|
عصا موسى تهزم الفرعون ...
|
إذا كان التونسيون قد استحضروا في ثورتهم أبيات شاعرهم أبوالقاسم الشابي الذي عاش قبل مائة سنة تقريبا، والتي تلخص في أن إرادة الشعب هي التي تحقق المستحيل وتطوع القدر، فإن المصريون وإن لم يستلهموا أبيات شوقي فقد كانت حاضرة، والتي يقول فيها: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا. الآن ينكتب تاريخ جديد ليس لمصر وحدها بل لكل العرب، ولكل الشعوب التي عانت كثيرا وهي تنتظر أن تشتم رائحة الخبز وتتنسم الصباح الجديد. وكما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما فإن تاريخ جديدا يكتب في مصر. والتاريخ لا يكتبه إلا الشجعان، الأوفياء، الأذكياء. الذين يكون الإقدام لهم ركابا. الآن تبدأ حقبة جديدة، ينتهي فيها زمن الثورات الكلاسيكية، وزبانية الفراعنة، مهما كان شكل الفرعون وموقعه، فالفرعون هو الذي يصرعه موسى بتكنولوجيا العصى.. حيث كانت العصا هي "فيسبوك" ذلك الزمان. وأخيرا يسقط السحرة أمام الـ "فيسبوك"، وتبقى المواجهة بين الفرعون وشعب موسى، ويفر الفرعون ببدنه ليكون عبرة وآية كما جاء في الذكر الحكيم. هو مصير الجبروت في كل زمان ومكان.. مصير الطغاة.. مصير الظالمين.. مصير الذين يقتلون الشعوب ويجوعون الأطفال ويرمون بالمفكرين والمثقفين والشرفاء في مزابلهم لينقلب عليهم الحال.
|
|
|
|
|
|