خمسون عاماً هو عمر الحرب بين شما ل وجنوب السودان . حرب ٌ ورثتها ثورة الإنقاذ بكل صلفها – الحرب- وتضاريسه االجغرافية وسطحها غير ألمستو ٍ . فكان نصيب الإنقاذ فيها ثمانية أعوام حسوما . حتي وضعت الحرب أوزارها بتوقيع اتفاقية السلام الشامل في العام 2005. إتفاقية نيفاشا حسمت الجدل حول الهوية والمواطنة والإستفتاء حول تقرير المصير .. وحدة ٌ أوِ انفصال . ولتحقيق هذه الغايات المريرة التي إضطر إليها الجانبان لتوفير دماء أبناءهم ، ضحت الإنقاذ وتنازلت عن كثير مما كانت الحركة الشعبية تعتبر عدم التنازل عنه سيعيد البلاد الي ذات الحر ب . ولكي يتسنى للدكتور جون قرنق عليه الرحمة ، لكي يتسني له حتي يمسك قلمه ليس بذي عوجٍ ليوقع علي برتوكولات ولوائح نيفاشا ، كان لابد من التنازل الكبير عن ولاية غرب كردفان لتتسع بذلك خارطة ُ أبيي التي كانت تسكن العقل الباطن للدكتور قرنق وتقبع خلف سطور ونصوص الاتفاقية ليحفظ بها أي أبيي وحركته ، جوكرا ً في نهاية اللعبة . وقد كان !. لم تكتفي الإتفاقية بذلك بل عملت علي تسريح قوات الدفاع الشعبي وعدم دمجهم . سيما أولئك الذين نصروا وانتصروا للقائد العسكري الإنقاذي الجنيد حسن الأحمر وقطاراته من بابنوسه إلي واو ، من لدن الشهيد عيسي بشاره إلي يومنا هذا الذي يتهاوي فيه أبناء المسيرية صرعي بنيران الحركة الشعبية .. بعد أن كانوا يتهاوون فوق قتلي الجيش الشعبي قبيل الإنقاذ. ولعل المؤسف هنا ، هو أن الأحداث الأخيرة والمواجهات المسلحة بين أبناء المسيرية وجيش الحركة الشعبية المنظم ،هو نتاج طبيعي لعملية المكر والدهاء لتي يقوم بها أفراد ٌ محسوبين علي المسرحين من مجاهدي الدفاع الشعبي بالمنطقة ، لاسيما مجاهدي المسيرية من أبناء المجلد وضواحيها .. هؤلاء المقاتلون القدامى يئسوا من لحرب كما يئس الكفار من أهل القبور ! . ولكنهم مافتئوا يعملون علي تحريك نيران الفتنه بين الرعاة الذين هم وبحكم الواقع أحوج مايكونون إلي التعاون مع الجنوبيين وجيش الحركة الشعبية .. فهم وحدهم من سترعي أبقارهم لتصل إلي أبعد من بحر العرب .. بل ويوغلون أكثر من 45 كيلومتر جنوب الجرف . ولكن كيف لهم ذلك الآن ؟ وانفصال الجنوب وتمسك الدينكا بحدود ( لاهاي) في أبيي التي أعطتهم أحقية الأرض والماء والعشب . الرعاة لايريدون قتالا ً .. ومسرحو ومجندو الدفاع الشعبي ممن لايملكون بقرة ً واحدة ً .. يدفعون الناس إلي أتون الحرب. أن هؤلاء الناس يعملون علي عرقلة خطط مولانا أحمد محمد هارون والي ولاية جنوب كردفان ..وكذا المناضل والمجاهد الفذ الصادق مريده كساعد أيمن لاخيه هارون .. فالسيد مريده عرفناه مجاهداً جسورا ً يعمل ومجموعته المنتقين من خيرة أبناء لمنطقه ليل نهار لتأمين المسارات وحقن دماء الناس حتي لايخربون بيوتهم بأيديهم .ولعل هذ ما أهله لتولي منصباً دستوري رفيع .. بيد أن هذا المنصب لم ينسي السيد مريده من العمل وسط عشيرته ومواطنيه في جنوب كردفان بصورة عامه . ولعل الأموال التي أرسلها الدكتور الخلوق حسين حمدي القائم علي صندوق تنمية المنطقة الغربية لولاية جنوب كردفان ،لمواساة ألجرحي وهي بادرة ٌ ومبادرة كبري لمعالجة وتطبيب مرضي في مستشفي مثل مستشفي المجلد ، تعبر هي الأخرى عن وعي الرجل الكبير بأوجه صرف هذه الأموال بجانب عمليات التنمية ألكبري والتحول الاجتماعي الذي يقوم به صندوق حمدي برعاية السيد هارون وكذا هيئة صلوحه التي نأمل ونناشد السيد وزير المالية أن يفك عنها حال الحداد المالي .. فالهيئة قد أكملت عدتها ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة