|
حقوق الاموات ( اسئلة ليست للاجابة )
|
( مدخل ) بعد ان وضعت الحرب بين امريكا وفيتنام اوزارها في العام 1975 , اعلن الامركان انهم فقدو مايربو على 58 الف جندي وانه تبقى رفات حوالي 2000 جندي امريكي لم تعد الى ارض الوطن بعد . كان كلينتون هو اول رئيس امريكي يزور فيتنام منذ زيارة الرئيس الاسبق نيكسون عام 1968 , وكانت زيارته في العام 2000 وحرص على زيارة موقع للتنقيب عن بقايا جنود امريكان في فيتنام, وبالمناسبة كان هو الرئيس الذي اعاد العلاقات رسميا مع فيتنام في العام 1995 وجعل مساعدة فيتنام في البحث عن رفات الجنود الامريكيين شرطا اساسيا لعودة هذه العلاقات. في عام 2008 قام الرئيس بوش بزيارة الى فيتنام حرص خلالها على زيارة المركز الامريكي الفيتنامي المشترك لمعرفة مصير الاسرى والمفقودين واعلن المركز ان هناك حوالي 1500 مفقود ( يعني لقو 500 خلال 8 سنوات من التنقيب ولسة مستمرين) وليس ببعيد عن الاذهان عملية تبادل اسرى حزب الله اللبناني مع رفات الجنود الاسرائليين في يوليو 2004( اسرى بشحمهم ولحمهم مقابل بقايا ادمية ) وكانت الصفقة بتسليم اسرائيل رفات ثلاث جنود بالاضافة للاسير ضابط الاحتياط إلحنان تننباوم، مقابل 400 اسير فلسطيني و23 لبناني ( حيين يرزقون ويمشون على ارجلهم). ( موتانا وشهداؤهم) ومنذ ان وضعت الحرب اوزارها في السودان بعد توقيع اتفاقية نيفاشا المثيرة للجدل , والوفود من الجانبين في حالة زيارات لاتنقطع. وتشكلت عشرات اللجان ان لم تكن المئات , ولم نسمع يوما بلجنة تهتم بمن قتلو ( او استشهدوا) في تلك الحرب الطويلة. الان ونحن في طريقنا الى استفتاء شعب الجنوب ( والذي اتضحت نتائجه تماما منذ الان) يطرأ على اذهاننا الاسئلة المشروعة التالي: مامصير الاموات من ابناء السودان في هذه الحرب؟؟؟؟؟؟ وهل اغفلت اتفاقية نيفاشاء حقوقهم؟ الا يحق لذوي الذين قتلو من اجلنا ان يعرفو مصير رفات ابناءهم؟ هل سنترك بقايا ابناءنا في دولة اجنبية؟ الا يحق لاهلنا بمقابر تخلد ابناءهم( وعليها نصب تذكاري يحمل اسماءهم ) يستطيعون ان ياتو ليترحموا عليهم فيها ؟ بعد ان حرموا من القاء النظرة الاخيرة عليهم. نعرف تماما اننا لسنا امريكاء او اسرائيل او ............ في اهتمامها وتمجيدها لحقوق جنودها . والاصرار على احضار رفاتهم لترقد بسلام على الارض التي دافعوا عنها ( بغض النظر عما يحملونه من ايدولوجيا) ام اننا مازلنا بعيدين كل البعد عن احترام موتانا ؟ لماذا لم نسمع بمباحثات بين الشريكين عن رفات اي من الطرفين وماوضعها بعد الانفصال ؟ ولم نسمع يوما رئيسا او مسؤولا زار الجنوب ووقف على قبر من ماتو هناك ,. ان كان كان للاحياء حقوق ( مما قمنا الناس تكورك ساكاها ) فللاموات ايضا حقوق ( ولاصوت لهم ليجعرون به) , وتكريمهم هو لب هذه الحقوق , واعادة رفاتهم لتدفن في ارض الوطن هو عين اللب. فالدول التي لاتكرم موتاها والمدافعين عنها , هي دول بالاساس لاتكرم الاحياء فيها , وبقدر حرص الدولة على رفات جنودها تكون حريصة على ابناء شعبها الاحياء . والسؤال هنا للنظام الحاكم وحزبه الاسلاموي : هل ستتركون رفات من كنتم تسمونهم بالامس اخوانا مجاهدين في دولة اجنبية ؟ ولا نسأل عن رفات ابناءنا , فنحن نعلم تمام العلم انكم لاتهتمون بالاحياء منا , ناهيك عن موتانا.
|
|
|
|
|
|