|
تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء
|
سُقْيًا ورَعيًالجالينوسَ من رجلٍ ** ورهط بُقْراطَ غاضوا بعد وازدادوا فكُلُّ ما أصّلوهُ غير منتقَضٍ ** به استغاثَ أولو سُقمٍ وعُوّادُ كُتُبٌ لِطافٌ خفّ محملُها ** لكنّها في شفاءِ الداءِ أطوادُ استغفرْ واستغفري: لشيخ المعرّة أبي العلاء رحمه الله وانظر (طبقات الأطباء) لابن أبي أصيبعة ج1/ص88, وفائت شعر أبي العلاء للراحل عبد العزيز الميمني الراجكوتي ص/81 ... رحم الله أبا العلاء فقد كانت كتب الطب إلى عهده -ت 449هـ-خفيفة الحجم مع ثقل وزن معانيها!! كيف لو رأى اليوم طلبة الطب وهم يحملون كتب الطب وقد كبر حجمها وغلظ حتى تقطعت حقائبهم, واحدودبت ظهورهم منها...
.. طالعتنا صحيفة (الأهرام) السودانيةفي عدد الأحد الفائت بمقال لكاتبه: الاستاذ الهندي عز الدين عن التعليم وحاله, يقول فيه: حدثتني (معلمة) بمدرسة حكومية بمدينة «الثورة» أمس لتقول لي إن مدارسنا لم يعد يدرس بها غير أبناء (المعلمين)، هل تعرفون كم راتب هذه المعلمة؟راتبها «ستمائة جنيه» لا غير!! ربما يكون مناسباً!! ولكن اسألوني: كم سنوات خبرتها؟.. كم ظلت تعمل بوزارة التربية والتعليم؟! (الإجابة مفيدة لنواب الاختصاصيين وأطباء الامتياز.. يا دكتور «أبوابي» قائد ثورة الأطباء المُدللين).. { (26) عاماً.. ستة وعشرون عاماً وهي تعمل بالتعليم مقابل (600) ستمائة جنيه!!! رغم أنها أنفع للوطن والشعب من أي (نائب اختصاصي) في أي مستشفى.. فالمعلمون هم أساس التنمية.. وهم مربُّو الأجيال.. صناع المستقبل)اهـ
أتفق مع الكاتب في رثاء التعليم في بلادنا, وأزيدُ: إن نسبة صرف الدولة على التعليم من الميزانية العامة وحدها لكفيلة بإيضاح مدى أهمية التعليم عند القائمين على الأمر وليس يصحُّ في الأذهان شيءٌ ** إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ فقد كان ولم يزل الاهتمام بالتعليم وأهلِهُ معيارًا لرقي الأمم وتحضرها, وقسطاسًا لشدة الأمم وخطرها, وسل التاريخ ينبيك..ولا خلاف في أن المعلّمين في السودان هم من أكثر طبقات المجتمع تعرّضًا للخسف والظلم, من بؤس حالهم وتأخر رواتبهم-على قلتها-و...و قل هذا أو ما شئتَ غيرَ ملوم!! شأنهم في هذا شأن غيرهم من عمال أكثر الوظائف..مما ينذر بقصر عمر أي حكومة في الدنياكماهي سنة الله في كونه, فالمعلّمُ هو شامةُ الأرض, وبصلاحه تنصلحُ المجتمعات, فلا جرم أن كان اختيار المعلم لهذه الرتبة العليّة وملاءمته لها من أوكد الواجبات على أي حكمٍ رشيد, (..فإنّ صلاح الأمة في صلاح أعمالها, وصلاح أعمالها في صحة علومها, وصحةِ علومها أن يكون رجالها أُمناء فيما يروون أو يصفون, فمن تحدث في العلم بغير أمانةٍ فقد مس العلم بقرحة, ووضع في سبيل فلاح الأمة حجر عثرة...) الخ في سياق كلامٍ عال لإمام النهضة التونسية والمصرية العلامة محمد الخضر حسين التونسي رحمه الله تعالى في (رسائل الإصلاح) وبحمد الله فإن تراثنا ذاخر بما يتعلق بالتعليم وأهله حقوقًا وواجبات وخصائص, ومن أحسن ما وقفت عليه في هذا السياق هو (أليس الصبحُ بقريب) للعلامة التونسي محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله-شيخُ شيخنا عبد الله الطيب المجذوب سقى الله ثراه لمْ يحسن الكاتب صنعًا في إقحام مظالمِ الأطباء وحقوقهم مع قضية التعليم والمعلمين على النحو الذي أداه لأن يصف كوكبة الأطباء الذين يقودُهم أخي العزيز د. أحمد الأبوابي-بالمدللين!!- وللعلم فإني أعرف أخي وبلديي أحمد الأبوابي, ومن معه في قيادة الأطباء, وأعرف جموع النواب الاختصاصيين وغيرهم من شرائح الأطباء في أصقاع السودان, فلمْ أجد (الدلال) في قائمة حالهم وعيشهم, وأنا أدعوك يا أخي الاستاذ الهندي عز الدين لزيارتي في ميز أطباء الخرطوم-قبالة مستشفى الخرطوم- لتجد هذا الدلال الذي تزعم, وصدقني سأحتفي بمجيئك كما يليق بمقامك الصحفي.. .. وأراني محتاجًا لتوضيح معنى الدلال في اللغة العربية لينظر الكاتب والقارئ هل يقع الوصف على زمرة الأطباء أم لا!!؟ قال ابنُ منظور في (لسان العرب, ت: عبد السلام هارون ط/ صادر) مادة: دلل: تدلّل: انبسط, وقال ابن دريد في (الجمهرة) : أدل عليه وثق بمحبته فأفرط عليه!! وفي الحديث : يمشي على الصراط مدلاّ ; أي منبسطا لا خوف عليه ، وهو من الإدلال والدالة على من لك عنده منزلة..والدالة : ما تدل به على حميمك . ودل المرأة ودلالها : تدللها على زوجها ، وذلك أن تريه جراءة عليه في تغنج وتشكل ، كأنها تخالفه وليس بها خلاف ، وقد تدللت عليه . وامرأة ذات دل أي شكل تدل به) انتهى محل الغرض من كلامه رحمه الله بتصرف يسير. وفي ذلك يقول امرؤ القيس : أفاطم مهلا بعض هذا التدلل ... فإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي ويقول ابن النحاس في (مشارع الأشواق): غَادَةٌ ذَاتُ دَلالٍ وَمَرَحْ ** يَجدُ النَّاعِتُ فِيهَا مَا اقْتَرَحْ خُلِقَتْ مِنْ كُلِّ شَيء حَسَنٍ ** طَيِّبٍ فَالـ«لَّيْتَ» فِيهَا مُطَّرَحْ زَانَهَا اللهُ بِوَجهٍ جُمِعَتْ ** فِيهِ أوصَافٌ غَريبَاتٌ مُلَحْ وَبِعَينٍ كُحلُهَا مِنْ غُنْجِهَا** وَبِخَدٍ مِسْكُهُ فِيهِ رَشَحْ نَاعِمٍ تَجْرِي عَلَى صَفْحَتِهِ ** نَضْرَةُ المُلكِ ولألاءُ الفَرَحْ وظاهر كلام أيمة اللغة وسدنتها رحمهم الله أن هناك طرفان: مدلٌّ ومدلولٌ عليه وبطبيعة الحال: ليس إلا الأطباء والحكومة..فالأطباءُ يتدللون بحب الحكومة عليهم!! متى كنا معاشر الأطباء في انبساط!!؟ هل يا ترى من بسطة العيش والحال!!؟ وكل بيتٍ في السودان مكلومٌ في ابنهم وبنتهم من سقوا تعليمهم بالدم ورشح العرق زمنًا طويلا وانتظروا طبيبهم بعد التخرج ليردّ عنهم عاديةَ الأيام, فإذا الرحلةُ رجعت بالخيبة, وصفر العيبة كما قال الملكُ الضليل ذو القروح: لقدْ طوّفتُ في الآفاقِ حتى ** رضيتُ من الغنيمةِ بالإياب وهل كلامُ ابن دريد في معنى الدلال: من الإفراط في الوثوق بالمحبة...هل ينطبق على الأطباء!!؟ متى وثق الأطباء في محبةِ نظامٍ سامهم خسفًا ونكل بهم من أول يومٍ جاء فيه إلى الكرسي؟ فقتل منهم من قتل وسجن من سجن, وشرّد من شرّد؟
ويقولُ العلامةُ المرتضي الزَّبيدي في (تاج العروس من جواهر القاموس) ت: عبد الستار فراج: في مادة دلل: تدللها على زوجها وذلك أن تريه جراءة عليه في تغنج وتشكل, ..وفي التهذيب : قال شمر : دلال المرأة ودلها : حسن الحديث وحسن المزاح والهيئة وأنشد : فإن كان الدلال فلا تلحي ... وإن كان الوداع فبالسلام ويقال : هي تدل عليه : أي تجترئ عليه...)اهـ وانظر: (معجم مقاييس اللغة) لابن فارس, و(المحكم)و(المخصص) لابن سيدة: ت: ابن التلاميد التركزي الشنقيطي ط/ دار الكتب المصرية قلت: لمْ يكن كاتبنا موفقًا في استعمال لفظ الدلال على وصف حال الأطباء ومقارنتهم بالمعلمين..لكنّه اجترأ على الأطباء, جراءة من لا يليق بمثله في قول مثله!! ثمّ هل الأطباء ليسوا معلمين!!؟ لعلّ الكاتب لا يعلمُ أن من أخص ألفاظ القسم الطبي هو ممارسة التعليم المستمر للناشئة-من طلاب الطب وحديثي العهد بالمهنة-, وعدم البخل عليهم في التوجيه والإرشاد وهذا مشاهدٌ يعرفُه القاصي والداني, في أي يومٍ تدخل فيه المستشفى تجد أفواجا من الطلاب والأطباء يتحلقون حول استاذ الطب بشغف وجهد دائبين, وهو يقوم بذلك دونما أجرٍ إضافي...فالقول بالفصل بين المعلمين والأطباء هو قولُ من لا يعرف عن مهنة الطب شيئًا ولله درّ القائل: إن المعلم والطبيب كلاهما ... لا ينصحان إذا هما لم يكرما فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه ... واصبر لجهلك إن جفوت معلما
فكان ماذا!!؟ أن يدافعَ الكاتب عن حقوق المعلمين-وقد أحسن-بالسخرية من الأطباء-وقد أساء, فهو كمن أطبّ زُكاماً فأعقب جُذاما!! صبر الأطباءُ على حزّ الحلاقم, ومضغ العلاقم زمنًا طويلاً, بعد أن حيفوا في مهنتهم, وهم مع ذلك قومٌ شرافٌ لا يتملقون ولاةَ الأمر ولمْ يزيدوا أن طالبوا بحقوقهم والتي يبدو أنها أزعجت الكاتب ومن ينتمي إليهم, وساموهم بالزراية والترفّع, وعدم التواضع!! وهم ليسوا إلا كما قال القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني-رحمه الله-وقد أوردها الذهبي في السير: يقولون لي فيك انقباض وإنما *** رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما أرى الناس من داناهم هان عندهم *** ومن أكرمته عزة النفس أكرما وما كل برق لاح لى يستفزنى *** ولا كل من لاقيت أرضاه منعما وإنى إذا ما فاتنى الأمر لم أبت *** أقلب كفى إثره متندما ولم أقض حق العلم إن كان كلما *** بدا طمع صيرته لى سلما إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى *** ولكن نفس الحر تحتمل الظما ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتى *** لأخدم من لاقيت لكن لأخدما أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة *** إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
وقد صدق وايمُ الله القاضي الجرجاني, فإذا كان التعليمُ بعنائه وسغبه يفضي-بسبب سوء تدبير الإنقاذ-إلى ذلّ المتعلمين وضيمهم فالجهالةُ خيرُ مغنم وأحسنُ كياسةً وحزامة!! وقديمًا قال صاحب الكشاف الإمامُ جارُ الله محمود بن عمر الزمخشري: سهري لتنقيـح العلوم ألذ لي *** من وصل غانية و طيب عنـاقِ و صرير أقلامي على صفحاتها *** أحلـى من الـدوكاء للعشاقِ و ألـذ من نقـر الفتاة لدفها *** نقري لألقي الرمـل عن أوراقي و تمايلي طربـا لحل عـويصة *** في الدرس أشهى من مدامة ساقِ يامن يحـاول بالأمـاني رتبتـي***كـم بين مستفل وآخـر راقي أأبيت سهران الدجى و تبيتـه *** نومـا و تبغي بـعد ذاك لحاقي؟
وفي ذلك يقولُ محمد بن حنبل الشنقيطي البوحسني رحمه الله كما في ترجمته من (الوسيط في تراجم أدباء شنقيط) لأحمد بن الأمين الشنقيطي والذي ألّفه نزولاً لرغبةِ صديقه السيد أمين الخانجي سنة 1912م رحمها الله: لا تسؤْ بالعلمِ ظنًّا يا فتى ** إنّ سوءَ الظنّ بالعلمِ عطَبْ لا يُزْهِدْكَ أخي في العلمِ أنْ ** غمرَ الجهال أربابَ الأدبْ أن ترى العالِمَ نِضْوًا مُرْمَلاً ** صِفْرَ كفٍّ لم يُساعِدْهُ سببْ قدْ تجوعُ الأُسْدُ في آجامها ** والذئابُ الغُبْشُ تعْتامُ القتب جرِّعِ النفسَ على تحصيلِهِ ** مضضَ المُرّينِ ذُلٍّ وسغب لا يهابُ الشوكَ قُطّافُ الجنى ** وإبارَ النحلِ مشتارِ الضرَبْ وهي قصيدةٌ نفيسة كان أول وقوفي عليها في مقدمة أضواء البيان..
كيف يستقيمُ أن يستعلي على طبقة الأطباء -وهم صفوةٌ خِيَرة من المتعلمين والمعلمين- كلّ أحد, ينالُ العسس والشرطة والجيش وغيرُهم أضعاف ما ينالوه من راتب ومكافآت وامتيازات!!؟ ولا يحرّكُ صاحبنا الكاتب قلما ويُزْعجُه أن يطالب الأطباءُ بحقوقهم ومناصفتهم بإخوانهم ممن ذكرنا!!؟ ورحم الله شيخ المعرّة إذ يقول: إذا كانَ علمُ الناس ليسَ بنافعٍ ** ولا دافعٍ فالخُسْرُ للعلماءِ قضى الله فينا بالذي هو كائنٌ ** فتمّ وضاعت حكمةُ الحُكماءِ
ونحنُ بحمد اللهِ قومٌ نعرفُ قدرَ أنفسنا, ونعرفُ قدْر ما تعلّمناهُ وأنّه يوجبُ علينا حقّه من شرف النفس, ومن حقه علينا أن لا نسترخصُه,فإنّ ( مَنْ جَعَل نفسَه شاةً دَقَّ عُنُقَه الذئب, ومَنْ صَيّرَ نفسَه نُخالةً أكَلهُ الدجاج, ومن نام على قارعةِ الطريق دقّتْهُ الحوافرُ دقًّا, والكِبْرُ في استيفاءِ الحقِّ من غيرِ ظُلْمٍ, كالتواضُعِ في أداءِ الحقِّ من غيرِ ذُل, وكما أنّ المَنْعَ في موضِعِ الإعطاءِ حِرْمان, كذلك الإعطاءُ في موضِعِ المنعِ خُذْلان...الخ) اهـ في سياقِ كلامٍ يساوي رحلة!! وهو لأبي حيان التوحيدي-رحمه الله مثالبُ الوزيرين , ص/30, ت- الطنجي, ط/ صادر قضية أطباء السودان يا سيدي والتي ملأت الدنيا وشغلت الناس تنحصرُ في مطالب بديهيّة منها ما يتعلّق بالمريض نفسه, من توفير العلاج والدواء في المستشفيات التي يرتادها رقيقو الحال وهم جلّ أهل السودان, ومنها ما يتعلّق بمناخ العمل في هذه المشافي وحالها من البؤس ما يذكرني بقول نابغة ذبيان: استعجمت دارُ مي لا تُكلّمنا ** والدارُ لو كلّمتنا ذاتُ أخبارِ ومنها ما يتعلّق بترقيةِ الطب ومراقي تعليمه حسبما يقتضيه الواقع الحاضر, من توفير طرق التعليم الحديثة, والتدريب العالي, ورفع كفاءة منسوبيه ومنها ما يتعلّق-بطبيعة الحال- بتحسين رواتب الأطباء وإنصافهم أسوةً بغيرهم من العسس والشرطة والجيش والقضاة والمهندسين وغيرهم, وقد رفعوا مطالبهم هذه إلى وزارة الصحة ورئاسة الجمهورية, وانهالت عليهم وعودُ عرقوب تلو عرقوب.. بعد أن اعترفت بحقوق الأطباء (المدللين!!) هذه رئاسةُ الجمهورية, وامتلأت وسائلُ الإعلام المرئي منها والمقروء والمسموع, أنها قد انتهت تماماً, وما هي إلا أيامٌ ويظهرُ كل ذلك سرابٌ بقيعة يحسبُه الظمآنُ ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا!! لمْ يكن لقبيلة الأطباء من بد سوى التعاضد والتآزر لرفع الظلم, وتقحّم موارد الهلكة والحتوف, بعد أن نفد حلمهم وانهال عليهم العسس والشرط ضربًا وتعذيبًا: من الحلمِ أن تستعمل الجهلَ دونه ** إذا اتسعت في الحلمِ طُرْقُ المظالمِ وأن تردَ الماءَ الذي شطرُهُ دمٌ ** لتُسْقى إذا لمْ يُسْقَ من لم يُزاحمِ ومن عرفَ الأيّامَ معرفتي بها ** وبالناس روّى رُمْحه غيرَ راحمِ فليسَ بمرحومٍ إذا ظفروا به ** ولا هو في الردى الجاري عليهم بآثمِ
ومنهم-وهم ألوف- شدّ العصا وارتحل عن البلاد وهو ينشدُ قول الشنفرى: وفي الأرْضِ منأى للكريمِ عن الأذي ** وفيها لمن خاف القِلى مُتحوّلُ وأناخ ركائبه في بلادٍ ترعى أمانةَ العلم وأهله, ولمْ يطرف للكاتب جفن, ويتباكى الآن كغيره على حال التعليم والمعلمين: إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ ** تبيّن من بكى ممن تباكى شأن أهل بغداد وما جرى لإمام سادتنا المالكيّة أبي علي عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي-صاحب (التلقين) معهم, يومَ أن خرج منها وقد شيّعه أهلُهابالألوف عند الخروج فقال: عجبتُ لكم يا أهل بغداد, والله لو كنتُ أملكُ أكل رغيفين في اليوم والليلة ما خرجتُ منكم, ثم أنشد: سلامٌ على بغدادَ في كل موقف ** وحُقّ لها مني السلام المضاعفُ فوالله ما فارقتها قاليًا لها ** وإني بشطَّيْ جانبيها لعارفُ ولكنها ضاقت علي بأسرها** ولم تكن الأرزاق فيها تساعف فكانت كخلٍّ كنت أهوى دنوه ** وأخلاقه تنأى به وتخالف
فاتقِ الله يا أخي وارعَ أمانةَ القلم, (وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ) سورة النساء ورحم اللهُ عبدًا قال خيرًا فغنِم, أو سكت فسلِم ... أدبيّات المطالب لا يُدركها أصحاب البلاط السلطاني-وأعيذك أن تكون منهم- الذين همهم فقط الدفاع عن أولياء نعمتهم, فيسخرون قلمهم للدفاع بالباطل عن الظلم مهما استشرى كما هو مشاهد في أرباب الأقلام الرخيصة وينسون أو يتناسون قوله تعالى: (ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيل) سورة النساء, فالدنيا حقوق وواجبات, وعند الله المنقلب وهو الموعد غدًا, قال الأمام الترمذي رحمه الله حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء وفي الباب عن أبي ذر وعبد الله بن أنيس قال أبو عيسى وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح
وبعد: (فقد أطال ثنائي طول لابسه) فليعذرنا الهندي ؛ ووالله ما بيننا وبينه تِرَةٌ ولا حسيفة ؛ وما في أنفسنا عليه حقد ولا ضغينة ؛ ولوددنا لو كان غيرَ من كان, ولكنه خرج عن طوره في نصر الظلم فخرجنا عن عادتنا من الصبر والأناة في نصر الحق ؛ وجاء يُؤَلِّبُ الناسَ علينا ، فهاج قبيلةَ الأطباء كلّها ، وهاج معها هذا القلم الذي يمج السمام المُنقَع ، فنفثت هذه الجُمل ، وفي كل جملة حَملة ، وفي كل فقرة ، نقرة ؛ فإن عاد بالأوبة ، عدنا بالصفح ؛ وإن زاد في الحَوْبَة ، عدنا على هذا بالشرح ؛ وإن تعودودا نعُد
وكتبه العاجزُ-غير المدلّل- عبد العزيز علي جامع كان اللهُ تعالى له نائب رئيس لجنة أطباء السودان
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: عبد العزيز جامع)
|
توضيحات: الفقرة الأخيرة من جملة: (فقد أطال ثنائي طول لابسه)..الخ تضمينٌ من مقالةٍ لعلاّمة الجزائر وإمام النهضة الجزائرية محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله-عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة, نشرها في (البصائر) سنة 1942م - لفظ (العاجز) على النفس, كان مما يكثر استعماله في مقالاته ومصنفاته -من أنا سميّه ويا لحظوتي- علامة الهند عبد العزيز الميمني الراجكوتي المحقق, وعضو مجمع دمشق والقاهرة, صاحب سمط اللآلي, وتحقيقات أبي العلاء, والخالديين, وديوان سحيم عبد بني الحسحاس, وديوان حميد بن ثور, والرُّبيع بن ضُبَع ..وغيرهم, وهو شيخ أبي فهر محمود شاكر-شيخ شيخنا عبد الله الطيب المجذوب رحمهم الله تعالى جميعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: عبد العزيز جامع)
|
شكرا د.عبدالعزيز لو أن لهذا الهندى جزء من المئة من أدبك الرفيع ,لطالب بكتابته بماء الذهب وتعليقه على جدران الكعبة. لن أزيد على ما كتبت وإن أستعطت سبيلا.فقد كفيته وكفيته.
تركنا الأدب الهندى الذى أصبح يتربع على عرش الصحافة السودانية كما البلال بداره وآخرون معهما ..أنهم كفطر عش الغراب ,ينموا فى ظروف معينه ولكن سرعان ما يأتى الشتاء وتسود ظروف أخرى ,فيصبحون نسيا منسيا. سنركز على المطالب العادلة الآن ... تقديرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: محمد الاصم)
|
Quote: قضية أطباء السودان يا سيدي والتي ملأت الدنيا وشغلت الناس تنحصرُ في مطالب بديهيّة منها ما يتعلّق بالمريض نفسه, من توفير العلاج والدواء في المستشفيات التي يرتادها رقيقو الحال وهم جلّ أهل السودان, ومنها ما يتعلّق بمناخ العمل في هذه المشافي وحالها من البؤس ما يذكرني بقول نابغة ذبيان: استعجمت دارُ مي لا تُكلّمنا ** والدارُ لو كلّمتنا ذاتُ أخبارِ
|
Quote:
ومنها ما يتعلّق بترقيةِ الطب ومراقي تعليمه حسبما يقتضيه الواقع الحاضر, من توفير طرق التعليم الحديثة, والتدريب العالي, ورفع كفاءة منسوبيه
|
Quote:
ومنها ما يتعلّق-بطبيعة الحال- بتحسين رواتب الأطباء وإنصافهم أسوةً بغيرهم من العسس والشرطة والجيش والقضاة والمهندسين وغيرهم,
|
Quote:
وقد رفعوا مطالبهم هذه إلى وزارة الصحة ورئاسة الجمهورية, وانهالت عليهم وعودُ عرقوب تلو عرقوب.. بعد أن اعترفت بحقوق الأطباء (المدللين!!) هذه رئاسةُ الجمهورية, وامتلأت وسائلُ الإعلام المرئي منها والمقروء والمسموع, أنها قد انتهت تماماً, وما هي إلا أيامٌ ويظهرُ كل ذلك سرابٌ بقيعة يحسبُه الظمآنُ ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا!!
|
Quote: لمْ يكن لقبيلة الأطباء من بد سوى التعاضد والتآزر لرفع الظلم, وتقحّم موارد الهلكة والحتوف, بعد أن نفد حلمهم وانهال عليهم العسس والشرط ضربًا وتعذيبًا
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: معاذ الهادي)
|
الدرس الرابع
Quote: متى كنا معاشر الأطباء في انبساط!!؟ هل يا ترى من بسطة العيش والحال!!؟ وكل بيتٍ في السودان مكلومٌ في ابنهم وبنتهم من سقوا تعليمهم بالدم ورشح العرق زمنًا طويلا وانتظروا طبيبهم بعد التخرج ليردّ عنهم عاديةَ الأيام, فإذا الرحلةُ رجعت بالخيبة, وصفر العيبة كما قال الملكُ الضليل ذو القروح: لقدْ طوّفتُ في الآفاقِ حتى ** رضيتُ من الغنيمةِ بالإياب
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: Dr. Haitham Mekkawi)
|
د.عبد العزيز .........سلام وسامة الحرف عندك تحير كل قلم،واسف ان كان خطى مثل حظى والذى هو من حظ السودان ،لاتعرف من معالمه الا مايهديك اياه حسن ظنك وقوة ادراكك،ولازلت اعتذر عن هذه الحروف العرجاء والبداية التى ينطق بها القلم فى مخاض عسير،وسمو حرفك زادها عسرا على عسرها،ومبلغ حزنى انها كتبت لمن لم ترقى لغة تادبهم ومكنون مفرداتهم هذا المرقى الرفيع.. ومثل هولاء ابتلينا بهم فى هذا العهد الغيهب ولسوء حظنا اصبحوا هم قادة الرأى واصحاب القلم الذى يترعرع تحت ظل السيوف وبين جنبات بلاط السلاطين،وقد حباهم الله بموهبة ان يفهموا ايحاء ولاة الامر وليس ايمائهم وان ينفذوا الى سرائرهم ليتمرغوا على سرايرهم،كما يعرفون اتجاه الريح فى مكنونات سادتهم ويميلون حيث تميل.. فلا غرابة ان يكتبوا تملقا وتسولا حتى ان دعى الحال الى تحريم الحلال البين وتحليل الكذب الصراح .وهم فى ذلك اضراب يتطابقون مطابقة النعل للنعل ويعج بهم بلاط صاحبة الجلاله السلطه الرابعه كما يسمونها والتى اتوا اليها محمولين على ظهر الولاء للتنظيم ومنهم من كان يعمل فى اسواق الخليج بائعا للقماش ومنهم مثل الهندى هذا وقد جاءها مترقيا من جابيا لرسوم النفايات الى رئيس تحرير صحيفة. ليس هذا تقليلا من شأن الذين يعملون فى تلك المهنة بقدر ما اردت ان اريك كيف يكون القفز بالزانه فى هذا العهد الاغبر. ولا اظن ان الزانه تفعل ذلك ولكن الزباله فعلت..عجبى!! الدكتور العزيز اشكر لك هذه القطعه الادبيه الرصينه وليت هذا الهندى يعرف لغتك الوسيمه ولا نطلب منه اعرابها فقط ليته يقرأها ويفهم.. لم يتبقى لى الا ان اقول لكم معكم فى مطالبكم المشروعه وفلينصركم الله وليسدد على دروب الخير والمحبه خطاكم وابقاكم الله لخدمة الانسانية والادب،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: صديق الموج)
|
الأخ د. هيثم...شكرًا على المرور والتعليق لجنة أطباء السودان: كنتِ ولا زلتِ صوتًا جهورًا لجِبًا صادعًا بالحق, ناطقًا بالصدق, في زمنٍ قلّ فيه الصادقون, يسعى للمّ شتيت الأطباء, وإيجاد واقع يليق بالطبيب السوداني ليقدّم خدمةً تليق بالمواطن السوداني الذي أمرضته تقلبات الحياة قبل أن تنهكه عصيات الدرن, وطفيليات الفالسيبرم سدّد الله الخطى, وحقّق المقاصد نجلاء سيد أحمد: ماذا أقول في امرأةٍ أعيت أقلامنا في إيفائها حقّها, من صدق اللهجة, ومضاء العزيمة, وسداد الرأي, وقفت معنا في أحلك الظروف, لا لنعمةٍ تربّها, بل لمهنةٍ تحبّها-مهنة الإعلام الصادق-قليلة الكلام, كثيرة الفعال, هي وزوجها أخي العزيز الأستاذ بخاري, ورياحينهم الصغار...فنعم أنتم أهل بيتٍ ... وإذا كانتِ النفوسُ كبارً ** تعبت في مرادها الأجسامُ صديق الموج: يموجُ قلمه بياناً, من ضروب الفصيح وألوان البديع... اسمح لي بهذا الفائدة النحوية : (ومبلغ حزنى انها كتبت لمن لم ترقى لغة تادبهم ومكنون مفرداتهم هذا المرقى الرفيع..)
قال عبد العزيز علي جامع-عفا الله عنه- يكثر في كلام العرب أحياناً إبطال حرف الجزم...فيجوزُ قولك: (لم ترقَ) و(لم ترقى), كما قرّره ابنُ مالك في (شواهد التوضيح بحلّ أدلّة الجامع الصحيح للبخاري) تحقيق: أحمد شاكر...في توجيهها لحديث عائشة عند البخاري: (إنّ أبا بكر رجلٌ أسيف وإنه متى يقوم مقامك...الخ) وحديث: (ليليني منكم أولو الأحلام والنهى), وغيره, وللدماميني في حواشي التسهيل, والبلقيني وغيرهم تعليلاتٌ لطيفة في ذلك فهل تراني أديت -بعض الأداء- لتعليقك البديع بهذه التحفة النحوية!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: أحمد الابوابي)
|
معذرة اخ الهندي نواصل في تبسيط المقال لك واستخلاص الدروس
الدرس السادس
Quote: قلت: لمْ يكن كاتبنا موفقًا في استعمال لفظ الدلال على وصف حال الأطباء ومقارنتهم بالمعلمين..لكنّه اجترأ على الأطباء, جراءة من لا يليق بمثله في قول مثله!! ثمّ هل الأطباء ليسوا معلمين!!؟ لعلّ الكاتب لا يعلمُ أن من أخص ألفاظ القسم الطبي هو ممارسة التعليم المستمر للناشئة-من طلاب الطب وحديثي العهد بالمهنة-, وعدم البخل عليهم في التوجيه والإرشاد وهذا مشاهدٌ يعرفُه القاصي والداني, في أي يومٍ تدخل فيه المستشفى تجد أفواجا من الطلاب والأطباء يتحلقون حول استاذ الطب بشغف وجهد دائبين, وهو يقوم بذلك دونما أجرٍ إضافي...فالقول بالفصل بين المعلمين والأطباء هو قولُ من لا يعرف عن مهنة الطب شيئًا ولله درّ القائل: إن المعلم والطبيب كلاهما ... لا ينصحان إذا هما لم يكرما فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه ... واصبر لجهلك إن جفوت معلما
.. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: عبد العزيز جامع)
|
الدرس السابع
Quote: ونحنُ بحمد اللهِ قومٌ نعرفُ قدرَ أنفسنا, ونعرفُ قدْر ما تعلّمناهُ وأنّه يوجبُ علينا حقّه من شرف النفس, ومن حقه علينا أن لا نسترخصُه,فإنّ ( مَنْ جَعَل نفسَه شاةً دَقَّ عُنُقَه الذئب, ومَنْ صَيّرَ نفسَه نُخالةً أكَلهُ الدجاج, ومن نام على قارعةِ الطريق دقّتْهُ الحوافرُ دقًّا, والكِبْرُ في استيفاءِ الحقِّ من غيرِ ظُلْمٍ, كالتواضُعِ في أداءِ الحقِّ من غيرِ ذُل, وكما أنّ المَنْعَ في موضِعِ الإعطاءِ حِرْمان, كذلك الإعطاءُ في موضِعِ المنعِ خُذْلان...الخ) اهـ في سياقِ كلامٍ يساوي رحلة!! وهو لأبي حيان التوحيدي-رحمه الله مثالبُ الوزيرين , ص/30, ت- الطنجي, ط/ صادر
|
الدرس ده صعب شوية عليك نحاول نبسطو ليك بلغة ممكن تفهما
شوف ياحبة قال ليك يعني الواحد لمن تكون الحاجة حقتو والناس ماتديها ليو بكونوا اتلوموا معاو
لكن لمن تكون ماحقتو ويدوها ليو اها ياعمك في الحالة دي بكون اشتروهو وقعت ليك الاخيرة دي
ابسطها ليك اكتر ياحبة
يعني الصحفي الغير نزيه مثلا لمن يناديهو مسوؤل عشان يغطي ليهو موضوع اوحدث معين ويقوم يديهو الظرف قبل مايحكي ليهو الموضوع في الحالة دي بكون اشتراهو وهذا هو الخذلان الذي يعنيه د.جامع
عذبتنا يا خلف الله ياخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: معاذ الهادي)
|
الدكتور اسامة أحمد عبدالرحيم الخضر كدنا أن نفقدة لولا عناية الله
الأخ .. دكتور عبدالعزيز تحية وأحترام وتقدير
أولا أرجو المعذرة إن جئت متأخرا لا اقول كلمتى المصبوغة بكل ألوان السواد القاتم .. وإنى لحزين أن أسمع ذاك الحديث الممجوج من أحد محسوبى الصحافة .. أنه بالفعل لزمن العجائب !!
أخى عبدالعزيز .. يعرف الصحافيون بأن الظواهر الطبيعية للكتابة لايمكن التعامل معها بغير قوانيها .. ولأنهم صحافيون فهم يلتزمون بأصول المهنة وتقاليدها الراسخة لذلك لايستطيع أمثال كاتب المقال أعلاه الاقتراب منها لأنه يفتغر للدراسة والخبرة والثقافة .. فما كتبه الكاتب لاتمثل إلا منطقا شخصيا لأنه بناه على إنطباع ذاتى بعيدا عن الواقع والحقيقة وذلك لشئ فى نفس يعقوب !!
ذلك الكاتب ترك ليراعه العنان دون تقيد بما تقتضية البروتوكولات الصحفية .. لأن المسألة وأضحة فهى أستعداء على أطباء السودان وملائكة الرحمة .. وقد تكون فالته أو جاءت نتيجة سذاجة !! وأن ماخطه هذا القلم الأعرج ماهو إلا رأيا شخصيا .. ويبدو من عمله وكأنه يمشئ معصوب العينين فى ماتناوله من حديث سطره بقلم يعانى القحط ويعانى حتى من أفقر درجات الاستنارة بأصول هذه المهنة العظيمة التى لايستطيع أن تفيد الناس فيها غير الاصلاء .. والقراء دائما هم أصحاب وعى ودراية .
أخى د. عبدالعزيز شكرا .. وشكرا جزيلا لتلك اللوحة الجمالية من الكلمات والحروف التى نزلت علينا وعلى جميع القراء بردا وسلاما .. مرة أخرى تحياتى بلاحدود
مودتى وتقديرى ،،
أخوك / تاج السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: تاج السر محمد حامد)
|
أخي العزيز تاج السر محمد حامد..تحياتي وسلامي شكرًا جزيلاً على المرور المضيء, والتعليق حقًّا مهنة الصحافة من المهن العالية, وهي تاجُ الإعلام الصادق...لطالما ذخرت منهم بلادنا بكواكب لامعة أضاءت سماءنا دهورًا, وانتظم في سلكها الكثير من الجهابذة...وهي حريّةٌ أن تكون كذلك, وألا يتسوّر محرابها إلا صيرفيٌّ بارع يعنى بتمييزِ الصحيح من السقيم, ولا تدبج يراعته إلا ما تمليه أمانةُ القلم ثم...ثمّ ولجها بعدُ من ليس لها بأهل, ورحم اللهُ أبا محمد بن حزم إذ يقول كما في (الأخلاق والسير): لا آفةَ على العلومِ وأهلها أضرّ من الدخلاء فيها وهم ليسوا منها..)الخ وإذا كانت آفةُ الطبيب تودي بحياةِ إنسان واحد, فإن لآفة القلم المسموم تودي بأمةٍ كاملة!! فحيّهلا بأقلام بلادي الصادقة, وكثّر اللهُ منهم في كل محفل, لنشرب من معين أقلامهم أعذب منهل, وهدى اللهُ من أعوجّ به القلم, وتهاوت به الأصولُ والقِيَم ونرجو أن يكونَ ما سطّرناهُ لأخينا الهندي عز الدين خيرَ باعث ليقول بالحقّ وبه يعدل, وأن يجنبنا مضايق الولوج في ما لا يرضاه ولا نرضاه له.... ولك تقديري الفائق أستاذنا الفاضل, تاج السر محمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: وائل فاروق)
|
الدرس الثامن
Quote: فكان ماذا!!؟ أن يدافعَ الكاتب عن حقوق المعلمين-وقد أحسن-بالسخرية من الأطباء-وقد أساء, فهو كمن أطبّ زُكاماً فأعقب جُذاما!! صبر الأطباءُ على حزّ الحلاقم, ومضغ العلاقم زمنًا طويلاً, بعد أن حيفوا في مهنتهم, وهم مع ذلك قومٌ شرافٌ لا يتملقون ولاةَ الأمر ولمْ يزيدوا أن طالبوا بحقوقهم والتي يبدو أنها أزعجت الكاتب ومن ينتمي إليهم, وساموهم بالزراية والترفّع, وعدم التواضع!! وهم ليسوا إلا كما قال القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني-رحمه الله-وقد أوردها الذهبي في السير: يقولون لي فيك انقباض وإنما *** رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما أرى الناس من داناهم هان عندهم *** ومن أكرمته عزة النفس أكرما . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحفةُ النبلاء في رد كلام الهندي عزّ الدين عن زمرة الأطباء (Re: وائل فاروق)
|
Quote: قلت: لمْ يكن كاتبنا موفقًا في استعمال لفظ الدلال على وصف حال الأطباء ومقارنتهم بالمعلمين..لكنّه اجترأ على الأطباء, جراءة من لا يليق بمثله في قول مثله!! ثمّ هل الأطباء ليسوا معلمين!!؟ لعلّ الكاتب لا يعلمُ أن من أخص ألفاظ القسم الطبي هو ممارسة التعليم المستمر للناشئة-من طلاب الطب وحديثي العهد بالمهنة-, وعدم البخل عليهم في التوجيه والإرشاد وهذا مشاهدٌ يعرفُه القاصي والداني, في أي يومٍ تدخل فيه المستشفى تجد أفواجا من الطلاب والأطباء يتحلقون حول استاذ الطب بشغف وجهد دائبين, وهو يقوم بذلك دونما أجرٍ إضافي...فالقول بالفصل بين المعلمين والأطباء هو قولُ من لا يعرف عن مهنة الطب شيئًا ولله درّ القائل: إن المعلم والطبيب كلاهما ... لا ينصحان إذا هما لم يكرما فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه ... واصبر لجهلك إن جفوت معلما |
رد منطقي وبليغ ومدعم بالحقائق على المنتفع من الإنقاذ المدعو الهندي.... لك التحية د. عبد العزيز .... ووفقكم الله في مطالبكم المشروعة , سيرو ونحن معكم.
| |
|
|
|
|
|
|
|