|
بالغت يا “مولاهم” - بقلم كمال كرار
|
Wednesday, March 2nd, 2011
أطلع وزير العدل “السوداني” مجلس حقوق الإنسان “العالمي” في دورته الـ16 بسويسرا عن تعزيز وترقية حقوق الإنسان في السودان قبل أيام معدودات. ولو لم يكن الأمر حقيقة ماثلة ومعلومة لاعتبرت الأمر نكتة سياسية بايخة ولكن ليس في الأمر عجب. بينما كان قادة حقوق الإنسان في العالم يستمعون لكلمة الوزير كان العشرات من الشرفاء معتقلين بواسطة جهاز الأمن الذي انتهك حقوقهم جهاراً نهاراً. ورأى العالم أجمع كيف قمعت الأجهزة الأمنية في الخرطوم بالقوة المفرطة مظاهرات 30 يناير الماضي السلمية التي كانت تهتف لا للغلاء. كما رأي سكان الفاشر من قبل ذلك كيف أُطلق الرصاص على ضحايا سوق المواسير الأبرياء فقُتل من قُتل وجُرح العشرات وضاعت حتى الآن أموال الآلاف ممن خدعوا في سوق الزلعة أقصد الرحمة حسب الإدعاءات السابقة لمنسوبي المؤتمر الوطني. وشاهدنا كلنا عبر الشبكة العنكبوتية ما جرى لصفية وبت المحكمة الشهيرة من إنتهاكات واضحة لم ير العالم مثيلاً لها منذ النازية. وقتل أبرياء آخرون في كجبار وبورتسودان لأنهم طالبوا بحقوق مشروعة، كما قتل طلبة وطالبات في جامعة زالنجي وهم يحتجون على سلوك صندوق الطلاب. حدث هذا في السنوات القليلة الماضية، أما ما حدث في بيوت الأشباح أو دارفور فنتركه لمناسبة أخرى. وبينما يجري كل ذلك في بلادنا لم يتحرج وزير العدل من الحديث عن ترقية وتعزيز حقوق الإنسان. لاحظ التأكيد بالمترادفات ( ترقية + تعزيز ) مثل الكلمات الممجوجة الأخرى كالتوطين والتفعيل وهلم جرا. على العموم لن نتعجب مما حدث بجنيف لأنّ من عادة الإنقاذيين أن يقولوا بخلاف الواقع. أمسك عندك وزير المالية عندما يقول ” الميزانية بدون ضرائب ” فتزداد بعدها أسعار السكر والبنزين والجازولين. وعندما يقول وزير الزراعة أن الموسم الزراعي ناجح فاعلم أنّ ” شوال ” العيش بمية جنيه وأن المزارعين في سجن إيه. ولو قال وزير الطاقة أنّ إنتاج البترول سيصل إلى مليون برميل في اليوم وأن البترول بشمال السودان ” راقد هبطرش ” فتأكد أنّ صفوف البنزين راجعة بعد يوليو المبين ومعها المظاهرات التي قالت من قبل ” أبوكم مين ؟ ” . ولم يفت مولد التصريحات على وزير المعادن بشأن عائدات الذهب الوفيرة التي تفوق خيرات مشروع الجزيرة. وطالما أنّ الكلام بدون قروش فقد تفسح وزير العدل في حقوق الإنسان السوداني وليته صمت أو زار محكمة العمل ليرى صفوف العمال الباحثين عن حقوقهم لسنوات طويلة. غني عن القول أنّ الحقوق تنتزع ولا تعطى باللفة أو الكوسة، مش كدي يا دوسة ؟
http://www.midan.net/almidan/?page_id=20
|
|
|
|
|
|