------------------------------------------------------------- ***- قال الرئيس السوداني عمر البشير اليوم انه لا يخشى مصير الرئيسين السابقين التونسي زين العابدين بن علي والمصري محمد حسني مبارك واعدا بعدم حجب الحريات خلال المرحلة المقبلة في بلاده.
***- وقال البشير في كلمة امام الاف من انصاره بمدينة (الدبة) الشمالية بعد ان افتتح عددا من المنشات الخدمية والتنموية "نريد ان نسمع صوت الناس ولا نخشى من مصير مبارك وبن علي".
***- واضاف "نحن في السودان نعيش على قيم ومباديء الحرية لكونها الطاقة المحركة للشعب" مؤكدا ان محاولة كبتها تعد حجزا لانجازات الشعب.
واعتبر البشير ان انفصال الجنوب لبى رغبة الجنوبيين وتطلعاتهم وانه تحقق بكامل وعيهم مضيفا "عليهم يسهل وعلينا يمهل" واعدا بان تبدا حكومة الشمال مرحلة جديدة تقوم على التنمية ورفع القدرات الانتاجية وتحسين اوضاع المواطنين.
واكد تمسكه بالشريعة الاسلامية قائلا ان حكومته حزمت امرها لجعل الحكم بالشريعة واقعا في الشمال وانها لن تتخلى عن تنفيذه.
***- ومن جهة ثانية حيا الرئيس السوداني ثورة الشباب المصري مؤكدا انها ستكون انطلاقة حقيقية للمنطقة التي يعد غيابها اكبر مؤثر على الصعيد العربي ممتدحا الادوار التاريخية التي لعبتها مصر في القرون الماضية وواصفا اياها بانها دولة رائدة وقوية.
***- وحيا البشير ايضا الشباب التونسي مؤكدا ان حكومته ستظل تدعم مسيرة الحرية والتحرر وانها ستقف مع فلسطين حتى تتحرر القدس.
***- للأسف فان كل الاسباب المذكورة أعلاه لا تبرر أبدا غياب التلفزيونات السودانية خاصة التلفزيونات الرئيسية الثلاثة، وهى التلفزيون القومى،النيل الأزرق والشروق عن تغطية الأحداث المصرية بشكل مقبول ومتوازن ومهنى..!!
***- إذا كان السبب هو التعاطف مع النظام المصرى أو توقع عدم وصول الانتفاضة المصرية الى اهدافها والخوف من رد فعل النظام المصرى على المشاركة فى نقل الاحداث، فلم يكن مطلوبا من تلفزيوناتنا ان تفرش (ملاية) لهذا النظام، كما فعلت قناة الجزيرة، بل كان بامكانها كما فعلت قنوات فضائية مصرية وغير مصرية عديدة مثل( دريم والمحور والحياة والبى بى سى العربية وحتى القنوات المصرية الرسمية) ان تنقل الاحداث بطريقة مهنية ومقبولة بدون أن يجروء أحد على اتهامها بالانحياز لهذا الطرف أو ذاك، بل كانت ستجد الاحترام من الجميع، ولكن أن تكون ملكية أكثر من الملك، او تتعامل بكل تلك اللامبالاة وتظل تبث الاغانى العاطفية والنكت السخيفة طول الوقت وكأنه ليس هنالك شيئا فى الجارة مصر التى تربطنا بها علاقة خاصة جدا، فضلا عن وجود مئات الالاف من السودانيين فيها، فلقد كان أمرا مخيبا للآمال، ومضرا بالتلفزيونات نفسها التى انصرف عنها كل المشاهدين لمتابعة الاحداث فى تلفزيونات اخرى، بالاضافة الى ما قد يجره تصرفها من غضب الشعب المصرى عليها ..!!
***- وإذا كان السبب هو توجيه رسمى من الدولة بعدم نقل الاحداث، فلا أحد يفهم لماذا توجه الدولة التلفزيون بعدم نقل الأحداث بشكل مهنى، وما المضر فى ذلك؟!
***- وإذا كان السبب هو الخوف من انتقال العدى الى الشارع السودانى، فالتلفزيونات السودانية ليست هى الوحيدة التى تشاهد فى السودان، بل على العكس تماما من ذلك، فالفضائيات العربية هى التى تحظى بمشاهدة أعلى بكثير من التلفزيونات السودانية، ولا يكاد يخلو منزل فى انحاء البلاد المختلفة من (دش) يستقبل الفضائيات العربية والعالمية، حتى فى المناطق التى لا توجد فيها كهرباء، وهى معلومة معروفة للجميع، فلماذا يحرم التلفزيون نفسه من المشاركة فى نقل حدث مهم يجتذب اليه المشاهدين ويظهره بمظهر مهنى راق، بحجة واهية ؟!
***- أما إذا كان السبب هو ضعف المهنية، فمن الأجدر بالحكومة والجهات الاخرى التى تتبع لها هذه التلفزيونات، أن تستعين بكوادر أخرى تفهم العمل الاعلامى التلفزيونى المهنى الصحيح لتقدم لنا شيئا نستفيد منه ونفتخر به بدلا عن أكوام الركاكة والضحالة التى تقدم الان ..!!
***- وصلتني مكالمة من صديق عزيز يقيم بموسكو يعلق فيها علي الموضوع فيقول:
***- (...حبيبنا ود الصايغ سلام. والله انا قاعد اقرأ مقالاتك وماقاعد اعلق عليها، لكن الليلة مقالتك زعلتني زعل شديد، ياأخي وزير الاعلام بتاع الانقاذ ده شنو عشان تفتح ليه "بوست" وتكتب عنه?!!، ليه بتضيع وقتك في الفارغة?!!!
***- ياأخي الوزير ده الناس فاطاه ومتجاهلاه لانو اصلآ مامعروف عندهم ...ولاتاريخه شنو?، ***- المواطنون اصلآ مامدينو اي اعتبار ولااحترام لان مواقفه كلها خائبة وضد الاغلبية في سبيل كرسي وزاري حكموه قبلو عشرات الوزراء!!، ***- يااخي الوزير ده مستعد يعمل اي حاجة للبشير بس يكون راضي عنه ومايقطع ماهيته وشوية الامتيازات!!
***- بالله الليلة لو واحد مصري بالسودان قابل الوزير ده وسأله " ليه بتحجب انتفاضتناومايشوفوها الاخوة السودانيين ونحن جيران الحيطة بالحيطة?"!! يرد عليه بشنو?!!
***- ياود الصايغ، وزيرالاعلام الاسرائيلي ماحـجب اخبار الانتفاضة المصرية عن شـعبه...وكل التلفزيونات الاسرائيلية بتبث اخبار "ميدان التحـرير" بلا رقيب او ممانعة، يجي وزير الانقاذ الجـهلول بتاع "الحقنة" ويـصر علي الحـجب وهو عارف انو كل الشعب السوداني بتابع الحاصل في مصر من محطة " الجزيرة" "والعربية" ومن الCNN الاميريكية?!!
***- غايتو الله ابتلانا بـمصيبة اسمها الانقاذ وحكومة ال77 وزير...وماعلينا لا الدعاء لازالة البلاء!!
***- كان عندك موضوع تاني عن الزول ده احـسن توفر وقتك في حجة مفيدة!!
***- وهل استطاع وزير اعلام الانقاذ ان يخفي حقائق ماوقع بمصر عن الشعب السوداني?، ***- وهل هو وفي قراره نفسه مقتنع بان مايقوم به من تعتيم علي اخبار الانتفاضة في تونس ومصر ومظاهرات الجزائر اليمن والسودان عملآ يشرفه ويفتخر به?،
***- الا يعرف هذا الوزير ان كل مايقوم به من عمل ويتنافي مع اخلاقيات العمل الاعلامي موثق ومدون بعشرات المواقع الالكترونية سياتي اليوم الذي نذكره بمخازيه وفساده?،
(1)- سودانيات يطالبن بالإفراج عن ابنائهن الذين اعتقلوا خلال تظاهرة للتضامن مع الثورة المصرية ******************************************************************************** الـمصـدر: جـريـدة "القـدس العـربي" اللندنيـة، بتاريخ: 2011-02-13 الخرطوم ـ رويترز: --------------------------------------------------- ***- قال شهود إن نساء تجمعن امام مقر جهاز الأمن السوداني الأحد وطالبن بالإفراج عن ابنائهن وآخرين اعتقلوا خلال سلسلة من الاحتجاجات استلهمت الثورة المصرية.
***- وقال شاهد من رويترز في منطقة أخرى من العاصمة إن ضباط الأمن منعوا صحافيين من التجمع للمشاركة في احتجاج ثان على اعتقال زملاء لهم. وأضاف الشاهد أن الضباط ألقوا القبض على خمسة مصورين تلفزيونيين وصحافيين كانوا يحاولون تغطية الحدث.
***- وكان شبان نظموا سلسلة من الاحتجاجات الصغيرة في أنحاء شمال السودان في الأسابيع القليلة الماضية على ارتفاع الأسعار وانتهاكات حقوق الانسان. كما دعت بعض المواقع الالكترونية والمحتجين الى تغيير النظام.
***- وقال شهود إن الشرطة المسلحة بالهراوات والغاز المسيل للدموع تدخلت بسرعة واعتقلت مشاركين. ولم يكتسب المحتجون حتى الآن قوة الدفع التي شهدتها تونس او مصر.
***- وقال شاهد من رويترز إن اكثر من 20 امرأة يحملن صور المعتقلين تجمعن في هدوء امام مقر جهاز الأمن الوطني صباح امس. ولم يتحرك الضباط على الفور لإلقاء القبض عليهن.
***- وقالت سمية حباني زوجة المعارض البارز مبارك الفاضل لرويترز إنها لن تترك هذا التجمع الى أن يتم الإفراج عن ابنيها. وكان صحافيون سودانيون يعتزمون تنظيم احتجاج امس على اعتقال زملاء لهم خلال المظاهرات.
***- وقال شاهد من رويترز إن عشرات من أفراد الشرطة وضباط في ملابس مدنية اتخذوا مواقعهم خارج مقر المجلس الوطني للصحافة الجهة المنظمة لوسائل الإعلام لمنع التجمهر هناك.
***- وقلل مسؤولون حكوميون سودانيون من شأن الاحتجاجات في الداخل قائلين إنها تصرفات فردية من قبل طلاب تأثروا بناشطين أجانب ومواقع الكترونية.
***- وأحجمت حكومة السودان عن التعقيب على الثورتين في تونس ومصر قبل نجاحهما. لكنها سارعت الى تهنئة المحتجين بعد إسقاطهم الرئيسين. وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير لحشد في الولاية الشمالية بالسودان امس إنه يحيي الشباب المصري والثورة المصرية.
صحيفة ليبية تنتقد تخلف الاعلام الليبي عن مواكبة ثورة مصر **************************************************** الـمصـدر: جريـدة "القدس العـربي" اللندنية، بتاريـخ: 2011-02-14 طرابلس- ---------------------------------------- ***- انتقدت صحيفة (قورينا) الليبية المقربة من سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي الاثنين "غياب الاعلام الليبي" عن تغطية ومواكبة اخبار ثورة مصر" وسقوط نظام الرئيس حسني مبارك.
***- وتحت عنوان (ليلة سقوط الاعلام الليبي) كتبت الصحيفة "جاء الخبر البشرى الذي طال له الانتظار. سقط فرعون مصر الأخير. تنحى عن سلطته المكروهة المرفوضة (...) ولحظة الانتصار. كان كل العالم فرحا وكان كل الاعلام هناك ينقل ويرصد ويسجل ويوثق لحظة الانتصار التاريخي لشعب مصر العظيم".
***- واضافت إن "الغائب الوحيد هو الاعلام الليبي يملأ صفحاته بكتابات خانعة منفصمة عن نبض الجماهير".
***- وتابعت الصحيفة إن "الاعلام الليبي اضاع علينا فرحة الاحساس بان انتصار ثورة جماهير مصر هي انتصار لنا ولثورتنا وجماهيريتنا وساهم عن قصد او جهل في تحويلها الى عدو لثورات الشعوب في تونس ومصر".
وقالت "بهذا يكون قد مارس فعل الخيانة العظمى ويكون بذلك اختار الاعلام لنفسه ان يسقط ليلة سقوط الفرعون الاخير".
***- وكانت ردود الفعل الليبية شبه غائبة منذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية في مصر في 25 كانون الثاني/ يناير.
***- واكتفى التلفزيون بنقل الأحداث والتظاهرات عن التلفزيون المصري الحكومي بينما تبنت الصحف الليبية موقف الاعلام الرسمي المصري.
***- ولم يصدر رد فعل عن ليبيا سوى بعد تنحي مبارك، حيث هنأت اللجان الثورية معقل الحرس القديم في ليبيا ليل الجمعة السبت الشعب المصري "بانتصار ثورته على نظام حسني مبارك" الذي بقي ثلاثين عاما في الحكم.
