|
القذافي قد يقضي على الانتفاضة بينما العالم مشغول بكيفية الرد عليه
|
قال سكان إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي شنت هجوما على بلدة زوارة التي تسيطر عليها
المعارضة المسلحة في غربي ليبيا أمس. وأشار طارق عبد الله وهو أحد السكان إلى أنهم ''يتقدمون
من الجانب الشرقي ويحاولون الدخول من الغرب والجنوب. إنهم على بعد كيلومتر من وسط البلدة''.
وزوارة بلدة ساحلية تطل على البحر المتوسط ويقطنها 40 ألف نسمة على بعد نحو 120 كيلومترا
غربي العاصمة طرابلس.
من جهة أخرى، تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للمحتجين في شرق ليبيا بفرض حظر جوي
مما سيساعدهم على صد الهجمات المضادة من جانب القوات الحكومية.
وبينما يمضي العالم الوقت في التشاور لتجهيز رد على القمع الدموي لاحتجاجات شعبية في ليبيا,
قد يقضي الزعيم الليبي معمر القذافي على الانتفاضة برمتها. ويبدو أن تقدم قوات القذافي المسلحة بشكل
أفضل لا تعبأ كثيرا بحياة المدنيين أثناء محاولتها استعادة السيطرة على معاقل المناهضين لحكمه وهي تتقدم
بوتيرة تفوق بطء المبادرات التي تقدم على استحياء ويناقشها زعماء أوروبا والولايات المتحدة والعرب.
ورحبت فرنسا التي تقود جهود دعم المعارضة المسلحة الليبية بدعوة جامعة الدول العربية للأمم المتحدة لفرض حظر
جوي على ليبيا لحماية الانتفاضة. لكن جهات أخرى مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل ألمانيا ما زالت حذرة للغاية
بشأن التدخل العسكري. ورغم تسارع الأحداث على الأرض في ليبيا فإن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يحدد ميعادا للاجتماع حتى الآن.
وقال سعد جبار وهو محام وخبير في الشؤون الليبية يعيش في لندن إن المجتمع الدولي يمشي بخطى
متثاقلة وإن الوتيرة الدبلوماسية بطيئة للغاية وإن هناك حاجة عاجلة إلى العمل بسرعة قبل أن تقضي قوات القذافي على المعارضين.
وقال جيف بورتر وهو استشاري في المخاطر السياسية يعيش في الولايات المتحدة ومتخصص في شؤون شمال إفريقيا ''يجب
على المجتمع الدولي العمل الآن.. ليس فقط لحماية بنغازي من مجزرة لكن بسبب ما يعنيه السماح ببقاء القذافي زعيما لليبيا بالنسبة لباقي العالم''.
وبعد الإطاحة السلمية نسبيا والسريعة بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك فإن فوضى المواقف الغربية
حول ليبيا قد تقنع حكاما شموليين آخرين يواجهون اضطرابات من اليمن إلى البحرين بأن العنف هو العلاج الأفضل للانتفاضة.
وقال فيليب روبينز, وهو أستاذ في جامعة أوكسفورد ''مخاطر التورط في ليبيا أكثر من دول أخرى مثل البوسنة لأن هناك شعورا
بأن حرب العراق كانت سيئة وغير شرعية وغير عقلانية .. إنها محنة كبيرة للشعب الليبي لأنه كلما برزت حالة جديدة يتم قياسها على الحالة السابقة لها''.
|
|
|
|
|
|