|
|
|
 Re: كتاب توثيقي عن منطقة كلي - للدكتور حيدر وقيع الله (Re: هجو الأقرع)
|
الاخ علم الدين
الاخ بدر
الاخ هجو
تحيات وسلام وشكرا للاحتفاء
بالتاكيد كل منطقة من بلادنا تاريخ يحتاج لتوثيق وكتابة
وارجو ان افشي من صفحات الكتاب في حضرتكم وقبل النشر شيئا من فصولهوابدا بالتقدمة التي اتحف بها الكتاب البروفيسور يوسف فضل حسن المؤرخ المعروف...
كلي الأرض – التراث – الناس :من التراث السوداني
تقديم
البروفسير يوسف فضل حسن
لقد عبرت في أكثر من مناسبة عن سعادتى لانتشار ظاهرة التوثيق التي ازدهرت في الفترة الأخيرة في المجموعات والقرى والمدن , لما في مثل هذه الجهود من توثيق لتاريخ المجموعات وتاريخ اندماجها في المحيط القومي،ولما في ذلك التوثيق من سد لثغرات عديدة في معرفتنا بدقائق وتفاصيل المجموعات السودانية .
وانطلاقا من هذه الرؤية ابتدرنا في شعبة أبحاث السودان، بكلية الآداب في جامعة الخرطوم، في منتصف ستينات القرن العشرين، مشروعا لتوثيق المجموعات السودانية سميناه سلسلة دراسات في التراث السوداني، ومازالت هذه السلسلة توالي صدورها تحت رعاية معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية .
إن هذه الجهود التوثيقية ترفد – بلا شك - المجرى العام لتاريخ السودان، وتفتح أمام المؤرخين ما يكنزه الرواه المحليون من معلومات شفوية، وروايات تاريخية، وهي إن لم تهدف إلى كشف حقائق التاريخ التي حدثت، فإنها تعكس محاولات الجماعات المحلية لتبرير مواقفها من هذا التاريخ مما يخدم حاضرها ومستقبلها، ويمكن للمؤرخ استخلاص الحقائق التاريخية المضمنة في هذه الروايات باستخدام مناهج التحقيق المختلفة .
ومن بين هذه المحاولات يأتي هذا المؤلف : ( كلي الأرض – التراث – الناس :من التراث السوداني ) . معتمدا علي منطوق الرويات التاريخية الشفوية التي توافر المؤلف على جمعها طوال ستة أعوام، وهي نقطه إيجابية تحسب له . وللتوثيق نفسه قيمة كبيرة في حفظ المعلومات ونقلها من قلوب الرجال الي بطون الكتب . فقد بذل الدكتور حيدر وقيع الله جهدا كبيرا في الالتزام بمنهج دقيق في جمع مادة كتابه ما استطاع إلي ذلك سبيلا . ويقول المؤلف عن منهحه في التوثيق " رأينا أن ننهج في هذا التوثيق طريقه راعت السلاسة والسهولة عن طريق الممازجة إلي الأسلوب العفوي في السرد والتدوين، بعيدا عن التعقيد والابتذال اللغوي، هذا مع الالتزام والانتباه والدقة حيث تمت مقارنة المعلومات التي أتيحت عن طريق الرواية الشفوية، وقد سجل كثير منها بأجهزة التسجيل، وقبل أن يتم تفريغها، ومن ثم صياغتها في السياق الذي اتخذه الكتاب، وقد تم جمع هذه المادة من العديد من الرواة والشخصيات التي اختلفت في مستواها العمري والثقافي والجغرافي في مدى جاوز ستة أعوام .
هناك بعض الإجراءات العلمية المتبعة في حالة الاعتماد علي الرواية الشفوية لتحويلها من " تاريخ الناس كما يروونه إلي تاريخ الناس كما حدث ": من تحقيق وتحليل للرويات بغرض استخلاص الحقيقة التاريخية من السياج الدرامي الذي تبنته المخيلة الشعبية حول الوقائع، ثم مقارنة هذه الحقائق بالوثائق وبالتاريخ المدون إن وجد ثم إيراد المعلومات الأولية حول الرواية والراوي وظروف الجمع والتسجيل مما يمكن الباحثين من الإفادة من الرواية بطرق جيدة، ربما لم يتعرض لها المؤلف، أو الرجوع إلي الراوي لاستيضاح أو إكمال بعض الغموض من أمر الرواية .
بطبيعة الحال فإن هذه الموجهات تكون ضرورية ومطلوبة من الباحث المتخصص في التاريخ بعامة والتاريخ الشفوي بخاصة، أما في حالة الدكتور حيدر فنحن لانملك إلا أن نشد على يده، ونحمد له انتباهه لأهمية هذا التوثيق ونشكره على تحمله هذه المسئولية العظيمة، والتي أكد أنه أهل لها كما يتضح في هذا الكتاب .
لم تكن هذه هي التجربة الأولي للدكتور حيدر في الكتابة، فقد اكتسب قلمه الرشاقة اللازمة في عملين سابقين، فقفز فوق حواجز التعبير . وبين صفحات هذا الكتاب ما يؤكد سلاسة أسلوبه، وبراعته في اللغة العربية وهو أستاذ لها . فجاء كتابه جزلا سهلا، عذبا ممتعا، ومؤنسا لا يمل . والحق فقد استمتعت به طوال بضع سهرات رمضانية فارتبط بمذاق المشروب السوداني " الحلو مر ". ولكم أعجبتني منه طرفة، فعدت إليها بعد أن تجاوزتها بصفحات، فتملأ وجهي ابتسامة مرحة، أو بدأت في قراءة سطور عن أحداث مؤلمة فجعت فيها منطقة كلي فتجاوزتها على عجالة . وفي الحالتين يملك المؤلف زمام اللغة، فيفعل بمشاعرك ما يشاء يضحكك ويبكيك، وأنت لا تملك إلا أن تلتهم السطور التهاما .
يعكس الكتاب بصدق متناه " الروح الجمعية " لأهالي منطقة كلي الزاخرة بتراث من خلال حكاويهم. ومناكفاتهم فيضج بالمرح العذب والسخرية اللاذعة، ويعكس تعاونهم وتعاضدهم في المناسبات والملمات متناولا في ذلك مختلف طقوس دورة الحياة في المنطقة وأبطالها الشعبيين مستخدما أسلوبا عميق الوصف فكأنك تشاهد ما يصف على خشبة المسرح . ويبدو أن في ذاكرتي دورا من تصوير هذه المشاهدة، فمعظم ما وصفه من أحداث عشت وشاهدت مثيلا لها . في منطقة المحمية وقراها ( تبوره، سقادي المطمر وقباتي في شرق النيل ) . وحتى الشخصيات التي رسمها تشبه شخصيات أعرفها، بل أجدني أحيانا أضع شخصياتي في مكان شخوصه، هل لتماثل الأحداث والمحيط الذي تدور فيه أم لدقة وصفه ؟ لست أدري !.
أرجو أن يعذرني القارئ الكريم، إذا أسهبت في هذا التقديم فالكتاب بالحق زاخر بالمشاعر الإنسانية والعواطف الفياضة والذكريات المتدفقة فهو يعمرك عمرا . وهو جدير بالقراءة .
ولكم يسعدني أن يجد قلمي بضعة أحرف لتقديم هذا الكتاب والترحيب به ضمن مشروعنا التوثيقي وفي المكتبة السودانية بوجه عام .
بري في الثاني من ذي القعده 1431 هــ
الموافق العاشر من اكتوبر 2010
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب توثيقي عن منطقة كلي - للدكتور حيدر وقيع الله (Re: أبوتقى)
|
كم نحن سعداء اخي د.حيدر ( ابو تقي ) ان تخص المنبر بنشر مقدمة بروف يوسف فضل والتي تجعل القاري يتلهف عليه ... وكم نحن سعداء بهذا الجهد التوثيقي والذي امل ان يعمم في كل ارجاء السودان ... ونامل ان نفرد بوست بعد نشر نتناول فيه ما يرد في الكتاب نقدا وتحليلا .. مع خالص امتناني للاجلاء بمرورهم وللدكتور (ابو تقي ) .. ونحن في الانتظار ,,
| |
|
|
|
|
|
|
| |
علم الدين الخواض
بدر الدين اسحاق احمد
هجو الأقرع
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست