|
من مصلحة الاحزاب السياسية ان تتعدد وجهات النظر داخل حزب المؤتمر الوطني
|
http://www.sudansafari.net/main-analysis/5-analyisis/11...-04-24-11-33-34.html
تحاول القوى السياسية المعارضة في السودان البحث عن ثغرة سياسية في جدار منظومة السلطة الحاكمة الآن، وقد تلاحظ أن قادة القوى المعارضة – متمسكين بقشة سياسية واهية – عملوا على إشاعة أحاديث عن خلاف داخل المؤتمر الوطني بشان الحوار الدائر بين الحزب وهذه القوى، وقد راجت أمس الأول أحاديث عن خلاف بين مساعد الرئيس الدكتور نافع على نافع، ومستشار الرئيس للشئون الأمنية الفريق صلاح عبد الله قوش ولهذا كان من الطبيعي – من خلال متابعاتنا للأمر – أن نسأل السؤال المحوري التالي: هل بالفعل هناك خلاف متجذر داخل الحزب الوطني والى أي مدي يمكن أن يؤثر هذا الخلاف (أن وجد) على عملية الحوار السياسي الجارية الآن؟ الواقع لابد أن نشير بدءاً إلى أن الفرق شاسع – سياسياً ولغوياً – ما بين الخلاف في المواقف والرؤى والسياسات، وما بين الاختلاف في وجهات النظر بشان أمر من الأمور. فالخلاف يعني نزاعاً واستمساك بمواقف متقاطعة بينما الاختلاف يعني تعدد وجهات النظر وتباينها. الشيء الذي استطعنا الوقوف عليه – بموضوعية – أن ما هو سائد الآن خلاف (جزئي) في وجهات نظر. وأبلغ دليل على بساطة هذا الأمر أن الدكتور نافع في حديثه لمؤتمر إذاعي الذي أذاعته إذاعة أم درمان الرئيسية صباح الجمعة الفائتة أقر بوجود اختلافات في وجهات النظر داخل الحزب حيال بعض القضايا معتبراً الأمر عادياً جداً وصحياً ويصب في مصلحة المناخ الديمقراطي داخل وخارج الحزب. الفريق قوش من جانبه وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده السبت قال وبكل وضوح أنه لا صحة ألبته لوجود صراع داخل الحزب وأكد أن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحزب هي التي ترعي الحوار الذي تقوده مستشاريته مع القوى السياسية المختلفة. ولعل قوش – وبدقه متناهية – صوب مفهوماً خاطئاً ظل دائراً في أذهان قادة القوى السياسية حول مدي اختصاص المستشارية في الحوار، فقد قال قوش أن دور المستشارية هنا باعتبارها جسم يتبع للرئاسة هو دور تنسيقي هدفه إيجاد الأسس والقواعد والقواسم المشتركة بين القوى السياسية المختلفة – بما فيها المؤتمر الوطني نفسه – بغية تهيئة أرضية ممهدة للحوار الذي سوف تتولاه لاحقاً الجهات السياسية المختصة. الدكتور نافع وبوصفه نائب رئيس الحزب الوطني لم يقلل من شان الحوار ولكنه أورد وجهة (نظر سياسية) له مطلق الحق – بصفته الحزبية في إيرادها وهو ما أشار إليه قوش أيضاً. وهكذا فان الأمر لا يبدو في مجمله سوى اختلاف في وجهات النظر بنبقي أن تحسب في خانة الإيجاب لا أن يهتبلها البعض فرصة للترويج عن خلاف سياسي داخل الحزب الحاكم ولعل الأمر المثير حقاً للسخرية أن القوى المعارضة بدت سعيدة بهذا الاختلاف غير مدركة أن من مصلحتها ان تتعدد وجهات النظر داخل الحزب الوطني بما يكفل لها مرونة ومساحة للتحرك في حواراتها ان كانت تحسن الممارسة السياسية لا أن تعتبرها بداية لنهاية !!
----------------------------------
برضو وجهة نظــر مقدرة !!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|