حتي ثوار يوليو 1952 يمكن أعتبارهم كأمتداد لحكم الأسر المصرية القديمة والحديثة التي حكمت مصر رغم أن (أسرة يوليو ) قد تغيرت مائة وثمانون درجة مع الأخيرين السادات وبعد إغتياله في العام 1981م مع مبارك ... بعد الأنتهاء من مراسم دفن السادات أنزوي مبارك بطلعت السادات (شقيق المقتول ) وحادثه بهمهمة (بأن رائحة فساده تزكم الأنوف وعليه أن يرعوي ) هذا الحديث كانت قد نقلته بعض وسائل الأعلام المصرية أنذاك ربما ليؤكد الأعلام المصري نظافة ونزاهة هذا الزعيم الجديد من أسرة يوليو الحاكمة ...فالرجل بالفعل كان هكذا رجلا بسيطا لايملك طموح الرئاسة ولهذا السبب وحده نصبه السادات نائبا له وأبان منصبه كنائب للرئيس كان المصريون يتندون عليه بأسم (البقرة الضاحكة أو الرجل الباهت وفي أحدي مسرحيات سعيد صالح يقول رجالنا ثلاث واحد أكلنا المش والثاني علمنا الغش والثالث لايهش ولاينش ) ولم يكن يتوقع هو نفسه بأن يرتقي للمنصب الأول في تلك الدولة لأن الأقدار وحدها هي التي ترمي رؤساء العالم الثالث لتلك السدة ولايحتسبون لها ولايكترثون بعد ذلك لسيرورتها حتي يأتي القدر نفسه ويزيحه عن السلطة والسلطان ..الرأسالمية الطفيلية مع بلوغ أبنائه لسن الرشد والمحسوبية والفساد هي التي أوقعت الرجل في مستنقع الفساد الآسن مع وجود (مال سائب كثير ) من الشرق والغرب من العرب والعجم بأعتبار (أن مصر دولة مؤسسات ومستقرة وبها سوق كبير ) وغياب الرقابة الحقيقية هي التي علمت الناس السرقة والمحسوبية ...الديكتاتوريات تفرز الفساد ومن ثم تعيش في مناخه يبيعون الناس ويشترون ولايعرفون معني (أكتفينا علينا بالترجل للاستراحة ) وكلما أمتدت سنوات الحكم زاد فساده وبطشه لأن السلطة والمال تعمي البصر والبصيرة ...أثنان وثمانون عاما من عمر مديد ثلاثون منها في الحكم (وعندما بلغ والدي عليه ألف رحة من الله عمره الثمانون تنازل عن المشيخة طواعية لأنه لم يعد قادرا علي أدارة شئون قرية منسية في خارطة العالم كان عدد سكانها ستمائة فرد والفا نخلة وثلاث أشكالات حول الأراضي ) فزعامة بلد مسئولية أن لم يخف فيها الرئيس شعبه فأن الرب موجود ولكن زعيم لايؤمن بشعب يراه بأم أعينه يقاسي لايمكنه أن يؤمن برب لم يراه ...مصر بثقلها التاريخي والجغرافي هي التي علمت العرب معني الملكية والأسر الحاكمة وفساد القصور والجواري الكنس ثم نفسها التي علمت العرب معني الثورة ضد الرأسمالية والرجعية والملكية هي التي ألهمت صدام العراق وأسد سوريا وقذافي ليبيا ونميري السودان أن ينقلبوا بأسم القومية العربية ...وهي مرة أخري التي علمت أؤلئك الثوار أن يخلدوا في السلطة وأن يفسدوا في الأرض يقطعون الأوصال والأعناق والارزاق من مصر جاءت (فكرة السجن الحربي والأمن القومي وبيوت الأشباح )هي التي علمتهم كيفية مطاردة الخصوم في الداخل والخارج بأسم الامبريالية والصهيونية والعمالة ...هي التي عملت علي وأد الجزر الديمقراطية في السودان ..لو أن في مصر وعقب ثورتي السودان حكومة ديمقراطية لنعمنا بثوراتنا فقد أوعز عبد الناصر لعبود كيما ينقلب وحتي عندما ثار الشعب ضده جاء بالنميري بأسم القومية العربية وفلسطين وأسرائيل ... وللمرة المائة عندما انقلب الشعب ضد النميري حرض شذاذ الأفاق علي الشعب وجاءوا بالانقاذ بل سموهم وقتذاك (بمجلس الصحابة ) ولان الطيور علي أشكالها تقع ورغم المكائد والتي وصلت ذورتها بمحاولة اغتيال زعيمهم رضوا عنهم ودافعوا لسبب بسيط هو أن لاتكون هناك حكومة ديمقراطية في السودان ...سقوط أخر حكام أسرة يوليو في مصر قد يكون بادرة لخير عميم في السودان ,,لأن الانقاذ ذاهبة الي المزبلة بفعل ثورة أن لم تكن اليوم فهي في الغد القريب وهذه المرة ستدوم الديمقراطية لأن مصر الديمقراطية لن تحرض عسكري ######## أخري بأن ينقلب علي أرادة الشعب ..تلك الأرادة التي ظل يملكها الشعب السوداني أمتلكها الشعب المصري الأن...ثورة الشعب مسألة جديدة في قاموس الحياة السياسية في مصر ولعلها تصدرها كما صدرت كل المساوئ لمحيطها القريب ....
الثورات الحقة تصنعها الشعوب وهي تثور عفوية بلا ضابط او قائد وفي منتصف الطريق تأتي قيادات قد تكون قديمة ومستهلكة تجدد نفسها في اليوم الأخير لهبة الشعب وقد تكون حديثة صنعتها الثورة نفسها أو لحق بها علي حين غرة ... والسؤال هنا عن دور بعض القيادات التي أنهكها النظام المصري في سجونه ..أين أيمن نور مؤسس حزب الغد والذي نافس مبارك علانا جهارا في انتخابات 2005 م وهو الذي ذاق مرارة سجون الديكتاتورية بتهمة ########ة (تزوير تواقيع ) بينما مبارك زور الانتخابات برمتها ..المهم لم نعد نسمع له صوتا ولاحتي لقاءا واحدا في قناة محرضة كالجزيرة فالرجل بعد أن خرج من السجن صار كسيرا فقد طلق رفيقة كفاحه بوشايات مدبرة من رجال الأمن ثم ألبوا عليه أعضاء حزبه ولم يعد نافذا بأمر السلطات الأمنية لو أن للثورة قائد وللمرحلة رجل كان هذا الأيمن من رجال المرحلة لأنه جاهر بالعداء علانية وعوقب علي مجاهرته ...والرجل الأخر الدكتور سعد الدين أبراهيم مؤسس مركز أبن خلدون والذي أذاقوه هو الأخر ويل الثبور في سجونهم ...لم نسمع له صوت في الهبة وكان جهورا عندما كان الناس يمهسون ويخافون ..رأيته في المظاهرة التي سيرتها الجالية المصرية أمام البيت الابيض ثاني أيام الأنتفاضة المصرية وقد بدا الرجل باهتا وشائحا وشائخا وغير مركز فسجون العالم الثالث وخاصة عندما تكون معارضا للنظام تشوه الشخصية وتفقد ا لذاكرة ... أما البرادعي فهو من يريد أن (يأكلها جاهزة ) فقد فرفر قليلا عقب أنتهاء مهمتمه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع التهديد الأول غادر مصر ليقضي باقي عمره في فيننا التي أحبها ثم عاد ليفرض نفسه في الساحة السياسية المصرية ولكنه وحتي وأن كان صاحب الصوت الاعلي بين الصائحيين فأن قبوله في الشارع السياسي والعام في مصر قليل ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
شعبان شريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست