الطاهر ساتى أترك ربيع عبدالعاطى فهو خير مثال

Quote: ليس تعقيبا .. بل تعليم ..!! الإثنين, 07 آذار/مارس 2011 19:30 ** زمن القارئ أغلى من أن نهدره في التهاتر يا ربيع عبد العاطي، الخبير الوطني والمستشار بوزارة إعلام الدولة ..وكذلك التزمت لمن يقرأني بألا يجد هنا إلا ما يشغل ذهنه ويؤرق خاطره، أي إحدى قضاياه وليس الإسفاف ومشتقاته.. ولذلك، أستميحك عذرا في التعقيب على زاويتك المشاترة تلك - التي كتبتها تحت عنوان: صحافيون وأقلام الاستبداد، الطاهر ساتي مثالا- بتعقيب يفيدك أولا، ثم يذكر القارئ الذي أحسبه أعلم مني ومنك بقضاياه العامة.. أي،هو تعقيب قد ينفع الناس جميعا، وهذا عمل مرهق وأحسبه قضاء وقدر، لأن محتوى أسطرك لم يكن نافعا لأحد، حتى أنت لو اطلعت على أسطرك تلك - بوعي - لن تخرج منها بما يفيدك .. يلا، أجلس أمام التعقيب لتتعلم أشياء كثيرة، منها كيفية مخاطبة الرأي العام .! ** أراك بدأت في تعريف القارئ بزاويتك بعبارة: (هذه المساحة فضلت أن تكون نارا على أدعياء الباطل)..للأسف لم تحسن التعريف، حيث هناك فرق بين الداعي الذي جمعه دعاة والمدعي الذي جمعه أدعياء، فأنت حين تقول: فلان يدعي الكرم، فهذا يعني أنه - في جوهره - بخيل، ولكنه يتظاهر بالكرم لسبب ما، ربما للرياء.. أما حين تقول: فلان من دعاة الفضيلة، فهذا يعني إقرارك بأن ظاهره يطابق باطنه.. وعليه، كان عليك تعريف زاويتك ب: (هذه المساحة عبارة فضلت أن تكون نارا على دعاة الباطل).. إذ ليس من العقل أن تصف البعض بأنهم أدعياء الباطل، أي أخيار ولكنهم لسبب ما يدعون الباطل، رغم علمك بأن مدعي الباطل يجب ألا يحسب مع الأخيار..راجع كتاب عصمة الأنبياء، للإمام فخر الدين الرازي، (بيفيدك كتير في الحتة دي)،على قول مذيعات برامج المنوعات .! ** كما لم تحسن البداية، لم تحسن الخاتمة أيضا، ولكن نؤجل تصحيحها لحين الانتهاء من تفكيك محتوى الأسطر.. لا أدري لماذا تباهيت بإتقانك للإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات العالمية، رغم أن هذا لم يكن محور حديثي .. أي لم أتحدث عن الأخطاء اللغوية التي تصاحب تحليلاتك السياسية في الفضائيات، ولم أنتبه لتلك الأخطاء ولم أرصدها، لأنها ليست ذات جدوى لمن يبحث عن محتوى الحديث..فقط، قلت - ولازلت - بأنك لاتتقن التحليل السياسي، ولازلت في محطة يونس محمود الذي كان يسمي حديثه ذاك بالحديث السياسي، ولم يكن سياسيا ولا هم يحزنون، بل كان محض حديث للتعبئة، وأقرب إلى التهريج، ولقد تجاوزه وعي الناس، ولكنك لم تتجاوز ذاك النوع من الحديث في الفضائيات التى تستضيفك بصفة: المحلل السياسي..لقد وثقت لك نموذجا عندما استضافتك الجزيرة لتحلل خطاب الرئيس بالقضارف، إذ قلت نصا (لن نتزحزح قيد أنملة عن ثوابتنا)، فأدهشت المذيعة ثم أحرجتنا و(شرطا عينا).. إذ تلك جملة قد تليق بالساسة في خطبهم الحماسية التى تخاطب الحشود المحلية، ولكنها لاتليق - إطلاقا - بالمحلل السياسي الذي يخاطب الرأي العام العالمي والإقليمي..ولذلك- لذاك النموذج وغيره كثر- نصحتك بأن تخاطب عقل الرأي العام بشيء من التقدير وليس التهريج ..أي لغاتك لاتهمني كثيرا، فهي محض وسيلة للمعرفة والتواصل.. وإن لم تتقن تلك المعرفة وسر التواصل، فلا جدوى للغاتك ولوكانت بعدد اللغات التى أتقنها سيدنا سليمان عليه السلام ..هل تعرف عدد اللغات التي كان يتقنها؟ (ولا أرجعك لمرجع ؟) ..!! ** وأراك أشدت بتقوى وزهد وعلم البروف الزبير بشير طه والبروف أحمد علي الإمام، ثم هاجمتني بمظان الدفاع عنهما.. ماهكذا الدفاع يا خبير يا وطني، ولكي تحسن الدفاع بشكل جيد كان عليك بأن تفند أسطر الزاوية التي تناولت قضايا عامة ذات صلة بالبروفين .. إحداها عسكت واقعة فساد وقعت بجامعة الخرطوم، ولن أسترسل، فند للقراء هذه الواقعة وانفها بالوثائق، إن استطعت إلى ذلك سبيلا، وهكذا تكون دافعت عن البروف الزبير.. وأخرى كانت زاوية رأي، قلت فيها أن منصب مستشار التأصيل منصب هلامي ولاجدوى له، حيث بالدولة وزارة للدعوة والإرشاد وكذلك هيئة مختصة بالفتاوى، فلماذا مستشار للتأصيل؟ إن لم يكن منصبا مراد به إرضاء الإمام وليس المصلحة العامة..هكذا قلت ولازلت، كان عليك أن تناقشني فى قولي فقط، دون الزج باسم الإمام، ولكن هدفك لم يكن الحوار في قضية عامة، بل الدفاع عن شخص..ولذلك، أطلبك للمرة الثانية بأن تتقن كيفية مخاطبة الرأي العام بقضاياه وليس بقضية الإمام وغيره .. أما تحديك بمناظرتي بالإنجليزية والفرنسية وغيرها في الفضائية، لم أفهم معنى هذا التحدي وجدواه ثم (أناظرك في شنو؟).. في علم الفلك مثلا، ولا في مكونات الذرة ؟.. بمعنى لم تحدد موضوع المناظرة، ولذلك أحيلك إلى أرشيف الزاوية لتختار ما تشاء من القضايا - فساد أوغيره - ثم اطرحه موضوعا للنقاش .. أها شن قولك ؟.. وبالمناسبة، لماذا لاتحدث القارئ عن معنى الخبير الوطني ومزاياه وامتيازاته وجدواه في حياة الناس ؟.. في تقديري، هذا أمر يهم الناس، ويصلح بأن يكون محور نقاش .. ولا كيف ؟ ** وأخيرا، أراك ختمت زاويتك بالنص الآتي (وأخيراً أقول بأنني لا أكر ممن يفر ولا أفر ممن يكر)..وللأسف غير صحيح، لالغة ولامعنى .. فالصحيح هو ( لا أكر على من يفر و لا أفر ممن يكر) ..هذا يكفي يا مستشار وزارة إعلام الدولة السودانية، فالوقت للقراء وقضاياهم وليس لتدريس المستشارين..وماكان هذا الدرس إلا لإصلاح حال وزارة الإعلام التي سيادتك مستشارها..!!