|
اللجان الشعبية.. أهمُّ المعارك آخرها؟
|
اللجان الشعبية.. أهمُّ المعارك آخرها؟ راشد مصطفي بخيت
انقضت حمى الانتخابات الماضية بخاسر النتائج المزرية علي كل الأصعِّدة، بعد أن شابها تزوير واسع أفضي لمقاطعتها من قبل معظم الأحزاب السياسية المؤثرة في السودان. ترقبت هذه الأوساط قدوم انتخابات اللجان الشعبية علي أحر من الجمر، متوقعة تلاعب النظام بمواقيتها مثلما تلاعب بنتائج ذات تلك الانتخابات تلاعباً واسع النطاق أفضي في نهاية الأمر لفوزه فيها فوزاً كاسحاً.. وبلا منافس! كأن يدخل طالب ما امتحانه السنوي بمفرده، فيحرز المرتبة الأولي في نتيجته، لكنها للأسف، المرتبة (الطيش) أيضاً لأنها بلا منافسة! فرِح القوم بفعلتهم تلك فرحاً خجولاً بعض الشيء، واستكانوا لفرحتهم عاماً كاملاً إلي أن فتح الله علي السيد والي الخرطوم إعلان إجراء انتخابات اللجان الشعبية بعد حل غير الموجودة تلك ! وإعادة تكوينها خلال 30 يوماً كما ورد ذلك. مع إن معظم الأوساط السياسية والاجتماعية ترقبت إعلانها بعد انقضاء جولة الانتخابات العامة في أبريل العام الماضي، وطفقت تدرس وتتدارس قانون الحكم المحلي الذي يناط به التشريع لكيفية إجراء هذه الانتخابات. من جهة لم نكن مع موقف مقاطعة الانتخابات التي قررتها الأحزاب السياسية بعد أن اضطرها النظام لذلك، وكنا نرى أنه وطالما انعدمت طرق التغيير بغير صندوق الاقتراع وعزَّت مطالب وطرق التغيير الأخرى علي قريحة أحزابنا السياسية، فلا جدوى إذن للتذرع بتزوير الانتخابات كذريعة تبرر بها الأحزاب السياسية مقاطعة الانتخابات كما حدث بالفعل، مع إن أوجب واجباتها فيما نرى أوانذاك، تمثلت في حماية هذه الانتخابات نفسها من محاولات التزوير التي ظهرت من أوَّل مراحلها مع التسجيل. الأحزاب رأت غير ذلك واتخذت موقفها، لكنها بدأت في الترتيب لخوض انتخابات اللجان الشعبية مترقبة إياها وها هي قد أتت. نعم أتت انتخابات اللجان الشعبية بعد إعلان الوالي لها، رغم إننا نرى أن فترة الثلاثين يوماً التي قررها لنهاية هذه الانتخابات ليست كافية البتة لإجرائها علي النحو الذي يضمن مُضيها كما يشتهي الجميع، ففي هذه الفترة تحتاج فئات وأحزاب ومنظمات المجتمع كلها لإعادة ترتيب أوضاعها بما يضمن مشاركتها الفاعلة فيها هذا إذا كان السيد الوالي حريصاً بالفعل علي هذه المشاركة كما ورد ذلك في المؤتمر الصحفي الذي تمَّ فيه الإعلان عن قيام الانتخابات. فبعض هذه اللجان القديمة نفسها لم تجتمع أطرافها لأزمان طويلة وتفرقت بعضها أيدي سبأ! اللجان الشعبية وانتخاباتها أهمَّ بالنسبة لنا من انتخابات رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني، فهي الحلقة الأهم لربط وتوصيل مطالب الجماهير لهذه الجهات، وهي تأخذ الطابع الخدمي الذي يولي عنايته لقضايا الحي السكني أكثر من ما يوليها لغيره، وما تراكم من قضايا خدمية بداخل هذه الأحياء كفيل بالالتفات له علي نحو جاد. وهي فضلاً عن كل ذلك تقدم الأحزاب السياسية للجماهير وتوثق صلتها بهم بما يضمن حتى ضغطها علي النظام بأكثر من طريقة، لذلك نوجه مطالبنا للأحزاب السياسية هذه المرة، أن تخوض هذه الانتخابات بجدية أكثر وهي تضع في حسبانها أنها تواجه عدواً لن يتورع عن فعل أي شيء ما لم تحتاط له هذه الأحزاب نفسها، لذلك وجب علي كل ذي همة حريص علي قضايا المواطنين البسطاء بحق، خوض هذه الانتخابات بأي الأشكال لأنها وببساطة أهم انتخابات مباشرة بالنسبة للمواطن البسيط. الجريدة5/4/2011
|
|
|
|
|
|
|
|
|