|
وقر وكسـلا وعموم أهل الشرق يحتسبون الرجل النبيل ( أحمد دفع السيد عثمان ) .
|
أصبت بما يشبه الشلل لساعات بعد أن هاتفنى الأخ والصديق عمر دفع السيد وهو ينقل لى خبر وفاة شقيقه وشقيقى الأكبر أحمد دفع السيد عثمان . كان الوقت مبكرا وكنت ما أزال فى فراش النوم , تلقيت المحادثه وصرخت فى أذن محدثى قائلا : أمجنون أنت ياعمر ؟! كيف يموت من هو مثل أحمد ؟؟! كيف يموت ومثله من خلق أصلا ليعيش من أجل أن يحيا الناس ؟ كيف يموت وهو يحمل هموم أمه بحالها ؟ فأستوقفنى عمر بحزم وقد علم بمدى الصدمه التى أصابتنى وطلب منى أن أستغفر وأدعو له بالرحمه والمغفره . وأفقت من هول الصدمه بعد عدة ساعات ورجعت أسترجع كل ذكرياتى مع أحمد دفع السيد والتى إمتدت لأربعين عاما ولم تنقطع . سبحان الله كنت بالأمس أسترجع بعض الرسائل فى هاتفى المحمول وأستوقفتنى آخر رساله كان قد أرسلها لى قبل عدة أيام كتب لى فيها يقول ( من ولد فاطمه لولد فاطمه نعلك بخير ) . قرأت الرساله وتذكرت أمنا الفاضله الحاجه فاطمه بت بابكر ( والدته) والتى كانت تؤأم الروح لوالدتى فاطمه بت منوفلى . سنوات قليله فى الستينات عشناها فى تلكم المدينه الفاضله ( وقر ) هى التى أثمرت تلك العلاقه العائليه والتى إمتدت لأجيال وأجيال , حتى إننى كنت أظن أن محمود دفع السيد هو شقيقى وكان شقيقى عادل يظن أن عمر دفع السيد هو الآخر شقيقه وهكذا الحال بالنسبه لشقيقاتى وشقيقاتهم . إننى لا أستطيع أن أتخيل حال أهل وقر بعد فقدهم لأحمد دفع السيد ! فقد كان هو الوالد والأخ والراعى المسئول عن رعيته, فأحمد لايذهب إلى سرير نومه قبل أن يتفقد كل بيت من بيوت وقر الآمنه ,, ثم إنه لا يغادر صباحا إلى أى مكان مالم يطمئن على أهله وجيرانه كيف أصبحوا . عاجز أنا عن الكتابه لأوفيك حقك يا أحمد, فقط أسأل الله أن يلزمنى وكافة الأسره الصبر وحسن العزاء . إلى جنات الخلد مع الصديقين والشهداء . والتعازى موصوله لكل الرباطاب بجميع أنحاء السودان وأخص منهم عائلة بابكر درويش بكسلا والقضارف .
|
|
|
|
|
|
|
|
|