|
|
 القطن .. العود أحمد بقلم د. محمد احمد صالح أبراهيم( منقول من الرأى العام)
|
القطن (الذهب الابيض) كما كان يطلق عليه تباينت في جدوي زراعته الأراء بين مؤيد يدافع عن ماضيه الزاخر وباك على مجده الغابر، مذكراً بما كان يمثل من دعامة لاقتصاد السودان، في اشفاق كبيرعلي مصير زراعته,وبين متنكرله في عرف زراعة جديدة لا تحكمها سياسة وانما تتحكم فيها الأراء الشخصية من المسئولين الذين ما برحوا يتنكرون ويرمون القطن بكل قبيح ويعتبرونه محصولا خاسرا معيقا لنهضة الزراعة في السودان. لقد بذلوا كل الجهود لاخراج القطن من دوائر الانتاج بدعاوي عدم وجود التقانات وسوء التقاوي وغيرها وتدني انتاجية القطن خلال عقود كثيرة من بدايات زراعته.
لقد أفردت للقطن مقالا نشر بصحيفة (الرأي العام) في وقت ما تناولت فيه خيرات القطن علي السودان في الماضي وعددت فيه ما كنا نجنيه من جني القطن بداية من جلبه للعملة الصعبة عندما كان الناس في السودان لا يعرفون غيره، وما يوفره القطن من قطن محلوج لصناعة النسيج عندما كانت هناك صناعة نسيج وما يوفر لنا من الزيوت ومن علف مركز لحيواناتنا في شكل أمباز وما يوفره لها من العلف الأخضر ما يشبعها بعد حصاده.
تحدثت عن علاقات الانتاج المجحفة التي جعلت من القطن محصول الحكومة الذي لا يرغب المزارع في الزج بنفسه في أتون حساباته الخاسرة جراء اساءة القسمة وأعمدة التكاليف العجيبة!!. وتحدثت في مقالات أخري عن هجرالدولة للزراعة وضرورة العود الحميد الي القطاع الزراعي وتطويره والأخذ بالعلمية في تقنين انتاج المحاصيل والاستفادة من التقانات المحلية التي تواكب ظروف السودان أولا ثم الاستعانة بدول العالم في استجلاب من يناسبنا ولكن تحت اشراف الجهات العلمية المسئولة عن ذلك فالحديث عن تجارب دول مثل البرازيل في انتاج القطن واجراء التجارب في الاصناف والمقننات السمادية في منطقة الدمازين والنجاح في ذلك موضوع يحتاج الي وقت كاف لتقييمه,كما يقول العلم, فسنة واحدة لم تعرف حتى الآن نتائجها لا يمكن أن يبني عليها وتقييم اقتصادياتها يحتاج لوقفة أخرى!!
ان من الأمانة أن نتناول ما يقال عن القطن بشيء من التفصيل فعن التقاوي مثلا تؤكد نتائج البحوث الزراعية علي اجازة أصناف جديدة ذات انتاجية عالية ومواصفات غزلية ممتازة تجاوز عددها الـ (14) صنفا للقطاعين المروي والمطري خلال الفترة من العام 1990 وحتى العام 2006
وعن تقانات العمليات الفلاحية حظي القطن باهتمام بالغ بداية من تحضير أرضه, زراعته وريه وتسميده وما زالت هذه التقانات تنتظر الأخذ بها الي مواقع الانتاج.
ان تراجع المساحات المزروعة بالقطن في السودان يعزى لعدة أسباب كما أسلفنا ولكن يكمن أساسها في أن الزراعة نفسها لم تحظ بما تستحقه من اهتمام لفترة طويلة خاصة محصول القطن الذي هدمت بنيات أساسية كانت تقلل من تكلفة انتاجه مثل السكة حديد والهندسة الزراعية والمحالج وغيرها من البني التحتية.
والان وبعد كل ذلك الهجران يتحدث المسئولون عن عودة القطن والاجماع علي أن الوقت مناسب لعودته الي دائرة الانتاج ودعم الاقتصاد!! (الملف الاقتصادي) بصحيفة (الرأي العام) 24 فبراير 2011م، فما الذي جعل عودته مناسبة الان ولم تكن كذلك من قبل؟ والاجابة موجودة وهي اطلاعهم الان علي أن أسعاره مرتفعة وستظل مرتفعة وفقا لاستقراءتهم . والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه ماذا لو لم تصدق تنبؤاتهم هل سيخرجون من دائرة انتاجه مرة أخرى؟ أشك كثيرا في أن السياسة الزراعية في معظم الدول في العالم تبني على هذا المنحى من التفكير!!. ان عدم ثبات الرؤى فيما نريد أن ننتج يمثل مشكلة كبيرة لها آثارها السالبة على احصاءاتنا لما يجب توفيره من معينات الانتاج الزراعي مثل الآليات ووسائل النقل وغيرها وتقنين التراكيب المحصولية المناسبة في مشاريعنا الزراعية.
أخيرا أقول بأن مجرد التفكير بالعودة لزراعة القطن رغم ما شاب انتاجه في الماضي القريب شيء جميل يجعلنا نردد في رضي ان العود أحمد.
|
|
 
|
|
|
|
هاشم محمد الحسن عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست