|
الأمل الكاذب ..!!
|
(*)
حكومة ترفل في ثوب العافية وشعب بائس يتحدث كل عاطل وفاسد بإسمه كيفما أتفق , ويهرول المعارضون بإسمه نحو أكل أموال اليتامى والأرامل والمعذبون في الأرض ولا ينسون في طريق كنسهم لكل متردية وميتة إلى إلتهام ماترمي به الحكومة أيضاً من فتات ..
البشير متربع على عرشه ولا يجرؤ غيره من رؤساء دول العالم الأول والثالث والأخير على تهديد شعبه بقوانين أكثر تشدداً , ليس لأنه فرعون ومفتري فحسب , بل لأنه حفظ قوانين اللعبة تماماً وأجاد لعبها , ليس أمامه من عقبة سوى معارضة تسبح بحمده ليلاً وتشتمه نهاراً لذر الرماد في العيون , معارضة يقودها سيد صادق وإبنه عبدالرحمن يعتبره البشير إبنه الذي لم ينجب , أي مأساة يعيشها هذا الوطن الذي أبتلاه الله بحكومة ليس أتفه منها وأكثر فساداً إلا معارضتها التي تأكل مال النبي وتجر جسد الوطن بالشوك , فكأن جلده ليس من جلدها في شئ ..
ثم الحركة الشعبية وما أدراك ما الحركة الشعبية , هذه التي باعت للجنوبي الأحلام , وظل هو هو يغسل السيارات ويبيع السيجار المستورد على قارعة الطريق , بينما ينشغل أهل المال والسلطة في الجنوب بالعلم الجديد والسلام الجمهوري الجديد وغيرها مما تعلمه شركاء الحكم لست سنوات لم يفعلوا فيها شيئاً سوى أنهم تلقوا كورساً مكثفاً في الفساد والإفساد والبطش والتنكيل وغجادة المراوغة السياسية الفجة ..
وطن عرف فيه من عرف من ذوي الحظوة ثلاثة طرق للثراء جميعها تخرج من عباءة العمل السياسي , فالحكومي متورم شبع والمعارض متورم متورد الخدين ومن لم يحظى بهذه أو تلك لبس قميص من الناشط والناشطون هؤلاء هم أسوأ من أكل أموال المنظمات بالباطل ..
والشعب .. يال هذا الشعب الذي نشط هو أيضاً في بيع كل شئ , ترك الوطن للحكومة ومعارضتها وناشطيها وتفرغ للركض خلف لقمة عيشه , فلم يعد يحفل بمن يحكم ومن يسوس ومن يعارض ومن ينشط ..
البشير وضع رجل على رجل وأفترى وتفرعن وتيسر له كل ماتيسر للطواغيت الكبار , ولكن هؤلاء الطواغيت لديهم من يتربص بهم ويعمل على محاسبتهم إلا أنه وضع تحت إبطه كل شئ بعد أن صارت المعارضة (معارضة السرور) معارضة تصرف عليها حكومته وتدللها فلا اليسار تقدمياً ولا اليمين رجعياً , كلهم يمسك بآلة حاسبة يحسب مكتسباته من فتات أموال البترول ويسوقون للشعب أملاً كاذباً ..!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 01-01-2011, 00:28 AM)
|
|
|
|
|
|