|
|
 ندوة حزب الامة في نيويورك
|
ندوة حزب الامة في نيويورك
انفصال جنوب السودان وتداعياته علي الوضع السياسي الراهن
صلا ح الدين ادريس*
نفض حزب الامة في نيويورك الثلوج الكثيرة التي تراكمت في الساحل الشرقي مؤخرا وحاول اخراج الجالية السودانية من البيوت الدافئة بطرح قضية ساخنة , ولا اعتقد انها قضية فحسب ولكنها " تسونامي افريقية من الوزن الثقيل " واعتقد انها اكبر حدث ماساوي في تاريخ السودان الا وهي انفصال الجنوب . كانت الندوة تحت عنوان " انفصال حنوب السودان وتداعياته علي الوضع السياسي الراهن" . قدم الندوة امين عام حزب الامة في نيويورك وامين الاتصالات في امريكا الاخ الاستاذ الصادق الزين . في مستهل الندوة طلب من الحضور في ايماءة رائعة ان يقفوا " وقفة اجلال وتقدير للشعب المصري العظيم " ودلف الي الموضوع الرئيس وهو " انفصال الجنوب " حيث استند في مداخلته فكرة اساسية ينظر لها كثير من المثقفين السودانيين بشي من القلق وهي هل يؤدي الانفصال الي علاقة مأزومة بين الشمال والجنوب ام الي علاقة اخوية وتطرق القضايا ا لاساسية التي تمثل التحديات التي تواجه الطرفين وهي الحدود اب ياي والجنسية " المزدوجة" والديون والبترول .
لايفوتني في هذا المحفل ان اشير الي ان الندوة استهلت بايات في من الذكر الحكيم " رغم انف الشيوعيين " قراها الاخ حسن جميل السكريتر الثقافي لحزب الامة ورحب الاخ ابو جنة رئيس الحزب بنيويورك بالحضور منوها الي الندوة بداية نشطة للحزب في هذه المرحلة الهامة من تاريخ السودان وحيث اشار الي دور حزب الامة التاريخي في السياسة والحكم في السودان وكيف انه مهموم بكل التحديات التي يوجهها السودان في كل مرحلة من تاريخه .
خاطب الندوة اساتدة اجلاء اثروا الحركة السياسية والفكرية في السودان ردحا من الزمان هم الاخ هشام عثمان – ناشط سياسي والاخ الصادق ابونفيسة قيادي مرموق في حزب الامة والاخ دكتور احمد طراوة والاخ بشير بكار كمعقب .
كان المتحدث الاول هو الاخ د. هشام عثمان الذي تناول الاصل الذي جاءت منه فكرة الانفصال وهي اتفاقية نيفاشا حيث اشار الي ان انفصال السودان الحقيقي كان منذ العام 2005 وهو العام الذي وقعت فيه الاتفاقية والتي الفطيرة التي ادت الي الانشطار بين الشمال والجنوب . واشارالي ان المشكلة الاساسية في السودان هي وجود مزكز " مهيمن" واطراف " مهمشة" وهذه المشكلة التي ادت الي قيام الجنوب اولا ثم دارفور ثانيا . وحلل ان ما حدث في السودان يدل علي ان النظام انهزم اخلاقيا . وطرح رؤيته التي تأتي عن طريق الشعوب مشيرا الي الثورة المصرية وان الشعوب اكبر من الطغيان . مشيرا الي ان المعارضة السودانية لاتملك الحل لان اجندة القوة السياسية غير موحدة ولاتوجد استراتيجية موحدة هدفها واضح ومحدد.
المتحدث الثاني هو الاخ د. احمد طراوة وهو مثقف سوداني – حيث اشار الي السودان يتجه الي انتفاضة حيث تناول التجرية المصرية حيث اشار الي انها تجرية وليدة وتحتاج الي الكثير من الدراسة والتحليل حتي تتبلور وتتضح الصورة الكاملة لتلك التجرية العظيمة . ولكنه اشار الي ان الصراع المسلح مع الحركة السلمية وتجرية العصيان المدني هو الطريق الي تغيير النظام في السودان . حيث اشار الي الشعب السوداني قادر علي ايجاد نظام ديمقراطي سلمي . وتناول ايضا قضية المهمشين في السودان حيث اصبحت القضية المحورية في الواقع السياسي السوداني .
