|
الإنقـاذ ليست المسؤول الوحيـد عن إنفصال الجنوب.
|
ولأنها خارج السلطـة، إعتقدت أحزاب البؤس والفشل أنها بمنأى عن المحاسبـة عن إنفصال الجنوب، وبدأت تجهيز كبش الفداء الجاهـز على رأس السلطـة. بل أعتقد ان الموافقة على تقرير المصيـر للجنوبين هو أفضل عمل قامت به الإنقاذ، لأنه به تم حقن دم السودانيين شمالا وجنوبا.. والإنفصال لا يعنى أى شئ، ناس الله خلقها فى تلك الأرض ويريدون أن يديروا شؤونهم بأنفسهم وقرروا ذلك.. فما المشكلة.. السياسيون الحزبيون الطائفيون هم الذين زرعوا قرار الإنفصال فى الجنوبيين عبر العقــود، والان يحصدون ما زرعوا.
الطبقـة الحاكمة فى الخرطوم ابت عبر خمسين عاما الاستماع لصوت العقل.. وأبت ان تقيم العدل والحق بين المواطنين، واعتمدوا النمط الموروث للحكم، بمفهوم ان الحكام اسياد وان الشعب مســود. حين هم خدام الشعب مثل النقابة التى مهمتها خدمة الجمعية.. وقد ورثوا هـذا المفهوم السيادى للحكم من الإنجليز، لأن الإنجليز كانوا فعلا اسياد مستعمرين، فهم إذا كانوا إمتدادا للإنجليزى المستعمـر.. فتحولوا الى مستعمرين وطنيين.. بل ان المستعمر هو الذى صنعهـم وجعلهم قادة عندما لم يكونوا قبله شيئـا مذكوراً.. أعطاهم الاراضى وجعلهم اغنياء.
هـذا هو اساس مشكلة السـودان، وسـوف ينفصل اقليم دارفور لو صارت الامور فى الخرطوم بذات الصـورة التى عليها اليوم، وسينفصل الشرق.. وأتمنى أن لا تلجأ الحكومة الى الطريقة المنتظرة بعـد إنفصال الجنوب، وأعنى بها اللجوء الى البطش لتخويف باقى الأقاليم.. هـذا الاسلوب لو كان مجديا لما إنفصل الجنوب ولما تسعـرت الحرب فى دارفـور.
على الحكومة ان تنشئ وزارة جديدة تسميها وزارة الوحدة، على غرار وزارة الوحدة فى كوريا الجنوبية، مهمتها تطوير العلاقات بين الجنوب والشمال وحفز التعاون التجارى والإقتصادى والتواصل الإجتماعى، فكثير من الاسر ستكون موزعـة بين الســودانين وتحتاج لجهـة منسقـة.. وأقترح د. أحمـد المفتى ليرأس هـذا الوزارة لنزاهته وحياده.
.
|
|
|
|
|
|