|
Re: مدير تحرير الرأي العام يدعو المؤتمر الوطني لمكافأة الشعب لأنه حرر شهادة وفاة للاحزاب المعار (Re: الامين محمد علي)
|
المقال كاملاً: http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=911&id=73696
لا أظن أن الشعب السوداني سيمد يده لأحد باحثاً عن مكافأة على مواقف اتخذها تجاه أي من القوى السياسية سواء كانت حكومة أو معارضة، فهو شعب تحسب أفراده (أغنياء من التعفف) ليس (شعب كل حكومة) ولا أظن أن من بينه من يعرض ثوابته فى سوق المزايدات أو يؤجر قناعاته (حسب الطلب) باحثاً عن مقابل لقناعات تبناها أو موقف اتخذه. ظل هذا الشعب السوداني (الفضل) - على حد ما يقول الفاتح جبرا - قابضاً على جمر المعاناة دون أن (يتململ) وبإمكان كل فرد منه أن يعرض (صقرية) و(يبرجز) على أنغام الأغنية التى تقول: (البشيل فوق الدبر ما بميل قدل شيخي)، فكل سوداني يحتاج إلى أوسمة الصمود وأنواط الجدارة من الدرجة الأولى لأن ملامح (السود الأسود) مسكونة بصبر جميل على إبتلاءات السياسة التي أخضعت ضمير (محمد أحمد) إلى إمتحانات وإبتلاءات تجاوزها بتقدير ممتاز لأنه يرى أن (العزة الباقية فينا) أكبر من مزادات الإغراء، وأن السودان الذى يرجوه مزدحماً بالسنابل والكبرياء يحتاج إلى التضحية وإجتياز التحديات الكبيرة. الحكومة تحتاج لإرجاع البصر كرتين فى علاقتها مع شعب منحها الأفضلية على سائر القوى السياسية حينما قرر مقاطعة (موجة) المسيرات التى تنتظم العالم العربي.. وجعل رصيد المعارضة من مسيرة أبو جنزير (كرتونة) مكتوب عليها عبارة (حضرنا ولم نجدكم) ، موثقة - بالفحم او بالقلم - أو غير مكتوبة - لا يهم طالما كان المعني حاضراً فى فراغ الميدان، وفى تفاصيل المشهد الذى يؤكد أن الشعب السوداني يعرف مصلحته جيداً. بعض قيادات المؤتمر الوطني لم يكونوا موفقين حينما ركزوا فى قصة أبو جنزير على (ضعف المعارضة) ونسوا أو تناسوا أن على المؤتمر الوطني أن يكافئ هذا الشعب لا على إنحيازه للوطني، ولكن على عقلانيته التى أثلجت صدر الحاكمين وحررت شهادة وفاة إلى القوى السياسية المعارضة، ومن المهم أن يحاول المؤتمر الوطني إعادة النظر فى علاقته مع الشارع بطريقة تنحاز إلى هموم الناس وإلى أحلام البسطاء، لأن الوعي الجماهيري الذى عصم السودان من (موجة) التخريب فى العالم العربي كان بطلها هذا الشعب المعلم الذى لم يجعل الأجهزة الأمنية مضطرة لرفع بندقية واحدة. على المؤتمر الوطني أن يقترب من الجماهير أكثر وأن ينحاز إلى أحلامها وطموحاتها فى وطن خال من الفساد والمحسوبية، وطن يراعي حقوق المواطنة ويوقر أشواق مواطنيه فى الرفاه والإستقرار والتنمية، وطن لا يشكو من غول الأسعار ولا جشع التجار، وطن يجد فيه كل مواطن حقه فى التعليم والعلاج والمياه النقية وخدمات الكهرباء ويجد فيه كل عاطل فرصة للعمل. لو كنت مكان المؤتمر الوطني لكافأت هذا الشعب على صبره بمراقبة الأسعار، مراقبة الأسواق ودعم السلع والخدمات الأساسية مهما كلف الأمر، لوكنت مكانه لراجعت الرسوم والضرائب، ونقحت القوانين وراجعت الممارسات التى يشكو منها الناس.. لو كنت مكانكم لكافأت هذا الشعب على صبره ووعيه وعظمته.
| |

|
|
|
|
|
|
|