|
|
 رداً على مقال د.عبدالمنعم عبدالباقي حول اضراب الاطباء السابق..بقلم د.بندر نوري
|
حول اضراب الاطباء
برغم ما في منهج الاخ الكاتب د. عبد المنعم عبد الباقي من انحياز واضح الا ان مقاله يستحق مني كل الشكر والثناء علي محاولته تقييم إضراب الأطباء ومناقشة وتحليل الاحداث بشكل علمي , الا ان وعيه الايديولوجي طغي علي تقييمه وادى الي قلب مجريات التحليل راسا علي عقب للوصول الي نتائج معدة سلفا ولم ياتي بجديد.
و سوف أبدا أولاً من حيث انتهى لأهمية الترتيب في عرض الأفكار, فالسبب الأول لانفجار قضية الاطباء هو طبيعة النظام الحاكم وهي الطبيعة العسكرية الامنية التي تعتمد في وجودها علي اجهزة نظامية من شرطة وامن وغيرها من الاجهزة والطبيعي ازاء ذلك ان تصرف 70% من الميزانية علي هذه الاجهزة و2.9% علي الصحة وحتي هذه النسبة الضئيلة تصرف صرفا بذخيا علي حوافز وعربات العاملين
في الوزارة وفي احسن الاحوال على مباني وسيراميك الوزارة,عليه من الطبيعي
أن تظهر لجنة للأطباء مهما كان اسمها في ظل وجود الظروف الموضوعية والذاتية الناتجة عن توجه الوزارة ، واولوياتها في الصرف مما ادي الي وجود مظالم كبيرة ادت بطبيعة الحال الى وجود لجنة اطباء السودان بشكلها الحالي دفاعا عن المريض والطبيب وتحسينا لبيئة العمل.
وبالرغم من الصرف الضئيل والغير موجه بالشكل المطلوب الا ان الوزارة تتعامل
مع هذا القطاع الخدمي بشكل ربحي , تريد ان تجني منه الارباح الطائلة وذلك
من خلال استخدام الاطباء كسخرة، لا يقولن قائل أن السخرة غير موجودة في السودان فماذا نسمي فئة مهنية تعمل ساعات عمل غير محددة؟ إن الأطباء هم الفئة الوحيدة
التي ليست لها ساعات عمل محددة ويمكن استدعائهم للعمل في اي وقت دون مقابل ، بالاضافة الي هذا ظهور علاقات انتاج او علاقات عمل اقل ما يقال عنها انها علاقات سخرة وهي ما يسمي
(attach)وهي علاقة عمل يقوم فيها الطبيب بكل التزامته مقابل حافز يكون 200 جنيه أو أقل في الشهر في حين أن المستشفيات بها حوجة ماسة للاطباء
ويوجد الاف الاطباء عاطلين عن العمل , لذلك تجد الأطباء يضطرون للعمل في ظل هذه الشروط المجحفة لان المستشفيات الحكومية فقط تتوفر فيها عملية التدريب
اي العمل تحت اشراف اخصائي ولانه ايضا يخشي ان ينسي مهارات المهنة من العطالة الطويلة . إلا إنني أري أن الحل يكمن في توحد الاطباء ورفضهم لهذه الشروط المجحفة للعمل حتي تضطر الوزارة لسد العجز من خلال التوظيف , لأن الوزارة المستفيدة تحاول الإبقاء علي هذه الحالة لانها توفر لها ايدي عاملة في غاية في الرخص
( علاقة السخرة) كما سميتها , بالاضافة الي امكانية تصدير هذا الجيش من احتياطي الاطباء للخارج والتمتع بمكاسب السمسرة وايضا مد القطاع الخاص واستثمارات الجيش والامن بايدي عاملة رخيصة .
ثانيا: ما جاء به الكاتب(حسب فهمه) ان الاطباء تقدموا بمطالبهم الذاتية لتحسين وضعهم وحاول ان يجمل الموضوع، وأضاف ما يمكن أن يؤدي إليه تحسين وضعهم من تجويد الخدمات الصحية المقدمة لكن الكاتب اغفل إما عمداً أو سهواً (في الحالتين المصيبة اعظم) أن مذكرة التحسين حوت انحيازاً تاماً لصالح جماهير شعبنا ولصالح المريض السوداني بتبنيها مجانية العلاج بكل وضوح من توفير الادوية المنقذة للحياة مجانا في صيدليات الطوارئ وتحسين بيئة العمل , الا ان الالة الاعلامية والايدولوجية للدولة
( من خلال كتابات امثال الهندي وغيرهم ) عكست اضراب الاطباء كانه اضراب
من اجل مصالحهم الذاتية وان المواطن لن يستفيد من ذلك شيئا .
ثالثا: تحدث الكاتب عن قانونية الاضراب وقام بتعضيد رأيه بان إضراب الأطباء عمل غير قانوني حتي في الكثير من الدول الاوربية. علما انه في كثير من الدول الاوروبية عندما يتم الاعلان عن اضراب اطباء يتم تلبية مطالبهم قبل ان يرتد اليهم طرفهم على عكس مايحدث هنا ،حيث تم التلويح بالاضراب قبل اشهر عديدة من تنفيذه ،فماذا حدث؟
تم محاربة الاطباء والاعتداء عليهم وطردهم من المستشفيات والاستراحات مما ادى
الى تصعيد للموقف ،اضطر الاطباء بعده الى اعلان اضرابهم عن العمل عدا الحوادث،
فماذا حدث؟
تم الاعتداء عليهم في الحوادث واعتقال قيادات اللجنة مما ادى الى الاضراب الشهير.
اما الحديث عن عدم شرعية اللجنة وعدم قانونيتها من قبل الكاتب الذي يدعي الحيادية فردي عليه انها شرعية بالقضايا الحقيقية التي طرحتها والتفاف الاف الاطباء
من مختلف الفئات رغم محاولة الوزارة والكاتب وصفها بانها لجنة النواب.
في الختام اؤكد بان ثقتنا في لجنة اطباء السودان لاحد لها وهي باقية ما بقيت القضايا الحقيقية ما بقي الظلم الاجتماعي المسلط علي رقابهم وهي الممثل الشرعي والوحيد لنا كأطباء،ولا مجال للمساومة في تنفيذ مذكرة التحسين.
د.بندر نوري
|
|
 
|
|
|
|
معاذ الهادي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست