|
|
 رجالة الشيوعيين..عمود بكري المدني -صحيفة الحرة
|
الطريق الثالث – بكري المدني
رجالة الشيوعيين!!
• كالكثيرين قرأت كثيرا في ادبيات الحزب الشيوعي ووقفت من خلال دراستي للفلسفة علي النظرية الماركسية ووجدتها – من وجهة نظري – نظرية طوباوية جدا وانزالها علي ارض الواقع مستحيل واعتقد علي ذلك ان الرفيق الأول كارل ماركس كان رجلا حالما جدا ولم يدرك طبيعية النفس البشرية القائمة علي حب التملك والتميز والقائمة ايضا علي الإتكال واكل مجهود الناس وفي حال طبقنا ههنا نظرية الشيوع والمساواة المطلقة فان النتيجة الحتمية ستكون هي هبوط الهمم والتقاعس مادام ان الجميع سيكونون سواسية في النهاية – هذا في الجانب الإقتصادي اما في الفكري والمتعلق بالإيمان فلدي اعتقاد جازم ان ماركس نفسه لم يستطع التحرر من عقيدته في الله وعبوديته له – وهذي قصة اخري – وربما فاتني الكثير من الفهم وعموما فإن الطرح الماركسي اكبر مني ومن هذي المساحة ولكني اردت ان اقول شيئا امهد به لموضوع ذا صلة بالفكرة الشيوعية ويتمثل في اعجابي بثبات الشيوعيون علي مواقفهم وعلي غير اصحاب الإنتماءات الإيدولوجية الأخري فالشاهد ان الزملاء والزميلات – لا سيما في السودان- كانوا دائما القلة التي لا تهزم روحها الكثرة ولهم جراءة في مواجهة الخصوم تنعدم كلية عند الطائفيين وتزيد درجات علي مثيلتها في الأحزاب الإيدولوجية الأخري وذلك منذ فجر اليسار السياسي والي ليلهم الحاضر والأدلة كثيرة وهم قوم اشتهروا بالمعارضة والخروج علي الأنظمة الحاكمة وليس ادل علي ذلك لما انقلبوا علي النميري او انقلب هو عليهم – لا فرق – كيف ثبتوا في المقاومة وقادوا انقلابا عسكريا مذهلا منتصف النهار بقيادة الرائد هاشم العطاء وواجهوا محاكمات الشجرة بجلد وصبر مالهما من مثيلين وكذلك لما جاءت الإنقاذ وكانوا اعداءها بالدرجة الأولي او هي عدوة لهم بذات الدرجة – لا فرق ايضا – كانوا من اكثر الاحزاب المعارضة شراسة وثباتا علي عكس الاحزاب الطائفية الأخري والتي (قدت ) آذاننا بالضجيج ولكن طحينها في المقابل ما كان ابدا يملأ كفة اليد الواحدة المقبوضة!
• والدليل الطازج علي رجالة الشيوعيين اليوم هو عدم تنصلهم بالأمس من المسيرة التي تواضعت عليها قوي ما يسمي بالإجماع الوطني والتي غابت قواعدها عن الجمع بالإجماع وتخلفت قياداتها بالجبن والعذر الأقبح من الذنب بينما سجلت القيادات الشيوعية حضورا ظاهرا وعلي مستوي الرجل الكبير في السن والمواقف سكرتير الحزب الشيوعي الأستاذ محمد ابراهيم نقد ومن معه من قيادات الصف الأول في الحزب والذين دفعوا ضريبة الخروج الذي لم تسمح به السلطات ولكنهم ضربوا المثل في الرجالة التي غابت عن اصحاب العباءات والقفاطين (المقفطنة) والأحاديث المطولة عن الثورة والمسيرة والزنقة – زنقة !
• ان الإنسان الصحيح يحترم في خصمه الشجاعة وان اختلف معه في الفكرة والوسائل ولو كنت من قوي السلطة التي تختلف مع الشيوعيين فيما ذهبوا اليه امس من تظاهر لأكرمت رجالة رجالهم ورجالة نسائهم علي الحد السواء ولحملتهم من بعد التحفظ عليهم مكرمين الي ديارهم فالبلد تحتاج الي شجعان واصحاب موافق وان اختلفت الأفكار والرؤي وحري بالسلطة الحاكمة ان تفتح حوارا مباشرا وصريحا مع الشيوعيين وان تصل معهم الي تسويات وترضيات فيما مضي من تجاوزات وان تصل معهم الي اتفاق سياسي وذلك لأسباب كثيرة منها الأول ما يختص بالإكرام وهذا من شيمنا كسودانيين والذين كانا في التاريخهم نحي الخصم الشجاع حتي بعد قتله وذلك بتحيته واكرام سيرته والثاني لأن الشيوعيون اصحاب مبادئ ولديهم رؤئ واضحة ويمكن ادارة حوار بناء معهم ولصالح الوطن الكبير والأخير وليس الآخر هو ان الشيوعيين اكثر من غيرهم القادرون علي احداث الحراك السياسي -السالب او الموجب -وهذي الطاقة الحيوية تحتاجها بلادنا وتحتاج الي توظيفها في خانة الموجب وما علي الرجال الشجعان والنساء الشجاعات علي اليمين وعلي اليسار الا قول كفي والبحث عن طريق ثالث والكرة في ملعب اليمين وعليه ان يكف عن الأنانية وان يرمي بها الي ملعب اليسار والكورة اقوان كما يقولون !
• انني اتطلع الي مبادرة يطلقها شباب الإسلاميين تجاه شباب الشيوعيين لطئ صفحات الخلاف التي تطاولت ولمسابقة الزمن والخروج بالسودان في هذا الوقت العصيب مما قد ينقاد له ويتأثر به من ثورات شعبية مجاورة قضي بعضها علي اخضر تلك البلدان ويزحف الآن علي يابسها – اتطلع الي هكذا مبادرة تجعل امكنة لقاء الشيوعيين بالإسلاميين هي قاعات الحوار وليس سوح التظاهراو الاقتتال – اتطلع الي ذلك واعلم كم انا حالم!ولكنها كلمة تخرج من هنا ورد يأتي من هناك وكفي الله السودانيين شر القتال !
|
|
 
|
|
|
|
محمد قور حامد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست