|
التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال
|
منذ توقيع إتفاقية السلام الشامل، 2005، طرق الفضاء السياسي السوداني نجم جديد أسمه (الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال).
ومن بدء تنفيذ الاتفاقية حتى استفتاء الجنوب، أنفق قطاع الشمال ستة أعوام في مكابدة مماطلات دهاقنة المماطلة في الحزب الحاكم بالقوة الأمنية - المؤتمر الوطني.
ولأن قطاع الشمال كان هو الذي يقف في وجه المدفع، فقد أعاق ذلك وأضر بالجهود الطبيعية التي كان من المفترض ان تذهب لصالح تأسيس قواعد الحركة الشعبية كحزب سياسي قومي، في حالة بقاء السودان موحدا، أو تأسيس قواعد قطاع الشمال كحزب شمالي في حالة اختيار شعب الجنوب النأي بانفسهم بعيدا عن أوحال الساحة السياسية الشمالية.
كل ذلك صار تاريخا الآن. انفصل الجنوب وواجه قطاع الشمال مصيره كحزب ناطق باسم المهمشين والمهضومة حقوقهم في دولة الشمال التي تقوم على إرث بالغ التعقيد من الممارسات السياسية.
فما هي التحديات التي تواجه هذا الحزب الجديد؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)
|
عزيزنا حامد بدوي ..تحياتي..،،
هذا البوست إن قُدِّرَ له أن يكون بعيداً عن المهاترات والتنابذ سيمثل إضافة مهمة بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال السودان، خاصة وأننا نعلم أنها (أي الحركة الشعبية- ش السودان) منهمكة في حوار داخلي وحوار مع أصدقائها وحتى خصومها لبلورة حزي سياسي عريض، وربما كان هذا المنفذ أحد قنوات ذلك الحوار. لا أدري لماذا يجنح الناس إلى التهاتر وأمامهم هذا القدر من التحديات؟!! أقترح عليك أن تضع التحديات تلك حسب وجهة نظرك ثم بعد ذلك يفتح الحوار عليها، لكن إنزالها - بالقطارة- سيعطي فرصة للمتربصين بالحوار الصحي لكي يحرفوا البوست - بقدراتهم الفائقة في هذا- عن ما تصبو ونهفو إليه.
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)
|
الطبيعي والمنطقي ان تخلق الجماهير حزبها وليس العكس. وهذا يتطلب وجود فئات أو طبقات إجتماعية واعية بقضيتها وتتطلع لأوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية مفقودة في ظل التركيبة السياسية السائدة.
إذا لم تشعر تلك الفئات بحاجتها للتغير، فلا فائدة من تكوين حزب سياسي يجسد طموحاتها التي لا تعيها، ويكون المطلوب في هذه الحالة جماعة إصلاحية تعمل على إيقاظ هذه الفئات حتى تعي حاجتها للتغير أولا. هذه هي الحالة التي يخلق فيها الحزب جمهوره. وهذا هو الذي كان ديدن الأحزاب العقائدية في الأزمان الغابرة. لقد كان الحصان أمام العربة تماما. كانت الأحزاب هي التي تلقن الجماهير أيديولوجيتها الجاهزة، بينما الطبيعي هو أن أن تمنح الجماهير الأحزاب أيديولوجيتها.
وإن كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان قد أيقظت، من خلال النضال المسلح على مدى ربع قرن، جماهير المناطق المهمشة وجماهير المهمشين في المناطق المستأثرة بخيرات البلاد، فإن حزب الحركة الشعبية يكون قد مهد الأرض التي يقيم عليها أبنيته التنظيمية تمهيدا جيدا. ويكون بذلك هو الحزب الصحيح في الوقت الصحيح.
غير أن من يطلق عليهم المهمشين لا يوحد بين سوى مقاساة الظلم والتهميش. أما ما فوق ذلك وتحته، فهم شتات واسع يفرق بينهم الدين واللغة والثقافة والأعراق. وهذا تحد كبير لا يمكن تجاهله، يبرز أمام حزب الحركة الشعبية - شمال السودان.
وتتطلب مواجهة هذا التحدي العمل الجاد من جانب مثقفي الحزب على تطوير الفكر المستلهم من واقع التهميش وصياغة الأيديولوجية المستلهمة من تطلعات هذه الجماهير المهمشة. فكر وأيديولوجية قادرين على تسييج هذه الجماهير وتحصينها ضد الشرور التي يمكن أن تدخل إليها من الثغرات الدينية والعرقية التي هي مدخل سهل للساعين لضرب الجزب. وبالتالي خلق الثقافة المتسامحة مع تعددية مكوناتها والتي تقبل التعدد داخلها وتغتني به. وهذه هي الأيديولوجية التي يطمع الحادبين على هذا الحزب في تسود في البلاد كلها، أيديولوجية (السودان الجديد).
وحتى نكون دقيقين ولا نطلق العبارات دون تحديد مقصوداتها، نقول أننا نعني بالأيديولوجية، ابتكار الفائدة التطبيقية للفكر. هي تحويل الفكر إلى أدوات تخطيطية وتنفيذية قابلة للاستخدام في مجال السياسة والاقتصاد والثقافة. فالعلاقة بين الفكر والأيديولوجيا هي نفس العلاقة بين العلم والتكنولوجيا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)
|
سلام استاذ حامد
سنكون متابعين، خليني اسجل نقطتين
1- التحديات التي سيواجهها حزب الحركة الشعبية ش س هي نفس التحديات التي يواجهها اليوم اي حزب سياسي آخر في الشمال بل امر منها، على الاقل عرمان يسرح ويمرح والترابي في السجن.
2- ارى ان على الحركة الشعبية ش س ان تغيير من عقيدتها (ان صح التعبير) نظرية صراع الهامش والمركز.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)
|
حامد والمتداخلون
هذا الموضوع يشغلني كثيرا
فهو يحدد مستقبل السودان
ألاحظ في جنوب كردفان أن الحركة أصبحت التجسيد الحي لوحدة السودان
فهل تصبح هي الرابط بين مكونات السودان مستقبلا
وعلى ذلك يتحدد سلوكي الشخصي
هل ألقي بثقلي هنا
طبعا لا أزال أتساءل عن إنسحاب عرمان من معركة رئاسة الجمهورية
كانت ستكون صورة مكبرة من حملة جنوب كردفان
كانت ستصبح معركة إجتماعية وثقافية للملايين في مختلف أنحاء السودان
بجانب كونها سياسية
وكانت السؤال التاريخي: السودان يكون أو لا يكون
حتى الآن لا أجد أجابة مقنعة حول انسحابه
سأعود بروقة
الباقر موسى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: Elbagir Osman)
|
الصديق الباقر موسى،
كيف أنت وكيف الأولاد وأم الأولاد.
تسؤلاتك صحيحة ومشروعة.
لكنها تعود للتارخ. إلى زمن السودان الكبير قبل الانفصال.
ولا تزال عوامل التفتيت تنشط، وقد سمع العالم كله، رئيس الجمهورية وهو يهدد شعبه بالحرب.
وإذا أصرت عصابة الإنقاذ على ثقافة الحرب ولغة التهديد، فلربما يصل الناس في الغرب والشرق وجنوب الشمال الجديد، إلى انه لا سبيل سوى الزحف على الخرطوم. وهذا سيناريو أرى ان شروط تحققه تزداد قوة كلما سمعت رئيس المؤتمر الوطني يلقي الكلام بلا مسئولية.
عموما،
إن أحد عوامل استفحال (مرض الإنقاذ) في جسد الأمة السودانية، هو غياب التنظيمات السياسية القادرة على هزيمة المؤتمر الوطني.
دعونا نسهم في بناء حزب قومي قادر على هزّّ الأرض تحت أظلاف المؤتمر الوطني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)
|
Quote: ارى ان على الحركة الشعبية ش س ان تغيير من عقيدتها (ان صح التعبير) نظرية صراع الهامش والمركز |
الأستاذ حامد بدوي كل التحايا المدخل السليم لفهم علاقة المركز والهامش هو المدخل الإقتصادي , الدولة المركزية وجيشها وظٌفت من أجل رعاية مصالح إقتصادية كان نتجتها تهميش المنتج وأخيرا محاربة الإنتاج. طبعا هذا لا يلغي التوظيف الحدث للدين والعرق والجهوية في هذا الصراع, حزب الحركة الجديدة يجب أن يعمل علي تقليص سلطات المركز وتقوية السلطات المحلية وذلك عبر إعطاء الأقاليم الحق في إدارة مواردها والتصرف فيها وفقا لما تراه مجالسها المنتخبة على ان تلتزم بدفع ضرائب للمركز للمساهمة في تصريف الأنشطة الإتحادية التي تتفق الأقاليم الكبيرة حولها. هذا الهدف يتطلب ان يكون التنظيم الجديد قائم على بنية فدرالية مما سيحقق له شرط الدمقراطية القادمة من القواعد وشرط الشعبية الواعية بمصالحها. أعتقد الأحزاب الجهوية لعبت دورا هاما في كشف إضطراب الدولة السودانية الذى نبه له الكاتب تيم نبلوك في كتابه الهام( صراع السلطة والثروة في السودان) الذي ترجمه الأستاذ محمد علي جادين, لذلك فتح جوار معها مهم جدا خاصة القوة الحية في دارفور, دارفور التي تتمتع بتركيبة عرقية فريدة ومصالح إقتصادية متقاطعة مع المركز مساهمتها ستكون مهمة في بلورة ملامح الحركة الجديدة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: عبّاس الوسيلة عبّاس)
|
Quote: أعتقد الأحزاب الجهوية لعبت دورا هاما في كشف إضطراب الدولة السودانية الذى نبه له الكاتب تيم نبلوك في كتابه الهام( صراع السلطة والثروة في السودان) الذي ترجمه الأستاذ محمد علي جادين, لذلك فتح جوار معها مهم جدا خاصة القوة الحية في دارفور, دارفور التي تتمتع بتركيبة عرقية فريدة ومصالح إقتصادية متقاطعة مع المركز مساهمتها ستكون مهمة في بلورة ملامح الحركة الجديدة. |
الأخ عباس الوسيلة،
تحية وشكرا على الاضافة القيمة.
نعم، للأحزاب الجهوية يعود فضل تاكيد أن مصالح جماهير الهامش تتعارض مع مصالح التيار العروبي والتيار الديني في الحركة السياسية السودانية، الذين ظلا حريصين على هيمنة المركز. كما يعود لأهل الهامش فضل التنبيه إلى أن مشاكل السودان لن تحل إلا في ظل النظام الديموقراطي التعددي.
لكن العيب في الأحزاب الجهوية هو التماهي مع طرح المركز الذي يقوم على المعالجة الجزئية أو تجزئة المشكل السوداني. (مشكلة الجنوب - مشكلة دارفور - مشكلة الشرق). وهنا تبرز عظمة طرح (السودان الجديد). فهذا الطرح ينظر لمشاكل السودان من منظور قومي. فلم تعد المشكلة هي مشكلة الجنوب أو مشكلة الشرق أو مشكلة الغرب. المشكلة هي مشكلة السودان.
لا أحد ينكر أفضال الأحزاب الجهوية للتنبيه لمشاكل الهامش. لكن لا بد من تطوير الطرح وتطوير أدوات الحل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)
|
Quote: لكن العيب في الأحزاب الجهوية هو التماهي مع طرح المركز الذي يقوم على المعالجة الجزئية أو تجزئة المشكل السوداني. (مشكلة الجنوب - مشكلة دارفور - مشكلة الشرق). وهنا تبرز عظمة طرح (السودان الجديد). فهذا الطرح ينظر لمشاكل السودان من منظور قومي. فلم تعد المشكلة هي مشكلة الجنوب أو مشكلة الشرق أو مشكلة الغرب. المشكلة هي مشكلة السودان.
|
الأستاذ حامد تحية وإحترام نتفق ونختلف في فعالية التكتيكات التي تبنتها حركات الهامش في صراعها مع المركز من أجل عدالة توزيع السلطة والثروة ولكن تبقى الحقيقة أن هذه الحركات كانت ومازالت متمسكة بمطالبها المشروعة وقادرة على حشد المحليين حولها لذلك تبقى مسألة فتح حوار معها قضية محورية لاي تنظيم مهتم بقضايا الهامش التي لا يجدي معها خلق مركز جديد وأن جاءت ايدلوجيته مستوعبة لظلم الهامش لانها ستكون حركة تقودها نخبة تجاربها الماضية ومنذ مؤتمر الخريجين تقول بعجزها على إدارة الإختلاف داخلها بصورة ديمقراطية, لذلك لابد من رد الحق لأهله والتنظيم الجديد يجب أن يكون إيمانه بالجماهير ووعيها بمصالحها الطريق للوصول للسودان الجديد الذي لابد منه وإن طال السفر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: عبّاس الوسيلة عبّاس)
|
الأخ عباس الوسيلة،
أشكرك على المواصلة.
لقد كتبت:
Quote: نتفق ونختلف في فعالية التكتيكات التي تبنتها حركات الهامش في صراعها مع المركز من أجل عدالة توزيع السلطة والثروة |
.
ثمة اختلاف هنا في الجهات موضوع النقاش. فأنا لم أتحدث عن (حركات الهامش) وإنما كنت أتحدث عن ما عرف باسم: (الأحزاب الجهوية) ضمن السياق التاريخي لصراع (التيارات السياسية ) في الحركة السياسية السودانية. وأقصد بذلك أحزاب الجنوب التاريخية مثل حزب سانو واحزاب جبال النوبة التاريخية مثل حزب الاب فليب غبوش واتحاد جبال النوبة واحزاب الشرق التاريخية مثل اتحاد البجة وغيرها من الأحزاب التي كانت تجسيدا لتناقض مصالح الهامش الجغرافي، ليس مع مصالح المركز فحسب، وإنما ايضا مع المصالح التي يمثلها السياق السياسي السوداني بكامله كما يتمثل في حركة التيارين السياسيين الذين كرسا التهميش، التيار العروبي والتيار الديني.
وهذا يختلف عن الحديث عن (حركات الهامش). فحركات الهامش مرحلة متقدمة، جاءت لقلب الطاولة ورفض اللعب بقوانين المركز وفرض الخيار الثالث ولو بالقوة. وهذه نقلة نوعية في طبيعة نضال الهامش ضد التهميش.
لهذا حذرت من الانزلاق بالحزب الجديد إلى استراتيجيات الأحزاب الجهوية. وهذا وارد باعتبار بعض الكتابات التي نراها تطفو على السطح ومحاولات حيازة ملكية الحزب الجديد من منطلقات عرقية احيانا وجهوية أخرى.
نحذر من ذلك لانه، إذا حدث فستكون حركة نضال الهامش قد تراجعت من مستوى (حركات الهامش) إلى مستوى (الأحزاب الجهوية) التي اختارت أن تلعب بنفس قوانين المركز، بدلا عن الثورة عليها كما فعلت (الحركات المسلحة) اخيرا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)
|
حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال، مهما كان الاسم الذي سيختاره لنفسه بعد التاسع من يوليو، هو في الحقيقة الحامل السياسي لمشروع السودان الجديد.
وبهذا المعنى، لا يكون هذا الحزب مجرد أثر من آثار "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وإنما يكون الطور الأخير والأكثر نضجا لمشروع سياسي ظل يتبلور ويتطور منذ بشأة الحركة السياسية السودانية، يضعف حينا ويقوى حين.
سنحاول هنا تقديم فذلكة تاريخية لتطور هذا المشروع السياسي لنثبت أنه ليس نبتة شيطانية ابتكرها عقل (الدينكاوي الشقي) جون قرنق دي مبيور.
| |
|
|
|
|
|
|
|