واشار د. طراوة الي نقطة هامة وهي الدور الامريكي في قضية الانفصال حيت اشار الي ان امريكا وجدت اضعف نظام مر علي السودان واستطاعت ان تنفذ كل الاجندة التي كانت تحلم بها واكبرها هو انفصال الجنوب .
المتحدث الثالث وهو د. الصادق ابونفيسة وهو سياسي واكاديمي سوداني وخبير دولي وتناول العديد من القضايا واولها هو التغيير الذي حدث في النظام العالمي وكيف تحول من الدولة القومية وهي الدولة القائمة علي قوميات مختلفة الي الدولة الشعبية وهي التي تحكمها القيم الجديدة " حقوق الانسان" وكيف اصبحت السيادة اللشعب وليس للدولة . رحب بالتغيير الذي حدث في كل من مصر وتونس انه بداية التغيير في الانظمة العتيقة في الشرق الاوسط . وتناول الواقع السوداني وتجرية السودان مع الديمقراطية باعتبارها تجارب قصيرة انتهت بانقلابات عسكرية ادت الي الواقع الماساوي الذي عاشه السودان من قبل ويعشه الان . تحدث عن اتفاقية نيفاشا حيث اشار الي انها اتفاقية امريكية وان انفصال السودان كان في الواقع منذ التوقيع وهو العام 2005. واشار الي ان ابرز اثار الانفصال هو خلق دولة مغلقة في الجنوب أكبر التحديات التي تواجها هي كيفية تحقيق الوحدة الوطنية" بين القبائل الجنوبية وضرورة خلق نظام ديمقراطي وتحقيق الشفافية والقضاء علي الفساد في الدولة الوليدة .
عقب علي الندوة الاخ بشير بكار وهو دبلوماسي سوداني سابق وموظف دولي حاليا حيث اشار الي ان انفصال الجنوب يمثل بالنسبة له قضية " هزيمة شخصية" , واشار الي ان الثورة المصرية ليست هي الاولي كما ذهب المتحدث الاول ولكن سبقتها عدة ثورات منها ثورة عرابي وثورة سعد زغلول. واشارالي اننا في السودان في حاجة الي " نقد ذاتي" - لابد ان نجلس ونفند ذواتنا اولا ثم ننطلق الي الاصلاح حيث اشار الي ان الاصلاح لن يتم مالم توجد في السودان قيادة واعية وتنظيم سياسي جامع يستوعب كل التباين الحاصل في السودان .
حضر الندوة عدد لاباس به من الجالية السودانية في نيويورك وشاركوا وعقبوا في الموضوع المطروح حيث اشار الاخ فيصل علي بضرورة الصراع المسلح واشار الاخ عاصم الي ان المعارضة لاتملك تكتيك واضح والاحزاب التقليدية فشلت في قراءة الواقع السياسي . واشار الاخ معتصم احمد الي ان المؤتمر الوطني بسياسياته الاجتماعية والاقتصادية والاضطهاد الذي تعرض له الجنوبيين هي التي قادت الانفصال . وأشار التوم حجر الي ان مشكلة السودان هي الكوادر المتعلمة التي لم ترتفع الي مستوي القضايا السودانية المستفحلة وابرز مثل هو قضية دارفور. وااشار اسامة خلف الله الي ان قضايا التحول الديمقراطي ومفاوضا ت الدوحة مجرد " دلع سياسي " واشار الاخ الهادي الي ضرورة العمل الجاد من اجل اسقاط النظام .
اخيرا كانت الندوة فرصة اتاحها حزب الامة للجالية السودانية في نيويورك وكانت نقاشا فكريا واكاديميا وموضوعيا علي مستوي متقدم والقضية المطروجة هي قضية كبيرة ومحورية وتحتاج الي معالجات عديدة وخاصة ان ما حدث في التاسع من يناير يمثل " زلزال " كبير جدا دمر الكثير من القيم الاساسية والراسخة في السياسة السودانية . نشكر حزب الامة علي هذا التناول الثر لهذه القضية ولكن المسالة هي الكلا م ما اسهل الكلام القضية هي ان يساهم الحزب في اصلا ح ما افسده الدهر .
صحفي سوداني مقيم في نيويورك
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Salah Idris
Elwaleed M. Ahmed
تبارك شيخ الدين جبريل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست