|
Re: في السودان: الشريعة أفضل طريقة لكسب العيش و الرفاهية (Re: آدم صيام)
|
قبل ثلاثة ايام او يزيد قليلاً كان لدي حوار مع بعض كيزان المنبر الاخ الكريم بشير أحمد و كمال فرانكلي، لا بأس من اٍعادته هنا لانه وجد اٍستحسان بعض الاصدقاء المتابعين. قلت لهم ان التجربة حقت الاسلاميين في السلطة تعد في تقديري من أكثر التجارب السياسية-الاجتماعية في تأريخ السودان القريب التي تبرهن علي صحة النظرية الماركسية. أصلاً السيد كارل ماركس دا قال كلام كتير و طويل لكن جوهر اٍسهامه الفكري يكمن تلخيصه فى زعمه بأن الناس تتصارع في هذه الارض على مصالحهم المادية في الاساس. بلغة أوضح، الرجل يقول، ان الصراع السياسي فى المجتمع الإنسـاني المعاصر و عبر التأريخ هو فى جوهره صراع الناس من أجل السيطرة على الخيرات المادية لهذه الارض. اٍما أن يُحل مثل هذا الصراع بصورة عادلة* و بالتالي سلام و اٍستقرار للجميع، او لا يُحل بطريقة عادلة و بالتالي تنتج الصراعات التي تتطور ربما الي ثورات و ربما حروبات كما هو الحال فى السودان.
الحركة الاسلامية بكل مسمياتها فى السودان، و طوال تأريخها طرحت مشروع طوباوي بشعارات نبيلة و اٍدعاءات كبيرة انهم ساعين لبناء دولة العدالة و المساواة و ما الي ذلك، و كان فى اٍمكانها أن تقدم تجربة مختلفة فى السلطة، تجربة مُشرقة تكذّب زعم كارل ماركس و نظريته لانه تجربة لله. لكن للاسف النتيجة الحاصلة من تجربة الجبهة الاسلامية ما هي الا تأكيد على صحة فرضية ماركس. ان المرء ليعجب، و تكاد تأكله الحيرة كيف، اٍنتهي مشروع المسيرة القاصدة الي الله تعالي الي مشروع لإثراء حزب الجبهة الاسلامية و مناصريه و أهلهم و حياة كفاف و فقر للمواطنين السودانيين؟ اٍجابة هذا السؤال لدي فرضية ماركس الاساسية، اٍن الناس تتصارع فى هذه الحياة من أجل السيطرة على الخيرات المادية لانفسهم و كل فريق يتوسّل الي هذا الهدف بما يلزمه من غطاء ايدلوجي يتستر خلفه.
| |
|
|
|
|