|
Re: على قروب الفيسبوك لنوثق مجددا لذكرى شهداء معسكر العيلفون ( خطبة ودنوباوي الحبيب ابو ) (Re: محمد حسن العمدة)
|
الخطبة الثانية17 أبريل 1998 ألقاها: عبدالمحمود أبو في مسجد ودنوباوي
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم . وبعد / قال تعالى : ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون صدق الله العظيم .
أحبابي في الله واخواني في الوطن العزيز : لقد تأثر كل الشعب السوداني والرأي العام العالمي بحادث شهداء العيلفون من شباب هذا الوطن العزيز وقد قام أنصار الله نيابة عن شعب السودان في أداء فريضة صلاة الجنازة قياماً بغرض الكفاية حيث صلوا عليهم صلاة الغائب ولولا ذلك لأثم جميع المسلمين في السودان ، وظلت السلطة غائبة وفارضة نقمتها على الحادث الكبير حتى جاءت برقية فخامة الرئيس محمد حسني مبارك معزية في الشهداء ، عندها تحركت الحكومة . إننا نقول الآتي : ـ
أولاً : لقد جاءت الإستجابة متأخرة جداً ، حيث كان الواجب أن تتحرك الجهات المسئولة لمكان الحادث وتقف بنفسها على الأوضاع وتصدر بياناً للشعب السوداني توضح فيه الحقائق كاملة وتتحمل مسؤليتها عن التقصير الذي حدث وتبين أسماء الذين استشهدوا كما تذكر أسماء المفقودين وتناشد أسرهم للحضور لاستلام الجثث لتجهيزها التجهيز الشرعي ومن ثم يتم دفنها لأن الشريعة تقول يجب أن يكون الذي يجهز الميت غسيلاً وتحنيطاً وتكفيناً ودفناً هو أقرب الناس للميت . كما كان يجب على السلطة أن تصل لكل أسر هؤلاء الشهداء معزية ومتفقدة ومكرمة للشهداء وملتزمة بكفالة أسرهم أو على الأقل تعويض هذه الأسر كما تفعل مع غيرهم . ولكن الحكومة لم تفعل ذلك لماذا ؟ هل ان السلطة تقيس الأمور بمقياسين تكرم البعض وتتجاهل البعض الآخر ؟ هذا لا يستقيم شرعاً ولا قانوناً ولا خلقاً ، بل ان كلام السلطة عن هذا الحادث جاء حياً متواضعاً لا يليق بحجم الحادثة التي هزت كل بيت في السودان .
ثانياً : ان أسلوب السلطة في تمييع القضية بتنظيم زيارات للمعسكر وابراز مظهر الشباب على أن روحهم المعنوية عالية وأن الهروب كان عفوياً دون أسباب . هذا الأسلوب لا يجدي فكيف يستقيم عقلاً أن يفر مئات الشباب ويفضلون الموت غرقاً دون أن تكون هنالك أسباب موضوعية ، لا بد أن تكون هنالك أسباب ومسببات وأشخاص مسؤلون فلا يجوز أن تضيع أرواح الشباب هدراً دون أن تكون هنالك جهة مسئولة . إن حكم الشريعة يقول إذا وجد شخص ما مقتولاً في أحد الأحياء ولم يُعرف القاتل يلزم أهل الحي أجمعين بدفع دية القتيل . لأن حرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمة الكعبة وقد أعد الله للذين يقتلون النفس بغير حق خمس عقوبات قال تعالى : ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً .
ثالثاً : لا بد من تكوين لجنة محايدة من القضاة والمحامين والأطباء والقوات المسلحة للتحقيق في هذا الحادث وتعمل هذه اللجنة بحرية تامة بعيداً عن التأثير ، وتتصل بكل من له صلة بهذا الحادث وحتى سكان العيلفون الذين كانوا قريبين من موقع الحادث وتملك هذه اللجنة الحقائق كاملة وبعدها يُحاسب المسؤلون عنها وفق العدالة . رابعاً : لقد أظهر الحادث خللاً كبيراً فقد أعلنت السلطة أن الشهداء ٥٢ ولم يتم التعرف إلا على ١٨ شخصاً وسمت المفقودين بالهاربين . هذا يوضح ان إدارة الخدمة لا تملك كشوفات لهؤلاء المجندين تحمل أسماؤهم وعناوينهم وصورهم وبصماتهم حتى إذا فقد أحدهم يتم التعرف عليه بسهولة . وما مصير الذين دفنوا قبل التعرف عليهم ؟ لأن الإدارة نفسها أعلنت أنها لم تتعرف إلا على ثمانية عشر شخصاً . وما المانع أن يكون المفقودين غرقى ؟ إن هذا الخلل يقتضي المراجعة الكاملة لموضوع الخدمة تبدأ بإعادة الطلاب لمواصلة تعليمهم وإيقاف تجنيد الطلاب إلى ما بعد التخرج كما يجب أن توقف الحملات القسرية التي تمارس الآن . إننا نترحم على الشهداء ونكرر عزاؤنا لأسرهم . ونسأل الله لنا ولهم الرحمة والفرج العاجل ...
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: على قروب الفيسبوك لنوثق مجددا لذكرى شهداء معسكر العيلفون ( خطبة ودنوباوي الحبيب ابو ) (Re: سعد مدني)
|
من هم شهداء معسكر العيلفون ؟؟
في الثاني من ابريل 1998م وكغيرهم من ابناء الوطن اراد طلاب معسكر العيلفون الذين اجبروا على اداء الخدمة الالزامية حتى قبل معرفة مصير شهادتهم السودانية ولان مستقبلهم اصبح مرهونا بالاقحام في محرقة الحرب ارادو حضور مناسبة العيد الكبير عيد الاضحى المبارك مع زويهم واهليهم ارادوا ان يقضوا بضع سويعات يشعرون فيها بانسانيتهم وتتجدد مشاعرهم ويتذوقون شهد الحرية من جديد عسى ان تكون تلك الساعات زادا لهم في مقبل ايامهم المجهولة وشعلة في عتمة ظلامها وربما الابدي .. فما كان رد قيادة ما تسمى بمنسقية الخدمة الوطنية ؟!! ..... يا لبشاعة الظالمين المتجبرين علي عباد الله ...
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: على قروب الفيسبوك لنوثق مجددا لذكرى شهداء معسكر العيلفون ( خطبة ودنوباوي الحبيب ابو ) (Re: محمد حسن العمدة)
|
من هم شهداء معسكر العليفون ؟ .... اجبر جميع الطلاب السودانين الانخراط فيما سمي بعزة السودان كتائب الموت التي انشئها نظام الجنرال البشير ليجعل من الصغار والكبار في السودان وقودا لحرب رفع لها شعارا دينيا لحرب سياسية اقتصادية اجتماعية اعترف هو نفسه لاجقا بعدم دينيتها لكنه وفق الغاية تبرر الوسيلة عمل علي زج الجميع في الحرب حماية لنفسه وحكمه .. لم يراعي في ذلك شيخا ولا طفلا حتى النساء اللاتي في بيوتهن نزع منهن حليهن بتبرير دعم الجهاد وزاد المجاهد ليجاهد في ارض تنازل عنها الان بكل سهولة وكان ملايين الارواح لم تزهق وكان الحرب دارت في بلد اخر لا ينتمي الى تراب هذا الوطن وبل تخلي عن نقل رفات شهدائه تاركا لهم في ارض الاعداء الكفار ؟!! والسؤال هو اذا كان التنازل عن الوطن يهذه السهولة فلما تم قتل طلاب معسكر العيلفون ولما تم تسريح الاف من المواطنين من الخدمة المدنية لانسهم لم يناصعوا لاوامر الانخراط في معسكرات ما عرف بالدفاع الشعبي معسكرات الموت والحرب والدمار ؟!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: على قروب الفيسبوك لنوثق مجددا لذكرى شهداء معسكر العيلفون ( خطبة ودنوباوي الحبيب ابو ) (Re: محمد حسن العمدة)
|
عفوا فلذات أكبادنا.. القلب يتفطر دما والمقل تفيض دموعا.. أنام باكية وأصحو باكية منذ سماع الخبر الفجيعة والنهاية الفظة لحياة شباب غض تسامى ورفض الانسياق وراء أكاذيب سلطة القهر ودعاوى الجهاد رغم إدراكي أن البكاء وحده غير مجدٍ بدون فعل.. أنام وأصحو متسائلة المرة تلو الأخرى من هم؟؟.. كم هم؟؟.. كيف يموت 260 شابا على مرأى ومسمع من الناس دون أن يجدوا من ينقذهم؟ حتى أولئك الزبانية والشياطين الذين كانوا يمطرونهم بوابل الرصاص عندما طاردوهم من معسكر العيلفون لماذا لم يحاولوا إنقاذهم ولو لإعادتهم أحياء لإتمام غسيل الأدمغة ثم دفعهم لمحرقة الحرب قسرا ليلقوا حتفهم لاحقا في ساحة العمليات؟
عفوا فلذات أكبادنا.. القلب يتفطر دما والمقل تفيض دموعا.. أحاسيسي لم ولن تتبلد إزاء القهر الغاشم.. أحاول طمأنة النفس دون جدوى بأننا لا نتفرج وإنما نختزن ليوم المواجهة الظافرة والنصر الآتي على كل الذين يسعون في بلادنا بلا أرجل كما وصفهم أحد مبدعي الشعب القابضين على جمر الانتماء لقضية الحرية والعدل.. فجذورنا ما زالت مغروسة في تراب هذا الوطن انتماءً أصيلا وحميما للوطن ولقضايا المسحوقين والمقهورين في كل أرجائه شبرا.. شبرا.
عفوا فلذات أكبادنا.. القلب يتفطر دما والمقل تفيض دموعا.. إننا نعلم أن ما دعاكم لرفض التجنيد القسري هو إدراككم أننا أمسينا نعيش في بلد ذبحته الأيادي الآثمة باسم الإسلام.. وقد دفعتم حياتكم الغالية ثمنا لهذا الرفض.. ونحن ندرك أيضا أن هذا البلد لم يعد ذاك الوطن الذي كنا نعيش فيه ونعرفه.. لم يعد ذلك الوطن الأبي الذي لم يستسلم يوما لطاغية أو متجبر.. الوطن الذي تنظم نقابات العمال فيه الإضراب والمظاهرات ضد القوانين المقيدة للحريات الديمقراطية ولا يهرول قادتهم لموالاة السلطة كما يفعل تاج السر عابدون هذه الأيام.. ذلك الوطن الذي يخرج طلابه ونقاباته ومواطنيه للشارع في الخرطوم فور سماعهم لنبأ اختناق مزارعي جودة داخل المعتقل بالنيل الأبيض حين كتب الشاعر صلاح أحمد إبراهيم الطالب آنذاك قصيدته المشهورة (لو كانوا حزمة جرجير يعد كي يباع/ لخدم الإفرنج في المدينة الكبيرة / أو كانوا فراخا تصنع من أوراكها الحساء/ ما وضعوا في قفص يمنع الهواء..). يعذبنا السؤال عن ذلك الوطن الذي يفزع أهله لنجدة المظلوم في الطريق العام بعفوية ساحرة.. ويعذبنا السؤال عن المواطنين في المواصلات العامة الذين شهدوا القسوة والوحشية التي انتزعكم بها زبانية النظام من بينهم دون حراك رغم الغضب الذي ملأ جوانح غالبيتهم.. وفي العيلفون نفسها شهد البعض مطاردتكم بالبندقية ومأساة الغرق التي أعقبت ذلك ولم يبادروا حتى بانتشال الجثث من النهر لسترها قبل أن تتحلل.. ونتساءل في حيرة يشوبها الألم والحسرة هل أصابهم ذهول من هول الصدمة.. أم هو تحسب لما قد يترتب على تدخلهم لاستنكار الجريمة أو عرقلتها ناهيك عن محاولة إيقافها بتأديب من يقوم بها.. فالسلطة عزمت على سحق إنسانيتنا.. وقد نفذت وعيدها بالإفقار والتعذيب بل القتل والإرهاب الشرس المتواصل.. ولم يعد وطننا اليوم هو الوطن كما كان.
عفوا فلذات أكبادنا.. القلب يتفطر دما والمقل تفيض دموعا وفجيعتنا فيكم لا تحدها حدود.. كانت عقولكم وسواعدكم هي أملنا في بناء سودان جديد تسود الحرية والعدل وكل حقوق الإنسان في جميع أرجائه.. والعزائم ثابتة حتى آخر ما تبقى لنا من عمر.. نزداد إصرارا كل لحظة لتحرير واستعادة وطننا المسلوب من الذين سفكوا دماءكم باسم جهاد مزعوم.. لن نترك أرواحكم تضيع هباء.. لن نترك دماؤكم تسيل هدرا.. أحمل بين جوانحي صمود مدفع عبد الفضيل وود الزين.. في وجداني شجاعة رماة الحدق والسحيني والنوير وعثمان دقنة.. وثبات جوزيف والشفيع وعبد الخالق وعلى فضل وكل الذين وهبوا حياتهم قربانا لتبقى بلادنا وطنا للبطولات ومستقرا دائما لقيم الحرية والإنسانية والعدل. قسما عظما سنبذل الجهد ونناضل ونقاوم ليقطف الشعب ثمارا باتت وشيكة بعد نهوضه لمواجهة سلطة القتلة الغاشمة صارخا في وجهها أن اذهبوا للجحيم إلى غير رجعة.. عندها ستكون الدموع دموع الفرحة باستعادة وطننا كما عرفناه.. عندها يتفطر القلب دما لافتقادكم يوم فرحة الشعب بالحرية التي شاركتم في صنعها بدمائكم الغالية.
أمكم المكلومة سعاد إبراهيم أحمد تخاطب الصحفيين باعتبار أن مجزرة العيلفون - امتحان لحريـة الصحافة المزعومة وسف يأتي يوم قضحهم ومحاسبتهم غلى التفريط..
أحداث معسكر العيلفون المأساوية التي راح ضحيتها مئات الشباب من المجندين للخدمة الإلزامية من الواضح أنها كانت (بلغة التعليم) امتحانا عسيرا خارج المقرر؛ وإصابة قاتلة لمصداقية الصحافة السودانية فجعلت الحديث المتكرر عن حرية الصحافة شعارا خاويا من أي مغزى حقيقي في الواقع العملي. نستند في هذا القول على المعايير الموضوعية للإعلام ومبادئه الأولية التي نحن على يقين أن صحافتنا على علم كامل بها، فالكلمات الخمسة التي تبدأ بحرف (الدبليو) ( W ) في الإنجليزية وترجمتها بالعربية: ماذا؟ أين؟ متى؟ من؟ لماذا؟ هي أول ما يتعلمه الإعلاميون في صياغة الخبر ومتابعته وتحليله.
نستدل على وجود تلك المعرفة من واقع ما نشرته صحافة السودان في الماضي القريب لتغطية خبر مقتل محي الدين شريف مسئول منظمة حماس وثلاثة فلسطينيين آخرين في المظاهرات التي أعقبت الاغتيال على سبيل المثال. فالخبر اعتبر حريا بالنشر بعناوين بارزة أو مانشيتات لافتة للنظر في الصفحات الأولى، وتمت متابعة تطوراته بتفاصيل وتحليلات توضح مختلف جوانبه وظلال معانيه. والمثال الآخر يأتي من أوروبا في متابعة خبر الهجوم على الألبان المسلمين في كوسوفو حيث لقي عشرات المواطنين حتفهم في مجزرة جديدة للحكام الصرب وتابعنا كل التطورات اللاحقة للحدث بكل تفاصيله والاستنكار الذي صاحبه في صحافتنا السودانية. مثال ثالث يتعلق بخبر مصرع حجاج البيت الحرام تحت أقدام المتدافعين نحو رمي الجمرات إذ نال الخبر مكانة مميزة في صدر صحافتنا (الحرة).
كل تلك الأحداث تقل حجما وشأنا مقارنا بما حدث في العيلفون التي تقع في طرف الخرطوم وليس على بعد آلاف أو مئات الكيلومترات؛ من لاقوا حتفهم في العيلفون ليسوا آحادا كالفلسطينيين.. ولا عشرات كالألبانيين، وإنما هم مئات من السودانيين الشباب المجندين قسرا للخدمة الإلزامية اسما والعسكرية فعلا.. هانوا في نظر السلطة فاختطفتهم من الطرقات دون علم أو إخطار لذويهم وحشرتهم في معسكر سيئ الإعداد والتغذية (الطيب النص بالعيلفون) وعندما حاول بعضهم الهروب والعودة لأهلهم تمت مطاردتهم بالرصاص وحصارهم بين النهر والبندقية.. فأزهقت أرواح المئات منهم بقسوة لا مثيل لها، وهي كارثة ما زال الشعب في انتظار معرفة الحقائق المتعلقة بحجمها وملابساتها لأن ما صدر رسميا هو الاستهانة بالعقول مجسدةً، ونعتبره لا شيء غبر المزيد من ممارسات التضليل الإعلامي المعهود للنظام للتستر والتعتيم الشامل على مجزرة العيد الجديدة.
غير أن النظام ظل يدعي دون كلل أننا نتمتع بحرية الصحافة ويردد في كل مناسبة أنها حرة غير مقيدة.. وصحافتنا هذه التي يتمشدق النظام بأن مساحات الحرية للرأي الآخر متاحة فيها بالكامل لم تسعفنا بما يشفي الغليل من المعلومات تداني ما فعلوه لواحدة من أحداث الخارج المذكورة أعلاه ناهيك عن إعطاء صورة مكتملة بالتحري في أسباب الحدث وظروفه وتطوراته.. إن صحافتنا (الحرة) لم تكترث لأبجديات الإعلام في كل ما يتعلق بهذه المأساة من تحديد لعدد القتلى وأسماءهم وأسباب الوفاة والمبادرة لمعرفة ذويهم المكلومين ولو لمواساتهم ، بل فقدت كل المصداقية عندما تسترت على الخبر الفاجع أياما ثلاثة دون تساؤل، وما نشر كان مبتسرا ، ولا يوازي أو يتناسب بأي معيار مع مأساة مفجعة بهذا الحجم المهول.. لم يكن النشر بجهد بذلته أو ملاحقة لصيقة لمتابعته وإنما كان نقلا عن المتسببين في الجريمة أنفسهم.
هل يجوز بعد كل هذا أن نعتبر السودان متمتعا بحرية الصحافة وهو المقهور في مجمل أوجه حياته؟ بعد كل هذا تسودون صفحاتكم بالدعوة لوفاق مزعوم بل ودعوة المعارضين في الخارج للعودة.؟ أليس من الأجدى لهم الاحتماء ببنادقهم بدلا من العودة لوطن بات يحكمه قتلة لا تأخذهم مثل إنسانية ولا رحمة حتى بالأطفال.. وطن بات أطباء فيه لا يتورعون عن تزوير شهادات الوفاة.. وطن أمسى رجال أمنه يقومون بدفن ضحاياه جماعيا بليل.. ويتمشدقون بعد كل هذا بمشروع حضاري مزعوم ونتساءل هل قتل الشباب ضمن جدول أعمال هذا المشروع؟
أيها الصحفيون.. رجاءً ابحثوا وأوجدوا لأنفسكم سبلا أخرى لكسب العيش غير الصحافة.. فالصحافة أمانة قبل أن تكون وسيلة لكسب العيش.. وهي أمانة من الواضح أن قدرتكم على حملها في الظروف الراهنة معدومة تماما.
المكلومة سعاد إبراهيم أحمد
| |
 
|
|
|
|
|
|
|