في ذكرى الرحيل المر لسيزر الكرة السودانية (سامي عز الدين)

(عدل بواسطة سامى عبد الوهاب مكى on 02-07-2011, 10:21 AM)

Quote: جائني صوته خافتا ,, مبحوحا ,, الو ,, الو ,,, منو معاي ؟؟؟ معاك سامي عزالدين ,, اهلا بيك بس صوتك غريب !! والله يا جار تعبان شوية ومرهق وعندي ضربات في القلب ,, اشفقت عليه ورجوته ان يحافظ علي صحته وان يقابل طبيب حتي يقف علي صحه قلبه وان يخفف من التمارين خاصة انه قضي فتره كبيرة دون تدريب او ممارسه رياضة مما تسبب ذلك في سمنه قد تسبب له مشاكل صحيه , وقلت له ضروري اجراء فحوصات للقلب والكلسترول خاصة انه في مصر ,,وعدني خيرا ,, انتهت المحادثة بيننا ,, ولكني لم اذق طعما للنوم في الليل, بدأت استرجع كلماته وتخوفه من ضربات القلب وشكواه التي خصني بها ,, اتصلت به صباحا عدة مرات ولم يجب ,, انشغلت كثيرا لعدم الرد ,,ولكنه عاود الاتصال بي بعد الظهر وطمانني انه بخير الآن ولكنه مرهق قليلا ويحتاج الي راحه فقط ,, كررت له ان يقابل الطبيب , وقبل ان اودعه ذكر لي انهم ذاهبون غدا للتسوق بالقاهرة خاصه انه يود ان يشتري ملابس لاطفاله واهله ,ووعدني بالاتصال بي من وقث لآخر ليطمأنني بصحته ,كما ذكر انهم سيغادرون للسودان قريبا جدا ...................................... كنت في العمل عندما اتصلت بي زوجتي وهي تعلم مدي صداقتي للحبيب سامي عزالدين , وسألتني عن اخبار سامي عزالدين ,, استغربت جدا من سؤالها في ذلك الوقت خاصة انني لم اطلعها علي اتصالي به في القاهرة,,حقيقة زادت ضربات قلبي وشعرت ان امرا قد حدث للحبيب ,,وعندما شعرت زوجتي بالضيق الذي اعتراني ,, قالت انا سمعت في اخبار التلفزيون ان سامي مريض وفي حاله حرجة وهو الآن في العناية المركزة ,, لم تشاء ان تطلعني بالحقيقة اتصلت باحد الاصدقاء المقربون لي وللحبيب سامي حيث وجدته يبكي بحرقه حيث لم اتمالك نفسي وبكيت بكاءا هستيريا التف حولي لاعبي نادي الوصل يواسوني في اخي الذي فقدته كثيرا ............. سامي الذي سكن القلوب واقام مملكته فيها ,,وعاش بين الضلوع واحتل الشرايين الحمراء وصار نغما تتغني به الملايين عندما كان لاعبا وعندما اتي مدربا وعندما رحل عن سمائنا ,, رحل بجسده ولكنه ترك لنا روحه السمحة الي اودعناها في النجمة لنستدعيها حين يخفت الضوء لتسطع وتنير الدروب,كان شعلة من نشاط يعمل كثيرا ويتحدث قليلا , كان قائدا من طراز فريد,لا يجامل ولا يتلاعب ولا يهازر ولا يغدر,, كان كالمطر الذي يسقي الزرع والوقود الذي يقود القاطرة , والخيط الذي يربط دفاعه بهجومه ,,كان محبا للمريخ وادل علي ذلك عندما اتته فرصة اللعب كمحترف في مطلع الثمانينات لنادي الوصل وكان يومها في قمة عطائه,, ولكنه اعتذر وفضل زميله حموري . عزيزي وصديق الطفولة سامي لا اقول لك وداعا فانت ما زلت بيننا تفعل فينا مثل رائحة العبير وتغلف نفوسنا بالعطور, اربكت اهاتنا عندما كنت تهطل كالمطر,وحجرت دموع عيوننا عندما جاء القدر,يامن كنت كالطاؤوس بالوانك الزاهية واجنحتك الحمراء والصفراء ,,كنت كطائر لا يحب غير الارض الخضراء والنسمة العليلة التي تأتي في المساءات الهادئة الوادعة واوقات الاصيل الناعمة الناعسة وفي تباشير الصباحات الندية الصافية ................................................. يعيش البعض مرتديا اقنعة لكل زمان ومكان الا انت فمنذ ان عرفتك لم تتبدل ولم تتغير ولم ترتدي قناعا لم تكن مقتنعا به ,, عشت لاولادك ومريخك ,, عشت فقيرا ومت شهيدا,, رحلت غنيا باخلاقك وتفانيك,,وبمحبيك ومريديك واصدقائك في كل مكان وكل زمان ,,ادري ان ليس كمثل الحاجة اذي ولا قدرها وزنا وشقاء,,ورغم ذلك اعرف عنك انك تبطن الحاجة وتلفها بدفء العزة ولا تجعلها تغادر ضلوع صدرك الكبير الواسع.................................................................................. المهمومون با سعاد الناس احياء من الدرجة الممتازة,يستمعون الي نبض القلوب,وينامون علي ايقاع الاحاسيس ,يدركون كل ما بسمعون,ويفرحون للجمال اينما كان وفي مكان , هم مسكونون بروح وثابه تدرك مقاصدها اينما حلت وارتحلت ,.. انهم لايمرون كالهواء بين البيوت لانهم يقرئون ما كتب في الازقة والجدران ......................................................................................... واخيرا قمة السعادة ان لا يعيش الانسان لنفسه فقط ,,,,,, فقد عاش الراحل المقيم لينشر السعادة من حولنا , ######ر نفسه لخدمة واسعاد الملايين من ابناء الوطن ,كما انه آثر التضحية بالنفس وهو يغادر هذه الدنيا وهو يؤدي عمله في خدمة الزعيم ,والايثار والتضحية بالنفس هما اغلي المعاني التي يمتلكها الانسان , كما ان النفس اعز ما نملك وعندما نقدمها هدية للمحبوب فذلك قمة الايثار بالروح التي لا ينال شرفها الا القليل من الشرفاء ........................................................................ عشت بطلا ومت شهيدا فهنيئا لك يا صديقي ..........

Quote: في مباراة جوبا الشهيرة أصريت أن يلعب سامي وأجلس أنا في الاحتياطي برز نجم الراحل في الدورات المدرسية التي تقام مراحلها الأولى في كل مدن السودان بينما تقام النهائيات في الخرطوم وكان سامي ضمن منتخب مدرسة الهوارة وقد كنا بحكم أقدميتنا في نادي المريخ نقوم بترشيح النجوم للانضمام للمريخ فقمنا بترشح اللاعب سامي عز الدين وعبده الشيخ والطاهر هواري والعمدة وكان ذلك في عهد الإمبراطور الراحل حسن أبو العائلة وقد برز الراحل كلاعب وسط ماهر وصاحب فكر كروي عالي وتحركات جيدة في المعلب ساعدته مهارته العالية وقد زاملته لأكثر من ثلاثة سنوات وبعدها فكرت في الاعتزال ولم تكن الهجرة للأمارات في بالي في هذا الوقت .. في عهد الرئيس محمد جعفر نميري وعند افتتاح جامعة جوبا في الجنوب تقرر قيام مباراة بين المريخ والهلال على شرف هذه المناسبة وكان فريق المريخ يعاني من غيابات كثيرة ولم يكن حال الفريق مستقراً بعكس الهلال الذي كان في كامل قواه ومكتمل الصفوف ( جكسا ، قارقرين ، الدحيش ) وكنت أنا لاعب في الفريق وأقوم ببعض المهام التدريبية في غياب المدرب منصور رمضان الذي لم يغادر معنا لظروف خاصة وكنا أنا والمدرب حسن محمد عثمان دقنو والراحل أبو العائلة نضع في تشكيلة المباراة وأصريت على أن يبدأ سامي كلاعب وسط أساسي على أن اجلس أنا على الاحتياطي فأعترض أبو العائلة قائلاً بأن سامي لازال صغيراً وأن هذه المباراة كبيرة عليه وكان أبو العائلة يصر إصرار شديد على أشارك أنا كأساسي ، لكني أقنعتهم أن سامي قادر على أن يقود وسط المريخ وكسبت الرهان ودخلت أنا في آخر ربع ساعة في المبارة لانخفاض اداء المريخ. قصة هدف سامي الشهير : كانت المباراة تلتقط أنفاسها الأخيرة كسبنا مخالفة قريبة من وسط الملعب تقدمت لتنفيذها وكانت لنا طريقة معينة لأداء الكرات الثابتة في ذلك الوقت كلاعبين ، حيث كنا نعتمد على الإشارات فيما بيننا ، فقمت بالإشارة على الراحل للتحرك رغم تغطية لاعب الهلال الفاتح الريشة له ، فسددها كرة جميلة داخل الشباك محرزاً هدف رائع زاد من روعته بأنه أتي من لاعب لأول مرة يلعب مباراة كبيرة كهذه وأيضاً أتي في آخر الدقائق وهدف حقق لنا أول كأس جوي .. وكان سامي أحد نجوم هذه المباراة وأدى مباراة أكبر من خبرته بكثير نجومية الراحل سامي: سامي من اللاعبين الذين أتوا بنجوميتهم بأنفسهم ولم ينتظر مساعدة أحد ، لما يملكه من أداء راقي وفن جميل في كرة القدم وكان يمتلك كاريزما القيادة من أول أيام انضمامه للمريخ ، زد على ذلك أنه كان لاعب محبوب وسط زملاءه اللاعبين وكان دائم الحرص على توفير مستلزماتهم، وكذلك كان محبوب من كل مجالس الإدارة المتعاقبة على المريخ لأنه كان يمتاز بخلق رفيع وأدب جم جعله محل احترام الجميع . بفقده فقد السودان مدرب كان سيكون له شأن كبير في عالم التدريب لانه كان يمتلك كل مقومات المدرب الناجح ، ولكن يد المنية أخذته قبل أن يواصل مشوار عطاءه الثر ، نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنة . _________________

Quote: احمد سالم ...او بيجو ...قدم الى المريخ من نادى الشاطى عطبرة..ليصبح واحد من جيل العظماء فى المريخ...عاصر جيلين من الاعبين الجيل الاول جيل بشارة وكمال عبد الوهاب والفاضل سانتو وسليمان ابو داوود وكاوندا والجيلى عبد الخير وعمر احمد حسين وحمورى وسانتو الخرطوم (محمد عبد الصادق) وعادل ابو جريشة الذى لا يعلم الكثيرين منك انه كان اسرع لاعب فى الدورى الممتاز وكان قويا رشيقا...(سبحان الله)...الجيل الثانى كان جيل الشباب فى ذلك الوقت امثال فيصل الكورى والطاهر الهوارى وسامى عزالدين وحامد بريمة والعمدة ومحمد على الجيوومازدا وعبده الشيخ وعبده ساتى والعمدة ..مع العلم ان هناك العديد من الاعبين الذين عاصروا الجيلين معا كيف وقعت للمريخ.. كنت العب فى ذلك الوقت بنادى الشاطى عطبرة النادى الذى ترعرعت فيه..من اشباله حتى الفريق الاول والذى تم اختيارى فى نفس عام انتقالى للمريخ كافضل لاعب بعطبرة التى كانت تزخر بالعديد من المواهب وكان هناك تنافس لتسجيلى من المريخ والهلال ولا اذيع سرا اذا قلت ان ادارة الهلال دفعت لنادى الشاطى اكثر من نادى المريخ ولكن نظرا لعلاقتى الكبيرة بنادى الشاطى خيرتنى الادارة ان اختار بين العرضين فاخترت المريخ بلا تردد..لاحساسى بالقرب من لاعبين المريخ وادرته ولعشقىللاحمر الغالى. واذكر ان اقيمت مباراة بين المريخ والشاطى عطبرة ( 1973 على ما اذكر) لتوقيعى بالمريخ وخصص دخل المباراة لصالح نادى الشاطى ولعبت الشوط الاول مع نادى الشاطى والثانى مع المريخ كاول مبارة لى...وبعد نهاية المبارة دخل جمهور عطبرة الملعب لوداعى فى لحظات لا انساها ابدا ..ولم اتمكن من الخروج من الملعب الا بعد مضى اكثر من ساعتين فقد كنت اودع الجميع فردا فردا.. وانطلقت مع المريخ العظيم حتى صرت احد اعمدة المنتخب السودانى فى ذلك الوقت بيجو دائما الجماهير هى التى تطلق الاسماء...ثم يتبعها الصحفيون..ويسير عليك الاسم ‘ واذكر ان اسم بيجو جاء مع ظهور سيارة البيجو 404 السريعة...وهى نفس الفترة التى اطلق على مازدا الاسم . اجمل مبارياتى كانت مع برى فى الدورى الممتاز وفزنا فيها واحرزت هدفا لا انساه ابدا. سامى عزالدين مهما تحدثت عن سامى عز الدين لن اعطية حقة ...فالكلام عن سامى لا ينصف هذا النجم الخلوق ..العشرى ..المحبوب من الكل لاعبين جمهور وادارة فى اجماع غريب...لا يشذ احد ابدا فى حب البطه الاسم الذى كنا نحب ان ننادى سامى به...قدم الينا من مدنى من الهوارة مع جيل من الشباب وكان الاميز... سبحان الله والله من غير ان اعلم ان اليوم هو ذكرى رحيله المر كنت اتذكره من الصباح وانا فى الطريق الى العمل.. سامى كان رجل مباراة جوبا والتى منها انطلق ليحقق مع المريخ كل انجازات المريخ من كاس الكوؤس الافريقيه الى سيكافا ودولية دبى.... ولا زلت اذكر مباراة جوبا الشهيرة التى كنت العب بها طرف يمين ..وكنت دائما اصرخ مشجعا لسامى صغير السن..تمام يا سامى...ايوه كدة يا سامى... كان محبوب كل المدربين..وخيارهم الاول....فقد كان نجما بحق وحقيقة ..له الرحمة...ونسال الله ان يجعلة من اصحاب اليمين..ويغفر له ...ويحفظ ابناءه واسرتة...

Quote: باقي دقيقة.. وسامي مافي! * شرقنا بالدمع.. تعبنا من ماراثون الحزن.. تجلدنا له فما أجدى.. تدثرنا بالصبر فما أفاد! * تعبنا.. تعبنا.. أرهقنا الفقد تلو الفقد.. مزقنا الحزن.. اكتفينا منه .. وما اكتفى منا! * لا يزال فينا فقد (صديق) حياً.. جرحه النازف لما يندمل.. ملامحه المترعة بالطيبة تداعب جفوننا الملتاعة فتحرمنا النوم.. وتسلب طمأنينة النفوس الوادعة! * ما يزال معنا عبق (الربيع).. نسمة بتفيض بالأمل.. إنسان من عالم تاني.. جميل ووديع.. طيب.. ومتسامح وحقاني! * كنا وما زلنا نتنسم روح (صلاح).. حزنه مقيم.. وفقده عظيم.. كان نجمة تسعى على قدمين.. اختارت أن تسكن عليين! * وقبلهم غافلنا (حسين حلة).. ما وادعنا ولا قال لنا متى سيعود.. ولا منحنا برهةً لنتأمل ملامحه المترعة بالطيبة قبل الفراق.. ولا نبس ببنت شفة.. رحل صامتاً كعادته.. وانزوى فقيراً إلا من حب الملايين! * أطبق شفتيه الغبشاوين .. وفات.. فافتقدته مساءاتنا الندية.. وبكته مآقينا المترعة.. حاشانا ما نسيناه .. أبداً! * فكيف يريدون منا أن نودعك بعد كل هذا الفقد يا سيزر؟ * كيف نرثيك وأنت أكبر من كل حروف الرثاء.. واعظم من كل الكلمات؟ * من لجوبا بعدك يا سامي المقام .. من لها وهي تتجمل لتستقبل بشائر السلام.. وتضع هدفك الراقي في متحف الحب البديع؟ وتحمله في حدقات العيون المترعة بآمال الآتي من جوف المستقبل الجميل؟ * من يطرب بعدك أشجار المانجو يا سيزر؟ من يغني لفاتنة الجنوب ( جوبا مالك عليا.. جوبا شلتي عينيا)؟ * من يخاصر بعدك نيل الرجاف في حضرة النجوم ليرقص معه رقصة الفرح الجميل في ليلةٍ سكنت التاريخ.. وانتزعت دررالقبطان.. وأطربت ابن البان؟ * من يعزينا فيك وأنت تغازل شرفة المريخ من مدينة المآذن؟ * من يصبرنا عليك وأنت تختار أن تختلس منا لحظة الوداع لتحتضن السماء وتداعب النجوم وحيداً .. ولا تترك لنا سوى الدمع إزاراً ورداء؟ * أذكرك جيداً.. وأنت تنثني أمام البنزرت.. لتلف جزعك الرشيق ببراعةٍ ليست غريبة عليك.. وترفعها إلى فتح الرحمن من زاويةٍ مستحيلة.. متحدياً كل قوانين الفيزياء.. لتهزا بنيوتن وجاليلو.. وتفجأهم بمعادلةٍ جديدة.. لم نطالعها في أي كتاب للطبيعة! * تقبل سانتو الهدية.. وانقض عليها بالرأس الذهبية.. معلناً وصول النجوم إلى نهائي الأحلام.. ورفعت لنا بعدها الكأس في قلب الأحراش.. وسطرت اسمك في عمق التاريخ.. كأول نجمٍ في السودان يرفع أربع كؤوس جوية! * فكيف نرثيك بعد كل هذا العنفوان؟ وكيف نبكيك؟ وما تركت لنا قطرة من دموع الدم إلا وحملتها برفقتك وأنت تتأوه في ليلة الرحيل قبل أن تسلم الروح إلى باريها.. وتسلمنا إلى حزنٍ ما انفك يلاحقنا.. يدمي قلوبنا ويمزق مآقينا! * ( قمرٌ لبابٍ واحدٍ .. ومهاجرٍ بالعشقِ، منقطعٍ لدربٍ قاصدٍ.. القلبُ زكَّته الخيولُ لعرسها يوم الرحيلِ فكان ميلادُ المطر.. هكذا…سحبٌ، دخان، برقٌ، رذاذ، وزفير ماعزتي وراء "التُّكْل". النار والأبنوس، مدفأتي .. وعصيدة الدخن العتيقة "والكَوَلْ".. بكاء أخي الصغير، فنِلّتي الشوهاء، سروالي الممزق من مطاردة السحالي والورل.. وزجاجة السمن المخبأ في السياج، ولم يزل**) !! * ترنم ( أبكر) للوطن الجميل.. وساح في متونه ليطرق مواعين الصبابة.. وكنت فينا مثله..حاملاً للمسك يا سامي.. تحذي.. وتعالج.. حاشاك لا ضقت.. لا تأففت! * جئت من فوهة الموهبة الفطرية.. أتيتنا من مدني السني.. وتربعت على عرش الإبداع.. فأحبك الأب الروحي.. وقال فيك كلمةً سارت مثلاً لكل من يقدرون النبوغ والموهبة الفذة. * قالها شاخور: ( سامي ما بيطلع) عندما هتف البعض مطالبين باستبدالك في إحدى المباريات.. وبالفعل جاء الفرج من قدم سيزر.. فهتفوا له من الأعماق.. (باقي دقيقة.. سامي بجيبها)! * لكن سامي اختار أن ( يطلع ) هذه المرة خلافاً لرغبات المريدين.. خرج بهدوء وهو الذي تعود على انتزاع ضجيج الأكف الصاخبة كلما داعب الكفر وأجبره على أن يدندن معه دون حبل للصوت! * تسرب من بين أيديهم قبل أن تشبع من طلته الحلوة مآقيهم. * حلقت روحه قبل جسده مع طائر عاد إلى الوطن ليعيده لهم جسداً مسجى .. وروحاً تغازل نجومها من شرفات جنات الخلد! * سافر من غير وداع.. وكلماته المتفائلة ما زلت ترن في أذني ( المريخ سجل كويس .. الأولاد الجداد كويسين خالص.. ما تخافوا علي المريخ.. ما بتجيهو عوجة)! * (ليس ثمة من سؤالٍ عن مواقيت الرحيل.. وأرى التفاصيل العويصة في اشتعال السوق، في كيميا التحلل والذبول.. والنوقُ ترتع، ثم ترجع، ثم تبعر فوق أسفلت الشوارع،والنعامة تستغيث، وتدفنُ رأسها في شنطة البوليس، وأراكِ هاربةً من الدكان يا أماه.. أرى…أرى.. "يا ولد، أمسك لسانك.. يا مشوطن"..أو لا أرى.. وسكتُّ ممتشقاً رؤاي**) ! * لم غافلتنا يا سيزر؟ لم فجعتنا يا سليل مانديلا؟ * لم ترجلت يا عميد الجيل الأعظم؟ يا جالب الأفراح بالأجواء طائعة؟ * لم فجعتنا .. لم نثرت دموعنا بعد ما عودتنا نثر الفرح في ليالينا الكئيبة؟ * لم غيرت عادتك القديمة يا جرحنا النازف في عشيات النجوم؟ * كيف.. غافلتنا ورحلت؟ ولم أوجعتنا في لحظة الطلق الجديد؟ * لم؟ لم؟ لم لملمت أشياءك ورحلت عنا؟ ونحن في أمس الحاجة إليك يا سيزر؟ * ألم تعجبك هيئتنا الجديدة؟ ألم ترضيك ؟ * فلماذا لم تخبرنا كي نهيئ لك طلةً أخرى تليق بمقامك السامي.. يا سامي المقام؟ * باقي دقيقة.. وسامي بجيبها!!! * باقي دقيقة.. وسامي مافي؟؟ فات.. ذهب.. مضى.. تخفى عن عيوننا.. و صورته الوضيئة ما زالت مرسومةً على شغاف القلوب. * ذهب فقيراً لا يملك شيئاً من حطام الدنيا .. وكان أفضل منقب عن الذهب.. سنين عدداً .. يزخرف به هامة معشوقه الجميل. * رحلت.. وما آذيت.. وما سمعنا منك إلا قولة خير.. زول طيب.. ومتفاني! * تقبلك الله في عليين يا سامي بقدر ما أعطيت لوطنك وناديك.. وبقدر قلبك الكبير.. وصدرك الصافي النظيف الذي ما عرف الحقد أبداً.. ولا سكنته ضغينة! * طب في عليائك.. واسكن جنان الخلد.. مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. * إنا لفراقك لمحزونون محزونون ولا نقول إلا ما يرضي الله.. ( إنا لله وإنا إليه راجعون)