|
|
 شمبات تحترق!
|
شمبات تحترق!
راشد مصطفي بخيت
كتبنا قبل أقل من شهر، في زاويتنا هذه تحت عنوان النفايات: مخاطر الحرق العشوائي ما يلي:
صورة مألوفة تقابلنا يومياً إلي أن اعتدنا مشاهدتها دون أن يطرف لنا جفن؛ علي الرغم من مخاطرها الجمة التي تهدد أنفس وأموال وحيوات عديدة، نتحرك بجانبها وفي بعض الأحيان نفعلها جميعنا دون أن تكون لأي (دولة) سلطة ما بالأمر. نفعلها في المناسبات الكبيرة، والأعياد وأي مواسم للنظافة تجتاح المنزل، في الأحياء الكبيرة والأسواق والشوارع العامة، وفي بعض المدن ذات الطابع العمراني القابل للاحتراق، مثل القضارف وبعض مناطق النيل الأزرق وكسلا، نجد أن ظاهرة حرق النفايات علي قارعة الطريق تتسبب في الكثير من الخسائر الفادحة مادياً ومعنوياً.
ففي مدينة القضارف علي سبيل المثال، تتسبب الحرائق الكبيرة في إزالة أحياء سكنية بكاملها تموت فيها أنعام وتهدر فيها أنفس ويعم خراب كبير، لمجرد أن أحدنا حرق نفايات منزله علي قارعة الطريق فتسببت شرارة طائشة حركها الهواء ناحية (قطية) ما فاشتعلت بعدها عشرات القطاطي!
وفي مدنٌ أكثر حضرية مثل الخرطوم وغيرها، لا يقل تأثير الضرر الذي تتسبب به الحرائق العشوائية للنفايات! فقد تكون خسارتها أكثر فداحة من تلك إذا امتدت هذه الحرائق لتطال مبانٍ ومؤسسات وطلمبات وقود و(كوش) عديدة بالأحياء. فهنالك تجربة شخصية مثلاً تضررت أنا بنفسي عندما امتدت حزمة لهب طائشة من كومة نفايات لإحدى جيراننا فأذابت العجلة اليمنى لسيارتي دون أن تشتعل وكان ذلك ألطف الأقدار وأخفها.
وفي بعض أحياء العاصمة وللأسف في بعض شوارعها الرئيسية، يتخلص العديد من أصحاب المحال التجارية والسكان من نفاياتهم الورقية والخشبية بالحرق جوار الشارع الرئيسي نفسه، على الرغم من أن عربة النفايات تمرُّ بمناطقهم يومياً أو حسب جدولتها المعروفة مسبقاً بالنسبة لهم.
ربما تكون جدولة عربات النفايات بعيدة بعض الشيء بالنسبة لحوجة هذه الأمكنة، لكن في هذه الحالة يجب أن يتجه الجهد لمخاطبة شركة نظافة ولاية الخرطوم لتزيد عدد زيارات العربة حتى ولو لأكثر من مرة في اليوم تجنباً لمخاطر وأمراض عديدة يسببها الحرق بالطريقة الفردية العشوائية هذه، بدلاً عن اختيار أسهل الحلول وأضرها!
مناسبة الإسهاب في ظاهرة حرق النفايات العشوائي هذه، أنني مررت يوم الجمعة الماضية بأمدرمان الشارع الواقع جنوب التلفزيون وقناة النيل الأزرق والمسرح القومي وتلفزيون الولاية وجميع المؤسسات الهامة هذه، وعلي الجانب الجنوبي للشارع نفسه، انتقلت شرارة طائشة من كومة نفايات محروقة فأشعلت أكثر من خمسين متراً من الغابة الشجرية الممتدة حتى الريفيرا غرباً ونادي النخيل شرقاً، إلا أن بدأ الجميع يهرولون من داخل استقبال قناة النيل الأزرق بطفايات الحريق خاصتهم والبعض الآخر يحمل القليل من الماء يصوبها ناحية الحريق بخوف! مثل هذا الحريق وفي هذه المنطقة الهامة في أمدرمان، تسببت في إشعاله كومة نفايات صغيرة ربما أشعلها أحدهم بحسن نية أو استخفاف"!
قلنا هذا الكلام قبل أقل من شهر موجهين حديثنا للجميع حكومة وشعب، لأن مخاطر هذه الظاهرة بدأت في الانتشار بصورة كبيرة ومن الأفضل أن ننتبه لها قبل أن تصل مرحلة الكوارث! وأمس عند منتصف الظهيرة وبعد صلاة الجمعة مباشرةً اشتعلت غابة شمبات القديمة المطلة علي النيل في ضفتها المتاخمة لمنازل المواطنين بعد المقابر، وانتشر الحريق بسرعة كبيرة محيطاً بأكبر أطراف الغابة ومهدداً حتى سير العربات، وبدأ يكبر ويكبر تدريجياً إلا أن احتوته شرطة الدفاع المدني بأكثر من أربع عربات!
الغابات التي تتوسط الأحياء السكنية مخاطرها أكبر مع انتشار هذه الظاهرة وخصوصاً في الأحياء التي تتاخم النيل، لذا فمن الأولي أن لا نحتاج لتنبيه آخر في ذات الخصوص.. سلطة منظمة وأفراد!
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست