الشعب يريد تفليس الطبلة يا إمام

Quote: وقال لدى حديثه في منبر (أخبار اليوم) اليوم الدوري حول الثورات العربية الحالية وانعكاساتها على السودان – امس – ان البلاد العربية تشابه في انها تعاني من احتلال داخلي، معتبرا الثورات التي اشتعلت في بعض الدول العربية حركات استقلال ثاني جاءت تلبية لتطلعات المواطنين الذين ينادون بالاصلاح واقرار حقوق المواطنة في اطار علاقة جديدة بين المواطن والدولة. وقال ان هنالك خمسة اصول لحقوق الانسان كالكرامة والحرية – العدالة – المساواة – والسلام تضمنتها المواثيق الدولية بعد تطور انظمة الحكم من ناحية الشكل والمضمون مما ادى الى انهاء كافة اشكال الاستبداد التي عرفتها البشرية سواء في المجتمعات الغربية او الاسلامية وقال ان التغيير اصبح حتميا لجهة تلبية مطلوبات البناء الاجتماعي ومحاربة العطالة والفقر والاعتراف بالقوى الجديدة واعادة البناء الفكري والاعلامي الذي يمكِّن من التعايش السلمي ضمن منظومة الاختلاف. واضاف هنالك سلاح جديد يمكن ان نسميه اسلحة عمار شامل الى جانب وسائل التواصل الجديدة التي تسهل التنسيق والحركة بعد ان اصبح التحرك الشعبي الواسع درعا بشريا والاعلام الفاضح للعنف درعا معنويا والتدخل الخارجي بالمواثيق درعا خارجيا. ودعا القوى المطالبة باحداث التغيير الى ضرورة قراءة الكتابة على الحائط لازالة اسباب المواجهات. وقال نجدد دعوتنا من هذا المنبر للقيادة الليبية لقبول قرار مجلس الامن 1973 مطالبا مجلس الامن لعقد اجتماع لاقرار وقف اطلاق النار تمهيدا لترتيب وضع انتقالي لتطبيق الديمقراطية في ليبيا كأفضل الخيارات المتاحة. وقال فيما يتعلق بالسودان فان ظروفه تشابه تلك الدول في الاحتقان السياسي والاجتماعي واستشراء الفساد الذي لم يعد يحتاج لدرس عصر بعد ان تحول الاقتصاد الى اقتصاد خصوصي مبديا تحفظات حول مواجهة النظام في الوقت الحالي خشية من اجندات خطيرة تحاصر الوطن. وقال نعكف على اعداد خطة استبقاية نسعى لان نحقق بها التطلعات السياسية واذا لم تنجح ليس لدينا خيار اخر لان (الطَّبلة) (اما نفتحها او نفلسها) وقال ان العالم العربي بات يشهد نشأة حركات تتطلع للاستقلال الثاني من الاحتلال الداخلي بعد ان اصبحت بعض البلدان تطبق قوانين مجحفة اكثر من اسرائيل لدرجة دفعت بالشاعر الفلسطيني الكبير للقول ان كل الارض العربية محتلة الا الارض المحتلة وجسد كثير من المبدعين الظلم والاستبداد كان اخرها رواية اجنحة الفراش التي تخيلت كل ما حدث في مصر وقد حدث بالفعل. واضاف منذ عام 2008م اطلقنا نداء البحر الميت وحذرنا من خطورة هذا الاحتقان وطالبنا بالحوار حتى لا تحدث انفجارات ولكننا لم نجد استجابة الى ان وصل الامر الى اشتعال قداحة محمد البوعزيزي التي اشعلت تونس وتفجر قضية خالد سعد بالاسكندرية بمصر الذي اغتالته الشرطة وكان سببا لاشعال نار الثورة في مصر عندما دعا الشباب الى اعتصام 25 يناير تزامنا مع اعياد الشرطة، وبسبب استخفاف الاجهزة التي لم تراقب الغليان منذ عام 2009 – 2010 في الشارع المصري لانهم اعتمدوا على الشرعية القديمة القائمة على طاعة المتغلب متناسية ان هنالك مفهوما جديدا للشرعية. واعلن المهدي عن استمرار المشروع التعبوي لجمع مئات الآلاف من الجماهير تمهيدا لانفتاح معارضة مدنية سياسية عريضة باستخدام الوسائل الجديدة المبتكرة مثل هواتف نقالة والبريد الالكتروني وغيرها من الآليات التي لا تدركها اجهزة القمع. وقال لابد ان من تكوين شبكة شعبية ديمقراطية عابرة للحدود في كل المنطقة. واضاف ان القوى الخشنة لدى الحكومات الدكتاتورية اصبحت مشلولة. وقال ان البعض في البحرين فيه تحرك بروحين روح مطالبة بالحقوق الديمقراطية وروح تتعلق بمسألة المواطنة، واضاف ان هنالك تظلما سنيا في مناطق شيعية وتظلما شيعيا في مناطق سنية لذلك لابد من الاتفاق بين المسلمين مادمنا نؤمن بالتوحيد والنبوة واركان الاسلام الخمسة ويجب ترك النقطة الخلافية التي يطرحها الشيعة باعتبار ان الامامة ركن من اركان الاسلام. وقال الاستاذ نبيل اؤمن على الرؤية الشاملة التي قدمها الامام مطالبا الحكومة باحترام حقوق الانسان السياسية والاجتماعية والاقتصادية، واضاف نحذر من تحول الاستبداد الى ايدلوجية عندما تعتمد الحكومة على الاجهزة الامنية وليس الجماهير كلما طالت مدة النظام، داعيا الى ضرورة التداول السلمي للسلطة. وقال د. شيخ الدين شدو ان التجارب العالمية اثبتت ان النظم الاستبدادية آيلة الى الانهيار مهما طال عهدها وخير مثال على ذلك الاتحاد السوفيتي الذي انهار بعد 70 سنة من هيمنة الحزب الشيوعي، وهذا ما حدث للانظمة في العالم العربي التي لم يصدق حكامها ان حفنة اولاد يمكن ان يغيروا نظاما مثل نظام حسني مبارك او زين العابدين بن علي، واضاف ان الجلوس في كرسي الحكم اكثر من عشر سنوات يؤدي الى الاستبداد والفساد. وقال الاستاذ على السيد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي ان الثورات التي هبت في الوطن العربي ان للغرب وامريكا اياد فيها، واضاف ان الشعوب تحاول ان تقلد بعضها لكن ان ذلك ما بشرتنا به اطروحة الفوضى الخلاقة. وقال ان احوال السودان مماثلة تماما لاحوال تلك الدول ولكننا مازلنا نلتزم بالحوار مع النظام القائم حتى يوم 9/7 اذا لم تُجرَ اصلاحات سوف نثور عليه لاننا نأخذ في الاعتبار الاوضاع في ابيي وجنوب كردفان ودارفور باعتبارها قنابل موقوتة لذلك نعطيهم فرصة للحوار، واضاف قادرون على تحريك الشارع متى ما شئنا. وقال الاستاذ كمال عمر المحامي القيادي في حزب المؤتمر الشعبي ان احوال السودان اسوأ بكثير من تلك الدول التي حدثت فيها ثورات لذلك لم يعد لدينا استعداد حتى للحوار بعد ان تجاوزت اجهزتهم في القمع والتنكيل، واضاف نعتبر ان هذا المنبر فرصة للحوار فليأتوا لطرح رؤاهم بعد ان فوتوا فرصة الانتخابات الاخيرة التي لو سمحوا لنا بالمشاركة لتحملنا معهم المسؤولية التاريخية لانفصال الجنوب لكنهم زوروها باستبدال الصناديق علي حد قوله، لذلك آن الاوان للمحاسبة. وقال الاستاذ وجدي صالح المحامي القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي ان الاقتصاد الخصوصي احسن توصيف لما آل إليه حال الاقتصاد السوداني بعد استشراء الفساد، واضاف ان محاربة الفساد لا تتم بالمناشدة التي وجهها وزير العدل للنيابات لانه يحارب بتوفر الارادة السياسية وقال القاعدة الشائعة ان الاتهام يتم بتقديم الادلة ولكن في حالة الفساد يجب ان يفتش المفسد من اين مصدر ماله وفق قاعدة من اين لك هذا؟ وقال ان للثورة شروط موضوعية وذاتية يجب توافرها لحظتها يمكن ان تتجاوز الجماهير الاحزاب التي تفقد تأثيرها على المسرح. وقال الاستاذ ابشر رفاي ان البشرية نعت قيم العدالة الانسانية عندما تنظر الى ما آل إليه الحال اليوم خاصة بعد ان تم تصنيف الناس على اساس شعب الله المختار وشعب الله الخيار وشعب الله المحتار حتى تم تجاهل جدلية النزع والتنازع وهذا ما حدث في البلدان العربية من ظلم وعسف ودعا الى ضرورة مراعاة التنوع في السودان. (تنشر حلقات المنبر ابتداء من الغد).