|
|
 عرس الزين وصراع التدين الرسمي والتدين الشعبي
|
عرس الزين وصراع التدين الرسمي والتدين الشعبي
هشام محمود سليمان
[email protected]
كما وعدتكم سادتي أن نفرد حديث اليوم لمناقشة رواية عرس الزين هذه الرواية العظيمة التي لا تقل الق وبريق عن موسم ألهجره للشمال بل هي امتداد لرواية موسم ألهجره للشمال ولكن برؤيه مختلفة حيث ينتقل الصراع فيها إلي الداخل بين موسستين دينيتين هي مؤسسة التدين الرسمي الذي يمثله إمام المسجد والتدين الشعبي الذي يمثله الرجل الصالح الحنين والزين من أنصار هذا الشيخ كما يتجلي فيها الصراع بين بنية الوعي الخلاق الذي يظهر في بيئه تسودها بنية الوعي التناسلي لنري كيف تدير كل من المؤسستين والبنيتين صراعهما وماهي الوسائل والأساليب التي يتبعانها لتحقيق أهدافهما أما فيما يتعلق بالصراع بين التدين الرسمي والتدين الشعبي فهو صراع قديم ومتجدد بين الفقهاء الذين يقفون مع الرسوم والعلماء العالمين بالله ( أهل التصوف ) الذين ينظرون ألي جواهر الأشياء وحقائقها ولهم أساليب معينه في إدارة أمر الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي ومعالجة الأزمات التي تنشأ في المجتمع المهم في الموضوع أن الحنين الرجل الصالح الذي دار حوله لغطا كثيرا بين مختلف فئات المجتمع فمن يقول انه ارأه في البركل أقصي الشمال في الوقت الذي يؤكد فيه أخر انه ارأه في منطقة أخري في نفس التوقيت كان يحب الزين الذي يعتبره أهل القرية مخبولا لا يعيرونه أي اهتمام بل أن البنات لا يستترون عندما يرونه لاعتقادهن انه من المخبولين العلاقة التي تربط الزين بالحنين هي علاقة تختلف عن العلاقات فالحنين يعتبر الزين من المبروكين وكان دائما ما يناديه بقوله الزين المبروك إذن العلاقة بينهما قائمه علي الروح وكان الزين عندما يري الحنين تنقلب كل خلاياه من قمة الفوضى إلي ذروة الالتزام لماذا؟ لان الزين والحنين ينتميان إلي بنية وعي تخلف عن تلك السائدة عند أهل القريه وهي بنية الوعي الخلاق والتي يمثل فيها فعل الخير منتهي الأفق ففي هذه البنية كما أكد اريك فروم المنظر لهذه البنية تكون القيمة والمعايرة التي تعاير عليها الأشياء هي فعل الخير فبقدر ما تفعل الخير وتسعي له بقدر ماتكون قيمتك في المجتمع لذك كان الزين والحنين ينظران إلي الأشياء بمنظار منتهي افقه فعل الخير وحب الخير للآخرين وان نجد أصحاب بنيه خلاقه في مجتمع بنية وعيه تناسليه أمر جائز وممكن ولكن الذي يحدث هو أن المجتمع ينظر إليك بعين ملؤها العطف والتعاطف لأنه يعتبرك إنسان غير طبيعي وهذه هي محنة الخلاقين وسط قطيع من التناسليين لذلك فان الزين كان كثيرا ما يأتي بتصرفات غير مقبولة في مجتمعه فكان من اخص أصدقائه موسي الأبكم والجارية الطر شاء وكان كثيرا ما يتعاطف مع اؤلئك الذين لفظهم المجتمع لان الذي ينتمي لبنية الوعي الخلاق مهمته إن يفعل الخير دونما شرط وقيد لذلك كان ينظر إليه إمام المسجد شزرا لأنه يقيم علاقات مع أناس لإمام المسجد رأي فيهم من وجهة نظر لا تخلو من الموضوعية والزين له رأي أخر فيهم من وجهة نظر لا تخلو أيضا من الموضوعية والوجاهة فالإمام ينظر بعين الظاهر والزين والحنين ينظران بعين الباطن وان شئت فقل الإمام ينظر بعين الشريعية والزين والحنين ينظران بعين الحقيقة وهذه هي قمة ألازمه بين مؤسسة التدين الرسمي والتدين الشعبي عرس الزين من الروايات العميقة والي تصوب النظر لمعالجة إشكالات ماثله حتى تاريخ كتابة هذه السطور في مجتمعنا والأستاذ المبدع الطيب صالح حاول أن يساهم في حل هذه الإشكالات بصوره موغلة في الرمزية بأسلوب درامي ومن هنا تتجلي عبقرية الطيب صالح وهكذا دائما شان العارفين ببواطن الأمور ومالأت الأحداث
الزين كان كلما تحدث في شان فتاه للزواج منها كان ذلك بمثابة طائر السعد بالنسبة لتك الفتاة إذ سرعان ما تتزوج حتي أصبح الزين فال حسن لكل فتيات القرية هذه الجزئية بالذات هي التي تدل علي إن بنية وعي الزين تندرج تحت بنية الوعي الخلاق وذلك لأنه في غراره نفسه كان يضمر حبا عميقا لأحدي فتيات القرية ولكنه مع ذلك يدخل في بيوت القرية التي تكتظ بالفتيات العوانس ويطلق صيحته العجيبة وبعدها تتزوج من أطلق الصيحة بشأنها وكأنه كان يريد لبنات القرية أن يتزوجن بل بالفعل كان الأمر كذلك وهذا قمة الإيثار إن يوصف هو بالغباء ويسعي لتحقيق أهداف سامية كتلك الكلام عن رواية عرس الزين يطول ويطول ولكن نكتفي بهذا القدر ونترك الأمر لمدخلات الأصدقاء لتكتمل ألصوره بها
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست