|
حتى لايصبح البحر مصدراً لموت الأسماك ..
|
هكذا .. وبعد نضال ٍ وحرب ٍ ناهزت النصف قرن من عمر السودان السياسي ،، ينهي المؤتمر الوطني والحركة ُ الشعبية ويطفئان نار َ آخر بارود ٍ مات تحت رماده الآلاف من أبناء الشمال والجنوب منذ العام 1955 .. لم تكن نيفاشا وحدها التي حسمت ملف الحرب في السودان ووضعت ترتيبات ولوائح وقواعد الانفصال والوحدة ، بأقوى من إرادة المواطن الجنوبي الذي صوت لتقرير مصيره بنسبة 100% ، فتحققت له وحدته أثنيا ً تلك التي أراد ، وانفصاله الذي سعي اليه بصوته وحده . ولكن تظل هواجس مابعد الانفصال فاغرة ً فاهها لتبتلع كل الألسن التي صوتت وزغردت لانفصال الجنوب . انه ليس بالنفط والثروة الحيوانية يحيى الجنوب .. فالأخوة الجنوبيون يحتاجون في هذه المرحلة المفصلية والناشئة في تاريخهم السياسي الجديد الذي يتمدد فوق أرض ٍ ذات وضع جيوسياسي وديمغرافي يميزها ويجعلها محل أنظار العالم ؛ يحتاجون الي التسامح والتصالح مع الذات والنفس وحل عقدة الدونية . يحتاج الجنوبيون الي التواصل الاجتماعي وإعادة التحالفات التاريخية القديمة بينهم كقبائل عريقة وقبائل المجاورة من عرب المسيرية .. فأكثر السيناريوهات يكاد يرسم صوراً قاتمة ، هو ذلك السيناريو الذي سيحول الجنوب إلي مذبحة قبلية كبري .. ذلك إذا لم يغلب السياسيون الجنوبيون مصلحة وطنهم علي مصالح القبيلة الضيقة . فمعروفٌ عن الجنوب إرثه في الخلاف القبلي .. أرجو أن يخيب ظني وينعم أهلنا الجنوبيين بحياة سياسية هادئة تؤرخ لمجدهم السياسي وتأخذ بأسباب التنمية ..
|
|
|
|
|
|