***- ورحبت الصحف الليبية بانتصار ثورة مصر في اليوم التالي.
***- فحكومات السودان المتعاقبة دأبت على النزول إلى ملاعب السياسة الدولية بـ (الزي المحلي) واللعب مع الشخصيات الاعتبارية بأدوات الشخصية الفردية .. والنتيجة خليط مريع بين الآراء الشخصية والتصريحات الرسمية، وبين الكلام الشعبي والرسمي ..! اقتصادنا حجر عثراته سلوك وقناعات الشخصية السودانية، فتطور الاقتصاد يتوقف على نزول المواطن إلى ملعب الاستثمار العالمي باستراتيجيات نفتقر إليها محلياً، كما يتطلب أن يصبح التوجه نحو إنجاح الاستثمار الأجنبي محلياً ثقافة شعبية سائدة ..!
***- أما علاقة الحكومة بالمواطن – عندنا – فكانت ولا تزال على طريقة (كان عجبك)، وإن لم فـ (ورينا شطارتك)، نحن الشعب الوحيد في العالم المحروم من نعمة التملق، فحكوماتنا المتعاقبة لا ولم تتملق شعبها يوماً .. السوداني هو المواطن الوحيد في العالم الذي لسان حاله مع حكومته (قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً) ..
***- أكاذيب حكوماتنا الطويلة والكثيرة آخر همها البقاء عند حسن ظن شعبها ..! هنالك كتاب فلسفي/سياسي صدر حديثاً للدكتور كلود يونان بعنوان (طرق التضليل السياسي)، وهو في مجمله تأصيل فلسفي للقاعدة السفسطائية/السياسية الشهيرة (ما يلذ للشعب هو الخير وما لا يلذه هو الشر) .. فن التضليل السياسي هو بالضبط ما ينقصها – أي الحكومة - فن التلاعب بالتصريح بحيث ينقلب فسيخ الإخفاقات الحكومية إلى شربات معتق في عقول الجماهير المغلوبة، علها تسعد بحالها على طريقة (أخو الجهالة في الشقاوة ينعم)..! بصدق وجدية بالغة لا أثر فيها للمماحكة أو التهكم، أتمنى على حكومة جمهورية السودان أن تقرأ هذا الكتاب الصادر عن المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع .. نسخة لكل وزير .. نسخة لكل مسئول .. نسخة لكل سفير .. نسخة لكل حكام وولاة ووزراء الولايات .. ولا بأس في نسخة لكل عضو مجلس وطني ..!
***- اقرءوا عن التملقية .. التسويفية .. التأويلية .. التضليل السيكولوجي .. التضليل باستخدام الوسائل المنطقية (التمثيل، والتركيب والمغالطة، والاستقراء الناقص والافتراض) .. تبحروا في طرق التضليل بالخلط .. والالتباس .. والغموض .. والغش .. والمناورة .. والمشاغلة .. والإلهائية .. والخداع .. والكذب .. والرياء .. والتمويه .. والتشويه .. والتعمية .. والتعتيم .. والمداورة ..! ركزوا – رجاءاً ! - على فنون التضليل الكلامي بواسطة الاستعارات البلاغية (التغيير والتبديل، والمصانعة والمجاراة، والمماحكة، والشكِّية، والتدليس) .. ولا مانع أبداً من التخصص في التضليل بأدوات الشعوذة، والتضليل الأيديولوجي .. لا مانع البتة .. ثم تعالوا وصرحوا (بمزاج) .. شريطة أن يكون المضمون (متفقاً عليه) ..! المهم أن يصبح للتصريح السياسي – في هذا البلد - قيمة وثمن .. لا (حشفاً وسوء كيلة) .. اكذبوا بنظام ومنهجية .. ونعدكم أن نحاول .. وإن على حساب المصداقية ..!
من اجل إعلام جديد ******************** الـمصـدر: جـريدة "القدس العـربي" اللندنيـة، بتاريـخ: 2011-02-15 الكاتب: محمد كريشان- ----------------------------------- ***- مشهد يلخص كل شيء: مدير الأخبار بالتلفزيون المصري يهرب مذعورا في حماية الجيش للاحتماء بمكتبه بعد أن أراد صحافيون غاضبون في مبنى التلفزيون البطش به بسبب الطريقة التي غطى بها تلفزيون الشعب ثورة الشعب.
***- في مصر الآن وفي تونس من قبلها يطرح بقوة موضوع الإعلام في عهدي بن علي ومبارك ومدى التعفن المهني والأخلاقي الذي أصابه والذي يستدعي مراجعة صريحة وصارمة حتى يقع استخلاص الدروس والبناء القوي لمستقبل إعلامي حر وتعددي ومهني دون خوف من تراجع أو انتكاس. وإذا كان ثمة ما يسمى في العالم بالعدالة الانتقالية التي تهدف إلى معالجة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان في الدول المتخلصة حديثا من الاستبداد دون ثأر أو انتقام بغية الانتقال بشكل سلمي وغير عنيف إلى الديمقراطية وسيادة القانون، فإن الحاجة تقتضي في حالتي تونس ومصر إلى صيغة مشابهة على الصعيد الإعلامي.
***- الخطوة الأولى في تمشي العدالة الانتقالية، كما في الصيغة الإعلامية المنشودة، هي الوقوف قبل كل شيء على حجم الانتهاكات السابقة. لا بد من جردة حساب للمرحلة السابقة قبل أي كلمة عن الحاضر أو المستقبل. ليس مطلوبا إنشاء محاكم تفتيش أو نصب مشانق ولكن هناك شيئا اسمه تحديد المسؤوليات حتى لا تتميع الأمور وتختلط. لا مفر من بسط كل الأوراق على الطاولة حتى يعرف الرأي العام حقيقة صحافيي بلاده والتمييز بين النزيه وغيره.
***- وإذا أردنا أن نحدد مستويات تورط عدد من صحافيي عهدي بن علي ومبارك فإنه بالإمكان أن نقف على الأقل عند مستويات أربعة لهذا التورط. البعض 'تخصص' في احدها وكثيرون جمعوا بين أكثر من واحد: ـ التضليل وذلك من خلال كتابات إنشائية منافقة ألـّـهت الرئيسين ومجدت زوجتيهما وراحت تكيل المديح الفج والمبتذل لكل سياستهما رغم أن أبسط شروط العمل الصحفي هي المحافظة على نفس نقدي أدنى.
***- طبيعي أن يكون لكل نظام سياسي أنصاره ومؤيدوه، حتى من بين الصحافيين، لكن للتأييد أصوله أيضا فهو لا يعني تزيين أعمال القيادة السياسية مهما بدت خاطئة أو ########ة وإلا أي فرق يوجد بين النخبة وبين الدراويش سدنة السحرة والدجالين؟ ـ انتهاج سياسة منهجية تقوم على تحقير وشتم المعارضين من سياسيين ونشطاء المجتمع المدني بل وأيضا من صحافيين لا يشاطرونهم نفس عقلية الحمد والتسبيح للرئيس وبطانته. قد اختصت في تونس ومصر صحف معينة وأقلام محددة في هذه المهام القذرة التي تجاوزت كل حدود الفجور في الخلاف. وقد ظل القانون معطلا في الوقوف في وجه هؤلاء المحميين الذين انقلبوا الآن على أسيادهم السابقين ظنا منهم أن هذا يجبّ ما قبله.
***- ـ ارتباط بعض الصحافيين بالأجهزة الأمنية وانتظامهم في الوشاية وكتابة التقارير عن زملائهم والشخصيات التي يلتقون بها. لقد خان هؤلاء الأمانة الصحفية بشكل لا يمكن التغاضي عنه أو غفرانه. وإذا كانت السلطات الانتقالية أو الجديدة في تونس ومصر تريد صادقة القطع مع أسلوب المخبرين هذا في القطاع الإعلامي فقد لا يكون هناك مفر، في وقت من الأوقات، من نشر قائمة بأسماء هؤلاء وبعضهم كان يتقاضى راتبا شهريا نظير خدمات امتدت أيضا لتشمل العمل ضد نقابة الصحافيين ومنظمات حقوقية محترمة.
***- ـ الفساد المالي الكبير الذي وصم به عدد لا بأس به من القيادات الصحفية التي كانت السلطات تعمل على إسكاتها وتوريطها بكل السبل عبر الإغداق عليها بالإعلانات الحكومية التي يحرم منها الآخرون وعبر هبات مالية غير معروفة وقروض ضخمة بعضها لم يسدد أبدا. هذا الفساد جعل بعض هذه القيادات الصحافية أقرب عمليا إلى السماسرة ورجال الأعمال المشبوهين منهم إلى أي شيء ذي صلة بعالم الصحافة ولإعلام.
***- لا مفر من معرفة كل هذه الحقائق قبل أن نشرع في فتح صفحة جديدة في إعلام كل من تونس ومصر. بعضهم قد يكفيه الاعتذار عن أخطائه السابقة والانخراط مجددا في عالم الإعلام، والبعض الآخر لن يفيد معه سوى القول: آسف ومع السلامة!
**********************************************
***- الكلام لك ياجارة: او بمعني ادق الكلام لك ياوزير اعلام الانقاذ وتوابعه!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست