمدهش انه التزم بأشياء. ثم تحجج بأنه مريض واخلف بما وعد به، وهذا الفعل لا يناسب أمين عام الحزب الاتحادي).