من حطام الكنيسة إلى "حطام" السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2011, 10:34 AM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من حطام الكنيسة إلى "حطام" السودان

    راجح الخوري
    لم يطلب البابا بينيديكتوس السادس عشر من زعماء العالم حماية المسيحيين الاقباط في مصر بعد المجزرة البشعة التي شهدتها الاسكندرية ليل رأس السنة.
    ربما كان على امام الازهر الشريف احمد الطيب الذي ندد بالهجوم الارهابي، ان يقرأ جيدا كلمات البابا الذي قال حرفيا:

    "في مواجهة التوترات التي تحمل تهديدا في الوقت الراهن وامام اعمال التمييز والتجاوزات وخصوصا مظاهر التعصب الديني، الاقوال لا تكفي، بل يتعين على مسؤولي الامم ابداء التزام عملي وثابت".

    ليس في هذا الكلام اي شكل من اشكال التدخل في شؤون مصر الداخلية. التدخل العاصف والاجرامي جاء عن يد الارهابيين الذين نفذوا مجزرة الكنيسة. على الاقل وفق ما قاله الرئيس حسني مبارك من ان الدلائل تشير الى "تورط اصابع اجنبية تريد ان تجعل من مصر ساحة لشرور الارهاب".

    ❐ ❐ ❐

    في الاساس والجوهر، كل حديث عن حاجة المسيحيين في مصر والعراق واي بلد من هذه المنطقة البائسة، التي يشدها البعض الى التطرف والتعصب ورفض الآخر، انما يشكل ادانة صارخة للانظمة السياسية وللمسؤولين في هذه المنطقة.

    وبالتأكيد على طريقة "لقد أُكلت يوم أكل الثور الابيض"، فإن الدعوة الى حماية المسيحيين في الدول الاسلامية من القتل والتنكيل، انما تشكل غلالة رقيقة لا تخفي الحاجة الملحة الى حماية المسلمين انفسهم من القتل والتنكيل على ايدي الارهاب والتطرف، ومن لا يصدق، فهذه الدماء في الجزائر لا تزال حارة، وها هو الارهاب وقد ضرب في امكنة كثيرة في قلب الدول الاسلامية.

    طبعا لا يكفي ان يقف الرئيس المصري ليتحدث الآن عن اصابع خارجية، بعد مسلسل طويل من الكر والفر ساعة بالنار وساعة بالدم بين المسيحيين الاقباط والمسلمين المتشددين، وخصوصا الآن بعد اسبوعين من بيان "القاعدة"، الذي هدد بضرب كنائس في مصر وبينها كنيسة القديسين التي تعرضت للهجوم.

    هذا لا يكفي ابدا، ليس خوفا على الاقباط في مصر فحسب، بل خوفا على المسلمين فيها، لا بل خوفا عليها. فلا هذه مصر ولا هذا تاريخها ولا هو دورها التنويري. نعم ليس خوفا على المسيحيين في مصر بل خوفا على مصر التي تحتاج الى استذكار دورها الواعي المفترض الذي يتراجع.

    والذين اختاروا معايدة الاقباط بالحديد والنار والدم والاشلاء وقد ملأت جدران الكنيسة، لن يردعهم وجدان او ضمير عن معايدة المسلمين غدا بالاسلوب الارهابي اياه يضرب في الجوامع، ولنا مما يحصل في العراق ما يكفي لنقع في ذعر على مصر كما على اي دولة عربية او اسلامية، يقصّر فيها النظام وتتراخى الدولة الى درجة سمحت وتسمح بأن تكون تلك المنطقة مسرحا مفتوحا على المآسي والدماء والقتلى.

    ❐ ❐ ❐
    لم يعد الكلام يكفي احدا او يغطي احدا. فهناك دائما "خارج" و"اصابع خارجية" منذ قيام الشر في البشرية كان هناك "خارج شرير".

    لكن السؤال الاهم: ماذا فعل الداخل المسؤول؟ ماذا فعل النظام الذي يفترض ان يمنع "الاصابع الخارجية"؟

    لا حاجة بأحد الى البحث عن الاجوبة، فليست جثث الاقباط وحدها التي مزقها الانفجار. ثمة مساحة كبيرة من هيبة النظام والسلطة والدولة تمزقت وسالت منها الدماء. والانظمة تنزف مثل الناس وتهوي مثل القتلى وتموت مثل البشر.

    ❐ ❐ ❐
    ان طوفان بيانات الادانة والتنديد لن يتوقف بعد المذبحة المروعة، لكن ما يثير الذعر ان شبابا مصريين انهمكوا في الاسكندرية والقاهرة في مطاردات ومواجهات وهم يصيحون: "بالروح بالدم نفديك يا صليب"، وهو ما يناقض روح الصليب ومعناه وقيمته وبشارته وتضحيته ومن سُمّر عليه. وفي المقابل صاح اشقاؤهم في الوطن والهوية: "بالروح والدم نفديك يا محمد"، وهو ما يناقض روح الاسلام وتسامح الاسلام وهداية محمد.

    ان المثير في كل هذا، لا بل المرعب، انك تتحدث عن مصر وارثة الحضارات وليس عن نيجيريا وروح القبائل. المرعب اكثر ان صراخ الشباب في هذا الجانب او ذاك: "بالروح بالدم" يطعن المسيح بحربة جديدة ويسمّره مجددا على الصليب، ويطعن الاسلام في جوهره ورسالته التي اوصلته ذات يوم الى الاندلس والصين ليس بالسيف وحده بل بالفكر والتسامح.

    المرعب ان صراخ الشباب طغى على كلام حسني مبارك، الذي يدرك الآن اكثر من غيره ان الهجوم الاجرامي على الكنيسة، ليس مجرد لفح من "رياح الموصل" المجنونة يضرب في الاسكندرية بل في اعمدة النظام ومرتكزات السلطة وفي ابواب الجمهورية.

    بالتأكيد يصبح الامر مثيرا للذعر اكثر، عندما نطل من حطام الكنيسة في الاسكندرية على "حطام" السودان. فبعد ايام يقرر جنوب السودان المسيحي الانفصال بعد حروب ومآس. وثمة من سيتذكر في مصر ولو مجرد تذكّر، ان الاقباط 12 مليون نسمة . ان مجرد التفكير بهذا مأساة ترسم صورة شرق يتمزق!

    لكن المهم ان تتذكر منظمة العمل الاسلامي، التي ستعقد قمتها في 16 و17 آذار المقبل في شرم الشيخ، ان ما جرى في الاسكندرية ليس مجرد نسف كنيسة بل تفخيخ، لن يلبث ان يدمر الانظمة العربية والاسلامية كلها، وان المنتصر الوحيد في كل هذه الفواجع هو الصهيونية!

    *نقلاً عن "النهار" اللبنانية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de